الفهرس

سُورة المدثر
نزول السورة سورة المدثر من السور المتفق على مكيتها ينظر: تفسير مقاتل (٤/ ٤۸۷)، وبحر العلوم (۳/ ٤۲۰)، والبيان لابن عبد الكافي (ق ٦٦/ ب) وقال: "في قولهم جميعًا"، والتنزيل وترتيبه (ق ۲۲۲/ ب)، والبيان للداني ص (۲٥۸)، والنكت والعيون (٤/ ۳٤۱) وقال: "عند الكل"، والوسيط (٤/ ۳۷۹)، ومعالم التنزيل (۸/ ۲٦۳)، والكشاف (٤/ ۱٥٦)، والمحرر الوجيز (۱٦/ ۱٥٤) وقال: "بإجماع من أهل التأويل"، وزاد المسير (۸/ ۱۱۹) وقال: "بإجماعهم"، والتفسير الكبير (۳۰/ ۱٦۷)، والجامع لأحكام القرآن (۱۹/ ٥۹) وقال: "في قول الجميع"، وتفسير الخازن (٤/ ۳٦۱)، والبحر المحيط (۱۰/ ۳۲٤)، وتفسير البيضاوي (۲/ ٥٤۱)، والبرهان (۱/ ۱۹۳)، وبصائر ذوي التمييز (۱/ ٤۸۸)، ومصاعد النظر (۳/ ۱۳٤) وقال: "إجماعًا"، وتفسير الجلالين ص (۷۷٥)، وتفسير أبي السعود (۹/ ٥٤)، وفتح القدير (٥/ ۳۲۱)، وروح المعاني (۲۹/ ۱٤۳)، وتفسير القاسمي (۱٦/ ۳۲۸)، والتحرير والتنوير (۲۹/ ۲۹۱).. ويدل لذلك ما يلي: ۱ - ما ثبت عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -؛ أنه قال لمن سأله: أي القرآن أنزل قبل؟ قال {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (۱)} قيل: أو اقرأ. قال جابر: "أحدثكم ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "جاورت بحراء شهرًا، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي، فلم أر أحدًا، ثم نوديت، فنظرت فلم أر أحدًا، ثم نوديت، فرفعت رأسي، فإذا هو على العرش في الهواء - يعني: جبريل - عليه السلام - فأخذتني رجفة شديدة، فأتيت خديجة هي: أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، أم أولاده - صلى الله عليه وسلم - كلهم إلا إبراهيم، أول من صدقت ببعثته مطلقًا، أثنى عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يثن على غيرها، توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل غير ذلك. ينظر: الاستيعاب (٤/ ۳۷۹ - ۳۸٦)، وأسد الغابة (۷/ ۷۸ - ۸٥)، والإصابة (٤/ ۲۸۱ - ۲۸۳).، فقلت: دثِّروني، فدثَّروني، فصبوا عليَّ ماء، فأنزل الله - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (۱) قُمْ فَأَنْذِرْ (۲) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (۳) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة المدثر (٦/ ۷٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (۱/ ۱٤٤) رقم (۱٦۱). وفي هذا الحديث دلالة على أن أول سورة أنزلت هي المدثر، وليس الأمر كذلك، فإن أول سورة أنزلت سورة اقرأ، والمراد بالأولية في الحديث - والله أعلم - أولية مخصوصه بعد فترة الوحي، أو مخصوصة بالأمر بالإنذار، لا أنها أولية مطلقة، كما قال ابن حجر - رحمه الله تعالى - في الفتح (۸/ ٦۷۸).. ۲ - ما روي عن ابن عباس أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (۸/ ۳۲٤)، وفتح القدير (٥/ ۳۲۱)، وينظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (۳/ ۱۳۲).، وابن الزبير أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (۸/ ۳۲٤)، وفتح القدير (٥/ ۳۳۱). - رضي الله عنهم -؛ أن سورة المدثر نزلت بمكة. ۳ - أنها معدودة ضمن القسم المكي في الروايات التي عددت المكي والمدني ينظر: تنزيل القرآن ص (۲۳) وفضائل القرآن لأبي عبيد ص (۲۲۱)، وفهم القرآن ص (۳۹٥ - ۳۹٦)، وفضائل القرآن لابن الضريس ص (۳۳)، والبيان لابن عبد الكافي (ق ۱۲/ أ)، والفهرست ص (٤۲)، والبيان للداني ص (۱۳۳ - ۱۳٤ - ۱۳٥)، ودلائل النبوة (۷/ ۱٤۲)، وفنون الأفنان ص (۳۳۷ - ۳۳۸)، وجمال القراء (۱/ ۷)، والجامع لأحكام القرآن (۱/ ٦۱ - ٦۲)، والمدد في معرفة العدد (ق ۳٥/ ب)، وفضائل القرآن لابن كثير ص (۱٦۳ - ۱٦٤)، والإتقان (۱/ ۸۱).. الآية المختلف فيها * قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ... } الآية [۳۱]. نسب القول باستثناء هذه الآية إلى مقاتل - رحمه الله تعالى - ينظر: زاد المسير (۸/ ۱۱۹)، والبحر المحيط (۱۰/ ۳۲٤)، ومصاعد النظر (۳/ ۱۳٤)، ولم أجده في تفسيره.، ولم أجد له دليلًا لعل الباعث وراء استثناء هذه الآية هو ما جاء من ذكر أهل الكتاب فيها، واليهود إنما كانوا بالمدينة، وهذا معارض بالآيات المكية التي تحدثت عن أهل الكتاب، فكم من الآيات التي تكلمت عنهم في العهد المكي، كفاتحة الكتاب، وكقوله تعالى {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [الأنعام: ۱۱٤]، والآيات في هذا كثيرة، فلا يستقيم القول بمدنية هذه الآية استنادًا على نزولها في أهل الكتاب.، ولذا فالآية مكية، ولا يصح استثناؤها، والله أعلم.