الكتاب: صحيح أسباب النزول - دراسة حديثية -
المؤلف: إبراهيم محمد العلي
قدم له: صلاح عبد الفتاح الخالدي
الناشر: دار القلم للنشر والتوزيع، دمشق
الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م
عدد الصفحات: 326
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (۷۷)} [آل عمران: ۷۷]. ۷٤ - عَنْ أَبِي وَائِلِ رَحمه الله قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّهِ - رضي الله عنه -: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللّهَ وَهُوَ عَلَيْه غَضْبَانُ"، فَأَنْزَلَ اللّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} فَقَرَأَ إلى {عَذَابٌ أَلِيمٌ}، ثُمَّ إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ - رضي الله عنه - خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَال: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: فَحَدَّثْنَاهُ، قَالَ: فَقَالَ: صَدَقَ، لَفِيَّ وَاللهِ، أُنْزِلَتْ، كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: "شَاِهدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ ". قُلْتُ: إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلَا يُبَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ"، فَأَنْزَلَ اللّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذه الْآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أخرجه البخاري برقم: ۲٥۱٦، ومسلم برقم: ۱۳۸، والترمذي برقم: ۲۹۹٦، وابن ماجه برقم: ۲۳۲۳ بدون الآية، والحميدي برقم: ۹٥، والطيالسى برقم: ۲٦۲، ۱۰٥۰، ۱۰٥۱، والنسائي في الكبرى برقم: ٥۹۹۱، ٥۹۹۲، ۱۱۰٦۲، وأحمد: ۱/ ۳۷۷، ۳۷۹، ٤۱٦، ٤۲٦، والطبراني في الكبير: ۱۰۹۱۳، والبيهقي: ۱۰/ ۱۷۸، والواحدي: ۱۱۰، وابن حبان برقم: ٥۰۸٤، وابن الجارود برقم: ۹۲٦. ويرى شيخنا العلامة فضل عباس حفظه الله أن هذا الحديث يصلح تفسيراً للآية وليس سبباً للنزول كما في إتقان البرهان: ۱/ ۲۹۲..
۷٥ - وهناك سبب آخر للنزول: فقد جاء عن عبد الله بن أبي أوفى رضي اللّه تعالى عنه: أن رجلاً أقام سلعة وهو في السوق، فحلف باللّه لقد أعطي بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلاً من المسلمين، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}أخرجه البخاري برقم: ۲۰۸۸، والحاكم: ۲/ ۱۰ برقم: ۲۱٥۱، والبيهقي: ٥/ ۳۳۰، والواحدي في أسباب النزول: ص ۱۱۱ - ۱۱۲، وزاد السيوطي عزوه في الدر: ۲/ ٤٤ لعبد بن حميد وابن المنذر. ولا منافاة بين السببين، ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعاً، ولفظ الآية أعم من ذلك..