الفهرس

سُورة الفاتحة
سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم
[۷۹] عن أبي سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أُجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} سورة الأنفال آية رقم ۲٤.؟ " ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد". ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد للّه رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".
• أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب ما جاء في فاتحة الكتاب ۸/ ۱٥٦ رقم ٤٤۷٤ وفي باب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ۸/ ۳۰۷ رقم ٤٦٤۷.
وفي باب: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۸/ ۳۸۱ رقم ٤۷۰۳ وفي كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۹/ ٥٤ رقم ٥۰۰٦.
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب فاتحة الكتاب ۲/ ۷۲ رقم ۱٤٥۸.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب تأويل قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۲/ ۱۳۹.
وأخرجه النَّسَائِيّ أيضا في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب فاتحة الكتاب ٥/ ۱۱ رقم ۸۰۱۰، وفي كتاب التفسير في سورة الفاتحة ٦/ ۲۸۳ رقم ۱۰۹۸۱ وفي سورة الحجر في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} ٦/ ۳۷٥ رقم ۱۱۲۷٥.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب باب ثواب القرآن ۲/ ۱۲٤٤ رقم ۳۷۸٥.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن في ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني الذي أوتي محمد - صلى الله عليه وسلم - ۳/ ٥٦ رقم ۷۷۷.
وأخرجه الإمام أحمد ۳/ ٤٥۰، ٤/ ۲۱۱.
وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ٥۳۸ رقم ۳۳۷۱.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن الكريم فصل في فضائل السور والآيات ذكر فاتحة الكتاب ۲/ ٤٤۱ رقم ۲۳٥٥ وفي السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب ما يستدل به على أنه لا يجوز أن يكون حديث مسعود في تحريم الكلام ناسخًا لحديث أبي هريرة وغيره ج ۲/ ۳٦۸.

• التعليق:
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هي السبع المثاني" أراد به فاتحة الكتاب هي سبع آيات، سميت الفاتحة مثاني؛ لأنها تثنى في الصلاة في كل ركعة.
وقيل: سميت الفاتحة مثاني؛ لأنها استثنيت لهذه الأمة، لم تنزل على من قبلها، وقيل: سميت مثاني؛ لما لها من الثناء على الله، فهي مفاعل من الثناء، والواحد مثنى، كالمحامد واحدها محمدة. وقيل: المراد من المثاني: القرآن كله. قال الله - سبحانه وتعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: ۲۳] لأن القصص والأمثال ثنيت فيه.
وقيل: إن المراد من المثاني: السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل، قيل لها مثاني، كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني. وفي الحديث دليل على أن إجابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة لا تبطل الصلاة، كما أنك تخاطبه بقولك: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ومثله يبطل الصلاة مع غيره. وفيه أيضًا جواز تفضيل بعض القرآن على بعض، وهو قول إسحاق بن راهويه، وابن العربي وغيرهم من العلماء والمتكلمين. وذهب أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر الباقلاني، وأبو حاتم بن حبان البستي صاحب الصحيح، وجماعة من الفقهاء إلى منع التفاضل واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول، وكلام الله لا نقص فيه.
والجواب أن التفضيل من حيث المعنى لا من حيث الصفة. ومما لا شك فيه أن المعاني تتفاوت وتتفاضل، فمعاني {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (سورة الإخلاص: ۱) أفضل من معاني {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد: ۱) ومعاني {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة: ۱٦۳) أفضل من معاني: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} (الأنعام: ۱٤۳) مع أن الكل مشترك في الصفة وهي كونه كلام الله شرح السنة للبغوي ٤/ ٤٤۷، ٤٤۸، وفتح الباري ۸/ ۱٥٥ والنهاية في غريب الحديث والأثر مادة ثنا ۱/ ۲۲٥..

سورة الفاتحة أفضل القرآن
[۸۰] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له، فنزل، ونزل رجل إلى جانبه، فالتفت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ " قال: فتلا عليه {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
• أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ٥/ ۸۰۱۱ فقال: أخبرنا عبد الله بن عبد الكريم قال: ثنا علي بن عبد الحميد قال: ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك فذكره.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن وذكر البيان بأن قراءة فاتحة الكتاب من أفضل القرآن ۳/ ٥۱ رقم ۷۷٤ - من طريق أحمد بن آدم - غندر - عن علي بن عبد الحميد المعنى به، وقال أبو حاتم بن حبان قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟، أراد به بأفضل القرآن لك. لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض.
وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن في فضيلة فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ۱/ ٥٦۰ وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص فاتحة الكتاب بالذكر ۱/ ۲٦۹ رقم ۹٦۹ من طريق العباس بن محمد الدوري عن علي بن عبد الحميد به.
وأخرجه البيهقي أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر فاتحة الكتاب ۲/ ٤٤٤ رقم ۲۳٥۸ من طريق موسى بن الحسن عن علي بن عبد الحميد المعنى به.
• الحكم على الحديث:
صحيح فقد أخرجه ابن حبان والحاكم في كتابيهما وقد اشترطا الصحة، ووافق الذهبي الحاكم على تصحيحه. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ٤۸٥ رقم ۱٤۹۹ وقال: الحديث صحيح.

الفاتحة خير سورة في القرآن
[۸۱] عن عبد الله بن جابر - رضي الله عنه - قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أهراق الماء إراقة الماء ونحوه: صبه، وأراق الماء يريقه، وأهراقه يهريقه: صبه. لسان العرب مادة روق ۳/ ۱۷۸۱، والمراد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يبول.، فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليَّ، فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليَّ، فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليَّ، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله، ودخلت أنا المسجد كئيبًا حزينًا، فخرج عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تطهر فقال: "عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله"، ثم قال: "ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن الكريم؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها".
• أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱۷۷ فقال: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا هاشم - يعني ابن البريد - ثنا عبد الله ابن محمد بن عقيل عن ابن جابر ... فذكر الحديث.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر فاتحة الكتاب ٥/ ۳۰٥ رقم ۲۱٥۲ من طريق علي بن هاشم عن أبيه به بلفظ: قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فوقفت عليه فقلت: السلام عليك، فلم يرد عليَّ، ثم قلت: السلام عليك، فلم يرد عليَّ، ثم قلت: السلام عليك، فلم يرد، قال: ونهض ودخل بعض حجره، فذكره وزاد في آخره وأحسبه قال: "فيها شفاء من كل داء". شعب الإيمان طبعة الهند.
وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة عبد الله بن جابر ٤/ ٤٥ وعزاه للإمام أحمد.

• ملحوظة:
جاء في شعب الإيمان بتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول ۲/ ٤٤۹ رقم ۲۳٦۷ عن جابر بن عبد الله وهو خطأ والصواب: عبد الله بن جابر كما في طبعة الهند ٥/ ۳۰٥ رقم ۲۱٥۲ وكما عند الإمام أحمد، وقد ترجم له في مسنده - بمسند عبد الله بن جابر - وترجم الحافظ ابن حجر لعبد الله بن جابر هذا في الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٤٥ وذكر حديثه هذا من مسند الإمام أحمد.
• رجال الإسناد:
محمد بن عبيد - بغير إضافة - ابن أبي أمية، واسمه عبد الرحمن الطنافسي أبو عبد الله الكوفي، روى عن الأعمش، وهاشم بن البريد وأبان بن إسحاق وغيرهم، وعنه أحمد وإسحاق ويحيى بن معين وغيرهم. قال النَّسَائِيّ والدارقطني: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة يحفظ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع ومائتين، روى له الجماعة. (التهذيب ۹/ ۲۹۱ ط: دار الفكر، التقريب ۲/ ۸۸).
هاشم بن البريد - بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة أبو علي الكوفي. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، روى عن عبد الله بن محمد بن عقيل وغيره، وعنه محمد بن عبيد الطنافسي وغيره. التقريب ۲/ ۳۱٤ والتهذيب ۱۱/ ۱٦.
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني روى عن أبيه، وابن عمر وأنس وجابر وغيرهم، وعنه حماد بن سلمة والسفيانان وغيرهم، قال يعقوب: وابن عقيل صدوق وفي حديثه ضعف شديد. وقال المديني: كان ضعيفًا، وقال ابن معين: ليس بذاك، وقال العجلي: مدني تابعي جائز الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه يحتجان بحديثه وليس بذاك المتين المعتمد، وقال الترمذي: صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل، قال محمد بن إسماعيل: وهو مقارب الحديث، وقال ابن عدي: روى عنه جماعة من المعروفين الثقات وهو خير من ابن سمعان ويكتب حديثه، روى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقال ابن كثير: يحتج به الأئمة الكبار وكذا قال الشوكاني. (التهذيب ٦/ ۱۳، التقريب ۱/ ٤٤۷، الكامل في الضعفاء لابن عدي ٤/ ۱۲۹، تفسير الحافظ ابن كثير ۱/ ۱۰، فتح القدير تفسير الإمام الشوكاني ۱/ ۱٦، سير أعلام النبلاء ٦/ ۲۰٤).
عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي ذكره البخاري في الصحابة، وقال ابن حبان: له صحبة، وروى أحمد من طريق ابن عقيل عن عبد الله بن جابر قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اهراق الماء ... فذكر الحديث الذي معنا، وروى الطبراني من طريق عبد الله بن أبي سفيان المدني عن جده قال: رأيت عبد الله بن جابر البياضي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا إحدى ذراعيه على الأخرى في الصلاة. الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٤٥.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن.
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث بهذا الإسناد: هذا إسناد جيد وابن عقيل هذا يحتج به الأئمة الكبار، وعبد الله بن جابر هذا الصحابي ذكر ابن الجوزي أنه هو العبدي، والله أعلم، ويقال: إنه عبد الله بن جابر الأنصاري تفسير ابن كثير ۱/ ۱۰.
[۸۲] عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد - وكانت له صحبة - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض فجاج المدينة فسمع رجلًا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستمع حتى ختمها ثم قال: "ما في القرآن مثلها".
• أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۳/ ۱۸۳، رقم ۲۸٦٦ فقال: حدثنا إبراهيم، قال: نا سعد، قال: نا سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك فذكره.
وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ۷/ ۷۷ في ترجمة أبو زيد وقال عنه: غير منسوب، أخرج الطبراني في الأوسط من طريق الحسن بن دينار عن يزيد الرشك فذكره.
• الحكم على الحديث: ضعيف:
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في بسم الله الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب ٦/ ۳۱۰ وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف والحسن بن دينار هو أبو سعيد البصري الحسن بن واصل التميمي، ودينار زوج أمه، قال ابن المبارك: اللّهم إني لا أعلم إلّا خيرًا، ولكن أصحابي وقفوا فوقفت، وقال أحمد: لا أكتب حديثه، قال ابن عدي: قد أجمع من تكلم في الرجال على ضعفه على أني لم أر له حديثًا قد جاوز الحد في الإنكار، وهو إلى الضعف أقرب. (تهذيب التهذيب ۲/ ۲۷٥، لسان الميزان ۲۰۳، الكامل في الضعفاء لابن عدي ۲/ ۲۹٦ - ۳۰۳).
والحديث له شاهد صحيح عن أنس - رضي الله عنه - تقدم في رقم ۸۱.
وشاهد آخر عن عبد الله بن جابر - رضي الله عنه - تقدم في رقم ۸۲.
وبهذا يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره، ويزيد الرَّشك هو: يزيد بن أبي يزيد الضُّبَعي. بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة - مولاهم، أبو الأظهر البصري. يعرف بالرَّشك - بكسر الراء وسكون المعجمة. ثقة عابد، وهم من لَينه، من السادسة، مات سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن مائة سنة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۳۷۲).

هي السبع المثاني والقرآن العظيم
[۸۳] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
• أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۸/ ۳۸۱ رقم ٤۷۰٤. وأخرجه أبو داود في الصلاة باب فاتحة الكتاب ۲/ ۷۲ رقم ۱٤٥۷.
وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير باب ومن سورة الحجر ٥/ ۲۷۷ رقم ۳۱۲٤ بلفظ: الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحاكم في فضائل القرآن باب ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل مثل فاتحة الكتاب ۱/ ٥٥۸ مطولًا وأشار إلى رواية البخاري التي معنا.
وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ٤٤۸.
وأخرجه الدارمي في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ٥۳۹ رقم ۳۳۷٤.
وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ٤/ ٤٤٥ رقم ۱۱۸۷.
وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص فاتحة الكتاب بالذكر ۱/ ۲٦۸ رقم ۹٦۷.

• التعليق:
قال الإمام البخاري في صحيحه: باب ما جاء في فاتحة الكتاب، وسميت أم الكتاب؛ لأنَّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، قال الحافظ ابن حجر: سميت أم الكتاب؛ لأن أم الشيء ابتداءه وأصله، ومنه سميت مكة أم القرى؛ لأن الأرض دحيت من تحتها، وقيل: سميت أم القرآن؛ لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، من الثناء على الله تعالى، والتعبد بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وعلى ما فيها من ذكر الذات والصفات والأفعال واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش، وكره الحسن وابن سيرين وبقي بن مخلد تسمية الفاتحة أم الكتاب وتعقبهم السهيلي، وقال الحافظ ابن حجر: ولا فرق بين تسميتها بأم القرآن وأم الكتاب، ولعل الذي كره ذلك وقف عند لفظ الأم، وإذا أثبت النص طاح ما دونه، وللفاتحة أسماء أخرى جمعت من آثار أخرى منها: الكنز، والوافية، والشافية، والكافية، وسورة الحمد، والحمد لله، وسورة الصلاة، وسورة الشفاء، والأساس، وسورة الشكر، وسورة الدعاء.
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث: هذا نص أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم. ولكن لا ينافي وصف غيرها من السبع الطول بذلك، لما فيها من هذه الصفة، كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضًا كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} (الزمر: ۲۳) فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضا أ. هـ.
قلت: ووصف الفاتحة بأنها القرآن العظيم راجع إلى كونها أعظم سورة فيه، ولم ينزل مثلها في الكتب المنزلة.
وقال الحافظ ابن حجر: قوله - صلى الله عليه وسلم -: هي السبع المثاني والقرآن العظيم معطوف على قوله: أم القرآن. وهو مبتدأ وخبره محذوف، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: والقرآن العظيم ما عداها وليس هو معطوفًا على قوله: "السبع المثاني"؛ لأن الفاتحة ليست هي القرآن العظيم كله وإنما هي من القرآن. ثم وجدت في تفسير ابن أبي حاتم من طريق أخرى عن أبي هريرة مثله لكن بلفظ: والقرآن العظيم الذي أعطيتموه فيكون هذا هو الخبر فتح الباري ۸/ ۱٥٥، ۱٥٦، ۳۸۲، تحفة الأحوذي ۸/ ٥٥۲. والله أعلم.

[۸٤] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قرأتم الحمد الله أي سورة الفاتحة؛ فإن من أسمائها سورة الحمد، والحمد لله، والصلاة ... فتح الباري ۸/ ۱٥٦. فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها أم القرآن؛ وأم الكتاب، والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها".
• أخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة والجهر بها واختلاف الروايات في ذلك ۱/ ۳۱۲ فقال: حدثنا يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد قالا: ثنا جعفر بن مكرم، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكر الحديث. قال أبو بكر الحنفي: ثم لقيت نوحًا فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية تامة من الفاتحة ۲/ ٤٥ فقال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ به.
وأخرجه الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد ۱/ ۱۳ من طريق المعافي بن عمران عن عبد الحميد بن جعفر به.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۲٤۸ وقال: أخرجه الدارقطني عن ابن صاعد وابن مخلد قالا: ثنا جعفر بن مكرم عن أبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه قال أبو بكر (الحنفي): ثم لقيت نوحًا فحدثني به ولم يرفعه. وهذا الإسناد رجاله ثقات وصحح غير واحد من الأئمة وقفه على رفعه. وأعله ابن القطان بهذا التردد، وتكلم فيه ابن الجوزي من أجل عبد الحميد بن جعفر؛ فإن فيه مقالًا، ولكن متابعة نوح له مما تقويه وإن كان نوح وقفه لكنه في حكم المرفوع؛ إذ لا مدخل للاجتهاد في عد آي القرآن. والحديث ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ۱۷۹ رقم ۱۱۸۳ وعزاه للدارقطني والبيهقي وقال: وهذا إسناد صحيح مرفوعًا وموقوفًا فإن نوحًا ثقة، وكذا من دونه، والموقوف لا يعل المرفوع؛ لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانًا فإذا رواه مرفوعًا - وهو ثقة - يجب قبوله منه، والله أعلم.
الحديث ذكره الإمام القرطبي في تفسيره، ج ۱/ ۸۱ وقال: رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر وعبد الحميد هذا وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان سفيان الثوري يضعفه ويحمل عليه ترجمة عبد الحميد بن جعفر في تهذيب التهذيب ٦/ ۱۱۱ وسير أعلام النبلاء ۷/ ۲۰. ونوح بن أبي بلال: ثقة مشهور.
والحديث سئل عنه الحافظ الدارقطني في العلل ۸/ ۱٤۸ س ۱٤٦۸ فقال: يرويه نوح بن أبي بلال، واختلف عنه فرواه عبد الحميد بن جعفر عنه، واختلف عنه فرواه المعافى بن عمران عن عبد الحميد عن نوح بن أبي بلال عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه أسامة بن زيد وأبو بكر الحنفي عن نوح بن أبي بلال عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة موقوفًا وهو أشبهها.
الحديث ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ۱/ ٥۲ وقال: أخرجه الدارقطني وصححه.

• التعليق: حكم قراءة البسملة في الصلاة:
هذا الحديث يدل على أن بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آيات سورة الفاتحة، وإلى هذا ذهب الإمامان أحمد والشافعي وقالوا بوجوب قراءتها في الفاتحة في الصلاة، سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية، فيسر بها في السرية ويجهر بها في الجهرية على أن الجهر ليس واجبًا. وقال الواحدي: هذه الأخبار ناطقة بأن التسمية آية من الفاتحة. وذهب الإمام مالك إلى أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن، وذهب إلى منع قراءتها في الصلاة المكتوبة جهرًا كانت أو سرًّا، لا في استفتاح أم القرآن ولا في غيرها من السور، وأجاز قراءتها في النوافل، ومع القراءة في غير الصلاة تبركًا.
وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن البسملة آية من القرآن نزلت للفصل بين السور، وذهب إلى أن يقرأها المصلي سرًّا في كل ركعة سواء في ذلك السرية أو الجهرية. وفي قول عنه أنها تقرأ في الركعة الأولى فحسب. والراجح في هذه المسألة هو: وجوب قراءة البسملة مع الفاتحة في كل ركعة في السرية أو الجهرية، وذلك لتضافر الأدلة على كونها آية من سورة الفاتحة، فلها حكمها. أما الجهر بها أو الإسرار فالأولى أن تقرأ سرًّا، لأن أكثر الأحاديث الدالة على الجهر بالبسملة في الصلاة لم تسلم من مقال كما قرر صاحب التعليق المغني على الدارقطني والحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد علي السايس ۱/ ٦ والتعليق المغني على الدارقطني ۱/ ۳۰۲ والجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ۱/ ۸۱ - ۸٤ وتلخيص الحبير ۱/ ۲٤۹، وتفسير سورة الفاتحة للدكتور/ محمد السيد جبريل، ص ۱۲۹ تصرف، وتفسير آيات الأحكام للصابوني ۱/ ٥۳، والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي ۱/ ۱۳..

لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها
[۸٥] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أبيّ بن كعب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبيَّ وهو يصلي، فالتفت أبيُّ ولم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟ " فقال: يا رسول الله إني كنت في الصلاة، قال: أفلم تجد فيما أُوحي إليَّ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} سورة الأنفال: آية رقم ۲٤.؟ قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله، قال: "تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف تقرأ في الصلاة؟ " قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته".
• أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب ٥/ ۱٤۳ رقم ۲۸۷٥ فقال: حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فذكره، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب تأويل قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۲/ ۱۳۹ من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الإمام مالك في كتاب الصلاة باب ما جاء في أم القرآن ۱/ ۸۳ رقم ۳۷، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى أبي بن كعب وهو يصلي فذكره.
وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ۳٥۷ من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به وأخرجه أيضًا ٥/ ۱۱٤ من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء به فذكره في مسند أبي بن كعب.
وأخرجه الدارمي في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ٥۳۸ رقم ۳۳۷۳ عن نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد به مختصرًا.
وأخرجه الحاكم في فضائل القرآن باب ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثل فاتحة الكتاب ۱/ ٥٥۸، وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي.
وأخرجه البغوي في شرح السنة في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ٤/ ٤٤٥ رقم ۱۱۸۸ من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير عن العلاء بن عبد الرحمن به وقال: هذا حديث صحيح.
وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص فاتحة الكتاب بالذكر ۱/ ۲٦۹ رقم ۹۷۰.
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ص ۱۱٦ عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به، وأخرجه أيضًا في ص ۱۱۷ من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن العلاء بن عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب) ص ۸٦ رقم ۱٦٥ من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار باب مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فلم يجبه ۱/ ٤٦۷ من طريق أبي غسان عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الطحاوي أيضًا في مشكل الآثار باب ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تأويل قول الله - عز وجل - {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۲/ ۷۷، من طريق جهضم بن عبد الله عن العلاء بن عبد الرحمن به.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد قال عنه الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال البغوي: هذا حديث صحيح.

• التعليق:
في هذا الحديث الشريف، إرشاد للمؤمنين إلى سرعة الاستجابة لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم - لما في ذلك من الفوائد الكثيرة وأهمها: الحياة الطيبة لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: ۲٤) وأن الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تبطل الصلاة إذا كان المنادى عليه يصلي.
وفي الحديث إشارة إلى حرص أُبي بن كعب - رضي الله عنه - على العلم لقوله - صلى الله عليه وسلم - له: "أتحب أن أعلمك سورة" فأشار بذلك إلى أن يعلم ما عنده من الحرص على العلم، وأن يتشوق إلى فضل ما يخبره به ويتطلع إليه حتى يكون أكثر تحصيلًا له فقال له أبي: نعم يا رسول الله.
وقال الإمام الخطابي: في هذا الحديث دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم وأن الواو في قوله: "إنها سبع من المثاني والقرآن العظيم" ليست عاطفة تفصل بين شيئين وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرحمن: ٦۸) قال الحافظ ابن حجر: وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله والقرآن العظيم محذوف الخبر، والتقدير: والقرآن العظيم هو الذي أوتيته زيادة على الفاتحة، وإنما جاز إطلاق القرآن عليها؛ لأنها من القرآن لكنها ليست هي القرآن كله تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ۸/ ۱۸۰ وفتح الباري شرح صحيح البخاري ۸/ ۳۸۲..
[۸٦] عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل".
• أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة الحجر ٥/ ۲۷۷ رقم ۳۱۲٥ فقال: حدثنا الحسين بن حريث. حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب فذكره.
أخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب تأويل قوله تعالى -عز وجل -: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ۲/ ۱۳۹ عن الحسين بن حريث به.
وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۱۱٤ من طريق أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر به.
وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن ۱/ ٥٥۷ من طريق أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر به إلّا أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أعلمك سورة ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قلت: بلى. قال: "إني لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها" فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني، فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني؟ فقال: "كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟ " فقرأت فاتحة الكتاب فقال: "هي هي، وهي السبع المثاني التي قال الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} الذي أعطيت" وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ٥۳۸ رقم ۳۳۷۳ من طريق عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الطبراني في العجم الأوسط ٦/ ۲۷۹ رقم ٦٤۱۱ من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي بن كعب فذكره مطولًا.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد أخرجه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما، وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي.

رقية شافية بإذن الله تعالى من الأمراض
[۸۷] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رهطًا الرهط: عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: إلى الأربعين ولا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه، ويجمع على أرهط، وأراهط جمع الجمع، النهاية في غريب الحديث مادة رهط ۲/ ۲۸۳ ولسان العرب ۳/ ۱۷٥۳. من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا في حي من أحياء العرب فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ لدغ: اللدغ: عض العقرب والحية (لسان العرب مادة لدغ ٥/ ٤۰۲۰). فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لراقٍ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا الجُعل: الاسم بضم الجيم والمصدر بالفتح يقال: جعلت لك جعلا وجعلا، وهو الأجرة على الشيء فعلا أو قولا (النهاية في غريب الحديث مادة جعل ۱/ ۲۷٦).. فصالحوهم على قطع من الغنم؟ فانطلق فجعل يتفل ويقرأ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى لكأنما نشط من عقال نشط من عقال: بضم النون وكسر المعجمة. النشاط ضد الكسل. والمشهور نشط إذا عقد وأنشط إذا حل، وقيل: معنى أنشط: حل ومعنى نشط: أقيم بسرعة، ومنه قولهم: رجل نشيط والعقال هو الحبل (فتح الباري ٤/ ٤٥٦). فانطلق يمشي ما به قلبة قلبة: أي ألم وعلة والمعنى: ما به علة يخشى عليه منها (لسان العرب مادة قلب ٥/ ۳۷۱٤)..
قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له فقال: "وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم".
[۸۷] أخرجه البخاري في كتاب الإجارة باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب ٤/ ٤٥۳ رقم ۲۲۷٦.
وأخرجه أيضا في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ٥٤۱۹ رقم ٥۰۰۷.
وفي كتاب الطب باب الرقى بفاتحة الكتاب ۱۰/ ۱۹۸ رقم ٥۷۳٦ وفي باب النفث في الرقية ۱۰/ ۲۰۹ رقم ٥۷٤۹ وهو موضع لفظ الحديث.
وأخرجه مسلم في كتاب السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار ٤/ ۱۷۲۷ رقم ۲۲۰۱.
وأخرجه أبو داود في كتاب البيوع والإجارات باب كسب الأطباء ۳/ ۲٦۲ رقم ۳٤۱۸ وفي كتاب الطب باب كيف الرقى ٤/ ۱۳ رقم ۳۹۰۰.
وأخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في أخذ الأجر على التعويذ ٤/ ۳٤۸ رقم ۲۰٦٤ ولفظه عن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فنزلنا بقوم فسألناهم القِرى القرى: هو الضيافة. المعجم الوسيط ۲/ ۷٦۰. فلم يقرونا، فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ قلت: نعم أنا، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنمًا. قال: فأنا أعطيكم ثلاثين شاة، فقبلنا، فقرأت عليه الحمد لله سبع مرات فبرأ، وقبضنا الغنم، قال: فعرض في أنفسنا منها شيء، فقلنا: لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت قال: "وما علمت أنها رقية؟ اقبضوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن وأخرجه أيضًا رقم ۲۰٦٥ وقال: هذا حديث صحيح.
وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب الطب باب الشرط في الرقية ٤/ ۳٦٤ رقم ۷٥۳۲ و ۷٥۳۳.
وفي كتاب عمل اليوم والليلة باب ما يقول على الملدوغ ٦/ ۲٥٤ رقم ۱۰۸٦٦ و ۱۰۸٦۷ و ۱۰۸٦۸.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى في باب التجارات ص ۱٥۱ رقم ٥۸۸.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب التجارات باب أجر الراقي ۲/ ۷۲۹ رقم ۲۱٥٦.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ۳/ ۱۰، ٥۰.
وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب رقي اللديغ بفاتحة الكتاب وشفاؤه وأخذ العوض على الرقى ۱/ ٥٥۹، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة وإنما أخرجاه مختصرًا.

• التعليق:
قد تكرر ذكر الرقية والرقى والاسترقاء في الحديث، والرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات، وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها، وفي بعضها النهي عنها، فمن الجواز قوله: "استرقوا لها فإن بها النظرة أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين ۱۰/ ۱۹۹، رقم ٥۷۳۹ عن أم سلمة. " أي اطلبوا لها من يرقيها. ومن النهي قوله: "لا يسترقون ولا يكتوون أخرجه البخاري في كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره ۱۰/ ۱٥٥، رقم ٥۷۰٥ مسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ۱/ ۱۹۹ رقم ۲۲۰ من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -. " والأحاديث في القسمين كثيرة ووجه الجمع بينهما: أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي، وبغير أسماء الله تعالى، وصفاته، وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أن الرقى نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياها أراد بقوله: "ما توكل من استرقى".
ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن، وأسماء الله تعالى، والرقى المروية، ولذلك قال للذي رقى بالقرآن وأخذ عليه أجرًا: "من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق".
وكقوله في حديث جابر: أنه عليه الصلاة والسلام قال: "اعرضوها عليَّ"، فعرضناها فقال: "لا بأس بها، إنما هي مواثيق" كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية، وما كان بغير اللسان العربي، مما لا يعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله.
وأما قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة أخرجه البخاري في كتاب الطب في باب من اكتوى أو كوى غيره ۱۰/ ۱٥٥ رقم ٥۷۰٥ موقوفًا على عمران بن حصين، وأخرجه مسلم في الموضع السابق موقوفًا على بريدة بن حصيب الأسلمي. " فمعناه: لا رقية أولى وأنفع وهذا كما قيل: لا فتى إلّا علي. وقد أمر عليه الصلاة والسلام غير واحد من أصحابه بالرقية وسمع بجماعة يرقون فلم ينكر عليهم، وأما الحديث الآخر في صفة أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب: "هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم، يتوكلون" فهذه من صفة الأولياء المعرضين عن أسباب الدنيا الذين لا يلتفتون إلى شيء من علائقها وتلك درجة الخواص لا يبلغها غيرهم، فأما العوام فمرخص لهم في التداوي والمعالجات النهاية في غريب الحديث مادة رقى ۲/ ۲٥٤، ولسان العرب ۳/ ۱۷۱۱..
[۸۸] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن نفرًا النفر والرهط: ما دون العشرة من الرجال ومنهم من خص فقال: للرجال دون النساء، والجمع أنفار قال أبو العباس: النفر والقوم والرهط: هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم. لسان العرب ٦/ ٤٤۹۸، مادة: نفر. من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مروا بماء مروا بماء: أي بقوم نزول على ماء. فتح الباري ۱۰/ ۱۹۸. فيهم لديغ - أو سليم سليم: قال ابن الأثير: السليم: اللديغ. يقال: سلمته الحية أي لدغته، وقيل: إنما سمي سليمًا تفاؤلًا بالسلامة، كما قيل للفلاة المهلكة مفازًا. النهاية في غريب الحديث ۲/ ۳۹٦ مادة سلم. - فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلًا لديغ - أو سليمًا - فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، وقالوا. أخذت على كتاب الله أجرًا، حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
• أخرجه البخاري في كتاب الطب باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب ۱۰/ ۱۹۸ رقم ٥۷۳۷.
وذكره معلقًا في كتاب الإجارة باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب ٤/ ٤٥۲.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه انظر موارد الظمآن في كتاب البيوع باب أجر الراقي وغيره، ص ۲۷٦، رقم ۱۱۳۱.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الإجارة باب أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به ٦/ ۱۲٤.
وأخرجه الدارقطني في كتاب البيوع ۳/ ٦٥ رقم ۲٤۷.

• التعليق:
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - تعالى: إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين، ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله ومجامعها، وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء، وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى: منعم عليهم لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته، وضال لعدم معرفته له، مع ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع أهل البدع.
وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء فتح الباري شرح صحيح الإمام البخاري ۱۰/ ۱۹۸، والتفسير القيم للإمام ابن القيم، ص ٤۸.. والله أعلم.
ويستفاد من الحديث جواز الرقية بكتاب الله، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور. وأما الرقى بما سوى ذلك فليس في الحديث ما يثبته وفيه الاجتهاد عند فقد النص وعظمة القرآن في صدور الصحابة خصوصًا الفاتحة.
وفيه أن الرزق المقسوم لا يستطيع من هو في يده منعه ممن قسم له؛ لأن أولئك منعوا الضيافة وكأن الله قسم للصحابة في مالهم نصيبًا فمنعوهم فسبب لهم لدغ العقرب حتى سيق لهم ما قسم لهم، فيه الحكمة البالغة حيث اختص بالعقاب من كان رأسًا في المنع؛ لأن من عادة الناس الائتمار بأمر كبيرهم فلما كان رأسهم في المنع اختص بالعقوبة دونهم جزاء وفاقًا.
وكأن الحكمة فيه إرادة الإجابة إلى ما يلتمسه المطلوب منه الشفاء ولو كثر؛ لأن الملدوغ لو كان من آحاد الناس لعله لم يقدر على القدر المطلوب منهم فتح الباري ٤/ ٤٥۷..

إذا قرئت على من به مس جنون برئ بإذن الله تعالى
[۸۹] عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا حُدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "هل قلت إلّا هذا؟ " قلت: لا. قال: "خذها فلعمري لعمري: العمر بفتح العين وسكون الميم، وبضمهما، وبضم العين وسكون الميم الحياة، فإذا أريد القسم فتحت العين لا غير. وقيل: العمر هنا: الدين. لسان العرب مادة عمر ٤/ ۳۰۹۹. لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق".
وفي رواية أخرى: فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة، وعشية، كلما ختمها جمع بزاقه بزاقه: البزق والبصق بإسكان الزاي والصاد لغتان في البزاق والبصاق. لسان العرب مادة بزق ۱/ ۲۷٦ والمراد هنا: جمع ريقه. ثم تفل تفل: التفل بالضم لا يكون إلّا ومعه شيء من الريق، فإذا كان نفخًا بلا ريق فهو النفث، لسان العرب مادة تفل ۱/ ٤۳٦.، فكأنما أنشط من عقال، فأعطوه شيئًا فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وذكر نحو الرواية السابقة.
• أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب كيف الرقى ٤/ ۱۲ رقم ۳۸۹٦ فقال: حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن زكريا، قال: حدثني عامر، عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . فذكر الحديث، والرواية الثانية أخرجها برقم ۳۸۹۷ من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي به، وأخرجه أيضًا في كتاب البيوع والإجارات باب كسب الأطباء ۳/ ۲٦۳ رقم ۳٤۲۰ من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي به. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب الطب باب ذكر ما يرقى به المعتوه ٤/ ۳٦٥ من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه قال: أقبلنا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتينا على حي من أحياء العرب فقالوا: هل عندكم دواء أو رقية؟ فإن عندنا معتوهًا المعتوه: هو المجنون المصاب في عقله. النهاية في غريب الحديث مادة عته ۳/ ۱۸۱، وقيل: المعتوه هو المدهوش من غير مس جنون، وقيل: المعتوه الناقص العقل. لسان العرب مادة عته ٤/ ۲۸۰٤. في القيود فجاءوا بمعتوه في القيود فقرأت عليه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام ... وذكر الحديث.
وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۲۱۰ عن يحيى بن سعيد عن زكريا به وفي ص ۲۱۱ من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه انظر (موارد الظمآن) في كتاب البيوع باب أجرة الراقي وغيره ص ۲۷٦ رقم ۱۱۲۹ عن الفضل بن الحباب عن مسدد به عن علاقة بن صحار السليطي التميمي أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث.
وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب في رقى اللديغ بفاتحة الكتاب وشفاؤه وأخذ العوض على الرقى ۱/ ٥٥۹ من طريق أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وأخرجه الطيالسي ص ۱۹٤ رقم ۱۳٦۲ من طريق أبي السفر عن الشعبي عن كثير بن الصلت عن عمه فذكر الحديث، وكثير بن الصلت هو ابن معد يكرب الكندي، مدني، ثقة، من الثانية، ووهم من جعله صحابيًّا روى له النَّسَائِيّ. قاله ابن حجر في التقريب ۲/ ۱۳۲.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الإجارات باب الاستئجار على تعليم القرآن ٤/ ۱۲٦ من طريق أبي السفر عن عامر الشعبي به.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الأشربة وغيرها باب الصيد والذبائح والأطعمة وغير ذلك ٤/ ۲۹٦ من طريق يزيد بن عبد العزيز بن سياه عن زكريا بن أبي زائدة به.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة باب الرقية بكتاب الله - عز وجل - وما جعل الله فيه من الشفاء حتى ظهرت أثاره، ج ۷/ ۹۲.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وأخرجه ابن حبان وقد اشترط الصحة في كتابه.

• التعليق:
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله" هذا تصريح لجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر، وأنها حلال لا كراهة فيها، وكذا الأجرة على تعليم القرآن، وهذا مذهب الشافعي، ومالك، وأحمد وإسحاق، وأبي ثور، وآخرين من السلف ومن بعدهم، ومنعها أبو حنيفة في تعليم القرآن وأجازها في الرقية فتح الباري شرح صحيح البخاري ٤/ ٤٥۳..
قال الترمذي: رخص الشافعي للمعلم أن يأخذ على تعليم القرآن أجرًا ويرى له أن يشترط على ذلك واحتج بحديث أبي سعيد الخدري في الرقية بفاتحة الكتاب سنن الترمذي ٤/ ٤۳۸.، وقال الإمام الزركشي: ويجوز أخذ الأجرة على التعليم؛ ففي صحيح البخاري: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ۱/ ٤٥۷..
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (كُل) فعل أمر وقوله: "فلعمري لمن أكل برقية باطل" أي من الناس من يأكل برقية باطل كذكر الكواكب والاستعانة بها وبالجن: "لقد أكلت برقية حق" أي بذكر الله تعالى وكلامه.
وإنما حلف بعمره لما أقسم الله تعالى به حيث قال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الحجر: ۷۲) قال الطيبي: لعله كان مأذونًا بهذا الإقسام وأنَّه من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - وقد أقسم الله تعالى بحياته وما أقسم بحياة أحد قط كرامة له - صلى الله عليه وسلم - عون المعبود شرح سنن أبي داود ۹/ ۲۸۷..
[۹۰] عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: عوذني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفاتحة الكتاب تفلا التفل: نفخ معه أدنى بزاق أو ريق. النهاية في غريب الحديث مادة تفل ۱/ ۱۹۲..
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۷/ ۱٥۹ رقم ٦٦۹۲ فقال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الله بن يزيد البكري، ثنا داود بن قيس المدني، قال: سمعت السائب بن يزيد فذكره.
وأخرجه أيضًا في المعجم الأوسط ۷/ ۳۱، رقم ٦۷٦۱ من طريق هشام بن عمار به، وذكره السيوطي في الدر المنثور ۱/ ۱٤ طبعة دار الفكر وعزاه للطبراني والدارقطني في الأفراد وابن عساكر بسند ضعيف.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف:
فيه عبد الله بن يزيد البكري. قال عنه أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن حجر: ضعفه أبو حاتم روى عن هشام بن عمار. الجرح والتعديل ٥/ ۲۰۱، لسان الميزان ۳/ ۳۷۹.
والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد باب ما جاء في الرقى للعين والمرضى ٥/ ۱۱٦ وقال: رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد البكري ضعيف.
وأصل الحديث في الصحيحين دون ذكر الرقية بالفاتحة فقد أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس ۱/ ۲۹٦ رقم ۱۹۰ عن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ... الحديث قال ابن حجر: الوقع بكسر القاف وجع في القدمين، وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده - صلى الله عليه وسلم - ٤/ ۱۸۲۳ رقم ۲۳٤٥. وأما كون الفاتحة رقية مباركة فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة وقد سبقت في أرقام ۸۷، ۸۸، ۸۹.
[۹۱] وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: مر معاذ بن جبل برجل لسعته حية، أو لدغته عقرب فوضع يده على موضع اللسعة ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قرأ: الحمد لله؛ فبرأ الرجل وأذهب الله عنه الداء، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "والذي بعثني بالحق، لو قرأت على كل داء بين السموات والأرض لشفى الله صاحبه وأذهب عنه الداء".
• حديث أبي هريرة حديث ضعيف جدًّا: أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الغفاري ٤/ ۱۹۱ وقال عنه ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه، وقال الدارقطني: حديثه منكر وقال ابن حجر: متروك (التقريب ۱/ ٤۰۰) وسوف يأتي الكلام على هذا الحديث في القسم المردود.

وفي الباب من المراسيل:
[۹۲] عن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء".
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ٥۳۸ رقم ۳۳۷۰ فقال: أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير فذكره.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات في ذكر فاتحة الكتاب ۲/ ٤٥۰ رقم ۲۳۷۰ من طريق الحسن بن حفص عن سفيان به وقال: هذا منقطع.
• رجال الإسناد:
قبيصة بن عقبة بن محمد أبو عامر الكوفي، روى عن الثوري وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم وروى عنه البخاري وباقي الجماعة بواسطة ثقة، من التاسعة مات سنة خمس عشرة ومائتين. التهذيب ۸/ ۳٤۷، الكاشف ۲/ ۳۹٦.
سفيان الثوري ثقة حافظ تقدم في رقم ٦٥.
عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي من التابعين روى عن جابر بن سمرة، وجرير بن عبد الله البجلي، والنعمان بن بشير، وغيرهم، وروى عنه، مسعر، والثوري وشعبة وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة فقيه، تغير حفظه وربما دلس، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وله مائة وثلاث سنين، روى له الجماعة، سير أعلام النبلاء ٥/ ٤۳۸، والتهذيب ۱/ ٤۱٦، التقريب ۱/ ٥۲۱.
• الحكم على الحديث:
مرسل رجاله ثقات وقد تقدمت الرقية بفاتحة الكتاب في أحاديث صحيحة أرقام ۸۷، ۸۸، ۸۹.
[۹۳] عن أبي سليمان قال: مر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزوهم على رجل قد صرع فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي أم القرآن، وهي شفاء من كل داء".
• ذكره السيوطي في الدر المنثور ۱/ ۱٥ وقال: أخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبي سليمان قال: مر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
• الحكم على الحديث: مرسل
حيث إن أبا سليمان هو زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي، رحل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبض وهو في الطريق، وروى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم، وقال ابن معين: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال ابن حجر: ثقة مخضرم، مات سنة ست وتسعين، روى له الجماعة (التهذيب ۳/ ٤۲۷، والتقريب ۱/ ۲۷۷).

نور أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤته نبي قبله
[۹٤] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضًا نقيضًا: قال النووي: هو بالقاف والضاد المعجمتين؛ أي صوتا كصوت الباب إذا فتح. صحيح مسلم بشرح النووي ٦/ ۹۱ وقال ابن الأثير: النقيض: الصوت. النهاية في غريب الحديث ٥/ ۱۰۷، مادة نقض، وقال القاضي عياض: سمع نقيضًا أي صوتًا من غير فهم كفرقعة الأصابع ونحوها (مشارق الأنوار ۲/ ۲٤). من فوقه، فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم". فنزل منه ملك فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم" فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
• أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ۱/ ٥٥٤ رقم ۸۰٦.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب فضل فاتحة الكتاب ۲/ ۱۳۸.
وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب ٥/ ۱۲ رقم ۸۰۱٤.
وفي باب الآيتان من آخر سورة البقرة ٥/ ۱٤ رقم ۸۰۲۱.
وفي كتاب عمل اليوم والليلة باب ثواب من قرأ آيتين ٦/ ۱۸۱ رقم ۱۰٥٥۸.
وفي كتاب الصلاة باب فضل فاتحة الكتاب ۱/ ۳۱۷ رقم ۹۸٤.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن في ذكر البيان بأن قارئ فاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة يعطى ما يسأل في قراءته ۳/ ٥۷ رقم ۷۷۸ - وفيه: "أبشر بسورتين" بدل "بنورين".
وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب فضيلة فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ۱/ ٥٥۸ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وإنما أخرج مسلم بعضه وأقره الذهبي وقال: أخرجه مسلم.
وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل آية الكرسي والآيتين آخر البقرة ٤/ ٤٦٥ رقم ۱۲۰۰.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ٤٤۳ عنه رقم ۱۲۲٥٥.

• التعليق:
في هذا الحديث الشريف بين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - طرفًا من فضائل سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، فهما نورين أوتيهما النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعطهما أحد قبله، وهما دعاء مستجاب، حيث قال له جبريل - عليه السلام -: لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته.
وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل خواتيم سورة البقرة واستحباب قراءتها، منها: ما رواه البخاري وغيره عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ بالآيتين من أول قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ... } إلى آخر السورة البقرة ۲۸٥، ۲۸٦. من آخر سورة البقرة في ليلة
كفتاه أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ۹/ ٥٥ رقم ٥۰۰۹ وأخرجه أيضا في مواضع أخر، وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ۱/ ٥٥٥ رقم ۸۰۸ وأخرجه أبو داود في الصلاة باب تحزيب القرآن ۲/ ٥۸ رقم ۱۳۹۷، وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء في آخر سورة البقرة ٥/ ۱٤۷، رقم ۲۸۸۱ وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في فضائل القرآن باب الآيتان من آخر سورة البقرة ٥/ ۱٤ رقم ۸۰۱۸ وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱۱۸، ۱۲۱، وأخرجه الدارمي في فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ۲/ ٥٤۲ رقم ۳۳۸۸، وأخرجه البغوي في شرح السنة في فضائل القرآن باب فضل آية الكرسي والآيتين من آخر سورة البقرة ٤/ ٤٦٤ رقم ۱۱۹۹. " أي تكفياه الشر وتقياه المكروه، وقيل: أغنتاه عن قيام الليل، وقيل: أراد أنهما أقل ما يجزي من القراءة في قيام الليل.
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اقرؤا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة فإن ربي - عز وجل - أعطانيهن من تحت العرش أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٥۸ فقال: حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر، وأخرجه أبو يعلى الموصلي ۳/ ۲۷۷ رقم ۱۷۳٥ من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب به وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ۳/ ٤۷۲ وقال: إسناده جيد. " وغير ذلك من الأحاديث التي تشير إلى فضلهما. اللّهم ارزقنا فضلهما والعمل بما فيهما فتح الباري ۹/ ٥٦، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٤/ ۱۹۳ مادة كفا..
فاتحة الكتاب غيظ للشيطان
[۹٥] عن مجاهد قال: لما نزلت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} شق على إبليس مشقة عظيمة شديدة، ورن رنة الرنة الصيحة الحزينة، والرنين: الصياح عند البكاء. وقيل: الرنة والرنين: الصيحة الشديدة والصوت الحزين عند الغناء أو البكاء (لسان العرب مادة رنن ۳/ ۱۷٤٦). شديدة، ونخر نخرة نخر: النخير: صوت الأنف. نخر الإنسان والحمار والفرس بأنفه ينخر نخيرًا: مد الصوت والنفس في خياشيمه. لسان العرب مادة نخر ٦/ ٤۳۷٥. شديدة، قال مجاهد: فمن رنَّ أو نخر فهو ملعون.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب، ص ۸۲، رقم ۱٥٦ فقال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا يعلى بن أسد عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن مجاهد فذكره.
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة باب ذكر الجن وخلقهن ٥/ ۱٦۷۹ رقم ۱۱۲٤ من طريق منصور عن مجاهد.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ۳/ ۲۹۹ من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال: رن إبليس أربعًا: حين لعن، وحين أهبط، وحين بعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، وحين أنزلت: الحمد لله رب العالمين.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٥/ ۱۰۰ رقم ٤۷۸۸ من طريق أبي الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة.
وذكره القرطبي في تفسير سورة الفاتحة ۱/ ۹٥ ونسبه لابن الأنباري من طريق منصور عن مجاهد.
• رجال الإسناد:
محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني - بسكون الميم - الكوفي أبو عبد الرحمن، ثقة حافظ حجة من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين، روى له الجماعة. (سير أعلام النبلاء ۱۱/ ٤٥٥، التهذيب ۲/ ۲۸۲، التقريب ۲/ ۱۸۰).
معلي بن أسد العمي أبو الهيثم البصري الحافظ الحجة، روى عن وهيب بن خالد وعبد الواحد بن زياد وعبد العزيز بن المختار وغيرهم، وروى عنه البخاري وروى له باقي الجماعة بواسطة، وأبو حاتم الرازي وطبقتهم. قال أبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة ثمان عشرة ومائتين. (التقريب ۲/ ۲٦٥، سير أعلام النبلاء ۱۰/ ٦۲٦، التهذيب ۱۰/ ۲۳٦).
عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم، أبو بشر البصري أحد الأعلام، روى عن أبي إسحاق الشيباني وعاصم الأحول والأعمش وغيرهم، وروى عنه ابن مهدي، وعارم، ومعلى بن أسد وغيرهم، قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، من الثامنة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال، مات سنة ست وسبعين ومائة روى له الجماعة (السير ۹/ ۷، التهذيب ٦/ ٤۳٤، التقريب ۱/ ٥۲٦).
الأعمش هو: سليمان بن مهران الأسدي ثقة حافظ سبق في رقم ۱۳.
مجاهد بن جَبْر - بفتح الجيم وسكون الباء - أبو الحجاج المخزومي مولاهم، المكي، ثقة، إمام في التفسير وفي العلم، روى عن ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، وعن أبي هريرة، وعائشة، وابن عمر، وغيرهم، حدث عنه: عكرمة، وطاووس، وعطاء، وسليمان الأعمش وغيرهم، قال مجاهد: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أوقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف نزلت؟ قال ابن معين وابن سعد: وطائفة مجاهد ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة ثلاث ومائة، وروى له الجماعة (السير ٤/ ٤٤۹، وحلية الأولياء ۳/ ۲۷۹، التقريب ۲/ ۲۲۹).
• الحكم على الأثر:
إسناده صحيح رواته ثقات إلا أن عبد الواحد بن زياد في حديثه عن الأعمش مقال وقد تابعه جرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص وهما ثقتان، وسئل الحافظ الدارقطني عن حديث مجاهد عن أبي هريرة: أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب. فقال: رويه منصور بن المعتمر. واختلف عنه فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور عن مجاهد من قوله وهو الصواب (العلل للدارقطني ۸/ ۱۸٤ سؤال ۱٤٦۸).
[۹٦] عن عبد العزيز بن رفيع قال: لما نزلت فاتحة الكتاب رن إبليس كرنته يوم لعن.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل فاتحة الكتاب، ص ۸۲، رقم ۱٥۸ فقال: أخبرنا الحسن بن محمد الطنافسي، قثنا أبو بكر - يعني ابن عياش - عن عبد العزيز بن رفيع فذكره - وذكره السيوطي في الدر المنثور ۱/ ۱۷ ونسبه لابن الضريس.
• رجال الإسناد:
الحسن بن محمد الطنافسي، ابن أخت يعلى أخو علي الطنافسي، روى عن: أبي بكر بن عياش ومحمد بن الفضيل، وابن إدريس، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، وروى عنه: أبو زرعة ويحيى بن عبدك القزويني وكثير بن شهاب (الجرح والتعديل ۳/ ۳٥، الإكمال ۸/ ۳٥٤).
أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي ثقة عابد تقدم رقم ٥٤.
عبد العزيز بن رفيع المحدث الثقة أبو عبد الله الأسدي الكوفي حدث عن ابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وغيرهم، وحدث عنه شعبة وسفيان وأبو بكر بن عياش وغيرهم، قال أبو حاتم والنسائي: ثقة، وقال العجلي: تابعي ثقة. مات سنة ثلاثين ومائة روى له الجماعة (السير ٥/ ۲۲۸، التهذيب ٦/ ۳۳۷).
• الحكم على الأثر:
في إسناده الحسن بن محمد الطنافسي لم يذكر بجرح ولا تعديل وبقية رجاله ثقات.

نزلت من كنز تحت العرش
[۹۷] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أربع أنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن: أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والكوثر".
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۸/ ۲۸۰ رقم ۷۹۲۰ فقال: حدثنا محمد بن جابان ثنا محمود بن غيلان، ثنا يزيد بن هارون، ثنا الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة فذكره.
وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل فاتحة الكتاب، ص ۸۰ رقم ۱٤۸، فقال: حدثنا محمود بن غيلان به وذكره موقوفًا.
وذكره مرفوعًا السيوطي في الدر المنثور ۱/ ۱٦ ونسبه لأبي الشيخ في الثواب، والطبراني، وابن مردويه، والديلمي، والضياء المقدسي في المختارة. وقال: أخرج ابن الضريس عن أبي أمامة موقوفًا مثله.
• رجال الإسناد:
محمد بن جابان ذكره الحافظ ابن ماكولا في كتابه الإكمال فقال: ومحمد بن جابان الجنديسابوري، حدث عن محمود بن غيلان، روى عنه الطبراني، الإكمال لابن ماكولا ۲/ ۱۱.
محمود بن غيلان العدوي مولاهم، أبو أحمد المروزي، الحافظ، روى عن وكيع وابن عيينة، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق وغيرهم، وعنه الجماعة سوى أبي داود وأبي حاتم وأبو زرعة وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين (التهذيب ۱۰/ ٦٤، التقريب ۲/ ۲۳۳ سير أعلام النبلاء ۱۲/ ۲۲۳).
يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير، روى عن: سليمان التيمي، وشعبة، والثوري وغيرهم، وروى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وغيرهم. قال أحمد: كان حافظًا للحديث، صحيح الحديث، وقال ابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين وقد قارب التسعين روى له الجماعة (التهذيب ۱۱/ ۳٦٦، التقريب ۲/ ۳۷۲). الوليد بن جميل بن قيس القرشي أبو الحجاج الفلسطيني، روى عن القاسم أبي عبد الرحمن ويحيى بن أبي كثير ومكحول، وروى عنه يزيد بن هارون وسلمة بن رجاء، وصدقة بن عبد الله السمين وغيرهم. قال الآجري عن أبي داود: القرشي ما به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ من السادسة، روى له البخاري تعليقًا، والترمذي، وابن ماجه وقال ابن عدي: هو رواية عن القاسم. الكامل في الضعفاء ۷/ ۸۰، التهذيب ۱۱/ ۱۳۲، التقريب ۲/ ۳۳۲.
القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن، روى عن علي وابن مسعود وأبي أمامة وغيرهم، وعنه الوليد بن جميل ويحيى بن الحارث وعبد الله بن العلاء وغيرهم، وثقه ابن معين والترمذي والعجلي، وقال أبو حاتم: حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به وإنما ينكر عنه الضعفاء. وقال ابن حجر: صدوق يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة اثنتى عشرة ومائة، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۸/ ۳۲۲، التقريب ۲/ ۱۱۸).
أبو أمامة الباهلي صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
في إسناده محمد بن جابان لم يذكر بجرح ولا تعديل وبقية رجاله ثقات.
[۹۸] عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله - عز وجل - أعطاني فيما منَّ به عليَّ: إني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين".
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل فاتحة الكتاب، ص ۷۹، رقم ۱٤٤ فقال: حدثنا مسلم، حدثني صالح المري، ثنا ثابت عن أنس فذكره.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر فاتحة الكتاب ۲/ ٤٤۸ رقم ۲۳٦۳ من طريق مسلم بن إبراهيم به وأخرجه العقيلي في الضعفاء ۲/ ۱۹۹ في ترجمة صالح بن بشر المري عن ثابت به.
• الحكم على الحديث: ضعيف:
فيه صالح بن بشير بن وادع بن أبى العاص المعروف بالمري - بضم الميم وتشديد الراء - روى عن الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم، وعنه مسلم بن إبراهيم والهيثم بن الربيع وغيرهما، قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النَّسَائِيّ: ضعيف، وقال ابن حجر: ضعيف من السادسة مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقال ابن عدي: وعامة أحاديثه منكرات (التهذيب ٤/ ۳۸۲، التقريب ۱/ ۳٥۸، سير أعلام النبلاء ۸/ ٤٦، الكامل في الضعفاء ٤/ ٦٤، الضعفاء للعقيلى ۲/ ۱۹۹).
والحديث له شاهد عن أبي أمامة رجاله ثقات تقدم في رقم ۹۷.
[۹۹] عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش.
• حديث علي بن أبي طالب: أخرجه الواحدي في أسباب النزول باب القول في سورة الفاتحة ص ۲۲ فقال: أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر، أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر، قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي، حدثنا عبد الله بن محمود السعدي، حدثنا أبو يحيى القصري، حدثنا مروان بن معاوية عن العلاء بن المسيب عن الفضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب فذكره.
وذكره المتقي الهندي في كنز العمال ۱/ ٥٦۰ رقم ۲٥۲۱ وعزاه للديلمي عن علي.

• الحكم على الأثر:
إسناده ضعيف فيه انقطاع حيث إن فضيل بن عمرو لم يسمع علي بن أبي طالب؛ ففضيل بن عمرو الفقيمي - بضم الفاء وفتح القاف مصغرًا - الكوفي روى عن: أبيه وإبراهيم النخعي، وثابت البناني، وعامر الشعبي وغيرهم، وروى عنه: العلاء بن المسيب، والأعمش، وحجاج بن أرطاة وغيرهم. قال العجلي: كوفي ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن حجر: ثقة من السادسة مات سنة عشر ومائة، روى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه. (التهذيب ۸/ ۲۹۳، التقريب ۲/ ۱۱۳) وهذا الأثر له شاهد مرفوع عن أبي أمامة تقدم في رقم ۹۷ وشاهد آخر عن أنس تقدم في رقم ۹۸.

سورة الفاتحة اختصت بها الأمة الإسلامية
[۱۰۰] قال ابن جريج: أخبرني أبيّ أن سعيد بن جبير أخبره قال: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: هي أم القرآن. قال أبي: وقرأ علي سعيد بن جبير {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الآية السابعة قال سعيد بن جبير: وقرأها عليَّ ابن عباس كما قرأتها عليك. ثم قال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الآية السابعة. قال ابن عباس: فأخرجها الله لكم وما أخرجها لأحد قبلكم.
• أخرجه الحاكم في أول كتاب فضائل القرآن ۱/ ٥٥۰ فقال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا حجاج بن محمد وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو المثنى العنبري ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج قال: قال ابن جريج فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي وأخرجه أيضًا، ص ٥٥۲ وفيه: قال ابن عباس: وقد ادخرها الله لكم فما أخرجها لأحد قبلكم.
وأخرجه الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد ۱/ ۱۲ من طريق عبد المجيد عن ابن جريج به.
• الحكم على الأثر: الأثر صححه الحاكم وأقره الذهبي: إلّا أن فيه عبد العزيز بن جريج المكي مولى قريش، روى عن عائشة وابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه ابنه عبد الملك وخصيف، قال البخاري والعقيلي: لا يتابع على حديث. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: لين من الرابعة روى له أصحاب السنن الأربعة، وقال الذهبي: حسَّن الترمذي له (الكامل في الضعفاء ٥/ ۲۸۹، التهذيب ٦/ ۳۳۳، والتقريب ۱/ ٥۰۸، الكاشف ۲/ ۱۹۷).
[۱۰۱] عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان".
• أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب، ص ۱۱۷ فقال: حدثنا يزيد عن أبي نصيرة مسلم بن عبيد عن الحسن فذكره.
• رجال الإسناد:
يزيد هو ابن هارون، ثقة سبق في رقم ۹۷.
وأبو نصيرة هو مسلم بن عبيد الواسطي، روى عن أنس بن مالك، وميمون بن مهران والحسن البصري وغيرهم، وعنه مشرح بن نباتة وسويد بن عبد العزيز ويزيد بن هارون، وغيرهم، قال ابن معين: صالح، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، روى له أبو داود والترمذي. وقال أحمد: ثقة (التهذيب ۱۲/ ۲٥٦، التقريب ۲/ ٤۸۱).
الحسن البصري هو الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وكانت أم الحسن مولاة لأم سلمة أم المؤمنين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر واسم أمه خيرة. قال محمد بن سلام: حدثنا أبو عمر والشعاب بإسناد له قال: كانت أم سلمة تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكي وهو طفل فتسكته أم سلمة بثديها وتخرجه إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى عمر فدعا له وقال: اللّهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس، وكان سيد أهل زمانه علمًا وعملًا، وروي أن ثدي أم سلمة درَّ عليه غير مرة. روى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة والنعمان بن بشير وغيرهم. وقد روى بالإرسال عن طائفة كعلي وأم سلمة ولم يسمع منهما ولا من جابر ولا من أبي هريرة. قاله يحيى بن معين. وقال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلس، وهو رأس الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين روى له الجماعة. (السير ٤/ ٥٦۳، وحلية الأولياء ۲/ ۱۳۱، التقريب ۱/ ۱٦٥).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات.
[۱۰۲] عن الحسن قال: أنزل الله مائة وأربعة كتب، أودع علومها أربعة منها. التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور الفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع المفصل فاتحة الكتاب، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.
• أخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات في ذكر فاتحة الكتاب ۲/ ٤٥۰ رقم ۲۳۷۱ فقال: أخبرنا أبو القاسم بن حبيب، ثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسين بن الفضل ثنا عفان بن مسلم عن الربيع بن صبيح عن الحسن فذكره.
• رجال الإسناد:
أبو القاسم بن حبيب لم أقف على ترجمته.
محمد بن صالح بن هانئ بن زيد أبو جعفر الوراق. سمع الحديث الكثير وكان له فهم وحفظ وكان من الثقات الزهاد لا يأكل إلا من كسب يده، قال أبو عبد الله بن يعقوب الحافظ: صحبت محمد بن صالح سنين ما رأيته أتى شيئًا لا يرضاه الله، ولا سمعت منه شيئًا يسأل عنه، وكان يقوم الليل، توفي في ربيع الأول سنة أربعين وثلاثمائة (المنتظم لابن الجوزي ٦/ ۳۷۰، البداية والنهاية ۱۱/ ۲۲٥).
الحسين بن الفضل البجلي الكوفي العلامة المفسر أبو علي نزيل نيسابور قال الحاكم: كان إمام عصره في معاني القرآن، وقال ابن حجر في اللسان: وما كان لذكر هذا في الكتاب معنى؛ فإنه من كبار أهل العلم والفضل. لسان الميزان ۲/ ۳۰۷.
عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار أبو عثمان البصري، روى عن شعبة والحمَّادين وغيرهم، وروى عنه البخاري، وروى هو وباقي الجماعة عنه بواسطة قال العجلي: ثقة ثبت صاحب سنة، وقال ابن حجر. ثقة
ثبت من العاشرة روى له الجماعة (التهذيب ۷/ ۲۳۰، التقريب ۲/ ۲٥).
الربيع بن صبيح السعدي، أبو بكر البصري، روى عن: الحسن وحميد الطويل ويزيد الرقاشي وغيرهم، وعنه: الثوري وابن المبارك وابن مهدي وغيرهم، قال أبو حاتم: رجل صالح، وقال العجلي: لا بأس به، وقال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ، وكان عابدًا مجاهدًا. من السابعة مات سنة ستين ومائة روى له البخاري تعليقًا والترمذي وابن ماجه (التهذيب ۳/ ۲٤۹، التقريب ۱/ ۲٤٥). الحسن البصري من ثقات التابعين تقدم في رقم ۱۰۱.

• الحكم على الأثر:
في إسناده أبو القاسم بن حبيب لم أقف على ترجمته وبقية رجاله ثقات.

لا تصح الصلاة إلا بقراتها
[۱۰۳] عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
• أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر ۲/ ۲۳۷ رقم ۷٥٦، وأخرجه أيضًا في القراءة خلف الإمام، ص ٥ رقم ۲، ۳، ٤، ٥ و ص ٦ رقم ۷، و ص ۲٤ رقم ۸٤.
وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ۱/ ۲۹٥ رقم ۳٤/ ۳۹٤، ۳٥، ۳٦.
وأخرجه أبو داود في الصلاة باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب ۱/ ۲۱٥ رقم ۸۲۲.
وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة باب لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ۲/ ۲٥ رقم ۲٤۷ وقال: حديث عبادة حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين، وغيرهم، قالوا: لا تجزئ صلاة إلا بفاتحة الكتاب، وقال علي بن أبي طالب: كل صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تمام.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب إيجاب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة ۲/ ۱۳۷ وفي السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب فاتحة الكتاب ٥/ ۱۱ رقم ۸۰۰۹.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۷۳ رقم ۸۳۷، وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ۳۱٤، ۳۲۱.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب إيجاب القراءة في الصلاة بفاتحة الكتاب ونفي الصلاة بغير قراءتها ۱/ ۲٤٦ رقم ٤۸۸.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب تعيين القراءة بفاتحة الكتاب ۲/ ۳۸ وفي القراءة خلف الإمام باب الدليل على أن لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب للإمام والمأموم والمنفرد، ص ۲۰ رقم ۱۷.
وأخرجه الدارمي في سننه في كتاب الصلاة باب لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ۲/ ۳۱۲ رقم ۱۲٤۲.
وأخرجه الدارقطني في الصلاة باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ۳۲۱.

• التعليق:
قال الإمام النووي - رحمه الله - تعالى: في الحديث وجوب قراءة الفاتحة وأنها متعينة لا يجزئ غيرها إلا لعاجز عنها. وهذا مذهب الشافعي ومالك وجمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
وقال أبو حنيفة - رضي الله عنه - وطائفه قليلة: لا تجب الفاتحة بل الواجب آية من القرآن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ ما تيسر معك من القرآن أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وأنَّه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها ۱/ ۲۹۸ رقم ۳۹۷، عن أبي هريرة. " ودليل الجمهور: قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا صلاة إلا بأم القرآن "فإن قالوا: المراد لا صلاة كاملة. قلنا: هذا خلاف ظاهر اللفظ ومما يؤيده حديث أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب" رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح، وكذا رواه أبو حاتم بن حبان، وأما الحديث: اقرأ ما تيسر فمحمول على الفاتحة فإنها ميسرة أو ما زاد على الفاتحة بعدها، أو على من عجز عن الفاتحة.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" فيه دليل لمذهب الشافعي - رحمه الله - تعالى ومن وافقه أن قراءة الفاتحة واجبة على الإمام والمأموم والمنفرد. ومما يؤيد وجوبها على المأموم قول أبي هريرة: اقرأ بها في نفسك. فمعناه: اقرأها سرًّا بحيث تسمع نفسك وحكى القاضي عياض عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وربيعة ومحمد بن أبي صفرة من أصحاب مالك أنه لا يجب قراءة أصلًا. وهي رواية شاذة عن مالك.
وقال النووي والأوزاعي وأبو حنيفة - رضي الله عنهم -: لا تجب القراءة في الركعتين الأخيرتين بل هو بالخيار إن شاء قرأ وإن شاء سكت، وإن شاء سبح.
والصحيح الذي عليه جمهور العلماء من السلف والخلف: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة لقوله - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي: "ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".
وأما من لا يحسن قراءة الفاتحة وعجز عنها فله أن يسبح الله تعالى ويحمده؛ فقد ورى النَّسَائِيّ بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني شيئًا يجزئني من القرآن فقال: "قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّه" أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة ۱/ ۲۱۸ رقم ۸۳۲ وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب إجازة الصلاة بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل لمن لا يحسن القرآن ۱/ ۲۷۳ رقم ٥٤٤ وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة باب ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن ۲/ ۱٤۳، وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۳٥۳ وزاد في آخره قال يا رسول: هذا لله - عز وجل - فما لي: قال: "قل: اللّهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني" ثم أدبر وهو ممسك كفيه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما هذا ملأ يديه من الخير"..
قال الإمام السندي: وهذا يدل على أن العاجز عن القرآن يأتي بالتسبيحات ولا يقرأ ترجمة القرآن بعبارة أخرى غير نظم القرآن صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۰۳، وحاشية السندي على سنن النَّسَائِيّ ۲/ ۱٤۳ والمغني لابن قدامة المقدسي الحنبلي ۲/ ۱٥۸، تحقيق د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي ود. عبد الفتاح محمد الحلو. طبعة دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة..
وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمر بنفس اللفظ.
أخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب سياق رواية من تابع أبا هريرة فيما رواه من قسمة الصلاة، وأن صلاة من لم يقرأ فيها بأم القرآن خداج من غير فرق بين الإمام والمأموم والمنفرد، ص ٥۰ رقم ۱۰۰ فقال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن بنان البغدادي، ثنا الحسن بن حماد سجادة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وأخرجه أيضًا رقم ۹۸ من طريق إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عمر به بلفظ: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام.
• رجال الإسناد:
أبو بكر بن الحارث الفقيه هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحارث التميمي النحوي، قال الذهبي: ثقة فقيه، روى عنه البيهقي كثيرًا، مات في ربيع الأول سنة ثلاثين وأربعمائة (سير أعلام النبلاء ۱۷/ ٥۳۸، والعبر في خبر من غبر ۳/ ۱۷۰، وشذرات الذهب ۳/ ۲٤٥).
أبو محمد بن حيان هو الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري صاحب المصنفات، ويعرف بأبي الشيخ الأصبهاني ولد سنة أربع وسبعين ومائتين ومات سنة تسع وستين وثلاثمائة. قال ابن مردويه: ثقة مأمون (تذكرة الحفاظ ۳/ ۹٤٥).
إسحاق بن بنان بن معن، أبو محمد، الأنماطي، سمع أبا همام الوليد بن شجاع السكوني، والحسن بن حماد الحضرمي ومحمد بن شجاع المروزي وغيرهم، وروى عنه ابن لؤلؤ الوراق وموسى بن محمد وأبو الحسين بن البواب وغيرهم، قال الدارقطني: ثقة، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة (تاريخ بغداد ٦/ ۳۹۰). الحسن بن حماد بن كسيب - بمضمومة وفتح مهملة وسكون مثناة وبموحدة - الحضرمي، أبو علي البغدادي المعروف بسجادة - بفتح مهملة فجيم مشددة - قال أحمد: صاحب سنة ما بلغني عنه إلا خيرًا، وقال الخطيب. كان ثقة وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۲/ ۲۷۲، التقريب ۱/ ۱٦٥، المغني ۲۱۳). عبد الرحيم بن سليمان الكناني، نزيل الكوفة، روى عن إسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول وعبيد الله بن عمر، وغيرهم، وعنه إبراهيم بن موسى الرازي وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حميد الكوفي وغيرهم، قال ابن معين وأبو داود: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة له تصانيف من صغار الثامنة مات سنة سبع وثمانين ومائة، روى له الجماعة (الكاشف ۲/ ۱۹۳، التهذيب ٦/ ۳۰٦، التقريب ۱/ ٥۰٤).
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري، المدني، روى عن نافع مولى ابن عمرو عن أبيه وثابت البناني وغيرهم، وعنه: أخوه عبد الله وحميد الطويل وعبد الرحيم بن سليمان وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة ثبت، أحد الفقهاء السبعة، من الخامسة مات سنة سبع وأربعين ومائة روى له الجماعة (الكاشف ۲/ ۲۳۱، التهذيب ۷/ ۳۸، التقريب ۱/ ٥۳۷).
نافع الفقيه مولى ابن عمر، أبو عبد الله المدني، روى عن مولاه وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وغيرهم، وعنه الزهري وموسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة مات سنة سبع عشرة ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۲۹٦، التهذيب ۱۰/ ٤۱۲).
عبد الله بن عمر صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• درجة الإسناد: صحيح رواته ثقات.
كما أن للحديث شاهد آخر عن جابر بن عبد الله بنفس اللفظ أيضا. أخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب سياق، رواية من تابع أبا هريرة فيما رواه من قسمة الصلاة وأن صلاة من لم يقرأ فيها بأم القرآن خداج من غير فرق بين الإمام والمأموم والمنفرد ص ۳۱، رقم ۱۰۱ فقال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن محمد بن حيان، نا إسحاق، نا سجادة، نا عبد الرحيم، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
• رجال الإسناد:
رجال الإسناد إلى عبيد الله بن عمر ثقات سبقوا في الحديث السابق.
أبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس - بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء - الأسدي مولاهم، روى عن العبادلة الأربعة وجابر وعائشة وغيرهم، وعنه: عطاء وأيوب والزهري وعبيد الله بن عمر وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق وإلى الضعف ما هو. وقال النَّسَائِيّ: ثقة، وسئل أحمد عن أبي الزبير فقال: قد احتمله الناس وأبو الزبير أحب إلي من سفيان؛ لأنَّه أعلم بالحديث منه وأبو الزبير ليس به بأس، وسئل ابن المديني عنه فقال: ثقة ثبت، وقال ابن حجر: صدوق يدلس، من الرابعة مات سنة ست وعشرين ومائة روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۳۸۰، التهذيب ۹/ ٤٤۰، التقريب ۲/ ۲۰۷).
جابر بن عبد الله صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
إسناده حسن. فيه أبو الزبير صدوق ومتنه صحيح، وقد تقدم بأسانيد صحيحة عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر.
[۱۰٤] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرج فناد في المدينة: أن لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب "فما زاد.
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب من ترك القراءة في صلاته (بفاتحة الكتاب) ۱/ ۲۱٤ رقم ۸۱۹ فقال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، عن جعفر بن ميمون البصري، ثنا أبو عثمان النهدي، قال حدثني أبو هريرة .. فذكره.
وذكره في رقم ۸۲۰ قال: حدثنا ابن بشار، ثنا يحيى، ثنا جعفر فذكره .. وقال فيه: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي: أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ۲/ ٤۲۸ فقال: حدثنا يحيى بن سعيد عن جعفر به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الصلاة باب صفة الصلاة مبحث ذكر إخبار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالنداء الظاهر المكشوف بأن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب ٥/ ۹۳ ورقم ۱۷۹۱ من طريق عيسى بن يونس به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب فرض القراءة في كل ركعة ۲/ ۳۷ من طريق سفيان عن جعفر أبي علي بياع الأنماط به.
وأخرجه في القراءة خلف الإمام باب الدليل على أن لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ص ۲۸ رقم ٤٤.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ۷/ ۱۲٤ من طريق سفيان عن جعفر بن ميمون به.
وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة ۱/ ۲۳۹ من طريق يحيى بن سعيد القطان ثنا جعفر بن ميمون به. وقال: هذا حديث صحيح لا غبار عليه فإن جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين ويحيى بن سعيد لا يحدث إلا عن الثقات. وأقره الذهبي فقال: صحيح لا غبار عليه وجعفر ثقة.
وأخرجه الدارقطني في الصلاة باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ۳۲۱ من طريق يحيى بن سعيد القطان حدثنا جعفر بن ميمون به.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى في كتاب الصلاة باب صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ص ٥٦ رقم ۱۸٦ من طريق يحيى القطان عن جعفر بن ميمون به.
وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ٦، رقم ۷ وفي ص ۲٤ رقم ۸٤ من طريق سفيان عن جعفر به.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وابن الجارود في المنتقى وقد اشترط الصحة.
[۱۰٥] عن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
• أخرجه أبو داود في الصلاة باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب ۱/ ۲۱٤ رقم ۸۱۸ فقال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره.
وأخرجه ابن ماجه في الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۷٤ رقم ۸۳۹ من طريق أبي سفيان السعدي عن أبي نضرة به بلفظ: لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة "الحمد لله" وسورة في فريضة أو غيرها.
في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف أبي سفيان السعدي.
وأخرجه الإمام أحمد ۳/ ۳ فقال: حدثنا عبد الصمد ثنا همام به بلفظ: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۸ رقم ۱۲ فقال: حدثنا أبو الوليد هشام به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الصلاة باب صفة الصلاة مبحث ذكر البيان بأن الخداج الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو النقص الذي لا تجزئ الصلاة معه ٥/ ۹۲ رقم ۱۷۹۰ - من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام به.
• الحكم على الحديث: صحيح.
فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه وذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۲٤۷ وقال: إسناده صحيح.
وقال في فتح الباري ۲/ ۲٤۳ حديث: أبي سعيد عن أبي داود: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر" سنده قوي.
• التعليق:
استدل بعض الصحابة بقول أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر" على وجوب قراءة قدر زائد على الفاتحة في الصلاة وتعقب بأنه ورد لدفع توهم قصر الحكم على الفاتحة، قال البخاري في القراءة خلف الإمام: هو نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا".
وادعى ابن حبان والقرطبي وغيرهما الإجماع على عدم وجوب قدر زائد عليها. واستدلوا بما أخرجه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب القراءة في الفجر ۲/ ۲٥۱، رقم ۷۷۲. ".
وفي الحديث استحباب السورة أو الآيات مع الفاتحة وهو قول الجمهور في الصبح والجمعة والأوليين من غيرهما فتح الباري ۲/ ۲٥۲..
قال النووي: في هذا الحديث دليل لوجوب الفاتحة في الصلاة وأنَّه لا يجزئ غيرها، وفيه استحباب السورة بعدها وهذا مجمع عليه في الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات وحكى القاضي عياض - رحمه الله تعالى - عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود. وتستحب السورة في صلاة النافلة ولا تستحب في الجنازة على الأصح؛ لأنها مبنية على التخفيف صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۰٥، ۱۰٦. ".
[۱۰٦] عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج، فهي خداج".
• أخرجه ابن ماجه في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۷٤ رقم ۸٤۱ فقال: حدثنا الوليد بن عمرو السكين، ثنا يوسف بن يعقوب السَّلعي، ثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده فذكر الحديث.
وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ۲۰٤ من طريق حجاج عن عمرو بن شعيب به.
وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۷ رقم ۱٥ من طريق عاصم الأحول عن عمرو بن شعيب به في ص ۸ رقم ۱٤ فقال: حدثنا هلال بن بشر حدثنا يوسف بن يعقوب به.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب سياق رواية من تابع أبا هريرة فيما رواه من قسمة الصلاة وأن صلاة من لم يقرأ فيها بأم القرآن خداج من غير فرق بين الإمام والمأموم والمنفرد، ص ٤۹ رقم ۹٦ من طريق عاصم الأحول عن عمرو بن شعيب به.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ۳۲۰، ۳۲۱ من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن شعيب به بلفظ: من صلى صلاة مكتوبة أو تطوعًا فليقرأ فيها بأم الكتاب وسورة معها فإن انتهى إلى أم الكتاب فقد أجزئ. ومن صلى صلاة مع إمام فليقرأ بفاتحة الكتاب في بعض سكتاته فإن لم يفعل فصلاته خداج غير تمام، وقال: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ضعيف.
وأخرجه الطبراني في العجم الأوسط ٤/ ۱۰۰ رقم ۳۷۰٤ من طريق عاصم الأحول عن عمرو بن شعيب به.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۲/ ۱۳۳ رقم ۲۷۸۷ عن ابن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب به.
وأخرجه بن عدي في الكامل في الضعفاء ٥/ ۸۲ في ترجمة عاصم الأحول عن عمرو بن شعيب به.
• رجال الإسناد:
الوليد بن عمرو بن السكين البصري، أبو العباس، روى عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وأبي همام محمد بن زبرقان وأبي عاصم وغيرهم، وعنه ابن ماجه والبخاري في التاريخ وزكريا الساجي وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: شيخ بصري كتبنا عنه لا بأس به، وقال ابن حجر: صدوق من الحادية عشرة (التهذيب ۱۱/ ۱٤٤، التقريب ۲/ ۳۳٤).
يوسف بن يعقوب السلعي البصري، روى عن سليمان التيمي وحسين المعلم وبهز بن حكيم وغيرهم، وعنه الوليد بن عمرو وهلال بن بشر وبندار وغيرهم، قال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث يقال له السلعي لسلعة كانت على قفاه وأكثرهم يقولون بكسر السين فيخطئون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر: صدوق من التاسعة مات سنة إحدى ومائتين، روى له البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۱۱/ ٤۳۱، التقريب ۲/ ۳۸٤).
حسين المعلم المكتب - فاعل التعليم - هو الحسين بن ذكوان البصري، ثقة من السادسة مات سنة خمس وأربعين ومائة روى له الجماعة (التقريب ۱/ ۱۷٥، المغنى في ضبط أسماء الرجال، ص ۲۳٦).
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي القرشي، روى عن أبيه، وجل روايته عنه، ومجاهد وعطاء وغيرهم، وعنه الزهري ويحيى بن سعيد وحسين المعلم وغيرهم، قال أبو داود عن أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه، وقال أبو زرعة: روى عنه الثقات، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده وقال: إنما سمع أحاديث يسيرة وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها وعامة المناكير التي تروى عنه إنما هي عن المثنى بن الصباح وابن لهيعة والضعفاء وهو ثقة في نفسه، وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ما تركه أحد من المسلمين من الناس بعدهم، وقال ابن حجر: صدوق من الخامسة، مات سنة ثمان عشرة ومائة روى له أصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۱٦٥، التهذيب ۸/ ٤۸، التقريب ۲/ ۷۲).
أبوه هو: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عن جده وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وعنه ابناه عمرو، وعمر، وثابت البناني وغيرهم، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر البخاري وأبو داود وغيرهما أنه سمع من جده. وقال ابن حجر: صدوق من الثالثة، روى له أصحاب السنن الأربعة (التهذيب ٤/ ۳٥٦، التقريب ۱/ ۳٥۳).
جده: هو عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن.
[۱۰۷] عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعلكم تقرأون والإمام يقرأ؟ " مرتين أو ثلاثًا، قالوا: يا رسول الله إنا لنفعل. قال: "فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب".
• أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۲۳٦ فقال: حدثنا عبد الرزاق، نا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث.
وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۱۹ رقم ٦۷ من طريق يزيد بن زريع قال: حدثنا خالد به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في الصلاة باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر فيه بفاتحة الكتاب وفيما يسر فيه بفاتحة الكتاب فصاعدًا ۲/ ۱٦٦ من طريق سفيان الثوري عن خالد الحذاء به.
• رجال الإسناد:
عبد الرزاق هو ابن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ مصنف من التاسعة مات سنة إحدى عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة روى له الجماعة (التقريب ۱/ ٥۰٥).
سفيان هو ابن سعيد بن مسروق الثوري ثقة حافظ سبق في رقم ٦٥.
خالد الحذاء هو خالد بن مهران البصري الحذاء - بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة - قيل له ذلك؛ لأنَّه كان يجلس عندهم، وقيل: لأنَّه كان يقول: احذ على هذا النحو. قال العجلي: بصري ثقة، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، روى له الجماعة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة. (الكاشف ۱/ ۲۷٤، التهذيب ۳/ ۱۲۰، التقريب ۱/ ۲۱۹).
أبو قلابة هو: عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي - بفتح الجيم - البصري، روى عن: ثابت بن الضحاك الأنصاري، وسمرة بن جندب، وأنس بن مالك وغيرهم، وعنه: أيوب وخالد الحذاء وعاصم الأحول وغيرهم، قال العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة مات سنة أربع ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٥/ ۲۲٤، التقريب ۱/ ٤۱۷).
محمد بن أبي عائشة المدني مولى بني أمية، يقال اسم أبيه عبد الرحمن، روى عن أبي هريرة وجابر وعن من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنه حسان بن عطية وأبو قلابة وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبخاري في القراءة خلف الإمام (التهذيب ۹/ ۲٤۲، والتقريب ۲/ ۱۷٤).
رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
صحيح رواته ثقات. وجهالة الصحابي لا تضر فالصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۲٤٦، ۲٤۷ وقال: إسناده حسن.
وللحديث شاهد آخر عن أبي قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقرأون خلفي؟ " قالوا: نعم. قال: "فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب".
أخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳۰۸ فقال: حدثنا يزيد بن هارون، أنا سليمان - يعنى التميمي - قال: حدثت عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه فذكره.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في الصلاة باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر فيه بفاتحة الكتاب ۲/ ۱٦٦ من طريق مالك بن يحيى عن يزيد بن هارون به وقال: وهو مرسل وقد روي من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة به.
• رجال الإسناد:
يزيد بن هارون بن زاذان، أبو خالد الواسطي، ثقة متقن سبق في رقم ۹۷.
سليمان التيمي هو سليمان بن بلال التيمي المدني، أبو محمد، ثقة من الثامنة مات سنة سبع وسبعين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٤/ ۱۷٥، التقريب ۱/ ۳۲۲).
عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري روى عن أبيه وجابر، وعنه: ابنه ثابت ويحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثانية، مات سنة خمس وتسعين، روى له الجماعة (التهذيب ٥/ ۳٦۰، التقريب ۱/ ٤٤۱).
أبو قتادة الأنصاري هو الحارث بن ربعي - بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها مهملة - الأنصاري الخزرجي، شهد غزوة أحد وما بعدها مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، مات سنة أربع وخمسين. - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. الإصابة في تمييز الصحابة ۷/ ۱٥٥.
• الحكم على الحديث:
رواة إسناده ثقات إلا أن فيه رجلًا ساقطًا حيث إن سليمان التيمي قال: حدثت عن عبد الله بن بريدة. وقد ذكر البيهقي في السنن ۲/ ۱٦٦ أن هذا الحديث روي من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه. فلعل يحيى بن أبي كثير هو الذي سقط من إسناد الإمام أحمد، ويحيى بن أبي كثير ثقة ثبت (التقريب ۲/ ۳٥٦) فإن كان هو فالإسناد صحيح وإذا لم يكن هو فإن له شواهد تقوي الحديث منها حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: "أتقرأون في صلاتكم والإمام يقرأ؟ " فسكتوا، فقالها ثلاث مرات، فقال قائل أو قال قائلون: إنا لنفعل، قال: "فلا تفعلوا، وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه".
أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام باب لا يجهر خلف الإمام بالقراءة ص ٥٦ رقم ۲٥٥ فقال: حدثنا يحيى بن يوسف قال: أنبأنا عبيد الله عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس فذكره.
وأخرجه الدارقطنى في كتاب الصلاة باب ذكر نسخ التطبيق والأمر بالأخذ بالركب ۱/ ۳٤۰ من طريق أبي زرعة الدمشقي عن يحيى بن يوسف به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر فيه بفاتحة الكتاب وفيما يسر فيه بفاتحة الكتاب فصاعدًا ۲/ ۱٦٦ من طريق أبي توبة الربيع بن نافع عن عبيد الله بن عمرو به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، ج ۳/ ۱۲٤ رقم ۲٦۸۰ فقال: حدثنا إبراهيم قال: نا يحيى به.
• رجال الإسناد:
يحيى بن يوسف الزمي - بكسر الزاي والميم الثقيلة: الخراساني، يقال له ابن أبي كريمة، ثقة، من كبار العاشرة، روى عن عبد الله بن إدريس وعبيد الله بن عمر والرقي وعيسى بن يونس وغيرهم، وعنه البخاري، وابن ماجه، وأبو حاتم وغيرهم، وقال أبو زرعة: ثقة، مات سنة تسع وعشرين ومائتين (التهذيب ۱۱/ ۳۰۷، التقريب ۲/ ۳٦۱).
عبيد الله هو ابن عمرو الرقي، أبو وهب الأسدي، روى عن الأعمش، وأيوب، وابن أبي أنيسة والثوري وغيرهم، وعنه يحيى بن يوسف الزمي وبقية وعبد الله بن جعفر الرقي وغيرهم، قال النَّسَائِيّ وابن معين: ثقة وقال ابن حجر: ثقة فقيه من الثامنة، مات سنة ثمانين ومائة عن ثمانين سنة روى له الجماعة (التهذيب ۷/ ٤۲، التقريب ۱/ ٥۳۷).
أيوب هو ابن أبي تميمة كيسان السختياني، رأى أنس بن مالك وروى عن عمرو بن سلمة الجرمي وأبي قلابة والقاسم بن محمد وغيرهم، وروى عنه الحمادان وسعيد بن أبي عروبة وابن علية وخلق كثير قال النَّسَائِيّ: ثقة ثبت، وقال ابن حجر: ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ۱/ ۳۹۷، التقريب ۱/ ۸۹).
أبو قلابة هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي ثقة سبق في رقم ۱۰۷.
أنس بن مالك - رضي الله عنه - صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح.
[۱۰۸] عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كنا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الفجر فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: "لعلكم تقرأون خلف إمامكم؟ " قلنا: نعم هذًّا (هذًّا): الهذ والهذذ: سرعة القطع وسرعة القراءة. النهاية في غريب الحديث مادة هذذ ٥/ ۲٥٥. يا رسول الله، قال: "لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب في ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب ۱/ ۲۱٥ رقم ۸۲۳.
وأخرجه الترمذي في الصلاة باب ما جاء في القراءة خلف الإمام ۲/ ۱۱٦ رقم ۳۱۱ وقال: هذا حديث حسن.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به الإمام ۲/ ۱٤۱.
وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳۱٦، ۳۳۲.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب الصلاة باب صفة الصلاة مبحث ذكر الخبر المصرح بأن الفرض على المأمومين قراءة فاتحة الكتاب كما هو على المنفرد سواء ٥/ ۸٦ رقم ۱۷۸٥، ۱۷۹۲، ۱۸٤۸.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى في كتاب الصلاة باب القراءة وراء الإمام، ص ۱۳٥، رقم ۳۲۱.
وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة ۱/ ۲۳۸ وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام باب لا يجهر خلف الإمام بالقراءة، ص ٥٦ رقم ۲۳۷.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۱٥.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر به بفاتحة الكتاب وفيما يسر فيه بفاتحة الكتاب فصاعدًا ۲/ ۱٦٤ وقال: قال علي بن عمر الدارقطني: هذا إسناد حسن.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ۳۱۸ وقال: هذا إسناد حسن.
وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۳/ ۸۲ رقم ٦۰٦.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الصلاة باب من رخص في القراءة خلف الإمام ۱/ ۳۷۳ إلا أنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء وذكر بقية الحديث.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن.
فقد أخرجه ابن حبان والحاكم وابن الجارود في المنتقى وقد اشترطوا الصحة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن، والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۲٤٦ وقال: أخرجه أحمد والبخاري في جزء القراءة، وصححه أبو داود والترمذي والدارقطني وابن حبان والحاكم والبيهقي من طريق ابن إسحاق، حدثني مكحول، عن محمود بن الربيع عن عبادة وتابعه زيد بن واقد وغيره عن مكحول.
• ملحوظة:
جاء عند النَّسَائِيّ ۲/ ۱٤۱ وفي تلخيص الحبير ۱/ ۲٤٦ محمود بن ربيعة وهو خطأ والصواب: محمود بن الربيع - رضي الله عنه -.
[۱۰۹] عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج".
• أخرجه الإمام أحمد في المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر وحمزة أحمد الزين ج ۱۸/ ۲۰۱ رقم ۲٦۲۳٤ فقال: حدثنا يعقوب قال: ثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة.
وأخرجه أيضًا ج ٦/ ۱٤۲، ۲۷٥ طبعة المطبعة الميمنية إلا أنه سقط من الموضع الأخير كلمة (عن أبيه) فرجعت إلى أطراف المسند للحافظ ابن حجر العسقلاني ۹/ ٦۳ رقم ۱۱٥٦٤ فقال: "حديث: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج" ٦/ ۱٤۲ حدثنا يزيد، أنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه بهذا، ٦/ ۲۷٥ وعن أبيه عن ابن إسحاق نحوه.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۷٤ رقم ۸٤۰ من طريق عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق به.
وأخرجه الإمام البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۱۸ رقم ٦۲ من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق به.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام ص ۱۷، رقم ۹۰ من طريق محمد بن إسحاق به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۱٥.
وأخرجه أيضا في مشكل الآثار باب مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة التي سماها خداجًا ۲/ ۲۳ من طريق يزيد بن هارون ثنا محمد بن إسحاق به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۱/ ۹۳ وفي المعجم الأوسط ۷/ ۲٥۳ رقم ۷٤۲٦ من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
• رجال الإسناد:
يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يوسف المدني، الإمام الحافظ الحجة، حدث عن أبيه الحافظ إبراهيم بن سعد وشعبة، والليث وغيرهم، وحدث عنه: أحمد وإسحاق، وعلي ويحيى وغيرهم، وثقه يحيى والعجلي وطائفة، وقال ابن حجر: ثقة فاضل من صغار التاسعة، مات سنة ثمان ومائتين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ٤۹۳، التقريب ۲/ ۳۷٤).
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني نزيل بغداد، ثقة حجة من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومائة، روى له الجماعة، حدث عن أبيه، والزهري وابن إسحاق وغيرهم، وروى عنه ولداه يعقوب وسعد، وشعبة والليث والقعنبي وأحمد بن حنبل وغيرهم (سير أعلام النبلاء ۸/ ۳۰٤، التقريب ۱/ ۳٥).
محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، روى عن الزهري وابن المنكدر ومكحول وغيرهم، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة وغيرهم قال ابن معين: كان ثقة حسن الحديث، وقال أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس، وسئل ابن المبارك عنه فقال: إنا وجدناه صدوقًا ثلاث مرات. وقال ابن حجر: إمام الغازي، صدوق، يدلس، من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وقال الذهبي: كان صدوقا، وحديثه حسن. (الكاشف ۳/ ۱۹، التهذيب ۹/ ۳۸، التقريب ۲/ ۱٤٤).
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام، القرشي المدني، روى عن أبيه، وجده، وعمه حمزة وغيرهم، وعنه: ابن عم أبيه هشام بن عروة وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهم، قال ابن معين والنسائي والدارقطني: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، مات بعد المائة وله ست وثلاثون سنة، روى له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۳/ ۲٥۹، التهذيب ۱۱/ ۲۳٤، التقريب ۲/ ۳٥۰). أبوه: عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني، روى عن أبيه وجدته أسماء وخالة أبيه عائشة، وعمر بن الخطاب وغيرهم، وعنه: ابنه يحيى وابن أخيه عبد الواحد بن حمزة وهشام بن عروة وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة روى له الجماعة وروايته عن عمر مرسلة (التهذيب ٥/ ۹۸، التقريب ۱/ ۳۹۲).
عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
إسناده حسن فيه محمد بن إسحاق صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث عنه الإمام أحمد والطحاوي.
[۱۱۰] عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان يأمر ويحب أن يقرأ خلف الإمام في الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة، وفي الآخريين بفاتحة الكتاب.
• أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام باب وجوب القراءة للإمام والمأموم وأدنى ما يجزئ من القراءة، ص ۱۷ رقم ٥٤ فقال: حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سفيان بن حسين، سمعت الزهري عن أبي رافع عن علي بن أبي طالب فذكره.
وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة باب إذا قرأ الإمام فلا تقرأوا إلا بأم القرآن ۱/ ۲۳۹ من طريق سفيان بن حسين عن الزهري به وقال: صحيح وأقره الذهبي فقال: صحيح.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب قراءة أم القرآن في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ٤۲۲ من طريق شاذان عن شعبة عن سفيان بن حسين عن الزهري به وقال: هذا إسناد صحيح.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب من قال: يقرأ خلف الإمام فيما يجهر فيه بفاتحة الكتاب وفيما يسر فيه بفاتحة الكتاب فصاعدًا ۲/ ۱٦۸ من طريق معمر عن الزهري به.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الصلاة باب من رخص في القراءة خلف الإمام ۱/ ۳۷۳ من طريق معمر عن الزهري عن عبيد الله بن أبي رافع أن عليًّا كان يقول: اقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في كل ركعة بأم الكتاب وسورة.
وأخرجه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الصلاة باب من رخص في القراءة خلف الإمام ۱/ ۳۷۳ فقال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن أبي رافع فذكره.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر ۱/ ۲۰۹ عن بكر بن إدريس عن آدم به.
وأخرجه الفسوي في كتاب المعرفة والتاريخ ۱/ ٤۱۹ من طريق معمر عن الزهري به.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الدارقطني: هذا إسناد صحيح.
[۱۱۱] عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تقرأون خلفي؟ " قالوا: نعم إنا لنهذ هذًّا: قال: "فلا تفعلوا إلا بأم القرآن".
• أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام باب وجوب القراءة للإمام والمأموم وأدنى ما يجزئ من القراءة ص ۱۸ رقم ٦۳ فقال: حدثنا شجاع بن الوليد قال: حدثنا النضر قال: حدثنا عكرمة قال: حدثني عمرو بن سعد عن عمرو بن شعيب فذكره.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب ذكر الشواهد التي تشهد لرواية عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في استثناء قراءة فاتحة الكتاب بالصحة ص ۷۹ رقم ۱٦۷ من طريق عباس بن عبد العظيم عن النضر به.
وأخرجه ابن عدي في ترجمة الحكم بن عبد الله البلخي ۲/ ۲۱٤ من طريق يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن شعيب به.
• رجال الإسناد:
شجاع بن الوليد أبو الليث البخاري المؤدب، روى عن النضر بن محمد اليمامي، وعبد الرزاق، وأبي نعيم وغيرهم، وعنه: البخاري وأحمد بن عبدة الآملي وغيرهما قال ابن حجر: ثقة من أقران البخاري وسمع قبله قليلًا، ليس له في الصحيح سوى حديث واحد في المغازي (التهذيب ٤/ ۳۱٤، وفتح الباري ۷/ ٤٥٦). النضر بن محمد موسى الجرشي - بالجيم المضمومة والشين المعجمة - أبو محمد اليمامي روى عن: عكرمة بن عمار وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم، وعنه العباس بن عبد العظيم العنبري وأبو الليث شجاع بن الوليد البخاري وعبد الله بن محمد الرومي وغيرهم، قال العجلي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، من التاسعة روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وابن ماجه (الكاشف ۳/ ۲۰٤، والتقريب ۲/ ۳۰۲، التهذيب ۱۰/ ٤٤٤). عكرمة هو ابن عمار أبو عمار اليمامي، روى عن: الهرماس بن زياد وسالم بن عبد الله بن عمر ويحيى بن أبي كثير وغيرهم، وعنه: شعبة والثوري، والنضر بن محمد الجرشي وغيرهم، قال أحمد بن حنبل: عكرمة مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وقال أبو حاتم عن ابن معين: كان حافظًا، وقال علي بن المديني: عكرمة عند أصحابنا ثقة ثبت، وقال العجلي: ثقة يروي عن النضر بن محمد ألف حديث. وقال ابن حجر: صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، من الخامسة، مات قبل الستين ومائة، روى له البخاري تعليقا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۷/ ۲٦۱، الكاشف ۲/ ۲۷٦).
عمرو بن سعد الفدكي - بفتح فاء ومهملة وكاف - نسبة إلى فدك قرية بقرب المدينة - ويقال: اليمامي، روى عن محمد بن كعب القرظي وعمرو بن شعيب ونافع مولى ابن عمر وغيرهم وعنه يحيى بن كثير وعكرمة بن عمار والأوزاعي، وغيرهم قال أبو زرعة: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، روى له البخاري في القراءة خلف الإمام والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۸/ ۳٦، المغني ۱۹٥، والتقريب ۲/ ۷۰).
عمرو بن شعيب صدوق، وأبوه شعيب بن محمد صدوق رقم ۱۰٦.
جده هو عبد الله بن عمرو بن العاص صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
إسناده حسن.
[۱۱۲] عن رجل من أهل البادية عن أبيه وكان أبوه أسيرًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب".
• أخرجه الإمام أحمد ٥/ ۷۸ فقال: حدثنا عفان، ثنا عبد الوارث، حدثني عبد الله بن سوادة القشيري قال: حدثني رجل من أهل البادية عن أبيه فذكر الحديث.
• الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف فيه رجل مبهم وبقية رجاله ثقات وجهالة الصحابي لا تضر والحديث له شواهد صحيحة تقدمت.

قراءة سورة الفاتحة في صلاة الظهر والعصر
[۱۱۳] عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب ويسمعنا الآية، ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح.
• أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب يقرأ في الآخريين بفاتحة الكتاب ۲/ ۲٦۰ رقم ۷۷٦.
وأخرجه أيضا في القراءة خلف الإمام في باب القراءة في الظهر في الأربع كلها، ص ٦۳ رقم ۲۸٦.
وأخرجه مسلم في الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر ۱/ ۳۳۳ رقم ٤٥۱.
وأخرجه أبو داود في الصلاة باب ما جاء في القراءة في الظهر ۱/ ۲۰۹ رقم ۷۹۸.
وأخرجه النَّسَائِيّ في الصلاة باب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر ۲/ ۱٦٥ وفي باب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة العصر ۲/ ۱٦٦.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الصلاة باب الجهر بالآية أحيانًا في صلاة الظهر والعصر ۱/ ۲۷۱ رقم ۸۲۹.
وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳۰۸.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب إباحة الجهر ببعض الآي في صلاة الظهر والعصر ۱/ ۲٥٥ رقم ٥۰۷.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر ۱/ ۲۰۷.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى في كتاب الصلاة باب صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ص ٥٦ رقم ۱۸۷.

• التعليق:
في هذا الحديث دليل على مشروعية قراءة الفاتحة في الأربع ركعات في كل واحدة وقراءة سورة معها في كل ركعة من الأوليين وأن هذا كان عادته - صلى الله عليه وسلم - كما يدل له لفظ "كان يقرأ" فهي عبارة تفيد الاستمرار غالبًا. وإسماعهم الآية أحيانًا دليل على أنه لا يجب الإسرار في الصلاة السرية. وأن ذلك لا يقتضى سجود السهو وفي قوله: ويسمعنا الآية. دليل على أنه تكرر ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - سبل السلام شرح بلوغ المرام ۱/ ۳۳۲..
[۱۱٤] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة. وفي الأخريين بفاتحة الكتاب.
• أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۱/ ۲۷٥ رقم ۸٤۳ فقال: حدثنا محمد بن يحيى ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة، عن مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله فذكره.
• الحكم على الأثر:
قال الحافظ المزي في تحفة الأشراف ۲/ ۳۹۳ بعد هذا الحديث: موقوف وقال الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة ۱/ ۲۹٤ رقم ۳۰۹ ك رجاله ثقات.

• التعليق: حكم قراءة الفاتحة في الصلاة:
أولًا: حكم قراءتها بالنسبة للإمام والمنفرد: وللفقهاء فيها ثلاثة مذاهب:
۱ - المذهب الأول: مذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة.
وهؤلاء يرون وجوب قراءة الفاتحة على الإمام والمنفرد في كل ركعة في ركعات الصلاة، واستدلوا على ذلك بحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" حديث عبادة بن الصامت حديث صحيح وقد سبق تخريجه في رقم ۱۰۳..
قال الصنعاني - رحمه الله -: هو دليل على نفي الصلاة الشرعية إذا لم يقرأ فيها المصلي بالفاتحة؛ لأن الصلاة مركبة من أقوال وأفعال، والمركب ينتفي بانتفاء البعض، ولا حاجة إلى تقدير نفي الكمال؛ لأن التقدير إنما يكون عند تعذر صدق نفي الذات سبل السلام للإمام الصنعاني ۱/ ۱۷۰، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان..
وقد ورد من الأحاديث الصحيحة ما يدل على وجوب قراءتها في كل ركعة منها الحديث الذي معنا عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب .. إلخ.
وهذ الحديث دليل على وجوب القراءة في كل ركعة على الإمام وقد ورد من الأحاديث ما يدل على وجوب القراءة على المنفرد منها قوله - صلى الله عليه وسلم -:" ... وصلوا كما رأيتمونى أصلي" أخرجه البخاري في الأذان باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة ۲/ ۱۱۱ رقم ٦۳۱ عن مالك بن الحويرث فذكره مطولًا وهذا جزء منه..
ومنها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج. غير تمام حديث صحيح وسيأتي تخريجه. "أي ناقصة، والركعة تسمى صلاة.
۲ - المذهب الثاني: قال به الحسن البصري وأكثر أهل البصرة وهؤلاء يرون وجوب قراءة الفاتحة بالنسبة للإمام والمنفرد في الصلاة لكنهم لا يشترطون أن يكون ذلك في كل ركعة بل يجزئ المصلي أن يقرأها في بعض الصلاة ولو مرة واحدة في ركعة واحدة ودليلهم يتمثل في فهمهم لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - السابق وقد حكى الإمام القرطبي مذهبهم فقال: وقال الحسن البصري وأكثر أهل البصرة والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي: إذا قرأ بأم القرآن مرة واحدة في الصلاة أجزأه ولم يكن عليه إعادة؛ لأنها صلاة قد قرأ فيها بأم القرآن. وهي تامة لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن" وهذا قد قرأ بها الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ۱/ ۱۰۲.. وقد رد عليهم الإمام القرطبي فقال: ويحتمل: لا صلاة لمن لم يقرأ بها في كل ركعة وهو الصحيح، والأحاديث السابقة في أدلة المذهب الأول ترد هذا الفهم.
۳ - المذهب الثالث: قال به أبو حنيفة، والثوري، والأوزاعي، وهؤلاء يرون أن الصلاة تصح بغير قراءة الفاتحة وأنها ليست متعينة بذاتها، بل يجزئ مكانها سورة من القرآن أو ثلاث آيات أو آية طويلة، فلو ترك المصلي قراءة الفاتحة ولو عامدًا وقرأ آيات من القرآن أجزاه ذلك وصلاته صحيحه واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (المزمل: ۲۰). وحملوا نفي الصلاة في الحديث على نفي الكمال وقالوا: تصح الصلاة مع الكراهة - والحق أن مذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة أقوى دليلًا وأقوم قيلًا وأن قراءة الفاتحة واجبة على الإمام والمنفرد في كل ركعة ولا تصح بدونها صلاة.
ثانيًا: حكم قراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم:
ذهب الأئمة أحمد، ومالك في أحد قوليه، والشافعي في المشهور عنه إلى وجوب قراءة فاتحة الكتاب على المأموم لأنَّه - في هذا الشأن - والإمام سواء، ويستوي في ذلك أن تكون الصلاة سرية أو جهرية.
وذهب الإمام أبو حنيفة إلى منع قراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم سواء جهر الإمام أو خافت.
وأما القول الآخر للإمام مالك: فإن المأموم عليه أن يقرأ بفاتحة الكتاب خلف إمامه في الصلاة السرية دون الجهرية. وأولى هذه المذاهب من قال بتعيين قراءة الفاتحة للمأموم مع إمامه في الصلاة السرية والجهرية وذلك لوضوح الأدلة المغني لابن قدامة ۲/ ۱٥٦، ۱٥۷ والجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ۱/ ۱۰۲ - ۱۰۸، وتفسير آيات الأحكام للصابوني ۱/ ٥۹، وكفاية الأخيار في حل غاية الاختصار للإمام تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الدمشقي الشافعي ۱/ ۸۷، ۸۸، وتفسير سورة الفاتحة للدكتور/ محمد السيد جبريل، ص ۱۳۳ بتصرف.. والله أعلم.
[۱۱٥] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: لا تصلين صلاة حتى تقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة.
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب قراءة أم القرآن ۲/ ۹٤ رقم ۲٦۲۸ عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال: سمعت ابن عباس فذكره.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر ۱/ ۲۰٦ من طريق يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال: شهدت ابن عباس - رضي الله عنهما - فسمعته يقول: لا تصل صلاة إلا قرأت فيها ولو بفاتحة الكتاب.
• رجال الإسناد:
إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، روى عن جده وزياد بن علاقة وعاصم بن بهدلة وغيرهم، وعنه أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وعبد الرزاق وغيرهم، قال ابن مهدي عن عيسى بن يونس قال: قال لي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن، قال ابن حجر: ثقة من السابعة مات سنة ستين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۱/ ٦٤، التهذيب ۱/ ۲٦۱).
أبو إسحاق السبيعي هو عمرو بن عبد الله الكوفي ثقة سبق في رقم ۱٤.
العيزار بن حريث العبدي الكوفي، روى عن ابن عمر وابن عباس والنعمان بن بشير وغيرهم، وروى عنه ابنه الوليد وأبو إسحاق السبيعي وجرير بن أيوب، قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات بعد سنة عشر ومائة روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (التهذيب ۸/ ۲۰۳، التقريب ۲/ ۹٦). عبد الله بن عباس صحابي - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
[۱۱٦] قال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: "لا يركع أحدكم حتى يقرأ بأم القرآن".
• أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۳٤ رقم ۱۳۳ باب هل يقرأ بأكثر من فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو سعيد: فذكره.
• رجال الإسناد:
عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهيني مولاهم أبو صالح المصري، كاتب الليث، روى عن: معاوية بن صالح والليث بن سعد والمفضل بن فضالة وغيرهم، وروى عنه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام وفي الصحيح وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه بواسطة، قال أبو حاتم: سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو صالح ثقة مأمون قد سمع من جدي حديثه، وقال أحمد: كان أول أمره متماسكًا ثم فسد بآخره وليس هو بشيء، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: كان حسن الحديث، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط، وقال ابن حجر: صدوق، من العاشرة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين (الكاشف ۲/ ۹٦، التهذيب ۱/ ٤۲۳، الكامل في الضعفاء ٤/ ۲۰٦، التهذيب ٥/ ۲٥٦، هدي الساري، ص ٤۱۳، ٤۱٤).
الليث هو ابن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه من السابعة مات في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۸/ ۱۳٦، التقريب ۲/ ۱۳۸).
جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي، المصري، روى عن الأعرج وعراك بن مالك والزهري، وغيرهم، وعنه بكر بن مضر والليث ونافع بن يزيد وغيرهم، قال أحمد: ثقة من أصحاب الحديث، وقال النَّسَائِيّ: ثقة، قال ابن حجر: ثقة من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ۲/ ۹۰، التقريب ۱/ ۱۳۰).
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وغيرهم، وروى عنه زيد بن أسلم والزهري وجعفر بن ربيعة وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت عالم من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٦/ ۲۹۰، التقريب ۱/ ٥۰۱).
أبو سعيد الخدري صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده حسن.

• التعليق:
قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - تواتر الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا صلاة إلا بقراءة أم القرآن" وقال بعض الناس: يجزيه آية آية في الركعتين الأوليين بالفارسية ولا يقرأ في الأخريين.
وقال بعضهم: إن لم يقرأ في الأربع جازت صلاته وهذا خلاف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" وقال أبو قتادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الأربع، فإن احتج محتج فقال: إذا أدرك الركوع جازت فكما أجزأته في الركعة كذلك تجزيه في الركعات.
قيل له: إنما أجاز زيد بن ثابت وابن عمر والذين لم يروا القراءة خلف الإمام. فأما من رأى القراءة فقد قال أبو هريرة: لا يجزيه حتى يدرك الإمام قائمًا، وقال أبو سعيد وعائشة - رضي الله عنهما -: لا يركع أحدكم حتى يقرأ بأم القرآن.
فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" فقيل له: هذا خبر لم يثبت عند أهل العلم من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم لإرساله وانقطاعه رواه ابن شداد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الكلام في القراءة خلف الإمام للإمام البخاري، ص ۱۰، ۱۱، ۳٤، ۳٥.. وهذا الحديث قال عنه الحافظ ابن حجر: مشهور من حديث جابر وله طرق عن جماعة من الصحابة وكلها معلولة تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ۱/ ۲٤۷..
[۱۱۷] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير.
• أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب القراءة في الفجر ۲/ ۲٥۱ رقم ۷۷۲ وفي القراءة خلف الإمام،ص ۸ رقم ۱٥.
وأخرجه الإمام مسلم في الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وأنَّه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها ۱/ ۲۹۷ رقم ۳۹٦.
وأخرجه أبو داود مختصرًا في كتاب الصلاة باب ما جاء في القراءة في الظهر ۱/ ۲۰۹ رقم ۷۹۷ بلفظ. في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم.
وأخرجه ابن خزيمة في كتاب الصلاة باب الجهر بالقراءة في الصلاة والمخافتة بها ۱/ ۲۷٥ رقم ٥٤۷.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام، ص ۱۷، رقم ۱۱.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة في الظهر والعصر ۱/ ۲۰۸.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۸/ ۹۲ رقم ۸۰٦٦.

• التعليق:
قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -: أجمعت الأمة على الجهر بالقراءة في ركعتي الصبح والجمعة والأوليين من المغرب والعشاء، وعلى الإسرار في الظهر والعصر وثالثة المغرب والأخريين من العشاء واختلفوا في العيد والاستسقاء ومذهبنا الجهر فيهما، وفي نوافل الليل قيل: يجهر فيها، وقيل: بين الجهر والإسرار، ونوافل النهار يسر بها، والكسوف يسر بها نهارًا ويجهر ليلًا، والجنازة يسر بها ليلًا ونهارًا وحيث قلنا يجهر أو يسر فهو سنة فلو تركه صحت صلاته ولا يسجد للسهو صحيح مسلم شرح النووي ٤/ ۱۰٥..
[۱۱۸] عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها عوض".
• أخرجه الحاكم في كتاب الصلاة باب أم القرآن عوض من غيرها ۱/ ۲۳۸، فقال: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا أبو الحسن أحمد بن سيار المروزي، ثنا محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، حدثني سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت فذكره. وقال: قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث عن الزهري من أوجه مختلفة بغير هذا اللفظ. ورواة هذا الحديث أكثرهم أئمة وكلهم ثقات على شرطهما، وقال الذهبي: أخرجاه بغير هذا اللفظ اتفق الشيخان على إخراج حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - من طريق الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وقد سبق تخريج هذا الحديث رقم ۱۱۰.. وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة وخلف الإمام ۱/ ۳۲۲ فقال: حدثنا عمر بن أحمد بن علي الجوهري ثنا أحمد بن سيار المروزي به.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام، ص ۲۱، رقم ۲۱ من طريق الحاكم.
وذكره القرطبي في تفسيره في سورة الفاتحة ۱/ ۹۸ فقال: ومن أسماء سورة الفاتحة: الكافية؛ لأنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها يدل عليه ما روى محمد بن خلاد الإسكندراني قال: وذكر الحديث.
• رجال الإسناد:
أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، الإمام المحدث، سمع من سعيد بن مسعود، ومن الفضل بن عبد الجبار الباهلي وجماعة، وحدث عنه أبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله الحاكم ومولاه إسماعيل المحبوبي وغيرهم، قال الحاكم: سماعه صحيح ورحل إلى ترمذ للقى أبي عيسى الترمذي سنة خمس وستين ومائتين لسماع الجامع الصحيح. مات في رمضان سنة ست وأربعين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء ۱٥/ ٥۳۷).
أحمد بن سيار بن أيوب بن عبد الرحمن المروزي الفقيه، الإمام الحافظ الحجة، سمع عفان بن مسلم وسليمان بن حرب ويحيى بن بكير وإسحاق بن راهويه وغيرهم. وحدث عنه النَّسَائِيّ والبخاري في غير الصحيح ومحمد بن نصر المروزي وأبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب وغيرهم، قال النَّسَائِيّ والدارقطني: ثقة عاش سبعين سنة، مات في ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۲/ ٦۰۹).
محمد بن خلاد بن هلال الإسكندراني، سمع الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل، روى عنه: أبو زرعة وأبو حاتم وعلي بن الحسين بن الجنيد، انفرد بحديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: أم القرآن عوض من غيرها ورواه عن أشهب عن ابن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة، قال الدارقطني: تفرد به ابن خلاد وإنما المحفوظ عن الزهري بهذا السند: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن، قال أبو سعيد بن يونس: يروي مناكير وهو إسكندراني يكنى أبا عبد الله، وقال العجلي: محمد بن خلاد الإسكندراني ثقة وذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: والظاهر أن رواية أشهب منقولة بالمعنى والله أعلم. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين (لسان الميزان ٥/ ۱٥٥).
أشهب بن عبد العزيز بن داود أبو عمرو، الفقيه المصري، روى عن مالك والليث وابن عيينة وغيرهم، وعنه الحارث بن مسكين وأبو الطاهر بن السرح وغيرهما قال ابن يونس: أحد فقهاء مصر وذوي رأيها، وقال ابن حجر: ثقة فقيه من العاشرة، مات سنة أربع ومائتين. روى له أبو داود والنسائي (التقريب ۱/ ۸۰، والتهذيب ۱/ ۳٥۹).
سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة فقيه إمام حجة من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومائة روى له الجماعة (تقريب التهذيب ۱/ ۳۱۲).
ابن شهاب هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي، الزهري، أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، من رؤوس الطبقة الرابعة، مات سنة أربع وعشرين ومائة روى له الجماعة وهو من صغار التابعين روى عن ابن عمر، وجابر، وأنس بن مالك، ومحمود بن الربيع وغيرهم (سير أعلام النبلاء ٥/ ۳۲٦ - ۳٥۰، الكاشف ۳/ ۹٦، التقريب ۲/ ۲۰۷).
محمود بن الربيع بن سراقة الأنصاري صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
عبادة بن الصامت صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث:
الإسناد رواته ثقات. وقد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث بغير هذا اللفظ، قال ابن حجر: والظاهر أن رواية أشهب منقولة بالمعنى.
[۱۱۹] عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: "من صلى صلاة مكتوبة فليقرأ بأم القرآن وقرآن معها، فإن انتهى إلى أم القرآن أجزأت عنه، ومن كان مع الإمام فليقرأ قبله، أو إذا سكت، فمن صلى صلاة لم يقرأ فيها فهي خداج" ثلاثًا.
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام ۲/ ۱۳۳ عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره.
أخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب ذكر الشواهد التي تشهد لرواية عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في استثناء قراءة فاتحة الكتاب بالصحة، ص ۷۹ رقم ۱٦۹ من طريق صدقة عن المثنى بن الصباح به.
• الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف: فيه المثنى بن الصباح اليماني أبو عبد الله، روى عن: طاووس ومجاهد وعمرو بن شعيب وغيرهم، وعنه عبد الرزاق، وابن المبارك، وعيسى بن يونس وغيرهم. قال ابن معين: ضعيف. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: لين الحديث، وقال ابن حجر: ضعيف اختلط بآخره وكان عابدًا من كبار السابعة مات سنة تسع وأربعين ومائة (التهذيب ۱۰/ ۳٥، التقريب ۲/ ۲۲۸).
سورة الفاتحة قسمة ربانية مباركة ومناجاة بين العبد وربه
[۱۲۰] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج خداج: قال ابن الأثير: الخداج: النقصان. يقال: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوانه وإن كان تام الخلقة، وأخدجته إذا ولدته ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل، وإنما قال: فهي خداج، والخداج مصدر على حذف المضاف: أي ذات خداج، أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه (النهاية في غريب الحديث ۲/ ۱۲ مادة خدج). ". ثلاثًا غير تمام فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟، فقال: اقرأ بها في نفسك؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة قسمت الصلاة بيني وبين عبدي: قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة سميت بذلك؛ لأنها لا تصح إلا بها كقوله - صلى الله عليه وسلم -: الحج عرفة (صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۰۳). بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي. وإذا قال العبد {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله تعالى مجدني مجدني عبدي: أي شرفني وعظمني (النهاية في غريب الحديث ٤/ ۲۹۸، مادة مجد). عبدي. وقال مرة فوض إليَّ عبدي، وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
• أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ۱/ ۲۹٦ رقم ۳۹٥.
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب ۱/ ۲۱٤ رقم ۸۲۱.
وأخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن باب سورة فاتحة الكتاب ٥/ ۱۸٤ رقم ۲۹٥۳.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب ۲/ ۱۳٥ وفي السنن الكبرى في افتتاح الصلاة ۱/ ۳۱٦ رقم ۹۸۱.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب باب ثواب القرآن ۲/ ۱۲٤۳ رقم ۳۷۸٤.
وأخرجه الإمام مالك في كتاب الصلاة باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة ۱/ ۸٤ رقم ۳۹.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن مبحث ذكر كيفية قسمة فاتحة الكتاب بين العبد وبين ربه ۳/ ٥٤ رقم ۷۷٦.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب فضل فاتحة الكتاب مع البيان أنها السبع المثاني، وأن الله لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها ۱/ ۲٥۱ رقم ۳۰۰.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ۲/ ۲٤۱، ۲٥۰، ۲۸٥، ٤٦۰، ٤۸۷.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ۱/ ۳۱۲ رقم ۳٥ وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ص ۷، رقم ۱۱ وفي ص ۲۰ رقم ۷۱.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب تعيين القراءة بفاتحة الكتاب ۸/ ۸۲ وفي شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ۲/ ٤٤٥ رقم ۲۳٦۱.
وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عزَّ وجلَّ: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين وله ما سأل. فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى عليَّ عبدي. وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: مجدني عبدي قال: هذا لي وله ما بقي".
أخرجه الطبري في آخر تفسير سورة الفاتحة ۱/ ۸٦ فقال: حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد، عن مطرف بن طريف عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن جابر بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث.
وأخرجه البيهقي في القراءة خلف الإمام باب سياق رواية من تابع أبا هريرة فيما رواه من قسمة الصلاة ص ٤۷ من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن زيد بن الحباب به.
• رجال الإسناد:
صالح بن مسمار المروزي أبو الفضل روى عن: وكيع وابن عيينة ومعاذ بن هشام وغيرهم، وعنه: مسلم والترمذي وأبو حاتم وابن جرير وغيرهم، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق من صغار العاشرة مات سنة خمسين ومائتين أو قبلها بقليل روى له مسلم والترمذي (التهذيب ٤/ ٤۰۳، التقريب ۱/ ۳٦۳).
زيد بن الحباب - بضم المهملة وموحدتين - أبو الحسين الكوفي أصله من خراسان ورحل في طلب العلم، قال علي بن المديني والعجلي: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق صالح، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري، روى عن عكرمة بن عمار اليمامي ومالك بن أنس والثوري وغيرهم، وعنه أحمد وابنا أبي شيبة وغيرهم. من التاسعة مات سنة ثلاث ومائتين روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ۳۹۳، التهذيب ۳/ ٤۰۲، التقريب ۱/ ۲۷۳).
عنبسة بن سعيد بن الضريس، بضاد معجمة مصغرًا - الأسدي، أبو بكر الكوفي قاضي الري، روى عن الزبير بن عدي، وحبيب بن أبي عمرة، والأعمش وغيرهم، وروى عنه ابن المبارك وجرير بن عبد الحميد وزيد بن الحباب وغيرهم، قال ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وأبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثامنة روى له البخاري تعليقًا والترمذي والنسائي (التهذيب ۲/ ۸۸، التقريب ۱/ ۱٥٥).
مطرف - بضم أوله وفتح ثانية وتشديد الراء المكسورة - ابن طريف الحارثي أبو عبد الرحمن الكوفي، روى عن الشعبي وأبي إسحاق السبيعي وحبيب بن أبي ثابت وغيرهم، وعنه أبو عوانة وهشيم وأبو جعفر الرازي وغيرهم، قال أحمد وأبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة فاضل، من صغار السادسة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة روى له الجماعة (التهذيب ۱۰/ ۱۷۲، التقريب ۲/ ۲٥۳).
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة المدني، روى عن أبيه وعمته زينب وعمه عبد الملك وأنس بن مالك ومحمد بن كعب القرظي وأبي سعيد المقبري وغيرهم، وروى عنه الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة وغيرهم، قال ابن معين والنسائي والدارقطني: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة مات بعد سنة أربعين ومائة روى له أصحاب السنن الأربعة، مخطوطة تهذيب الكمال للحافظ المزي ۱/ ٤٦۹، التهذيب ۳/ ٤٦٦، التقريب ۱/ ۲۸٦.
قال الشيخ أحمد شاكر: وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ثقة لا يختلف فيه كما قال ابن عبد البر وهو من شيوخ مالك. وروايته عن جابر متصلة؛ لأنَّه يروي عن أبيه (إسحاق بن كعب) وقد مات يوم الحرة سنة ٦۳ هـ وقد عاش جابر بعدها أكثر من عشر سنين (تفسير الطبري تحقيق الشيخ أحمد شاكر ۱/ ۲۰۱ رقم ۲۲٤). جابر بن عبد الله الأنصاري صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: صحيح:
قال الشيخ أحمد شاكر ۱/ ۲۰۱ رقم ۲۲٤ من تفسير الطبري: هذا إسناد جيد صحيح.

• التعليق:
إن سورة الفاتحة قسمة ربانية مباركة، تبرز معاني الربوبية يحياها عباد الله المؤمنون ثناء على الله تعالى مبنيًّا على إجلال ما توحي به صفاته الكرية كما تبرز معاني العبودية بالتضرع إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إلى جنابه وطلب عونه والإحساس بدوام الافتقار إليه.
إن أسباب الفلاح وسيلة، وحيازته غاية تمت بأصولها إلى هذه السورة الكريمة بما تضمنته من أصول يستقيم بها دين العبد في الدنيا وتسلك به طريق النجاة في الآخرة. قال العلماء: والمراد قسمتها من جهة المعنى؛ لأن نصفها الأول تحميد لله تعالى وتمجيد وثناء عليه وتفويض إليه، والنصف الثاني سؤال وطلب وتضرع وافتقار إليه - سبحانه وتعالى -. فإذا دخل المسلم في الصلاة فإنه يناجي ربه - سبحانه وتعالى - فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: ذكرني عبدي جزء من حديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب تعظيم القرآن ۲/ ٤٤۷ رقم ۲۳٦۲..
وإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، والحمد هو الثناء بالجميل. وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، والثناء هو المدح المعجم الوسيط: ۱/ ۱۰٦.. وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله تعالى: مجدني عبدي؛ أي عظمني، وربما قال: فوض إليَّ عبدي، أي: رد الأمر إليَّ يقال: فوض إليه الأمر تفويضًا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه النهاية في غريب الحديث مادة فوض ۳/ ٤۷۹..
وإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم ... إلخ قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
وقوله تعالى: حمدني عبدي وأثنى عليَّ ومجدني إنما قاله؛ لأن التحميد هو: الثناء على الله بجميل الفعال، والتمجيد هو الثناء بصفات الجلال. وقوله: وقال مرة: فوض إلي عبدي، وجه مطابقة هذا لقوله: مالك يوم الدين: أن الله تعالى هو المنفرد بالملك ذلك اليوم وبجزاء العباد وحسابهم ويوم الدين هو يوم الحساب والجزاء، ولا دعوى لأحد في ذلك اليوم بالملك حقيقة ولا مجازًا وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك مجازي، ويدعي بعضهم دعوى باطلة، وهذا كله ينقطع في ذلك اليوم هذا معناه وإلا فالله - سبحانه وتعالى - هو المالك والملك على الحقيقة للدارين وما فيهما ومن فيهما وكل من سواه مربوب له وعبد مسخر. ثم في هذا الاعتراف من التعظيم لله والتمجيد وتفويض الأمر له ما لا يخفى صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۰۳، ۱۰٤.. والله أعلم. اللّهم اجعلنا من الآمنين يوم الفزع الأكبر اللّهم آمين.
قال الإمام الواحدي: وما أسنى هذه الفضيلة إذ لم يرد في شيء من القرآن هذه المقاسمة التي رويت في الفاتحة بين الله تعالى وبين العبد الوسيط في تفسير القرآن المجيد للإمام الواحدي ۱/ ۹..

قراءة فاتحة الكتاب في صلاة الجنازة
[۱۲۱] عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنهما - على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب قال: لتعلموا أنها سنة.
• أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة ۳/ ۲۰۳ رقم ۱۳۳٥.
وأخرجه أبو داود في الجنائز باب ما يقرأ على الجنازة ۲۰۷۳ رقم ۳۱۹۸.
وأخرجه الترمذي في الجنائز باب ما جاء في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب ۳/ ۳٤٦ رقم ۱۰۲۷ وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الجنائز باب الدعاء ٤/ ۷٤.
وأخرجه الحاكم في كتاب الجنائز في قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ۱/ ۳٥۸ وقال: صحيح الإسناد وأقره الذهبي فقال: على شرط مسلم.
وأخرجه الشافعي في الأم في كتاب الجنائز باب الصلاة على الجنازة والتكبير فيها وما يفعل بعد كل تكبيرة ج ۱/ ۲۷۰.
وأخرجه الطيالسي في مسنده، ص ۳٥۸ رقم ۲۷٤۱.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده ج ۳، ص ٦۷، رقم ۲٦٦۱ بلفظ: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة وجهر حتى أسمعنا فلما انصرف أخذت بيده فسألته عن ذلك فقال: سنة وحق. وكذا عند الشافعي والطيالسي زيادة كلمة (وحق).

• التعليق:
قال الإمام الصنعاني: قال الحاكم: أجمعوا على أن قول الصحابي "من السنة" حديث مسند قال الإمام الزيلعي: قال ابن عبد البر في (التقصي): واعلم أن الصحابي إذا أطلق اسم السنة فالمراد به سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك إذا أطلقها غيره ما لم يضف إلى صاحبها كقولهم: سنة العمرين وما أشبه ذلك (نصب الراية في كتاب الصلاة باب صفة الصلاة ۱/ ۳۱٤ سبل السلام شرح بلوغ المرام ۲/ ۱۸۰).
[۱۲۲] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أنه قال: "السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة، ثم يكبر ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة".
• أخرجه النَّسَائِيّ - واللفظ له.
فأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الجنائز باب الدعاء ٤/ ۷٥ فقال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن ابن شهاب عن أبي أمامة فذكره.
• رجال الإسناد:
قتيبة هو ابن سعيد بن جميل - بفتح الجيم - ابن طريف الثقفي أبو رجاء، روى عن مالك والليث وعبد العزيز الدراوردي وآخرون، وعنه الجماعة وآخرون، قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، ثبت من العاشرة، مات سنة أربعين ومائتين. تهذيب التهذيب ۸/ ۳۲۱ (دار الفكر)، والتقريب ۲/ ۱۲۳.
الليث هو ابن سعد ثقة تقدم في رقم ۱۱٦.
الزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة متفق على إتقانه تقدم في رقم ۱۳۰.
أبو أمامة هو ابن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - كذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح ۳/ ۲۰۳.
• الحكم على الحديث: صحيح رواته ثقات:
والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير في كتاب الجنائز ۲/ ۱۰۳ وقال: وأخرجه ابن الجارود في المنتقى عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به ورجال هذا الإسناد مخرج لهم في الصحيحين.
[۱۲۳] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب.
• أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز باب ما جاء في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب ۳/ ۳٤٥ رقم ۱۰۲٦ فقال: حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا زيد بن حباب. حدثنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره وقال: حديث ابن عباس ليس إسناده بذلك القوي. إبراهيم بن عثمان هو أبو شيبة الواسطي منكر الحديث. والصحيح عن ابن عباس قوله: من السنة القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب.
وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي ۱/ ۲۳۹ من طريق أبي شيبة عن الحكم به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ۳۹۲ رقم ۱۲۱۰۰ من طريق إبراهيم بن عثمان أبو شيبة عن الحكم به.
• الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف: فيه إبراهيم بن عثمان، أبو شيبة العبسي مولاهم الكوفي، قاضي واسط، روى عن بن خالد بن الحكم بن عتيبة وأبي إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم، وروى عنه: شعبة وجرير بن عبد الحميد، وزيد بن الحباب وغيرهم. قال عنه أحمد ويحيى وأبو داود: ضعيف، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث سكتوا عنه، وقال ابن عدي: ولأبي شيبة أحاديث صالحة غير ما ذكرت عن الحكم وغيره وهو ضعيف، مات سنة تسع وستين ومائة روى له الترمذي وابن ماجه (الكامل في الضعفاء ۱/ ۲٤۱، التهذيب ۱/ ۱٤٤).

• التعليق:
حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة، قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة من المسائل المختلف فيها: ونقل ابن المنذر عن ابن مسعود والحسن بن علي وابن الزبير والمسور، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق وهو مذهب البخاري حيث عنون الباب بقوله: قراءة الفاتحة على الجنازة، وقال الحسن: يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول: اللهم اجعله لنا فرطًا وسلفًا وأجرًا، ونقل عن أبي هريرة وابن عمر: ليس فيها قراءة وهو قول مالك والكوفيين ومحل قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى.
وروى الحاكم من طريق شرحبيل بن سعد عن ابن عباس أنه صلى على جنازة فكبر ثم قرأ الفاتحة رافعًا صوته ثم صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: اللّهم عبدك وابن عبدك أصبح فقيرًا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، إن كان زاكيًا فزكه، وإن كان مخطئًا فاغفر له، اللّهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده، ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم انصرف فقال: يا أيها الناس: إني لم أقرأ عليها - أي جهرًا - إلا لتعلموا أنها سنة.
وقال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم يختارون أن يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال بعض أهل العلم: لا تقرأ في الصلاة على الجنازة، إنما هو ثناء على الله والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء للميت. وهو قول الثوري وغيره من أهل الكوفة. وذهب إلى قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ابن عباس وعبد الله بن عمرو وسهل بن حنيف وغيرهم التعليق على الأحاديث ۱۳٤ - ۱۳٦..
فعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب أخرجه ابن عدي في الكامل ۱/ ۲٤۰ في ترجمة إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي.. وقال الإمام الصنعاني: والحديث دليل على وجوب قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة؛ لأن المراد من السنة الطريقة المألوفة عنه - صلى الله عليه وسلم - فتح الباري ۳/ ۲۰۳، ۲۰٤ سنن الترمذي ۳/ ۳٤٦، وشرح السنة للبغوي ٥/ ۳٥٤ وسبل السلام ۲/ ۱۸۰..

التأمين عقب سورة الفاتحة
[۱۲٤] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الإمام {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين؛ فإن الملائكة يقولون آمين، وإن الإمام يقول آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
• أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب جهر المأموم بالتأمين ۲/ ۲٦٦ رقم ۷۸۲.
بلفظ: إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه.
وأخرجه البخاري أيضًا في القراءة خلف الإمام باب هل يقرأ بأكثر من فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ ص ٥۱ رقم ۲۳۳ وص ٥۲ رقم ۲۳٦.
وأخرجه مسلم في الصلاة باب التسميع والتحميد والتأمين ۱/ ۳۰۷ رقم ٤۱۰.
وأخرجه أبو داود في الصلاة باب التأمين وراء الإمام ۱/ ۲٤٤۲ رقم ۹۳٥.
وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في الصلاة باب جهر الإمام بآمين ۱/ ۳۲۲ رقم ۹۹۹ واللفظ له، وباب الأمر بالتأمين خلف الإمام ۱/ ۳۲۲ رقم ۱۰۰۱.
وأخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة باب الجهر بآمين ۱/ ۲۷۷ رقم ۸٥۱.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ۲/ ۲۳۳، ۲۳۸، ۲۷۰ واللفظ له.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب الجهر بآمين عند انقضاء فاتحة الكتاب ۱/ ۲۸٦ رقم ٥٦۹.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى في كتاب الصلاة باب القراءة وراء الإمام، ص ۱۳٦، رقم ۳۲۲.
وأخرجه الدرامي في الصلاة باب فضل التأمين ۱/ ۲۱٤ رقم ۱۲٤٦ واللفظ له أيضًا.
وللحديث ورد بلفظ آخر: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا أن لا نبادر الإمام بالركوع والسجود، وإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإذا وافق كلام الملائكة غفر لمن في المسجد، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد.
أخرجه الإمام مسلم في كتاب الصلاة باب النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره ۱/ ۳۱۰ رقم ٤۱٥ بلفظ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا يقول: "لا تبادروا الإمام، إذا كبر فكبروا، وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا: "آمين" وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللّهم ربنا لك الحمد".
وأخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا ۱/ ۲۷٦ رقم ۸٤٦.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ۲/ ٤٤۰ فقال: حدثنا محمد بن عبيد قال: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - فذكر الحديث.
• رجال الإسناد:
- محمد بن عبيد هو ابن أبي أمية ثقة سبق في رقم ۸۱.
- الأعمش هو سليمان بن مهران ثقة سبق في رقم ۱۲.
- أبو صالح هو ذكوان السمان ثقة سبق في رقم ۱۲.
أبو هريرة الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح.

• التعليق:
سورة الفاتحة دعاء أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته أن يقولوا آمين بعد قراءتها، فمن هذه الأحاديث يتبين لنا استحباب التأمين عقب الفاتحة للإمام والمأموم والمنفرد، وأنَّه ينبغي أن يكون تأمين المأموم مع تأمين الإمام لا قبله ولا بعده، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين.
وقد أجمعت الأمة على أن المنفرد يؤمن وكذلك الإمام والمأموم في الصلاة السرية، وكذلك الجهرية على رأي الجمهور، وقال مالك: لا يؤمن الإمام في الصلاة الجهرية. ويسن للإمام والمأموم الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية على المذهب الصحيح.
وقال أبو حنيفة والكوفيون ومالك: لا يجهر بالتأمين وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من وافق تأمينه تأمين الملائكة" معناه: وافقهم في وقت التأمين فأمن مع تأمينهم فهذا هو الصحيح والصواب.
الحكمة في ذلك أن يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها؛ لأن الملائكة لا غفلة عندهم، فمن وافقهم كان متيقظا، وقيل: إن معناه: وافقهم في الصفة والخشوع والإخلاص واختلفوا في هؤلاء الملائكة. فقيل: جميع الملائكة، وقيل: الحفظة منهم، وقيل: الذين يتعاقبون بالليل والنهار.
وقال الحافظ ابن حجر: روى عبد الرزاق عن عكرمة قال: صفوف أهل الأرض على صفوف أهل السماء، فإذا وافق آمين في الأرض آمين في السماء؛ غفر للعبد، ومثل هذا لا يقال بالرأي فالمصير إليه أولى.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: غفر له ما تقدم من ذنبه: ظاهره غفران جميع الذنوب الماضية، وهو محمول عند العلماء على الصغائر قال ابن المنير في بيان فضل التأمين: وأي فضل أعظم من كونه قولًا يسيرًا لا كلفة فيه ثم ترتب عليه المغفرة. اللَّهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللَّهم آمين فتح الباري ۲/ ۲٦٤، ۲٦٦، صحيح مسلم شرح النووي ٤/ ۱۲۹..
من قال آمين أجابه الله
[۱۲٥] عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتنا وسنتنا فقال: "إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين يجبكم الله تعالى، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، يسمع الله لكم، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم".
• أخرجه مسلم مطولًا وهذا جزء منه في كتاب الصلاة باب التشهد في الصلاة ۱/ ۳۰۳، رقم ٤۰٤. وأخرجه أبو داود في الصلاة باب التشهد ۱/ ۲٥۳، ۲٥٤ رقم ۹۷۲.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب افتتاح الصلاة باب مبادرة الإمام ۲/ ۹٦، ۹۷.
وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ٤۰۱ بهذا اللفظ.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب الدليل على أنه لا يبدأ بشيء قبل كلمة التحية ۲/ ۱٤۰، ۱٤۱، وفي القراءة خلف الإمام باب ذكر الخبر الذي ورد في الأمر بالإنصات لقراءة الإمام ص ۱۲۹، رقم ۳۰۹.
وأخرجه الطيالسي في مسنده ص ۷۰، رقم ٥۱۷.
وأخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب آمين ۲/ ۹۸ رقم ۲٦٤۷.

• التعليق:
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين" فيه دلالة ظاهرة على أن تأمين المأموم يكون مع تأمين الإمام لا بعده، فإذا قال الإمام {وَلَا الضَّالِّينَ} قال الإمام والمأموم معًا: أمين، وفي آمين لغتان: اهد والقصر والمد أفصح والميم خفيفة فيهما، ومعناه: استجب وقوله - صلى الله عليه وسلم -: يجبكم الله، هو بالجيم؛ أي يستجب دعاءكم، وهذا حث عظيم على التأمين فيتأكد الاهتمام به صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۲۰.
[۱۲٦] عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}: آمين يجبكم الله".
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۷/ ۲٥۹ رقم ٦۸۹۱ فقال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا رواد بن الجراح، عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب فذكره.
• الحكم على الحديث: حسن:
فيه سعيد بن بشير الأزدي، أبو عبد الرحمن، روى عن قتادة والزهري والأعمش وغيرهم، وعنه بقية وأسد بن موسى ورواد بن الجراح وغيرهم قال ابن حجر: ضعيف من الثامنة، روى له أصحاب السنن الأربعة، وقال الذهبي: الإمام المحدث الصدوق الحافظ، وقال دحيم: ثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بما يروي سعيد بن بشير بأسًا، ولعله يهم في الشيء بعض الشيء ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصدق. مات سنة ثمان وستين ومائة، وقال أبو حاتم: محله الصدق. التقريب ۱/ ۲۹۲، سير أعلام النبلاء ۷/ ۳۰٤، الكاشف ۱/ ۳٥٦، الكامل في الضعفاء ۳/ ۳٦۹ - ۳۷٦، التهذيب ٤/ ۸ وفيه الحسن البصري: ثقة فقيه، وكان يرسل كثيرًا ويدلس وقد رواه بالعنعنة، والحديث له شواهد صحيحة تقدمت في أرقام ۱۲٤، ۱۲٥، فهو بها حسن.
[۱۲۷] عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم قال: آمين، لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له".
• ذكره الإمام السيوطي في الدر المنثور في آخر تفسير سورة الفاتحة ۱/ ٤٥ طبعة دار الفكر وقال: أخرجه الديلمي. قلت: لم أقف على إسناده، وإن كان عزو الحديث إلى الديلمي مشعر بالضعف كما أشار السيوطي إلى ذلك في مقدمة الجامع الكبير حيث قسم الكتب التي يخرج منها إلى ثلاثة أقسام الأول: قسم إذا عزا إليه فهو معلم بالصحة، والثاني قسم اشتمل على الصحيح والحسن والضعيف وقد بينه غالبًا، والثالث قسم ليس فيه إلا الحديث الضعيف ومنه: مسند الفردوس للديلمي راجع كتاب طرق تخريج حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أ. د/ عبد المهدي بن عبد القادر ص ٤۹ ومقدمة الجامع الكبير للإمام السيوطي، ج ۱، ص ۲..
رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته بآمين بعه قراءة الفاتحة
[۱۲۸] عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين" ورفع بها صوته.
• أخرجه أبو داود في الصلاة باب التأمين وراء الإمام ۱/ ۲٤۳ رقم ۹۳۲ فقال: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلمة، عن حجر بن العنبس الحضرمي عن وائل بن حجر فذكر الحديث.
وأخرجه الترمذي في الصلاة باب ما جاء في التأمين ۲/ ۲۷ رقم ۲٤۸ من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به.
وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام ۲/ ۱٤٥ من طريق عبد الجبار بن وائل عن أبيه.
وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۳۱٦ عن وكيع عن سفيان به.
وأخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة باب الجهر بآمين ۱/ ۲۷۸ رقم ۸٥٥ من طريق عبد الجبار بن وائل عن أبيه.
- وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام باب هل يقرأ بأكثر من فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ ص ٥۱ رقم ۲۳۳.
وأخرجه الدرامي في الصلاة باب الجهر بالتأمين ٥/ ۳۱۱ رقم ۱۲٤۷ عن محمد بن كثير به.
وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة باب التأمين في الصلاة بعد فاتحة الكتاب والجهر بها ۱/ ۳۳۳ وقال: هذا الحديث صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب آمين ۲/ ۹٥ رقم ۲٦۳۳ من طريق عبد الجبار بن وائل عن أبيه.
• الحكم على الحديث: صحيح:
فقد أخرجه الإمام الدارقطني وقال: هذا الحديث صحيح وذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۲٥۲ وقال: رواه الترمذي، وأبو داود، والدارقطني، وابن حبان من طريق الثوري عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن أبي وائل وسنده صحيح وذكره الإمام الصنعاني في سبل السلام شرح بلوغ المرام ۱/ ۳۲۹ وقال: أخرجه الدارقطني وقال: حديث صحيح.
وللحديث شاهد عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: {ولضالين} قال: آمين".
أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب الجهر بآمين ۱/ ۲۷۸ رقم ۸٥٤ فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا حميد بن عبد الرحمن ثنا ابن أبي ليلى عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي قال: فذكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٥/ ۳٦۲ رقم ٥٥٥۹ من طريق زر بن حبيش عن علي.
• الحكم على الحديث:
ذكره الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ۱/ ۲۹٦ رقم ۳۱۲ وقال: هذا إسناد ضعيف، فيه مقال، ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعفه الجمهور وقال: أبو حاتم محله الصدق وباقي رجاله ثقات وله شاهد من حديث وائل بن حجر، رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن ا. هـ. وذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ۱/ ۳٥۳ وقال: قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا عندي خطأ إنما هو حجر بن عنبس عن وائل وهذا من ابن أبي ليلى. وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، الفقيه قاضي الكوفة، روى عن أخيه عيسى ونافع مولى ابن عمر وسلمة بن كهيل وغيرهم وعنه ابنه عمران، وشعبة والثوري وغيرهم، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان سيء الحفظ مضطرب الحديث كان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه، وقال العجلي: كان فقيهًا صاحب سنة صدوقًا جائز الحديث وكان عالمًا بالقرآن، وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ من السابعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، كان سيء الحفظ لا يتهم بشيء من الكذب إنما ينكر عليه كثرة الخطأ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، روى له أصحاب السنن الأربعة، وقال ابن عدي: وهو مع سوء حفظه يكتب حديثه (التهذيب ۹/ ۳۰۱، التقريب ۲/ ۱۸٤، الكامل في الضعفاء ٦/ ۱۸۳ - ۱۸۸). كما يوجد شاهد آخر عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قال {وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوته. أخرجه الدراقطني في سننه في كتاب الصلاة باب التأمين في الصلاة بعد فاتحة الكتاب والجهر بها ۱/ ۳۳٥ من طريق بحر السقاء عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. فذكره وقال: بحر السقاء ضعيف.
• الحكم على الحديث: ضعيف:
فيه بحر - بفتح أوله وسكون المهملة - ابن كنيز - بنون وزاي - السقاء، أبو الفضل البصري. قال البخاري: بحر بن كنيز أبو الفضل السقاء الباهلي، عن الحسن والزهري، قال عمرو بن علي: مات سنة ستين ومائة، وليس عندهم بقوي، وقال ابن عدي: والضعف على حديثه بين. وقال ابن حجر: ضعيف من السابعة (الكامل في الضعفاء ۲/ ٥۲ - ٥٥، الكاشف ۱/ ۱٤۹، التقريب ۱/ ۹۳).
[۱۲۹] وعن أم الحصين - رضي الله عنهما - أنها كانت تصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في صف النساء فسمعته يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (۲) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (۳) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. حتى بلغ: {وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين. حتى سمعته وأنا في صف النساء، وكان يكبر إذا سجد، وإذا رفع.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۲٥/ ۱٥۸ رقم ۳۸۳ من طريق إسماعيل بن مسلم عن أبي إسحاق عن ابن أم الحصين عن جدته أم الحصين.
• الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف فيه إسماعيل بن مسلم المكي، أبو إسحاق البصري، سكن مكة ولكثرة مجاورته قيل له المكي، روى عن الحسن البصري والشعبي والزهري وغيرهم، قال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة إلا أنه ممن يكتب حديثه، وقال ابن حجر: كان فقيهًا، وهو ضعيف من الخامسة روى له الترمذي وابن ماجه (الكامل في الضعفاء ۱/ ۲۸۲ - ۲۸٥، التهذيب ۱/ ۳۳۱، التقريب ۱/ ۷٤).
أم الحصين هي الأحمسية قال ابن حجر: ثبت حديثها في صحيح مسلم أنها قالت: حججت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالًا أحدهما آخذ بخطام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة (الإصابة في تمييز الصحابة ۸/ ۲۲۳). وللحديث شواهد صحيحة ترفعه إلى درجة الحسن لغيره.