تفسير العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي أو كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، من تفاسير القرآن الكريم المعاصرة.
وقد اعتمدنا طبعة دار ابن الجوزي السعودية الثانية لعام 1442 هـ.
الفهرس
سُورة الفاتحة - آية ۱
الفهرس
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تفسير سورة الفاتحة وهي مكية {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (۱)}. {۱} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأن لفظ «اسم» مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء الحسنى. {الله}: هو المألوه المعبود المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي: صفات الكمال. {الرحمن الرحيم}: اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله؛ فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فله في (ب): «لهم». نصيب منها. واعلم: أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة، وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات، فيؤمنون مثلاً بأنه رحمن رحيم ذو الرحمة التي اتصف بها المتعلقة بالمرحوم، فالنعم كلها أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم يعلم به كل شيء، قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء.