الفهرس

سُورة الفلق
فضل سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}

- أبلغ سورة عند الله سبحانه وتعالى:
[٤۲۸] فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هود، أقرئني سورة يوسف، فقال: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله عز وجل من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
• فأخرجه النَّسَائِيّ في أول كتاب الاستعاذة ۸/ ۲٥٤ فقال: أخبرنا قتيبة "بن سعد" قال: حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة فذكره. وأخرجه النَّسَائِيّ أيضًا من السنن الكبرى في كتاب الصلاة، باب القراءة في الصلاة بالمعوذتين ۱/ ۳۳۰ رقم ۱۰۲٥ وفي كتاب الاستعاذة باب الاستعاذة ٤/ ٤۳۷ رقم ۷۸۳۹. وأخرجه أيضًا في المجتبى في كتاب الافتتاح، باب الفضل في قراءة المعوذتين ۲/ ۱٥۸ بهذا الإسناد وزاد في آخره: وقل أعوذ برب الناس. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٥٥ من طريق حيوة وابن لهيعة قالا: سمعنا يزيد. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان في كتاب الرقائق، باب قراءة القرآن "في ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئًا أبلغ له عند الله - جل وعلا - من قل أعوذ برب الفلق ۳/ ۷٤ رقم ۷۹٥ - من طريق أبي الوليد الطيالسي عن ليث بن سعد به. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير في تفسير سورة الفلق ۲/ ٥٤۰ من طريق يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه الدارمي ۲/ ٥٥۳ في كتاب فضائل القرآن، باب في فصل المعوذتين رقم ۳٤۳۹ من طريق حيوة وابن لهيعة قالا: سمعنا يزيد بن أبي حبيب به. وأخرجه أيضًا في المعجم الأوسط، جـ ۲/ ۸۰ رقم ۱۳۱۱، جـ ٦/ ۱٤۸ رقم ٦۰٤۹ من طريق عبد العزيز بن مروان عن عقبة. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ثواب من قرأ: قل هو الله أحد مائتي مرة في اليوم والليلة، ص ۳۲٥، رقم ٦۹٦ من طريق قتيبة بن سعيد به.
• الحكم على الحديث: صحيح فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم وأقره الذهبي.
[٤۲۹] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهديت له بغلة شهباء فركبها فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعقبة: "اقرأ" فقال: وما أقرأ يا رسول الله؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} فأعادها عليه حتى قرأها، فعرف أني لم أفرح بها جدًّا فقال: "لعلك تهاونت بها؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها".
• أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٤۹ فقال: حدثنا حيوة بن شريح قال: ثنا بقية ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر. وذكره صاحب الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد في كتاب فضائل القرآن وتفسيره باب ما جاء في فضل سورة الفلق ۱۸/ ۳٥۳ وقال: أخرجه النَّسَائِيّ وسنده جيد. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب الاستعاذة ٤/ ٤۳۸ رقم ۷۸٤۲ فقال: حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية. به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۷/ ۳۳۷ رقم ۹۳۰ من طريق بقية بن الوليد به.
• رجال الإسناد: حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي، أبو يزيد الحمصي، روى عن أبيه، وبقية وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وروى عنه البخاري وأبو داود وأحمد وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين (التهذيب ۳/ ۷۰، التقريب ۱/ ۲۰۸). بقية بن الوليد، صدوق يدلس. تقدم في رقم ۲۰۳. بحير بن سعد الحمصي ثقة. تقدم في رقم ۳۰۰. خالد بن معدان الحمصي تابعي ثقة. تقدم في رقم ۲٤۰. جبير بن نفير - بنون وفاء مصغرًا - ابن مالك بن عامر الحمصي، ثقة جليل، من الثانية، مخضرم، مات سنة ثمانين. روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التقريب ۱/ ۱۲٦۱). روى عن: عقبة بن عامر، والنواس بن سمعان وثوبان وغيرهم. وروى عنه: خالد بن معدان ومكحول، وصفوان بن عمر وغيرهم (التهذيب ۲/ ٦٤). عقبة بن عامر صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن؛ فيه بقية بن الوليد صدوق، ولا يضر تدليسه فقد صرح بالتحديث.

- فضائل المعوذتين {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
[٤۳۰] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم يُر مثلهن قط؟ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
• أخرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب فضل قراءة المعوذتين ۱/ ٥٥۸ رقم ۸۱٤. وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء في المعوذتين ٥/ ۱٥۷ رقم ۲۹۰۲ وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب الفضل في قراءة المعوذتين ۲/ ۱٥۸ وفي أول كتاب الاستعاذة ۸/ ۲٥٤. وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذتين ٥/ ۱۷ رقم ۸۰۳۰. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٤٤. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل المعوذتين ۲/ ٥٥٤ رقم ۳٤٤۱. وأخرجه الطيالسي في مسنده، ص ۱۳٥ رقم ۱۰۰۳. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل المعوذتين، ص ۱۲۲ رقم ۲۸٦ بلفظ: "أنزل علي آيات لم أر مثلهن: "قل أعوذ برب الفلق" إلى آخر السورة، و "قل أعوذ برب الناس" إلى آخر السورة. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص المعوذتين ۱/ ۲۷٦، رقم ۹۸۹. وأخرجه البيهقي أيضًا في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب في المعوذتين ۳/ ۳۹٤.
[٤۳۱] عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقد أنزل علي آيات لم ينزل علي مثلهن: المعوذتين".
• أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۳/ ۱۱٦ رقم ۲٦٥۸ فقال: حدثنا إبراهيم، قال: نا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي، قال: نا عبد العزيز بن مسلم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود - رضي الله عنه -. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦ وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط بسند حسن. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۹ وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
• الحكم على الحديث: حسن إسناده السيوطي، وقال الهيثمي: رجاله ثقات والحديث له شاهد صحيح عن عقبة بن عامر تقدم في رقم: ٤۳۰.
• التعليق: قوله - صلى الله عليه وسلم - عن سورتي الفلق والناس "لم ير مثلهن" بصيغة المبني للمجهول وبرفع مثلهن والمعنى: لم ينزل مثلهن في باب التعوذ. حيث لا يوجد في القرآن الكريم سورة بكل آياتها تعويذا للقارئ غير هاتين السورتين، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما ولا سحر استشفى بهما. وإنما كانا كذلك لأنهما من الجوامع في باب التعوذ تحفة الأحوذي ۸/ ۲۱٤..
[٤۳۲] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: بينا أنا أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نقب النقب: الطريق الضيق في الجبل. المعجم الوسيط ۲/ ۹۸۱. من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة، ألا تركب؟ قال: فأجللت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أركب مركبه، ثم قال: "يا عقبة ألا تركب؟ " قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركبت هنيهة ثم ركب، ثم قال "يا عقيب! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله، فأقرأني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ بهما، ثم مر بي، قال: "كيف رأيت يا عقيب؟ اقرأ بهما كلما نمت، وكما قمت".
• أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٤٤ فقال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا ابن جابر عن القاسم بن عبدالرحمن عبد عقبة بن عامر. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب المعوذتين ۲/ ۷۳ رقم ۱٤٦۲ من طريق العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة. وأخرجه النَّسَائِيّ في أول كتاب الاستعاذة ۸/ ۲٥۳ من طريق الوليد به. وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة ۱/ ۳٤۰ من طريق العلاء بن الحارث عن القاسم به وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب: قراءة المعوذتين في الصلاة، ضد قول من زعم أن المعوذتين ليستا من القرآن، ۱/ ۲٦٦ رقم ٥۳٤ من طريق علي بن سهل الرملي عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه أبو يعلى الموصلي ۳/ ۲۷۸ رقم ۱۷۳٦ فقال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا الوليد بن مسلم به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب: في فضل المعوذتين، ص ۱۲۳ رقم ۲۸۹ من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص سورة المعوذتين بالذكر ۱/ ۲۷۹ رقم ۹۹۰، وفي السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب في المعوذتين ۲/ ۳۹٤ من طريق العلاء بن كثير الحضرمي عن القاسم به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۸. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦۷ وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وابن الضريس.
• الحكم على الحديث: صحيح؛ فقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۸ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
[٤۳۳] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الجان، وعين الإنس؛ حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
• أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين ٤/ ۳٤٥ رقم ۲۰٥۸ فقال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكره وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الاستعاذة باب الإستعاذة من عين الجان ۸/ ۲۷۱. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطب باب من استرقى من العين ۲/ ۱۱٦۱ رقم ۳٥۱۱. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱۱ رقم ۲٥٦۲ جميعًا من طريق عباد بن العوام عن الجريري به. وذكره البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب المعوذتين ٤/ ٤۷۹ بدون إسناد. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره في سورة الفلق ٤/ ٥۷۳ وقال: رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦ وقال: أخرجه الترمذي وحسنه، والنسائي، وابن مردويه، والبيهقي.
• الحكم على الحديث: قال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[٤۳٤] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عقبة، قل" قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني ثم قال: "يا عقبة! قل " قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللّهم أردده عليَّ، فقال: "يا عقبة، قل" فقلت: ماذا أقول، فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: "قل"، قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما".
• أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب قراءة الماشي ٥/ ۲٤ رقم ۸۰٦۳ فقال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن عقبة. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل المعوذتين ۲/ ٥٥٤ رقم ۳٤٤۰ فقال: حدثنا أحمد بن عبد الله ثنا ليث عن ابن عجلان به. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب في المعوذتين ۲/ ۷٤ رقم ۱٤٦۳ من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: بينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ويقول: "يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب في المعوذتين ۲/ ۳۹٤. وأخرجه البيهقي أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱۱ رقم ۲٥٦۳ من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به. وأخرجه بنحوه أيضًا في فصل الاستشفاء بالقرآن ۲/ ٥۱۷ رقم ۲٥۷٤ من طريق محمد بن إبراهيم عن عقبة. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في فضائل القرآن باب في المعوذتين ۱۰/ ٥۳۹ رقم ۱۰۲٥۹ من طريق سليمان بن موسى عن عقبة بن عامر فذكره بنحوه وزاد في آخره: فاقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت. وأخرجه الإمام الطبراني في المعجم الكبير ۱۷/ ۳٤۲ رقم ۹٤۳ من طريق محمد بن إبراهيم عن عقبة بن عامر فذكره بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦ وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وابن مردويه.
• رجال الإسناد: قتيبة بن سعيد بن جميل ثقة تقدم في رقم ۱۲۲. الليث بن سعد بن عبد الرحمن ثقة تقدم في رقم ۱۱٦. محمد بن عجلان المدني صدوق تقدم في رقم ٤٤۱. سعيد بن كيسان المقبري ثقة تقدم في رقم ۱٦٤. عقبة بن عامر صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن.
[٤۳٥] عن أبي العلاء قال: قال رجل: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر والناس يعتقبون اعتقب القوم الشيء: تداولوه وتناوبوه. المعجم الوسيط ۲/ ٦۳٥.، وفي الظهر قلة، فحانت نزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلتي، فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال: قل: أعوذ برب الفلق، فقلت: أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأتها معه، ثم قال: قل: أعوذ برب الناس، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأتها معه قال: إذا أنت صليت فاقرأ بهما.
• أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج ٥، ص ۲٤ وص ۷۹ فقال: حدثنا إسماعيل، أنا الجريري، عن أبي العلاء قال: قال رجل فذكره. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب سورة الفلق، ص ۱٥٦ رقم ۳۳٤ عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: قال رجل فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦ وقال: أخرجه أحمد وابن الضريس بسند صحيح. قلت: جهالة الصحابي لا تضر، فالصحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۸ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
[٤۳٦] عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فصلى الغداة فقرأ فيها بالمعوذتين، ثم قال: "يا معاذ هل سمعت؟ " قلت: نعم. قال: "ما قرأ الناس بمثلهن".
• ذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦ وقال: أخرجه ابن مردويه. قلت: لم أقف على إسناده.
[٤۳۷] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ يا جابر؟ " قلت: وماذا أقرأ بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: "اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقرأتهما فقال: "اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما". • أخرجه النَّسَائِيّ في أول كتاب الاستعاذة ۸/ ۲٥٤ فقال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا بَدَلٌ قال: حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة، قال: حدثنا سعيد الجريري قال: حدثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن ۳/ ۷٦ رقم ۷۹٦ فقال: أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة حدثنا عمرو بن علي بن بحر به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل المعوذتين، ص ۱۲۱ رقم ۲۸۳ فقال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم عن شداد بن سعيد به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦٦، ٤٦۷ وقال: أخرجه النَّسَائِيّ، وابن الضريس، وابن الأنباري، وابن مردويه.
• رجال الإسناد: عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الباهلي أبو حفص البصري، الصيرفي الفلاس، روى عن: أبي داود الطيالسي، وابن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم روى عنه: الجماعة وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم قال ابن حجر: ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين ومائتين (الكاشف ۲/ ۳۳۷، التهذيب ۸/ ۸۰، التقريب ۲/ ۷٥). بدل هو ابن المحبر - بضم الميم وفتح المهملة والموحدة - ابن المنبه التميمي اليربوعي، أبو المنير البصري، روى عن: شعبة، والخليل بن أحمد، وشداد بن سعيد وغيرهم، وروى عنه: البخاري وعمرو بن علي ومحمد بن المؤمل وغيرهم قال أبو زرعة: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت إلا في حديثه عن زائدة، من التاسعة، مات في حدود سنة خمس عشرة ومائتين (الكاشف ۱/ ۱٥۰، التهذيب ۱/ ٤۲۳، التقريب ۱/ ۹٤). شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، البصري، روى عن: سعيد الجريري وقتادة، ومعاوية بن قرة، وغيرهم. وروى عنه: بدل بن المحبر، وزيد بن الحباب، وابن المبارك وغيرهم. وثقه أحمد وابن معين والنسائي والبزار، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الذهبي: وثقه أحمد وغيره وضعفه من لا يعلم. وقال ابن حجر: صدوق، من الثامنة، روى له مسلم والترمذي والنسائي (الكاشف ۲/ ٦، التهذيب ٦/ ۳۱٤، التقريب ۱/ ۳٤۷). سعيد بن إياس الجريري ثقة تقدم في رقم ۲٤٤. أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة - بضم القاف وفتح المهملة - العبدي، البصري، روى عن علي بن أبي طالب، وأبي هريرة وجابر وغيرهم، وروى عنه: سعيد بن إياس الجريري وسليمان التيمي، وقتادة وغيرهم. قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة - مات سنة ثمان ومائة، روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ٤/ ٥۲۹، البداية والنهاية ۹/ ۲۹۱، التهذيب ۱۰/ ۳۰۲، التقريب ۲/ ۲۷٥). جابر بن عبد الله الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح وأخرجه ابن حبان في صحيحه. [٤۳۸] عن إسماعيل بن خالد الخزاعي، أن محمد بن جبير بن مطعم سمع جبير بن مطعم وهو يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتحب يا جبير إذا خرجت سفرًا أن تكون من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادًا؟ " فقلت: نعم بأبي أنت وأمي. قال: "فاقرأ هذه السور الخمس: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم، واختتم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم" قال جبير: وكنت غنيًّا كثير المال فكنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج معهم في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زادًا، فما زلت منذ علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادًا حتى أرجع من سفري ذلك.
• أخرجه أبو يعلى في مسنده، ج ۱۳/ ٤۱٤ رقم ۷٤۱۹ فقال: حدثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم القديدي قال: حدثني أبي عن إسماعيل بن خالد فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الأذكار باب ما تحصل به البركة في الزاد ۱۰/ ۱۳۳، ۱۳٤ وقال: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
[٤۳۹] عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات بعد الفجر لم يلحق به ذلك اليوم ذنب ولو جهد الشيطان.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱٥ رقم ۲٦۸ فقال: أخبرنا عن بن محمد الطنافسي، قثنا خالي يعلى قثنا الحجاج بن دينار الواسطي، عن الحكم بن جحل عن رجل عن علي فذكره. وأخرجه أيضًا، ص ۱۱۸ رقم ۲۷٤ من طريق إسرائيل عن الحجاج بن دينار به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في سورة الإخلاص ٦/ ٤٦۳ وعزاه لابن عساكر مرفوعًا بلفظ: من صلى صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات لم يدركه ذلك اليوم ذنب وأجير من الشيطان. وذكره السيوطي أيضًا موقوفًا، ص ٤٦٤ وعزاه لسعيد بن منصور وابن الضريس.
• الحكم على الأثر: إسناده ضعيف فيه رجل مبهم وبقية رجاله ثقات.

- شفاء ووقاية من السحر
[٤٤۰] عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود. قال: فاشتكى، فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال: إن رجلًا من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان. قال: فأرسل عليًّا فجاء به. قال: فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنما أنشط من عقال. قال: فما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك اليهودي شيئًا مما صنع به. قال: ولا أراه في وجهه.
• أخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب) ص ۱۱٥، رقم ۲۷۱ فقال: حدثني أحمد بن يونس، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب تحريم الدم باب سحرة أهل الكتاب ۷/ ۱۱۲، ۱۱۳ فقال: أخبرنا هناد بن السري عن أبي معاوية به. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۳٦۷ فقال: حدثنا أبو معاوية به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى باب ذكر من قال: إن اليهود سحرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۲/ ۱٥۳ من طريق الثوري عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -.
• رجال الإسناد: أحمد بن يونس هو: أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس التميمي الكوفي، روى عن الثوري وابن عيينة، والليث، ومالك وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وعبد بن حميد وأبو حاتم وغيرهم، قال أبو حاتم: كان ثقة متقنًا، وقال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة سبع وعشرين وهو ابن أربع وتسعين سنة، أخرج حديثه الجماعة (التهذيب ۱/ ٥۰، التقريب ۱/ ۱۹). أبو معاوية هو محمد بن خازم ثقة حافظ تقدم في رقم ۱۷۷. الأعمش هو سليمان بن مهران ثقة تقدم في رقم ۱۲. يزيد بن حيان، أبو حيان التيمي، الكوفي، روى عن: زيد بن أرقم وشبرمة بن الطفيل وعنبس بن عقبة وغيرهم. وروى عنه: ابن أخيه أبو حيان التيمي، والأعمش، والثوري، وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال الذهبي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، روى له: مسلم، وأبو داود، والنسائي (الكاشف ۳/ ۲۷٦، التهذيب ۱۱/ ۳۲۱، التقريب ۲/ ۳٦۳). - زيد بن أرقم الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح.
[٤٤۱] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: صنعت اليهود بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فأصابه منه وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فخرجوا من عنده وهم يرون أنه ألم به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما ثم قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن كل عين ونفس حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
• ذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الفلق ٦/ ٤٦۸ وقال: أخرجه ابن مردويه قلت: لم أقف على إسناده.
• التعليق: هذه الأحاديث الشريفة توضح بعض صور العداء والكيد من اليهود للإسلام وأهله وصدق الحق تبارك وتعالى حيث يقول {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ... } (المائدة ۸۲). فمنذ ظهور الإسلام وهم يحاولون القضاء عليه وعلى رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل ما يستطيعون وهم على هذا الكيد والعداء للإسلام وأهله إلى يومنا هذا قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة ۲۱۷) وعلى المسلمين أن يأخذوا حذرهم وأن يعرفوا أعدائهم وأن يعودوا إلى دينهم. ولقد وضح شرع الله سبحانه وتعالى لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه، وذلك بالتحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة، ومن ذلك قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لحديث أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت حديث صحيح أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة رقم ۹۹۲۸. بعد الأذكار المشروعة بعد السلام وقراءتها عند النوم لحديث أبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. أخرجه البخاري في كتاب الوكالة باب إذا وكل رجلا الوكيل شيئًا فأجازه الموكل فهو جائز ٤/ ٤۸۷ رقم ۲۳۱۱ وفي كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ۹/ ٥٥ رقم ٥۰۱۰.. وقراءة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة مكتوبة وعند النوم تقدم بيان ذلك في الأحاديث أرقام ٤۱۳، ٤۱٤، ٤۱۱. وفي الصباح والمساء. وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة لحديث أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه أخرجه البخاري (فتح الباري ۹/ ٥٥). والإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وأن يقول المسلم: في أول النهار وأول الليل بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، وهذه التعوذات والأذكار من أعظم الأسباب في اتقاء السحر وشره لمن يحافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه، وهي أيضًا من أعظم الأسلحة لإزالة السحر بعد وقوعه مع الإكثار من التضرع إلى الله وسؤاله أن يكشف الضر ويزيل السوء. يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في إذهاب ذلك وهما المعوذتان، وفي الحديث: لم يتعوذ المتعوذون بمثلهما حديث أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي وابن أبي شيبة بإسناد حسن وقد تقدم في رقم ٤۳٤.، وكذلك قراءة آية الكرسي، فإنها مطردة للشيطان أ. هـ تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ۱/ ۱٤۸.. وحكى القرطبي عن وهب بن منبه أنه قال: يؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي، ويشرب منه المسحور ثلاث حسوات، ويغتسل. فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله تعالى وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ۱/ ٤۳۹، ٤٤۰.. وقيل: يقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وآيات السحر في سورة الأعراف رقم ۱۱۷، ۱۱۸ وسورة يونس رقم ۷۹، ۸۰، ۸۱ وفي سورة طه من الآية ٦٥ إلى ٦۹ وإن دعت الحاجة إلى استعماله أكثر من مرة فلا بأس حتى يزول الداء من هدي القرآن الكريم د/ محمد أمين أبو بكر معوض ۱/ ٤۳.. وأما علاج السحر بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنَّه من عمل الشيطان، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ففي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أخرجه الإمام مسلم في كتاب السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان ٤/ ۱۷٥۱ رقم ۲۲۳۰..
[٤٤۲] عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بنى زريق يقال له: لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال: "يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي. فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب مطبوب: أي مسحور. وسمي السحر طُبًّا على التفاؤل بالبر. لسان العرب ٤/ ۲٦۳۱.. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان" فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه فجاء فقال: "يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين". قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: "قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًّا "فأمر بها فدفنت". قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير باب السحر ٤/ ٤۷ قوله: "وفي ذلك نزلت المعوذتان" هذا ذكره الثعلبي في تفسيره من حديث ابن عباس تعليقًا. ومن حديث عائشة أيضًا تعليقًا. وطريق عائشة صحيح أخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره رواية أبي عبيد الله عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكر الحديث وفيه ونزلت: قل أعوذ برب الفلق.
• حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني زريق الحديث أخرجه البخاري في كتاب الطب باب السحر ۱۰/ ۲۲۱ رقم ٥۷٦۳ وفي كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده، ج ٦/ ۳۳٤ رقم ۲۲٦۸. وأخرجه مسلم في كتاب السلام باب السحر ٤/ ۱۷۱۹ رقم ۲۱۸۹. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب الطب باب السحر ٤/ ۳۸۰ رقم ۷٦۱٥.
• التعليق: قال الحافظ ابن حجر: ذكر السهيلي أن عقد السحر كانت إحدى عشرة عقدة فناسب أن يكون عدد المعوذتين إحدى عشرة آية. فانحلت بكل آية عقدة. وقد أخرج البيهقي في الدلائل معنى ذلك بسند ضعيف في القصة التي ذكر فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحر. وفي آخر الحديث أنهم وجدوا وترًا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة (تخليص الحبير ٤۰/ ٤۷).