الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سورة البقرة
تأمير حافظها مهما صغر سنه.[۱۳۰] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثًا قوله: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثًا" أي أراد أن يرسل جيشًا والبعث بمعنى: المبعوث والمراد به الجيش. وقوله: فاستقرأهم: أي: طلب منهم أن يقرأوا. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ۸/ ۱۸٦. وهم ذووا عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنًّا فقال: "ما معك يا فلان؟ " قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: "أمعك سورة البقرة؟ " فقال: نعم. قال: "فاذهب فأنت أميرهم"، فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعلموا القرآن فاقرأوه وأقرِئوُه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب الجِراب: بكسر الجيم: الوعاء. وهو وعاء من إهاب الشاء أي من جلد (لسان العرب مادة جرب ۱/ ٥۸۳). محشو مسكًا يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جرابٍ وكئ وكئ: الوكاء: كل سير أو خيط يشد به فم السقاء أو الوعاء. وهو: رباط القربة وغيرها الذي يشد به رأسها. لسان العرب مادة وكى ٦/ ٤۹۱۱. على مسك".
• أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي ٥/ ۱٤٤ رقم ۲۸۷٦ فقال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة فذكره وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب السير باب من أولى بالإمارة ٥/ ۲۲۷ رقم ۸۷٤۹ من طريق المعافى بن عمران عن عبد الحميد بن جعفر به. وأخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه ۱/ ۷۸ رقم ۲۱۷ فقال: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، ثنا أبو أسامة به فذكر الجزء الأخير من الحديث من أول قوله: تعلموا القرآن واقرأوه. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان في كتاب الصلاة باب النوافل فصل في قيام الليل ٦/ ۳۱٦ رقم ۲٥۷۸ - من طريق الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر به. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن وإن كان غيره أسن منه وأشرف ۳/ ٥ رقم ۱٥۰۹ من طريق الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر به. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر)، ص ۸ عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ۱/ ٥۲ وقال: أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان.
• الحكم على الحديث: - الحديث حسنه الترمذي وأخرجه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما.
• التعليق: إعلاء لمكانة حافظ القرآن الكريم وخاصة سورة البقرة فقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أميرًا على قومه وهو أصغرهم سنًّا، وذلك حينما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن - يرسل جيشًا فطلب من كل واحد منهم أن يقرأ ما يحفظه من القرآن، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل من أصغرهم سنًّا فقال؟ ما معك يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم. قال فاذهب فأنت أميرهم تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ۸/ ۱۸٦.، وهذا تشريع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلينا أن نقتدي به.
[۱۳۱] عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: استعملني استعملني: أي جعلني أميرًا. قال ابن منظور: استعمل فلان إذا ولي عملًا من أعمال السلطان. لسان العرب مادة عمل ٤/ ۳۱۰۸۰. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف؛ وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة، فقلت: يا رسول الله، إن القرآن ينفلت مني. فوضع يده على صدري وقال: "يا شيطان أخرج من صدر عثمان" فما نسيت شيئًا بعده أريد حفظه.
• أخرجه البيهقي في دلائل النبوة باب قدوم وفد ثقيف وهم أهل الطائف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ٥/ ۳۰۸ فقال: أخبرنا أبو بكر القاضي، أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري مولاهم، حدثنا الصلت بن مسعود البصري، حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمه عمرو بن أوس عن عثمان بن أبي العاص فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ٤٤ رقم ۸۳۳٦ من طريق محمد بن سعيد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة قال: قال عثمان بن أبي العاص: وفدنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدني أفضلهم أخذًا للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم فإذا أممت قومًا فأمهم بأضعفهم، فإن وراءك الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة.
• رجال الإسناد: أبو بكر القاضي هو: الإمام العالم المحدث، أبو بكر أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد الحيري النيسابوري الشافعي. ولد في حدود خمس وعشرين وثلاثمائة. قال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: هو ثقة في الحديث حدَّث عن محمد بن أحمد الميداني، وأبي العباس الأصم، وأبي أحمد بن عدي وغيرهم، وحدَّث عنه الحاكم وأثنى عليه وفخم أمره، والبيهقي والخطيب وغيرهم، مات الحيري في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وله ست وتسعون سنة. سير أعلام النبلاء ۱۷/ ۳٥٦، الأنساب للسمعاني ٤/ ۱۰۸. أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر، الأزهري، الهروي، اللغوي، الشافعي، صاحب تهذيب اللغة وغيره من المصنفات الجليلة المقدار، كان متفقهًا على فضله وثقته ودرايته وورعه، ولد بهراة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومات بها سنة سبعين وثلاثمائة (شذارت الذهب ۲/ ۷۲، وفيات الأعيان ٤/ ۳۳٤). الحسين بن إدريس الأنصاري مولاهم الهروي، روى عن سعيد بن منصور وخالد بن هياج وغيرهما، وروى عنه ابن حبان في صحيحه وبشر بن محمد المزني وآخرون، قال الدراقطني: كان من الثقات، وقال ابن ماكولا: كان من الحفاظ المكثرين قال ابن أبي حاتم - في أحاديث رواها لا أصل لها -: لا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج قال ابن عساكر: البلاء من خالد بلا شك مات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. تاريخ دمشق ۱٤/ ٤۱، لسان الميزان ۲/ ۲۷۲. الصلت بن مسعود البصري، أبو بكر، روى عن سفيان بن موسى البصري، وحماد بن زيد وابن عيينة وغيرهم، وروى عنه مسلم حديثًا واحدًا، وعبد الله بن أحمد وأبو زرعة وغيرهم، قال صالح بن محمد البغدادي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: ثقة ربما وهم، من العاشرة مات سنة تسع وثلاثين ومائتين. التهذيب ٤/ ٤۳٦، التقريب ۱/ ۳۷۰، الكاشف ۱/ ۳۲، ۳۲، والسير ۱۱/ ۱٥۳. معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري، روى عن أبيه وأيوب وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي وغيرهم، وحدث عنه ابن المبارك وأحمد ومسدد وغيرهم، قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من كبار التاسعة مات سنة سبع وثمانين ومائة وقد جاوز الثمانين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۸/ ٤۷۷، التقريب ۲/ ۲٦۳). عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، روى عن عمرو بن شعيب وعطاء بن أبي رباح وعبد ربه بن الحكم وغيرهم، وعنه الثوري ومعتمر بن سليمان ووكيع وابن مهدي وغيرهم قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة، وهو ممن يكتب حديثه، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ من السابعة روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجه وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه (التهذيب ٥/ ۲۹۸، التقريب ۱/ ٤۲۹، الكامل في الضعفاء ٤/ ۱٦۷). عمرو بن أوس بن أبي أوس واسمه حذيفة الثقفي الطائفي، روى عن أبيه وعبد الله بن عمرو بن العاص والحارث بن عبد الله الثقفي وغيرهم، وروى عنه ابن أخيه عثمان بن عبد الله الثقفي وأبو إسحاق السبيعي ومحمد بن سيرين وغيرهم، قال أبو هريرة: تسألوني وفيكم عمرو بن أوس، وقال ابن حجر: تابعي كبير من الثانية مات بعد التسعين من الهجرة روى له الجماعة (التهذيب ٦/ ۸، التقريب ۲/ ٦٦، الكاشف ۲/ ۳۲٤). عثمان بن أبي العاص بن بشر بن همام الثقفي، أسلم في وفد ثقيف فاستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على الطائف. وأقره أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في صحيح الإمام مسلم. وروى عنه ابن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص ومولاه أبو الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم وهو الذي أمسك ثقيفًا عن الردة قال لهم: يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلامًا فلا تكونوا أو لهم ارتدادًا مات - رضي الله عنه - سنة خمس وخمسين من الهجرة (السير ۲/ ۳۷٤، الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ۲۲۱، التهذيب ۷/ ۱۲۸)
•الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ليس به بأس وبقية رجاله ثقات وله شاهد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - تقدم في رقم ۱۳۰.
• التعليق: هذا الحديث علم من أعلام النبوة المباركة، ومعجزة من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أعلمه الله تعالى أن السبب في تفلت القرآن من صدر عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - هو وسوسة الشيطان لصدره، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على صدر عثمان - رضي الله عنه - معالجًا لهذا الداء قائلًا: يا شيطان اخرج من صدر عثمان، فخرج الشيطان فكان أن وعي - رضي الله عنه - كل ما يريد حفظه كما صرح بذلك في قوله: "فما نسيت شيئًا بعده أريد حفظه". وفي الحديث دلالة على أن النسيان من الشيطان، وهذا ما جاء به القرآن الكريم أيضًا قال تعالى: {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[الأنعام: ٦۸] وقال تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}(الكهف: ٦۳). ولهذا أمر الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن الكريم قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (۹۸) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: ۹۸]. اللّهم أعذنا من نزغات الشياطين واجعلنا عليك من المتوكلين آمين.
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۱۳۲] عن سليمان بن يسار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث قومًا وأمر عليهم أصغرهم، فذكروا ذلك، فقال: "إنه أكثرهم قرآنًا، وإنما مثل صاحب القرآن كجراب فيه مسك، إن فتحته أو فتح فاح ريحه، وإن أوكي أوكي على طيب".
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷٦ رقم ٦۰۱۸ عن ابن عيينة قال: حدثني ابن أبي لبيد عن سليمان بن يسار فذكره.
• رجال الإسناد: سفيان بن عيينة ثقة حجة سبق في رقم ۱۱۸. ابن أبي لبيد: هو عبد الله بن أبي لبيد - بفتح اللام - المدني، أبو المغيرة روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والمطلب بن عبد الله ويحيى بن عبد الرحمن وغيرهم، وروى عنه السفيانان وابن إسحاق وغيرهم، قال الذهبي وابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من السادسة، روى له الجماعة إلا الترمذي مات في أول خلافة أبي جعفر (الكاشف ۲/ ۱۲۲، التهذيب ٥/ ۳۷۲، التقريب ۱/ ٤٤۳). سليمان بن يسار الهلالي، المدني، الإمام الفقيه، أبو أيوب مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية. وروى عن مولاته وابن عباس وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وغيرهم، وروى عنه: أخوه عطاء، والزهري، وعمرو بن دينار وغيرهم. قال أبو الزناد: كان ممن أدركت من فقهاء المدينة الذين يرضى وينتهى إلى قولهم: سعيد بن المسيب وعروة، والقاسم، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وسليمان بن يسار، قال ابن حجر: ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة، من كبار الثالثة مات بعد المائة روى له الجماعة (حلية الأولياء ۲/ ۱۹۰، تذكرة الحفاظ ۱/ ۸٥، سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٤٤، الكاشف ۲/ ٤۰۲، التهذيب ٤/ ۲۲۸، التقريب ۱/ ۳۳۱).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبق معناه بإسناد موصول رقم ۱۳۰، ۱۳۱.
سورة البقرة سنام القرآن
[۱۳۳] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لكل شيء سنامًا، وسنام سنام: بفتح السين المهملة. سنام كل شيء أعلاه. النهاية في غريب الحديث مادة سنم ۲/ ٤۰۹، ولسان العرب مادة سنم ۳/ ۲۱۲۰. القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة".
• أخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب: أخبار في سورة البقرة ۱/ ٥٦۱ فقال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا أبي ثنا عمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود فذكره وقال: صحيح الإسناد وأقره الذهبي فقال: صحيح. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۲ رقم ۲۳۷۷ فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بهذا الإسناد.
• الحكم على الحديث: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وهو كما قالا. فإن عاصم بن أبي النجود صدوق مقرئ، حجة في القراءة وهذا الحديث في فضائل القرآن، وكل إنسان يجيد تخصصه أكثر من غيره، والحديث ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ۱۳٥ رقم ٥۸۸ وقال: أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو عندي حسن؛ لأن في عاصم بعض الضعف من قبل حفظه.
• التعليق: قوله - صلى الله عليه وسلم - (لكل شيء سنام) بفتح السين المهملة؛ أي رفعة وعلو، استعير من سنام الجمل ثم كثر استعماله فيها حتى صار مثلًا، ومنه سميت البقرة سنام القرآن. قال ابن الأثير الجزري: سنام كل شيء أعلاه. وفي شعر حسان: إن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد أي: أعلى المجد. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن سنام القرآن سورة البقرة" إما لطولها واحتوائها على أحكام كثيرة، أو لما فيها من الأمر بالجهاد، وبه الرفعة الكبيرة تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ۸/ ۱۸۱ والنهاية في غريب الحديث مادة سنم ۲/ ٤۰۹. وقد أثر ذلك عن بعض الصحابة فعن السائب بن قال البخاري: السائب بن خباب له صحبة. والأثر أخرجه في التاريخ الكبير ٤/ ۱٥۱ في ترجمة السائب بن خباب. خباب - رضي الله عنه - قال: البقرة سنام القرآن.
[۱۳٤] عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لكل شيء سنامًا، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلًا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارًا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام".
• أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن في ذكر تمثيل النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة البقرة من القرآن بالسنام من البعير ۳/ ٥۹ رقم ۷۸۰) فقال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الأزرق بن علي بن جهم، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد فذكره. وأخرجه أبو يعلى في المسند ۱۳/ ٥٤۷ رقم ۷٥٥٤ فقال: حدثنا الأزرق بن علي بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۳ رقم ۲۳۷۸ من طريق محمد بن أحمد العودي عن أبي الجهم به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٦/ ۱٦۳ رقم ۸٥٦٤ فقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل والحسين بن إسحاق التستري قالا: ثنا الأزرق به، إلا أن فيه سعيد بن خالد بدلًا من خالد بن سعيد. وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير في ترجمة خالد بن سعيد المدني ۲/ ٦ فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: حدثنا الأزرق بن علي به.
• الحكم على الحديث: حديث حسن. أخرجه ابن حبان في صحيحه وفي إسناده خالد بن سعيد المدني ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: لا يتابع على حديثه، ثم ساق له حديث الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم ثنا خالد بن سعيد عن أبي حازم عن سهل - رضي الله عنه - مرفوعًا: إن لكل شيء سنامًا وإن سنام القرآن سورة البقرة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول من الرابعة، أخرج له أبو داود وابن ماجه (التهذيب ۳/ ۹٥، التقريب ۱/ ۲۱٤، لسان الميزان ۲/ ۳۷٦، والضعفاء للعقيلي ۲/ ٦)، والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۱٦/ ۳۱۱، ۳۱۲، وقال: رواه الطبراني وفيه سعيد بن خالد الخزاعي المدني وهو ضعيف.
• تنبيه: جاء عند الطبراني في المعجم الكبير ٦/ ۱٦۳، وعند الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ۳۱۲، سعيد بن خالد المدني وعند ابن حبان وأبي يعلى والبيهقي والعقيلي خالد بن سعيد المدني وقد سبقت ترجمته. ويترجح عندي أنه خالد بن سعيد فقد أورد العقيلي الحديث في ترجمته، والحديث وإن كان ضعيفًا بخالد هذا إلا أنه توبع بحديث ابن مسعود السابق وعليه فهو حديث حسن.
[۱۳٥] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي".
• أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي ٥/ ۱٤٥ رقم ۲۸۷۸ فقال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: فذكر الحديث. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ٥٦۰ وفي كتاب التفسير في تفسير سورة البقرة ۲/ ۲٥۹ من طريق معاوية بن عمرو عن زائدة به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقال: صحيح. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فضل سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۲ رقم ۲۳۷٥ من طريق معاوية بن عمرو عن زائدة به. وأخرجه الحميدي في مسنده، ج ۲، ص ٤۳۷، رقم ۹۹٤ قال: ثنا سفيان قال: ثنا حكيم بن جبير به. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷٦ رقم ٦۰۱۹ عن ابن عيينة عن حكيم بن جبير به. وأخرجه ابن نصر في كتاب قيام الليل - المختصر - باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳، من طريق سفيان عن حكيم بن جبير به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة حكيم بن جبير الأسدي ۲/ ۲۱۹ من طريق سفيان عن حكيم بن جبير وزاد في آخره: لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ۱/ ۳۲ وعزاه للترمذي من حديث حكيم بن جبير وقال: وفيه ضعف.
• الحكم على الحديث: الحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي. إلا أن في إسناده: حكيم بن جبير الأسدي الكوفي، روى عن: أبي جحيفة وأبي الطفيل وأبي صالح السمان وغيرهم، وروى عنه: الأعمش والسفيانان وزائدة وغيرهم: قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث غال في التشيع. وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال الذهبي: ضعفوه، وقال ابن حجر: ضعيف الحديث، رمي بالتشيع، من الخامسة، روى له أصحاب السنن الأربعة (الكامل في الضعفاء ۲/ ۲۱٦، الكاشف ۱/ ۲٤۸، التهذيب ۲/ ٤٤٥، التقريب ۱/ ۱۹۳). والحديث له شاهد صحيح عن عبد الله بن مسعود تقدم في رقم ۱۳٤. وشاهدًا آخر حسن عن سهل بن سعد تقدم في رقم ۱۳٥.
[۱۳٦] عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكًا، استخرجت {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}الآية رقم ۲٥٥ من سورة البقرة وهي تسمى بآية الكرسي. من تحت العرش فوصلت بها، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤها على موتاكم" يعني يس.
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ۲٦ فقال: حدثنا عارم، ثنا معتمر عن أبيه، عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار. وأخرج الجزء الأخير منه الإمام أحمد ٥/ ۲٦ فقال: حدثنا عارم ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۲۰/ ۲۲۰ رقم ٥۱۱ من طريق محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير أيضًا ۲۰/ ۲۱۹ رقم ٥۱۰ من طريق عبد الله بن المبارك ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس عن أبيه عن معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرؤها على موتاكم: يعني يس. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳ بدون إسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۱ طبعة دار الفكر وقال: أخرجه أحمد ومحمد بن نصر والطبراني بسند صحيح. • الحكم على الحديث: قال الإمام السيوطي: أخرجه أحمد ومحمد بن نصر والطبراني بسند صحيح، وقال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۷۰ في إسناده عند الإمام أحمد مجهولان: الرجل المبهم وأبوه. والحديث ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ۱۳٦ وقال: هذا إسناد ظاهر الضعف، وقد سمي الرجل المبهم في بعض الطرق بأبي عثمان وصرح فيها بأنه ليس بالنهدي فهو مجهول على كل حال أ. هـ. قلت: والجزء الأول من الحديث سبق له شواهد تقويه في رقم ۱۳٤، ۱۳٥، ۱۳٦، والجزء الأخير منه له متابعات كثيرة سأذكرها إن شاء الله في فضل سورة يس مبحث قراءتها عند المحتضر.
[۱۳۷] عن ربيعة الجرشي - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي القرآن أفضل؟ قال: "السورة التي يذكر فيها البقرة". قال فأي البقرة أفضل؟ قال: "آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة نزلن من تحت العرش".
• أخرجه الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد ۱/ ۲٤ مبحث القول في فضائل سورة البقرة من طريق عبد الله بن محمد البغوي حدثني محمد بن إسحاق أبو الأسود أخبرنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن ربيعة الجرشي، وذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة في ترجمة ربيعة بن عمرو الجرشي ۲/ ۲۰۲ فقال: روى البغوي من طريق علي بن رباح عن ربيعة الجرشي قال: قيل: يا رسول الله أي القرآن أفضل؟ قال: البقرة. الحديث. وذكره ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ۸/ ۲۸۰ واللفظ له. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۱، (ط دار الفكر) وقال: أخرجه البغوي في معجم الصحابة وابن عساكر في تاريخه.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، صدوق، اختلط بعد احتراق كتبه ورواية العبادلة عنه صحيحة وهذه الرواية ليست منها. والعبادلة هم: عبد الله بن المبارك، عبد الله بن وهب، عبد الله بن يزيد المقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (سير أعلام النبلاء ۱/ ۱۸، التهذيب ٥/ ۳۷۳). وربيعة الجرشي هو ابن عمرو، وقيل: ابن الغاز قال ابن عساكر: الأول أصح، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قال بعض الناس: له صحبة، وقال ابن سعد: فيمن نزل بالشام من الصحابة ربيعة بن عمرو الجرشي وفي بعض الحديث أن له صحبة وكان ثقة، روى عنه خالد بن معدان وعطية بن قيس ومجاهد وأبو المتوكلالناجي البصري وقال: لقيته وهو فقيه الناس في زمن معاوية. وقال يعقوب بن شيبة: كان أحد الفقهاء اتفقوا على أنه قتل بمرج راهط مع الضحاك بن قيس سنة أربع وستين من الهجرة (الإصابة في تمييز الصحابة ۲/ ۲۰۱، ۲۰۲، القسم الأول في حرف الراء). وله شاهد آخر عن ابن عباس قال: قال رجل: أي سورة في القرآن أشرف؟ قال: البقرة، قال: أي آية فيها أعظم؟ قال: آية الكرسي. أخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٤ رقم ٤۳ فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، عن سفيان وإسرائيل، عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس. وأخرجه أيضًا، ص ۱٥۳ رقم ٤۲ عن التميمي قال: قلت. فأي آية أشرف؟ قال: آية الكرسي.
• رجال الإسناد: أبو بكر بن أبي شيبة هو: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، الكوفي، ثقة حافظ، صاحب المصنف والتصانيف، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، روى عنه الشيخان وأبو داود وابن ماجه، وروى النَّسَائِيّ عن أصحابه (تذكرة الحفاظ ۲/ ٤۳۲، سير أعلام النبلاء ۱۱/ ۱۲۲، التهذيب ۲۱٦، التقريب ۱/ ٤٤٥). وكيع بن الجراح بن مليح ثقة تقدم في رقم ۳٤. إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة تقدم في رقم ۱۱٥. أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله بن عبيد الله الكوفي ثقة تقدم في رقم ۱٤. التميمي هو: أربدة - بسكون الراء بعدها موحدة مكسورة - ويقال: أربد التميمي المفسر، راوي التفسير عن ابن عباس، روى عنه أبو إسحاق السبيعي قال العجلي: تابعي، كوفي، ثقة، وقال ابن حبان في الثقات: أصله من البصرة، كان يجالس البراء بن عازب، وقال ابن حجر: صدوق من الثالثة، روى له أبو دواد (التهذيب ۱/ ۱۹۷، التقريب ۱/ ٥۰).
• الحكم على الأثر: إسناده حسن. • التعليق: تقدم في فضائل سورة الفاتحة أنها أعظم وأفضل سورة في القرآن الكريم وفي هذا الحديث أن سورة البقرة أشرف سورة في القرآن الكريم ويمكن الجمع بين هذه الأحاديث والآثار أن سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن ويليها في الفضل سورة البقرة.
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۱۳۸] عن الحسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أفضل القرآن السورة التي تذكر فيها البقرة، وأعظمها آية الكرسي، وإن الشيطان ليخرج من البيت يسمع يقرأ فيه سورة البقرة".
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٥، ۸٦ رقم ۱۷۱ فقال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن يونس، عن الحسن فذكره. وأخرجه أيضًا رقم ۱۷٤ فقال: أخبرنا علي بن عثمان الرقاشي ثنا حماد به. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۱ بدون إسناد. وذكر السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۱ طبعة دار الفكر وقال: أخرجه وكيع والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن نصر وابن الضريس بسند صحيح.
• رجال الإسناد: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي - بفتح التاء وضم الباء الموحدة بعدها واو مشهور بكنيته وباسمه - البصري. روى عن جرير بن حازم ومهدي بن ميمون وحماد بن سلمة وغيرهم، وروى عنه البخاري وأبو داود وباقي الجماعة بواسطة ومحمد بن يحيى بن الضريس وغيرهم، ثقة ثبت من صغار التاسعة مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (التقريب ۲/ ۲۸۰، التهذيب ۱۰/ ۳۳۳، المغنى ص ٥۱). حماد هو ابن سلمة بن دينار البصري، روى عن ثابت البناني، ويونس بن عبيد وعمرو بن دينار وغيرهم، وعنه ابن جريج وابن المبارك، وموسى بن إسماعيل وغيرهم، ثقة عابد من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومائة، روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن (سير أعلام النبلاء ۷/ ٤٤٤، التهذيب ۳/ ۱۱، التقريب ۱/ ۱۹۷). يونس هو ابن عبيد بن دينار البصري، روى عن ثابت البناني والحسن البصري ومحمد بن سيرين وغيرهم، وعنه الثوري والحمادان وهشيم وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل، ورع من الخامسة، مات سنة تسع وثلاثين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ۱۱/ ٤٤۲، التقريب ۲/ ۳۸٥، سير أعلام النبلاء - ٦/ ۲۸۸). الحسن هو البصري ثقة فقيه كثير الإرسال سبق في رقم ۱٥۱. • الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدمت معانيه بأسانيد متصلة أرقام ۱۳٤، ۱۳٥، ۱۳٦.
ومن الموقوفات: [۱۳۹] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن البقرة. وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة.
• أخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ٥٦۱، فقال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا حامد بن أبي حامد المقرئ ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فذكر الحديث وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وأقره الذهبي فقال: صحيح. وأخرج الجزء الأول منه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة ۲/ ٥۳۹ رقم ۳۳۷۷ من طريق حماد بن سلمة عن عاصم به، وأخرج الجزء الأخير في رقم ۳۳۷٥ من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۲ رقم ۲۳۷٦ فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة ص ۸۷ رقم ۱۷۷ من طريق حماد عن عاصم به. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب قيام الليل (المختصر) باب: ثواب القراءة بالليل، ص ۷۲، بدون إسناد. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱۳۸ رقم ۸٦٤٤ من طريق حماد بن زيد عن عاصم عن أبي الأحوص وبه.
• الحكم على الحديث: صحيح، فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب فضل القرآن ومن قرأه ۷/ ۱٥۹ فقال: رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، وهذا الأثر تقدم مرفوعًا بإسناد صحيح رقم ۱۳٥.
سورة البقرة طاردة للشيطان
[۱٤۰] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"، وفي رواية أخرى: "وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان".
• أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد ۱/ ۳۳۹ رقم ۷۸۰. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي ٥/ ۱٤٥ رقم ۲۸۷۷ وفيه: وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان وقال: حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن باب سورة البقرة ٥/ ۱۳ رقم ۸۰۱٥، وفي عمل اليوم والليلة باب ذكر ما يجير من الجن والشيطان ٦/ ۲٤۰ رقم ۱۰۸۰۱. وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ۲۸٤، ۳۳۷، ۳۸۸ وهو في الفتح الرباني في كتاب فضائل القرآن وتفسيره باب سورة البقرة وما جاء في فضلها ۱۸/ ۷۰ رقم ۱٦۲. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن ذكر فرار الشيطان من البيت إذا قرئ فيه سورة البقرة ۳/ ٦۲ رقم ۷۸۳). وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب فضل القرآن ۱/ ۲۷۰ رقم ۹۷۳. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥٤، رقم ۲۳۸۱. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول ص ۱۲۱.
• التعليق: في هذا الحديث ترغيب في تلاوة القرآن في البيوت وخصوصًا سورة البقرة فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي خالية عن الذكر والطاعة فتكون كالمقابر، وتكونوا كالموتى فيها، أو معناه: لا تدفنوا موتاكم فيها. ويدل على المعنى الأول قوله: وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان، وفي رواية الإمام مسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة. قال الإمام النووي: هكذا ضبطه الجمهور (ينفر) ورواه بعض رواة مسلم: (يفر) وكلاهما صحيح. قال ابن منظور: الفر والفرار: الزوغان والهرب، وفر يفر فرارًا أي هرب. وجاء في حديث سهل بن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأها - أي سورة البقرة - في بيته ليلًا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام" أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن ۳/ ٥۹ رقم ۷۸۰) وتقدم في رقم ۱۳٤.. وخص سورة البقرة بذلك لطولها، وكثرة أسماء الله تعالى فيها، وكثرة الأحكام فيها. وقد قيل إن فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. وهذا الحديث ذكره الإمام مسلم في باب استحباب صلاة النافلة في البيت وجوازها في المسجد والجمهور من العلماء على ذلك وقد حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء وأصون من المحبطات وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان صحيح مسلم بشرح النووي ٦/ ٦۷ - ٦۹ وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ۸/ ۱۸۰، ۱۸۱، ولسان العرب مادة فرر ٥/ ۳۳۷٥.. وقال الإمام البقاعي، ولعل خصوصية سورة البقرة في طرد الشيطان من أجل أن مقصودها ومدلول اسمها ملازم لطرد الشيطان ببيان خفي أمره، وإبطال عظيم شره مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور للإمام البقاعي ۲/ ۱۷، وبلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۷۰.. ويدل على المعنى الثاني حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها عليكم قبورًا، كما اتخذت اليهود والنصارى في بيوتهم قبورًا، وأن البيت الذي يتلى فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض"أخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٤٥ رقم ۳٥ وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ۸/ ۲۹، وقال: هذا حديث نظيف الإسناد حسن المتن.. وللحديث شاهد آخر: عن أنس بن مالك (- رضي الله عنه -) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الشيطان ليخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه". أخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٤۸ رقم ۳۸ فقال: حدثني إسحاق بن سيار، نا أحمد بن صالح أخبرني عمرو وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول، ص ۱۲۱ فقال: حدثني ابن أبي مريم عن ابن لهيعة به.
• رجال الإسناد: إسحاق بن سيار بن محمد، الإمام الحافظ، الثبت، أبو يعقوب النصيبي سمع أبا النضر هاشم بن القاسم وأبا عاصم النبيل وطبقتهم وحدث عنه: جعفر الفريابي وابن صاعد ومحمد بن يوسف الهروي وآخرون، قال ابن أبي حاتم: كتب إلى إسحاق بن سيار ببعض حديثه وكان صدوقًا ثقة. مات بنصيبين في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين (الجرح والتعديل ۲/ ۲۲۳، سير أعلام النبلاء ۱۳/ ۱۹٤). أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر الحافظ، روى عن عبد الله بن وهب وابن عيينة وعبد الرزاق وغيرهم، وروى عنه: البخاري وأبو داود والترمذي بواسطة وغيرهم. ثقة حافظ من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وله ثمان وسبعون سنة (سير أعلام النبلاء ۱۲/ ۱٦۰، التهذيب ۱/ ۳۹، التقريب ۱/ ۱٦). عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري الفقيه، روى عن: الليث بن سعد وابن لهيعة ومالك وغيرهم، وحدث عنه: أحمد بن صالح المصري وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني وعدة قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة وله اثنان وسبعون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ٦/ ۷۳، التقريب ۱/ ٤٦۰). عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري، روى عن أبيه والزهري ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم، وعنه: مجاهد بن جبر وصالح بن كيسان وعبد الله بن وهب وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة حافظ، فقيه، من السابعة مات قبل الخمسين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ۸/ ۱٤، التقريب ۲/ ٦۷، الكاشف ۲/ ۳۲٦). عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، الإمام العلامة، محدث ديار مصر مع الليث ولد سنة خمس أو ست وتسعين، وطلب العلم من صباه. وسمع من عمرو بن دينار ويزيد بن أبي حبيب والأعرج عبد الرحمن بن هرمز ومشرح بن هاعان وغيرهم وروى، عنه: الأوزاعي وشعبة والثوري، والليث بن سعد ومالك وابن المبارك وابن وهب وغيرهم. قال الذهبي: كان من بحور العلم على لين في حديثه، وقال أيضًا: العمل على تضعيف حديثه مات سنة أربع وسبعين ومائة، وقال ابن عدي: حديثه حسن، كأنه يستبان عن من روى عنه وهو ممن يكتب حديثه، وقال أبو حاتم بن حبان البستي: كان أصحابنا يقولون: سماع من سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مثل: العبادلة: ابن المبارك، وابن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، فسماعهم صحيح، ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء، وقال ابن حجر: صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم بعض شيء مقرون، وروى له أبو داود والترمذي (التهذيب ٥/ ۳۷۳، التقريب ۱/ ۱٤٤، الكامل في الضعفاء ٤/ ۱٤٤ - ۱٥٤، سير أعلام النبلاء ۸/ ۱۱ - ۳۱، الكاشف ۲/ ۱۲۲). يزيد بن أبي حبيب أبو رجاء المصري، ثقة فقيه، من الخامسة مات سنة ثمان وعشرين ومائة وقد قارب الثمانين روى له الجماعة، قال الذهبي: كان من الحكماء الأتقياء (الكاشف ۳/ ۲۷٥، التهذيب ۱۱/ ۳۱۸، التقريب ۲/ ۳٦۳). سنان بن سعد الكندي، المصري ويقال سعد بن سنان، روى عن أنس، وعنه يزيد بن أبي حبيب. قال ابن معين: ثقة. وقال النَّسَائِيّ: منكر الحديث، وقال ابن حجر: صدوق له أفراد، من الخامسة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (الكامل في الضعفاء ۳/ ۳٥٥، الكاشف ۱/ ۳٥۲، التهذيب ۱/ ٤۷۳، التقريب ۱/ ۲۸۷). أنس بن مالك صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه سنان بن سعد صدوق. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة مستقيمة وقد تابعه عمرو بن الحارث وهو ثقة.
[۱٤۱] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى، ثم يتغنى ويدع سورة البقرة يقرأها، فإن الشيطان ينفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف الجوف من كل شيء: باطنه الذي يقبل الشغل والفراغ وجمعه أجواف ومن الليل: ثلثه الأخير (المعجم الوسيط ۱/ ۱٥۳). الصفر الصفر: بتشديد الصاد المكسورة وسكون الفاء أي الخالي (النهاية في غريب الحديث ۳/ ۳٦). من كتاب الله عزَّ وجلَّ". • أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ذكر ما يجير من الجن والشيطان ٦/ ۲٤۰ رقم ۱۰۷۹۹ فقال: أخبرنا محمد بن نصر قال: حدثنا أيوب وهو ابن سليمان بن بلال قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكره. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات مبحث سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۳ رقم ۲۳۷۹ من طريق سليمان بن سليمان عن أبي بكر بن أبي أويس به. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۱/ ٥۳ من طريق خلف بن السري الأودي عن أبي إسحاق به. وأخرجه ابن مردويه من طريق محمد بن عجلان عن أبي إسحاق به (تفسير ابن كثير ۱/ ۳۲). وأخرج الجزء الأخير منه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ٤/ ٤٥۸ رقم ۱۱۹٤ من طريق الهجري عن أبي الأحوص به من أول قوله: إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وأخرجه موقوفًا على ابن مسعود ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٤ رقم ۱٦٤ من طريق إبراهيم التيمي عن أبي الأحوص به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۰ طبعة دار الفكر وعزاه لابن الضريس والنسائي وابن الأنباري في المصاحف والطبراني في الصغير والأوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. • رجال الإسناد: محمد بن نصر الفراء النيسابوري، روى عن إبراهيم بن حمزة الزبيري وأيوب بن سليمان بن بلال وأحمد وإسحاق وغيرهم، وروى عنه النَّسَائِيّ وقال: ثقة وأحمد ومحمد وغيره، وقال ابن حجر: ثقة من الحادية عشرة. وقال الذهبي: صدوق (التقريب ۲/ ۲۱۳، التهذيب ۹/ ٤۸۹، الكاشف ۳/ ۱۰۳). وأيوب بن سليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو يحيى المدني، روى عن أبي بكر بن أبي أويس عن أبيه سليمان بن بلال نسخة، وروى عنه البخاري، وروى له أبو داود والترمذي والنسائي بواسطة، ومحمد بن نصر الفراء وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين (الكاشف ۱/ ۱٤٦، التهذيب ۱/ ٤۰٤، التقريب ۱/ ۸۹). أبو بكر هو ابن أبي أويس عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أويس الأصبحي مشهور بكنيته، روى عن أبيه وابن أبي ذئب وابن عجلان ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وغيرهم: وروى عنه أيوب بن سليمان بن بلال وإسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وخلق، قال ابن معين: ثقة، وقال الدارقطني: حجة، وقال ابن حجر: ثقة من التاسعة، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (الكاشف ۲/ ۱٥۱، التهذيب ٦/ ٤٦۸، التقريب ۱/ ٤٦۸). سليمان هو ابن بلال التيمي ثقة من الثامنة سبق في رقم ۱۰۷. محمد بن عجلان المدني، أبو عبد الله، أحد العلماء العاملين، روى عن أبيه وأنس بن مالك وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم، وروى عنه السفيانان والليث وسليمان بن بلال وغيرهم، قال أحمد وابن عيينة وابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم والنسائي: ثقة وقال ابن حجر: صدوق، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، روى له البخاري تعليقًا ومسلم في المتابعات وأصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۳/ ۷۷، التهذيب ۹/ ۳٤۱، التقريب ۲/ ۱۹۰). أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني ثقة سبق في رقم ۱٤. أبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة ثقة سبق في رقم ۱٤. عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه محمد بن عجلان صدوق وبقية رجاله ثقات.
• التعليق: في هذا الحديث الشريف يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلة سورة البقرة، وينهانا - صلى الله عليه وسلم - عن اللهو واللعب والتكاسل عن قراءتها في البيت فإنها تطرد الشيطان منه، ويبين - صلى الله عليه وسلم - أن البيوت التي لا يقرأ فيها القرآن خالية من الخير والبركة. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: البيت إذا تُلي فيه كتاب الله؛ اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، والبيت إذا لم يتل فيه كتاب الله؛ ضاق بأهله، وقل خيره، وتنكبت عنه الملائكة، وحضرته الشياطين أخرجه الدارمي وابن أبي شيبة بإسناد صحيح وقد تقدم في رقم ٤۷.. [۱٤۲] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: اقرأوا سورة البقرة في بيوتكم؛ فإن الشيطان لا يدخل بيتًا يقرأ فيه سورة البقرة.
• أخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ٥٦۱ فقال: أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ثنا الفضل بن دكين، ثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله فذكره وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير باب سورة البقرة ۲/ ۲٥۹ وصححه وأقره الذهبي. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ذكر ما يجير من الجن والشيطان ٦/ ۲٤۰ رقم ۱۰۸۰۰ من طريق محمد عن شعبة به بلفظ: جردوا القرآن ليربوا فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم؛ فإن الشيطان يفر من البيت يسمع تقرأ فيه سورة البقرة.
وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة ۲/ ۳٤۰ رقم ۳۳۷۹ عن أبي نعيم عن شعبة به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول، ص ۱۲۱ عن محمد بن جعفر عن شعبة به. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥۰، رقم ۳۹ من طريق خالد بن الحارث عن شعبة به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱۳۸، رقم ۸٦٤۲، ۸٦٤٥ من طريق معمر عن أبي الأحوص به. وهذا الحديث ورد مرفوعًا بنفس اللفظ. أخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ٥٦۱ من طريق عاصم عن أبي الأحوص به وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤٥۳ من طريق عاصم عن أبي الأحوص به. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ٤/ ٤٥۸ رقم ۱۱۹٤ من طريق الهجري عن أبي الأحوص به.
• الحكم على الحديث: الحديث موقوفًا صححه الحاكم وأقره الذهبي وهو في حكم المرفوع؛ لأنَّه لا يقال من قبل الرأي. والرواية المرفوعة إسنادها حسن فيه عاصم بن بهدلة صدوق وباقي الرجال ثقات. والحديث ذكره مرفوعًا الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/ ۲٥ رقم ۱٥۲۱ وقال: هذا إسناد حسن رجاله ثقات، وفي عاصم وهو ابن بهدلة كلام، وقد خالفه سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص فقال: قال عبد الله: فذكره موقوفًا عليه. أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وهو كما قالا وهو أصح من المرفوع. وقد أخرجه الطبراني من طرق منها طريقان عن شعبة وعاصم عن أبي الأحوص به موقوفًا. فدل ذلك على أن من رفعه عن عاصم فقد وهم وهو على كل حال في حكم المرفوع.
[۱٤۳] عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعلموا القرآن؛ فوالذي نفسي بيده إن الشيطان ليخرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة".
• أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٦/ ۲۰٦ في ترجمة محمد بن أبي الزعيزعة عن أبي زياد الدمشقي عن أبي سلام عن أبي الدرداء.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف. فيه محمد بن أبي الزعيزعة. قال ابن عدي: منكر الحديث وقد سبق معنى هذا الحديث بإسناد صحيح عن أبي هريرة رقم ۱٤۰ وعن ابن مسعود رقم ۱٤۲ وعن أنس بن مالك رقم ۱٤۳.
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۱٤٤] عن الحسن أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "ألا إن أصفر البيوت من الخير بيت صفر من كتاب الله، والذي نفسي بيده إن الشيطان ليخرج من البيت أن يسمع سورة البقرة تقرأ فيه".
• أخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد باب ما جاء في ذم التنعم في الدنيا، ص ۲۷۳، رقم ۷۹۱ فقال: أخبرنا عوف عن الحسن.
• رجال الإسناد: عوف هو ابن أبي جميلة - بفتح الجيم، الأعرابي البصري، روى عن الحسن البصري وأخيه سعيد وأنس ومحمد ابني سيرين وغيرهم، وعنه شعبة والثوري وابن المبارك وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة من السادسة مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة وله ست وثمانون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ۸/ ۱٦٦، التقريب ۲/ ۸۹). الحسن هو الحسن البصري من ثقات التابعين تقدم رقم ۱۰۱.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبقت معانيه في الأحاديث الموصولة و ۱۳، ۱٤۰، ۱٤۱.
وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[۱٤٥] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلم من مأدبته فليفعل، فإن أصفر البيوت من الخير البيت الذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه.
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳٦۸ رقم ٥۹۹۸ عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: قال ابن مسعود: فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱۲۹ رقم ۸٦٤۲ فقال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷٤ بدون إسناد. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ذكر ما يجير من الجن والشياطين ٦/ ۲٤۰ رقم ۱۰۸۰۰ من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: جردوا القرآن ليربوا فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم؛ فإن الشيطان يفر من البيت يسمع تقرأ فيه سورة البقرة. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥۲ رقم ٤۱ من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به.
• رجال الإسناد: معمر هو ابن راشد الأزدي ثقة ثبت سبق في رقم ٤٦.
أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي ثقة سبق في رقم ۱٤. أبو الأحوص ثقة سبق في رقم ۱٤. عبد الله بن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: صحيح رواته ثقات وقد سبقت معانيه في أحاديث مرفوعة في أرقام ۱٦، ۳۲، ۱۳۹، ۱٤۰. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱٦٤ وقال: رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذه الطريق: رجال الصحيح.
[۱٤٦] عن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله يقول: إن أصفر البيوت الجوف الصفر من كتاب الله، ولا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى ثم يتغنى، ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر ويخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٤ رقم ۱٦٤ فقال: أخبرنا أبو غسان، ثنا جرير، عن إبراهيم التيمي عن أبي الأحوص. وأخرجه بنحوه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥۲، رقم ٤۱ من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳٦۸ رقم ٥۹۹۸ عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به. وذكره مرفوعًا السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۰ وعزاه لابن الضريس والنسائي وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه والبيهقي وقد سبق تخريجه مرفوعًا من هذه المصادر في رقم ۱۳۹.
• رجال الإسناد: أبو غسان هو محمد بن عمرو بن بكر بن سالم، أبو غسان الرازى المعروف بزنيج - بزاى ونون وجيم مصغرًا - روى عن جرير بن مسلم وسلمة بن الفضل ويحيى بن الضريس وغيرهم. وروى عنه مسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم، قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة. مات آخر سنة أربعين ومائتين (التهذيب ۹/ ۳٦۹، التقريب ۲/ ۱۹٥). جرير هو ابن عبد الحميد بن قُرْط - بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء - أبو عبد الله الرازي القاضي، روى عن عبد الملك بن عمير ويحيى بن سعيد الأنصاري ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وروى عنه: أحمد وإسحاق بن راهويه وابنا أبي شيبة ومحمد بن عمر وزنيج وغيرهم. ولد سنة عشر ومائة ومات سنة ثمان وثمانين ومائة، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة صحيح الكتاب، روى له الجماعة (الكاشف ۱/ ۱۸۸، التهذيب ۲/ ۷٥، التقريب ۱/ ۱۲۷). إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، الكوفي كان من العباد، روى عن أنس وأبيه والحارث بن سويد وأرسل عن عائشة، وروى عنه بيان بن بشر والحكم بن عتيبة ويونس بن عبيد وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة عابد إلا أنه يرسل ويدلس مات سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة، روى له الجماعة، سير أعلام النبلاء ۳/ ٦۰، الكاشف ۱/ ۹٦، التهذيب ۱/ ۱۷٦، التقريب ۱/ ٤٥.
أبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة ثقة سبق في رقم ۱٤. عبد الله هو ابن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده ضعيف فيه إبراهيم التيمي ثقة إلا أنه يدلس وقد رواه بالعنعنة وقد تابعه أبو إسحاق السبيعي هو ثقة والحديث تقدم مرفوعًا بإسناد حسن رقم ۱٤۰.
[۱٤۷] عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: خرج رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقي الشيطان فاشتجرا، فاصطرعا، فصرعه الذي من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال الشيطان: أرسلني فلأحدثنك حديثًا يعجبك، فأرسله فقال: حدثني، قال: لا. فاشتجرا الثانية فاصطرعا، فصرعه الذي من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أرسلني فلأحدثنك حديثًا يعجبك، فأرسله، فقال: حدثني، قال: لا، فاشتجرا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها يلوكها: يديرها في فمه قال: لاك اللقمة إذا مضغها. (المعجم الوسيط ۲/ ۸۸۰).، فقال: أرسلني، فقال: لا أرسلك حتى تحدثني، قال: سورة البقرة ليس من آية منها تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا، ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان. قالوا: يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب؟!.
• أخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب مكائد الشيطان فصل مكايد الشيطان مع عمر، ص ۸٥ رقم ٦۳، فقال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرني عكرمة بن عمار، عن عاصم قال: حدثني زر قال: سمعت عبد الله يقول فذكره. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة باب ما جاء في مصارعة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شيطانًا لقيه ۷/ ۱۲۳ من طريق محمد بن أبان عن عاصم بن أبي النجود به. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل أول سورة البقرة، وآية الكرسي ۲/ ٥٤۰ رقم ۳۳۸۱ من طريق الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود. فذكره إلا أنه قال: تقرأ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فإنك لا تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۲ (طبعة دار الفكر) وعزاه لابن أبي الدنيا.
• رجال الإسناد: علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، أبو الحسن البغدادي، روى عن شعبة والثوري ومالك، وخلق سواهم. وروى عنه البخاري وأبو داود وابن أبي الدنيا وغيرهم قال مسلم: ثقة. وقال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال ابن قانع: ثقة ثبت، وقال ابن حجر: ثقة ثبت، رمي بالتشيع، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاثين ومائتين، وعاش ستًّا وتسعين سنة، (الكاشف ۲/ ۲۸۰، سير أعلام النبلاء ۱۰/ ٤٥۹ - ٤٦۸، التهذيب ۷/ ۲۸۹، التقريب ۲/ ۳۳).
عكرمة بن عمار الحنفي، اليمامي، روى عن الهرماس وله صحبه، وعن طاووس وعطاء وخلق، وروى عنه: شعبة ووكيع ويحيى القطان وغيرهم، قال الذهبي: ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب، وكان مجاب الدعوة، وقال يحيى بن معين والعجلي: ثقة، وقال ابن حجر: صدوق، من الخامسة، مات سنة تسع وخمسين ومائة روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۷/ ۲٦۱، التقريب ۲/ ۳۰، الكاشف ۲/ ۲۷٦، السير ۷/ ۱۳٤). عاصم هو ابن أبي النجود صدوق سبق في رقم ۳. زر هو ابن حبيش الكوفي ثقة سبق في رقم ٥٥. عبد الله بن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده حسن فيه عكرمة بن عمار صدوق.
• التعليق: من رحمة الله بعباده المؤمنين أن بين لهم عداوة الشيطان ومكره بهم فقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: ٦]. ومن رحمته أيضًا سبحانه وتعالى بعباده أن أرشدهم إلى الوسائل التي تعصمهم من كيد الشيطان وتنصرهم عليه. وفي هذه الأحاديث يبين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل قراءة القرآن في البيت وخاصة سورة البقرة؛ فإنها تطرد الشيطان من البيت، وتنفره منه فلا يقربه. وفرق كبير بين البيوت التي يتلى فيها القرآن والبيوت التي لا يتلى فيها؛ فالبيوت التي يتلى فيها القرآن فيها: الرحمة والهدوء، والبركة، وتحفها الملائكة، ويكثر خيرها. والبيوت التي لا يقرأ فيها القرآن بخلاف ذلك. فهي صفر وكل هذا مشاهد وملموس في واقعنا المعاصر، ويشعر به أهل القرآن ويدل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "البيت الذي يقرأ فيه القرآن الكريم يكثر خيره، ويوسع على أهله، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه، يضيق على أهله، ويقل خيره، وتهجره الملائكة، ويحضره الشياطين. وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويثور يثور فيه: أي يفكر في معانيه وتفسيره وقراءاته (النهاية في غريب الحديث ۱/ ۲۲۹). فيه، يضيء لأهل السماء كما يضيء النجم لأهل الأرض". قال معمر: وسمعت رجلًا من أهل المدينة يقول: إن أهل السماء ليتراءون البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويصلى فيه كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الذي في السماء أخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳٦۹ رقم ٥۳۳۹ وأخرجه ابن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن باب البيت الذي يقرأ فيه القرآن ۱۰/ ٤۸۷ رقم ۱۰۰۷٤ وقد تقدم هذا الحديث في رقم ٤٦.. اللَّهم اجعلنا من أهل القرآن، ونور بيوتنا ووسعها علينا بالقرآن اللَّهم آمين.
نادى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بها
[۱٤۸] عن كثير بن عباس عن أبيه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته التي أهداها له الجذامي الجذامي هو: فروة بن عمرو بن النافرة ثم النفاثي، كان قبيل الإسلام وفي عهد النبوة عاملًا للروم على قومه بني النافرة - بين خليج العقبة وينبع - على من كان حوالي (معان) من العرب، ولا ظهر الإسلام بمكة والمدينة وحدثت غزوة تبوك بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، فلما بلغ الروم إسلامه سلطت عليه: الحارث بن أبي شمر الغساني - ملك غسان - فاعتقله وصلبه بفلسطين على ماء للروم يقال له عفرى، فرحمه الله ورضي عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه (شرح النووي على مسلم ۱۲/ ۱۱۳، والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير ٥/ ۸٦، الأعلام للزركلي ٥/ ۱٤۳).، فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عباس! ناد قل: يا أصحاب السمرة يا أصحاب السمرة: هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية، والمراد: ناد الذين بايعوا بيعة الرضوان. النهاية في غريب الحديث مادة سمر ۲/ ۳۹۹.، يا أصحاب سورة البقرة " وكنت رجلًا صيتًا كنت رجلًا صيتًا: أي شديد الصوت عاليه. النهاية في غريب الحديث مادة صيت ۳/ ٦٤. فقلت: يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة، فرجعوا عطفة كعطفة البقرة عطفة كعطفة البقرة على أولادها، عطف عليه أي كر عليه (لسان العرب مادة عطف ٤/ ۲۹۹۷)، والمراد: أنهم رجعوا مسرعين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. على أولادها، وارتفعت الأصوات وهم يقولون: معشر الأنصار، معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على ابن الحارث بن الخزرج قال: وتطاول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته فقال هذا حين حمي الوطيس الوطيس: بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وبالسين المهملة - هو التنور وهذا كناية عن شدة الأمر واضطرام الحرب، ويقال: إن هذه الكلمة أول من قالها النبي - صلى الله عليه وسلم - لا اشتد البأس يوم حنين. ولم تسمع قبله وهي من أحسن الاستعارات. (النهاية في غريب الحديث مادة حما ۱/ ٤٤۷). وهو يقول: "قدمًا يا عباس"، ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات فرمى بهن ثم قال: "انهزموا ورب الكعبة".
• أخرجه الإمام مسلم في كتاب الجهاد والسير باب في غزوة حنين ۳/ ۱۳۹۸ رقم ۱۷۷٥ من طريق يونس عن ابن شهاب قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال: قال عباس فذكره وأخرجه أيضًا ۳/ ۱٤۰۰ من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري قال: أخبرني كثير بن العباس عن أبيه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم حنين وساق الحديث إلا أنه لم يذكر: كلمة: يا أصحاب سورة البقرة. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب السير باب رمي الحصيات في وجوه القوم ٥/ ۱۹۷ رقم ۸٦٥۳ من طريق يونس عن ابن شهاب به. وأخرجه الإمام أحمد ۱/ ۲۰۷ فقال: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري به.
وأخرجه الحميدي (واللفظ له) ۱/ ۲۱۸، ۲۱۹ فقال: حدثنا سفيان قال: ثنا الزهري. قال: ثني كثير بن عباس عن أبيه فذكر الحديث، وقال سفيان: حدثناه الزهري بطوله. وأخرجه الفسوي في كتاب المعرفة والتاريخ ۲/ ۷۳۲ واللفظ له أيضًا فقال: حدثنا أبو بكر، حدثنا سفيان، قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني كثير بن عباس فذكره. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى باب غزوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وهي غزوة هوازن الجزء الثاني القسم الأول، ص ۱۰۹. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب المغازي باب وقعة حنين ٥/ ۳۷۹ رقم ۹۷٤۱ عن معمر عن الزهري قال: أخبرني كثير بن العباس عن أبيه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة باب: رمي النبي - صلى الله عليه وسلم - وجوه الكفار، والرعب الذي ألقي في قلوبهم، ونزول الملائكة وما ظهر في كل واحد من هذه الأنواع من آثار النبوة ٥/ ۱۳۷، ۱۳۸ من طريق يونس عن الزهري به.
• ملحوظة: الرواية التي ذكرت سورة البقرة عند الإمام أحمد والحميدي والفسوي وابن سعد.
• التعليق: قال العلماء: ركوبه - صلى الله عليه وسلم - البغلة في موطن الحرب وعند اشتداد البأس هو النهاية في الشجاعة والثبات، ولأنه يكون معتمدًا - وجع إليه المسلمون وتطمئن قلوبهم به وبمكانه وإنما فعل هذا عمدًا، وإلا فقد كان له - صلى الله عليه وسلم - أفراس معروفة وقد أخبر الصحابة - رضي الله عنهم - بشجاعته - صلى الله عليه وسلم - في جميع المواطن صحيح مسلم شرح النووي ۱۲/ ۱۱٤، ۱۱٥..
[۱٤۹] عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم حنين، انهزم الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينادي يا أصحاب سورة البقرة، يا معشر الأنصار، ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج، فلما سمعوا النداء أقبلوا، فوالله ما شبهتهم إلا إلى الإبل تجيء إلى أولادها، فلما التقوا، التحم القتال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الآن حمي الوطيس"، وأخذ كفًّا من حصى أبيض فرمى به وقال: "هزموا ورب الكعبة"، وكان علي بن أبي طالب - - رضي الله عنه - يومئذ أشد الناس قتالًا بين يديه.
• أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند ٦/ ۲۸۹ رقم ۳٦۰٦ فقال: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا أبو العوام، عن معمر، عن الزهري، عن أنس فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۳/ ۱٤۸ رقم ۲۷٥۸ فقال: حدثنا إبراهيم قال: نا محمد بن أبي بكر المقدمي به.
• رجال الإسناد: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، البصري، روى عن عمه عمر بن علي المقدمي وحماد بن زيد وابن علية وغيرهم، وروى عنه البخاري ومسلم وأبو يعلى الموصلي وغيرهم. قال يحيى وأبو زرعة: ثقة، قال البخاري: مات سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة (سير أعلام النبلاء ۱۰/ ٦٦۰، التهذيب ۹/ ۷۹، التقريب ۲/ ۱٤۸). عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي القيسي، أبو عثمان البصري الحافظ، روى عن شعبة وحماد بن سلمة وعمران القطان وغيرهم، وروى عنه الجماعة بواسطة، قال ابن معين: ثقة، وقال النَّسَائِيّ: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (الكاشف ۲/ ۳۳۳، التقريب ۲/ ۷۲، التهذيب ۸/ ٥۸). أبو العوام هو عمران بن داور - بفتح الواو بعدها راء - القطان البصري روى عن قتادة ومحمد بن سيرين ومعمر بن راشد وغيرهم، وروى عنه ابن مهدي وأبو داود الطيالسي وعمرو بن عاصم وغيرهم، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: أرجو أن يكون صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الترمذي: قال البخاري: صدوق يهم، وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم، وقال العجلي: بصري ثقة، وقال ابن حجر: صدوق يهم، من السابعة، مات بين الستين والسبعين ومائة روى له البخاري تعليقًا وأصحاب السنن الأربعة. وقال الذهبي: ضعفه النَّسَائِيّ ومشاه أحمد وغيره، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه (التهذيب ۸/ ۱۳۰، التقريب ۲/ ۸۳، الكاشف ۲/ ۳٤۹، سير أعلام النبلاء ۷/ ۲۸۰، الكامل في الضعفاء ٥/ ۸۷). معمر بن راشد الأزدي ثقة ثبت سبق في رقم ٤٦. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة ثبت سبق في رقم ۱۱۸. أنس بن مالك الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه أبو العوام عمران بن داور صدوق يهم وبقية رجاله رجال الصحيح، والحديث له شاهد صحيح من حديث العباس بن عبد المطلب سبق في رقم ۱٤٥. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب المغازي والسير باب غزوة حنين ٦/ ۱۸۰ وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره. [۱٥۰] عن مصعب بن شيبة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به، ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش، فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إني أرى خيلًا بلقاء خيلًا بلقاء: البلق: سواد وبياض يقال: للدابة أبلق وبلقاء (لسان العرب مادة بلق ۱/ ۳٤۷).، قال: "يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر"، فضرب بيده على صدري ثم قال: "اللهم اهد شيبة" ثم ضربها الثانية، ثم قال: "اللهم اهد شيبة"، ثم ضربها الثالثة فقال: "اللهم اهد شيبة" فوالله ما رفع يده من صدري من الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إليَّ منه. قال: قال: فالتقى الناس والنبي - صلى الله عليه وسلم - على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامها، والعباس بن عبد المطلب آخذ ينفر دابته، فانهزم المسلمون، فنادى العباس بصوت له جهير فقال: أين المهاجرون الأولون؟ أين أصحاب سورة البقرة؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قدمًا أنا النبي لا كذب، أنا بن عبد المطلب"، فعطف المسلمون فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم -: "الآن حمي الوطيس". قال: وهزم الله المشركين.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۷/ ۲۹۸ رقم ۷۱۹۱ فقال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا محمد بن بكير الحضرمي (ح) وحدثنا عبدان بن محمد المروزي ثنا قتيبة بن سعيد، قالا: ثنا أيوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن أبيه. أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب رمي النبي - صلى الله عليه وسلم - وجوه الكفار والرعب الذي ألقي في قلوبهم، ونزول الملائكة وما ظهر في كل واحد من هذه الأنواع من آثار النبوة ٥/ ۱٤٥، ۱٤٦ من طريق محمد بن بكير الحضرمي عن أيوب بن جابر به.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره لشواهده فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ۱۸۳، ۱۸٤ وقال: رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر، ضعيف قلت: وهو أيوب بن جابر بن سيار أبو سليمان اليمامي ثم الكوفي، روى عن سماك بن حرب، والأعمش وأبي إسحاق وبلال بن المنذر، وقيل بينهما صدقة بن سعيد وغيرهم، وعنه أبو داود الطيالسي وقتيبة وعلي بن حجر وغيرهم. قال عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: حديثه يشبه حديث أهل الصدق، وقال ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن حجر: ضعيف من السابعة. وقال ابن عدي: وسائر أحاديث أيوب بن جابر صالحة متقاربة يحمل بعضها بعضًا وهو ممن يكتب حديثه. وقال الذهبي: ضعيف (الكاشف ۱/ ۱٤٥، التقريب ۱/ ۸۹، التهذيب ۱/ ۳۹۹، الكامل في الضعفاء ۱/ ۳٥٥).
[۱٥۱] عن عتبة بن فرقد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخرًا فنادى فيهم: "يا أصحاب سورة البقرة".
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۷/ ۱۳۳ رقم ۳۲۸ فقال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن المثنى، ثنا علي بن قتيبة، ثنا شعبة عن عقيل بن طلحة عن عتبة بن فرقد - رضي الله عنه - فذكره.
• الحكم على الحديث: ضعيف في إسناده علي بن قتيبة الرفاعي قال ابن عدي: منكر الحديث، له أحاديث باطلة عن مالك، وقال الدارقطني: كان ضعيفًا. وقال الخليلي: ينفرد عن مالك بأحاديث وليس هو بالقوي. الكامل في الضعفاء ٥/ ۲۰۷، لسان الميزان ٤/ ۲٥۰ قلت: وهذه الرواية ليست عن مالك. وعتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب، صحابي جليل، شهد خيبر وقسم له منها، غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوتين، ولاه عمر في الفتوح ففتح الموصل سنة ثمان عشرة كان يفوح طيبًا طول عمره بسبب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على بطنه وظهره فعبق به الطيب من يومئذ - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين (الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ۲۱٦).
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۱٥۲] عن طلحة بن مصرف اليامي. قال: لما انهزم المسلمون يوم حنين نودوا: يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا ولهم حنين (يعني بكاء).
• أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الجهاد باب الشعار ۷/ ۷۱۷، (ط. دار الفكر) فقال: حدثنا وكيع قال: ثنا مالك عن طلحة.
• رجال الإسناد: وكيع هو ابن الجراح بن مليح ثقة عابد سبق في رقم ۳٤. مالك هو ابن مغول - بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الواو - ابن عاصم الكوفي أبو عبد الله، روى عن أبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن بريدة وطلحة بن مصرف وغيره، وروى عنه أبو إسحاق - شيخه - وشعبة والثوري ووكيع وغيرهم قال أحمد: ثقة ثبت، وقال أبو حاتم والنسائي وابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت من كبار السابعة مات سنة تسع وخمسين ومائة، وروى له الجماعة (التهذيب ۱۰/ ۲۲، التقريب ۲/ ۲۲٦، سير أعلام النبلاء ۷/ ۱۷٤). طلحة بن مصرف - بمضمومة وفتح صاد وكسر راء مشددة - ابن عمرو بن كعب اليامي - بالياء التحتانية - الكوفي، أبو محمد، روى عن أنس وعبد الله بن أبي أوفى وسعيد بن جبير وغيرهم، وروى عنه مالك بن مغول والأعمش وشعبة وجماعة. قال ابن معين وأبو حاتم والعجلي: ثقة، قال عنه الإمام الذهبي: الإمام الحافظ المقرئ المجود، شيخ الإسلام، وكان يسمى سيد القراء، وقال ابن حجر: ثقة، قارئ، فاضل من الخامسة، مات في آخر سنة اثنتي عشرة ومائة، روى له الجماعة (المغني ص ۲۳۲، التهذيب ٥/ ۲٥، التقريب ۱/ ۳۷۹، سير أعلام النبلاء ۱/ ۱۹٥).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبق بإسناد متصل في رقم ۱٤٦، ۱٤۷.
• التعليق: كانت غزوة حنين في شوال سنة ثمان من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسببها: أن الله عزَّ وجلَّ حينما فتح على رسوله مكة ودانت له قريش بعد بغيها وعدوانها، أدركت هوازن وثقيف حمية الجاهلية، واجتمع الأشراف منهم للشورى وقالوا: قد فرغ محمد من قتال قومه ولا ناهية له عنا فلنغزه قبل أن يغزونا، فأجمعوا أمرهم على ذلك وولوا رياستهم مالك بن عوف النصري. فاجتمع له من القبائل جموع كثيرة، وأمرهم فجاءوا معهم بأموالهم ونسائهم وأبنائهم، حتى نزولوا بأوطاس (مكان بين مكة والطائف) وإنما أمرهم بذلك حتى يجد كل منهم ما يحبسه عن الفرار، وأجمعوا المسير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فخرج إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لست ليال خلون من شوال في اثني عشر ألفًا من المسلمين عشرة آلاف من أهل المدينة وألفين من أهل مكة. وعلم مالك بن عوف بقدوم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فعبأ أصحابه في وادي حنين وانتشروا يكمنون في أنحائه، وأمرهم أن يحملوا على محمد وأصحابه حملة واحدة. ووصل المسلمون إلى وادي حنين فانحدروا فيه في غبش الصبح، فما راعهم إلا الكتائب خرجت إليهم من مضايق الوادي وشعبه وقد حملوا حملة واحدة على المسلمين فانكشفت الخيول وانتشر الناس راجعين لا يلوي أحد منهم على آخر. وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نادى في الناس: "إليَّ يا عباد الله، أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب". وكان بجواره عمه العباس بن عبد المطلب وكان رجلًا ذا صوت جهوري - ذكر الحازمي في المؤتلف أن العباس - رضي الله عنه - كان يقف على جبل سلع فينادي غلمانه في آخر الليل وهم في الغابة فيسمعهم قال: وبين سلع والغابة ثمانية أميال - فقال له: ناد المهاجرين الأولين والأنصار الصادقين الذين بايعوا بيعة الرضوان وأصحاب سورة البقرة أي الذين يقرؤنها ويعملون بما فيها من أحكام وفيها من أحكام الجهاد في سبيل الله والثبات في القتال. فلبوا النداء وحاربوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى قتالهم قائلًا: الآن حمي الوطيس. وهذا كناية عن شدة القتال، ثم أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حصيات من الأرض فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: انهزموا ورب محمد. وقذف الله في قلوب المشركين الرعب، فانهزموا لا يلوي أحد منهم على أحد. واتبع المسلمون أقفائهم يقتلون ويأسرون، فما رجع الناس إلا والأسرى مجندلة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الإمام النووي: قال العلماء: في هذا الحديث دليل على أن فرار الصحابة لم يكن بعيدًا، وأنَّه لم يحصل الفرار من جميعهم، وإنما فتحه عليهم من في قلبه مرض من مسلمة أهل مكة المؤلفة قلوبهم ومشركيها الذين لم يكونوا أسلموا، وإنما كانت هزيمتهم فجأة لانصبابهم عليهم دفعة واحدة ورشقهم بالسهام، ولاختلاط أهل مكة معهم ممن لم يستقر الإيمان في قلوبهم، وممن يتربص بالمسلمين الدوائر، وفيهم نساء وصبيان خرجوا للغنيمة فتقدم أخفاؤهم فلما رشقوهم بالنبل ولوا فانقلبت أولاهم على أخراهم إلى أن أنزل الله تعالى سكينته على المؤمنين فقه السيرة للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ص ۲۹۷، ونور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الخضري، ص ۱۹۸، والسيرة النبوية لابن هشام، ج ٤، ص ۳۳۱ وصحيح مسلم بشرح النووي ۱٥/ ۱۱۲، وتهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون، ص ۲٤٥.. وقد ذكرنا الحق سبحانه وتعالى بفضله ومنته على المسلمين في هذه الغزوة فقال: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (۲٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (۲٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة: ۲٥، ۲۷).
وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[۱٥۳] عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان شعار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة.
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب الجهاد باب الشعار ٥/ ۲۳۲ رقم ۹٤٦٥ عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الجهاد باب الشعار ۷/ ۷۱۷ (طبعة دار الفكر) فقال: حدثنا وكيع قال: ثنا هشام به.
وأخرجه سعيد بن منصور في كتاب الجهاد باب جامع الشهادة ۲/ ۳۲٥ رقم ۲۹۰۸ فقال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة به.
• رجال الإسناد: معمر هو ابن راشد الأزدي ثقة سبق في رقم ٤٦. هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو المنذر، أحد الأعلام، سمع عمه عبد الله بن الزبير وأباه، وعنه شعبة ومالك ومعمر والسفيانان وغيرهم، قال أبو حاتم: ثقة إمام في الحديث، وقال ابن حجر: ثقة فقيه من الخامسة مات سنة ست وأربعين ومائة، روى له الجماعة (الكاشف ۳/ ۲۲۳، التهذيب ۱۱/ ٤۸، التقريب ۲/ ۳۱۹). عروة بن الزبير بن العوام، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشي، حدث عن أبيه وعن أمه أسماء بنت أبي بكر، وعن خالته أم المؤمنين عائشة ولازمها وتفقه عليها وعن علي بن أبي طالب وغيرهم، وروى عنه بنوه: يحيى وعثمان وهشام ومحمد، وسليمان بن يسار وغيرهم ولد سنة ثلاث وعشرين. عن هشام بن عروة أن أباه كان يصوم الدهر إلا يوم الفطر ويوم النحر ومات وهو صائم، وقال ابن حجر: ثقة فقيه مشهور، من الثانية، مات سنة أربع وتسعين، روى له الجماعة، (سير أعلام النبلاء ٤/ ٤۲۱، حلية الأولياء ۲/ ۱۷٦، التقريب ۲/ ۱۹).
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح. وله شاهد آخر عن عبد الله بن عباس بنفس اللفظ أخرجه ابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي الزناد ٤/ ۲۷٦ فقال: ثنا عمران بن موسى بن مجاشع، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، أخبرني أبي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس.
• رجال الإسناد: عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني، السختياني، ولد سنة بضع وعشرين ومائتين وسمع من هدبة بن خالد وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأبو الربيع الزهراني وطبقتهم وحدث عنه: أبو عبد الله الأخرم وأبو بكر الإسماعيلي وخلق كثير. قال الذهبي: إمام محدث، حجة حافظ، وقال حمزة السهمي: صدوق محدث البلد في زمانه مات بجرجان في رجب سنة خمس وثلاثمائة (تاريخ جرجان ۳۲۲، سير أعلام النبلاء ۱٤/ ۱۳٦). إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، أبو إسحاق، نزيل بغداد، روى عن هشيم وابن أبي الزناد وابن علية وغيرهم، وعنه الترمذي وابن ماجه وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة ثبت، وقال ابن حجر: صدوق حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومائتين عن ست وستين سنة (الكاشف ۱/ ۸٥، التهذيب ۱/ ۱۳۲، والتقريب ۱/ ۳۷). عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني، ولد بعد المائة، وسمع أباه وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وابن جريج وغيرهم. قال ابن معين: أثبت الناس في هشام بن عروة عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف. وقال ابن المديني: ما حدث به بالمدينة صحيح، وما حدث به ببغداد أفسده البغداديون. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وقال الذهبي: احتج به النَّسَائِيّ وغيره، وحديثه من قبيل الحسن، وقال ابن حجر: صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهًا من السابعة، روى له البخاري تعليقًا، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ۸/ ۱٦۷، تذكرة الحفاظ ۱/ ۲٤۷، التقريب ۱/ ٤۷۹، التهذيب ٦/ ۱۷۰). أبوه هو: أبو الزناد عبد الله ذكوان القرشي، ثقة فقيه من الخامسة مات سنة ثلاثين ومائة، روى عن الأعرج وعائشة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وغيرهم، وعنه ابناه عبد الرحمن وأبو القاسم والأعمش والسفيانان وغيرهم روى له الجماعة (التقريب ۱/ ٤۱۳، التهذيب ٥/ ۲۰۳، الكاشف ۲/ ۸٤). عبيد الله بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني روى عن أبيه وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم، وعنه الزهري، وأبو الزناد، وصالح بن كيسان وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه، من الثالثة. مات سنة أربع وتسعين، روى له الجماعة (التقريب ۱/ ٥۳٥، التهذيب ۷/ ۲۳). عبد الله بن عباس الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده حسن.
• التعليق: صور مشرفة من جهاد المسلمين في موقعة اليمامة: كانت موقعة اليمامة في أواخر سنة إحدى عشرة وأوائل سنة اثنتي عشرة من الهجرة، في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكانت بين المسلمين ومسيلمة الكذاب وقومه بنو حنيفة. وكان جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنه - وراية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه - والأعراب على رايتهم وقاتلت بنو حنيفة قتالًا لا يعهد مثله. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون فيما بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة، بطل السحر اليوم واقترب خالد بن الوليد - رضي الله عنه - من مسيلمة فعرض عليه النَّصَف والرجوع إلى الحق، فجعل شيطان مسيلمة يلوي عنقه، لا يقبل منه شيئًا وكلما أراد مسيلمة يقارب من الأمر صرفه عنه شيطانه فانصرف عنه خالد، وقد ميز خالد المهاجرين من الأنصار من الأعراب وكل بني أب على رايتهم يقاتلون تحتها، حتى يعرف الناس من أين يؤتون. وصبر الصحابة في هذا الموطن صبرًا لم يعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم، وولى الكفار الأدبار وأتبعهم المسلمون يقتلون في أقفائهم ويضعون السيوف في رقابهم حيث شاءوا حتى ألجأوهم إلى حديقة الموت فدخلوها وفيها عدو الله مسيلمة لعنه الله. وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم، وأحاط بهم الصحابة وقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة فاحتملوه فوق الجحف - وهي التروس من جلود بلا خشب ولا عقب - ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه. ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها، يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله فتقدم إليه وحشي بن حرب - قاتل حمزة - فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط. وكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبًا من عشرة آلاف مقاتل، وقيل: أحد عشر ألفًا واستشهد من المسلمين ستمائة شهيد البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ٦/ ۳٦٤، ۳٦٦، وتاريخ الطبري، ج ۳/ ۲۸۱ - ۳۰۱. وهكذا انتصر المسلمون على أعدائهم بفضل الله وبفضل تمسكهم بكتاب الله. اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين. اللَّهم مكن لدينك في الأرض يا رب العالمين، اللّهم رد بيت المقدس إلى حظيرة المسلمين وحرره من اليهود أعداء الدين، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك يا رب العالمين اللّهم آمين.
تتنزل الملائكة لقراءتها
[۱٥٤] عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ، فجالت الفرس، فسكت وسكت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه في السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: "وتدري ما ذاك؟ " قال: لا. قال: "تلك الملائكة، دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم".
• أخرجه البخاري ومسلم وأحمد، وابن حبان، والحاكم وقد سبق في باب تتنزل الملائكة لقراءة القرآن رقم (٥۱).
[۱٥٥] عن جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: "فلعله قرأ سورة البقرة" فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة.
• أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام وقد سبق في رقم (٥۲).
قرأ بها أبو بكر - رضي الله عنه - في صلاة الصبح
[۱٥٦] عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - صلى الصبح فقرأ فيها سورة البقرة في الركعتين كلتيهما.
• أخرجه الإمام مالك في كتاب الصلاة باب القراءة في الصبح ۱/ ۸۲ عن هشام بن عروة فذكره. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب الوقت الذي يصلى فيه الفجر أي وقت هو؟ ۱/ ۱۸۰ من طريق ابن وهب عن مالك به.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح حيث إن هشام بن عروة وأباه ثقتان سبقا في رقم ۱٥۳.
[۱٥۷] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أبا بكر قرأ في صلاة الصبح بالبقرة فقال له عمر حين فرغ: كادت الشمس أن تطلع، قال: لو طلعت لم تجدنا غافلين.
• أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في كتاب الصلاة باب ما يقرأ في صلاة الفجر ۱/ ۳۸۹ فقال: حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أنس فذكره. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف في كتاب الصلاة باب القراءة في صلاة الصبح ۲/ ۱۱۳ رقم ۱/ ۲۷ عن معمر عن الزهري به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب قدر القراءة في صلاة الصبح ۲/ ۳۸۹ من طريق ابن شهاب عن أنس. وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ۲/ ۲٥٦ وقال: رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح.
• رجال الإسناد: سفيان بن عيينة ثقة ثبت حجة سبق في رقم ۱۱۸. والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب ثقة حجة سبق في رقم ۱۱۸. أنس بن مالك الصحابي الجليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
[۱٥۸] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ورمى بسبع وقال: هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
• أخرجه البخاري في كتاب الحج باب رمي الجمار بسبع حصيات ۳/ ٥۸۰ رقم ۱۷٤۸ وفي باب رمي الجمار من بطن الوادي رقم ۱۷٤۷ وفى باب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره رقم ۱۷٤۹، وفي باب: يكبر مع كل حصاة ۳/ ٥۸۱ رقم ۱۷٥۰. وأخرجه مسلم في كتاب الحج باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي وتكون مكة عن يساره، ويكبر عن كل حصاة ۲/ ۹٤۲ رقمك ۱۲۹٦. وأخرجه أبو داود في كتاب المناسك باب في رمي الجمار ۲/ ۲۰۸ رقم ۱۹۷٤. وأخرجه الترمذي في كتاب الحج باب ما جاء كيف ترمى الجمار ۳/ ۲٤٥ رقم ۹۰۱ وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب المناسك باب المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة ٥/ ۲۷۳. وأخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك باب من أين ترمى جمرة العقبة ۲/ ۱۰۰۸ رقم ۳۰۳۰.
• التعليق: قال ابن المنير: خص عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سورة البقرة بالذكر؛ لأنها التي ذكر فيها الرمي فأشار بذلك إلى أن فعله - صلى الله عليه وسلم - مبين لمراد الله تعالى. قال ابن حجر: ولم أعرف موضع ذكر الرمي من سورة البقرة، والظاهر أنه أراد أن يقول: إن كثيرًا من أفعال الحج مذكورة فيها منبهًا بذلك على أن أفعال الحج توقيفية وقيل: خص البقرة بذلك لطولها وعظم قدرها.
وكثرة ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة، وفي هذا الحديث بيان لما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من مراعاة حال النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حركة وهيئة، ولا سيما في أعمال الحج فتح الباري شرح صحيح البخاري ۳/ ٥۸۲..
من قرأها توج بها تاجًا في الجنة
[۱٥۹] عن عبد الرحمن بن الأسود قال: من قرأ سورة البقرة في ليلة توج بها تاجًا في الجنة.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٤ رقم ۱٦٥ فقال: أخبرنا محمد بن كثير، أنبأ سفيان، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن الأسود. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة ۲/ ٥۳۹ رقم ۳۳۸۸ فقال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن محمد بن طلحة عن زبيد به. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳ بدون إسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور ۱/ ٥۳ وعزاه لوكيع والدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس.
• رجال الإسناد: محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري - روى عن الثوري وشعبة وهمام وغيرهم وعنه البخاري وأبو داود وروى له باقي الجماعة بواسطة، وغيرهم، قال أحمد بن حنبل: ثقة مات على سنة، وقال ابن حجر: ثقة من كبار العشرة مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين وله تسعون سنة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۱۰/ ۳۸۳، التهذيب ۹/ ٤۱۷، التقريب ۲/ ۲۰۳). سفيان هو ابن سعيد الثوري ثقة حافظ سبق في رقم ٦٦. زبيد - بموحدة مصغر - هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي، أبو عبد الله الكوفي، روى عن سعد بن عبيدة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزي ومجاهد وغيرهم، وروى عنه شعبة والثوري والأعمش وغيرهم، قال ابن معين وأبو حاتم، والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت عابد، من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۲۹٦، التهذيب ۳/ ۳۱۰، التقريب ۱/ ۲٥۷). عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس، أبو حفص النخعي الكوفي، حدث عن أبيه وعائشة وابن الزبير وغيرهم، وحدث عنه الأعمش ومالك بن مغول، وزبيد اليامي وغيرهم. وقال ابن معين والنسائي والعجلي وابن خراش: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة تسع وتسعين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۱، التقريب ۱/ ٤۷۳، التهذيب ٦/ ۱٤۰).
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
[۱٦۰] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: من قرأ في ليلة سورة البقرة فقد أكثر وأطيب.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱۷٤ رقم ۸٦۷۱ فقال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه عن عبد الله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة البقرة ٦/ ۳۱۲ وقال: رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
• رجال الإسناد: علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، الإمام الحافظ الصدوق، أبو الحسن البغوي، نزيل مكة، سمع أبا نعيم، والقعنبي، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن يونس وغيرهم وحدث عنه: أبو القاسم الطبراني، وأحمد بن التائب ومحمد بن عيسى وخلق كثير قال الذهبي: كان حسن الحديث، وقال الدارقطني: ثقة مأمون مات سنة ست وثمانين ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۳/ ۳٤۸، تذكرة الحفاظ ۲/ ٦۲۲). أبو نعيم الفضل بن دكين الحافظ، أبو نعيم الملائي، روى عن الأعمش وزكريا بن زائدة والمسعودي وخلق سواهم، وروى عنه البخاري فأكثر وباقي الجماعة بواسطة، قال ابن حجر: ثقة ثبت من التاسعة مات سنة ثمان عشرة ومائتين بالكوفة (التهذيب ۸/ ۲۷۰، التقريب ۲/ ۱۱۰، الكاشف ۲/ ۳۸۱). المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي، المسعودي الكوفي، ولد في خلافة عبد الملك بن مروان بعد الثمانين، حدث عن: عون بن عبد الله بن عتبة وسعيد بن أبي بردة وعلي بن الأقمر وغيرهم، وحدث عنه: ابن المبارك وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ثقة، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: المسعودي ثقة اختلط بآخره. وقال النَّسَائِيّ: ليس به بأس، وعن مسعر قال: ما أعلم أحدًا أعلم بعلم ابن مسعود من المسعودي. وقال الذهبي: حديثه في حد الحسن، وقال ابن حجر: صدوق، اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، من السابعة مات سنة ستين ومائة روى له البخاري تعليقًا وأصحاب السنن الأربعة، وقال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة أو سنتين، كان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود (سير أعلام النبلاء ۷/ ۹۳، التهذيب ٦/ ۲۱۰، التقريب ۱/ ٤۸۷، الكاشف ۲/ ۱۷۱). يحيى بن عمرو بن سلمة لم أقف على ترجمته. عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني، ويقال الكندي الكوفي، روى عن علي وأبي موسى الأشعري، وسلمان بن ربيعة الباهلي، وروى عنه: ابنه يحيى ويزيد بن أبي زياد، وعامر الشعبي. ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة وقال: كان ثقة قليل الحديث، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة خمس وثمانين، روى له البخاري في الأدب المفرد (التهذيب ۸/ ٤۲، التقريب ۲/ ۷۱). عبد الله بن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: في إسناده يحيى بن عمرو بن سلمة لم أقف على ترجمته وبقية رجاله ثقات.
فضائل سورتي البقرة وآل عمران
هما الزهراوان وتحاجان عن صاحبهما يوم القيامة
[۱٦۱] عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين، البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة.
• حديث أبي إمامة الباهلي حديث صحيح وقد سبق تخريجه في باب شفاعة القرآن رقم ٦۲.
• التعليق: يحثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على قراءة القرآن وتعلمه مبينًا آثار ذلك، حيث إن القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة والله تعالى يقبل شفاعته، وبعد ما رغبنا في قراءة القرآن عمومًا فإنه خص بالذكر سورتي البقرة وآل عمران؛ لما فيهما من خصائص لا توجد في غيرهما. فهما الزهراوان أي المضيئان إضاءة شديدة، وسميتا بذلك لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية فيهما. وأنهما تأتيان يوم القيامة كالسحابتين العظيمتين تظلان صاحبهما من حر الموقف، أو تأتيان كأنهما جماعتان من طير باسطات أجنحتها في الهواء لتقي صاحبها من الحر، وأنهما تدافعان الجحيم والزبانية عن صاحبهما وهذا كناية عن المبالغة في الشفاعة، وخص سورة البقرة بمزية أخرى وهي: أنها لا يستطيعها البطلة أي السحرة سموا بذلك؛ لأن أفعالهم باطلة. أي لا يستطيعون النفوذ في قارئها. أو أنهم لا يستطيعون حفظها بلوغ الأماني في أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ٦۹.. اللّهم اجعلنا من أهل القرآن وارزقنا شفاعته يوم الزحام.
[۱٦۲] عن النواس بن سمعان الكلابي - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعدُ قال: "كأنهما غمامتان، أو ظلتان سودوان بينهما شرق ظلتان سوداوان: أي سحابتان عظيمتان (بينهما شرق) بفتح الشين وإسكان الراء أي نور وضياء. شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ۹۱ والنهاية في غريب الحديث مادة ظلل ۳/ ۱٦۱.، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما".
• أخرجه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ۱/ ٥٥٤ رقم ۸۰٥. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة آل عمران ٥/ ۱٤۷ رقم ۲۸۸۳ إلا أنه زاد كلمة "الذين يعملون به في الدنيا". وأخرجه الإمام أحمد في المسند، ج ٤/ ۱۸۳ وهو في الفتح الرباني في كتاب فضائل القرآن باب. ما جاء في فضل سورتي البقرة وآل عمران ۱۸/ ٦۹ وعزاه لمسلم والترمذي.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات في ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤۳۱ رقم ۲۳۷۳. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۱.
• التعليق: القرآن الكريم ينفع أصحابه الذين يقرأونه ويعملون به قال الإمام الترمذي: ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنه يجيء ثواب قراءة القرآن، وفي حديث النواس بن سمعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على ما فسروا به إذ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأهله الذين يعملون به في الدنيا" ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل (سنن الترمذي ۲/ ٤٤۸).
[۱٦۳] عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول: "تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة"، ثم سكت ساعة ثم قال: "تعلموا سورة البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان، وإنهما تُظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض ونحوهما (النهاية في غريب الحديث ۲/ ٤٤۸). فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة؛ فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والديه حلتان لا يقوم لهما الدنيا. فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلًا".
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ۳٤۸ فقال: ثنا أبو نعيم، ثنا بشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة: عن أبيه فذكره، وأخرجه أيضًا في ٥/ ۳٥۲. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٥٤۳ رقم ۳۳۹۱ فقال: حدثنا أبو نعيم به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ۳٦۰ من طريق يحيى عن بشير بن المهاجر به، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ٤/ ٤٥۳ رقم ۱۱۹۰ من طريق حميد بن زنجويه عن أبي نعيم به وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في إدمان تلاوته ۲/ ۳٤٤ رقم ۱۹۸۹ من طريق خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي عن بشير بن مهاجر به. وأخرجه البزار انظر كشف الأستار في كتاب التفسير باب فضائل القرآن ۳/ ۷٦ رقم ۲۳۰۲ من طريق أبي أحمد عن بشير بن المهاجر به.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن. الحديث ذكره الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة ۳/ ۱۸۷ رقم ۱۳۲۱ وقال: هذا إسناد رجاله ثقات وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وحسنه البغوي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في باب فضل القرآن ومن قرأه ۷/ ۱٥۹ وقال: روى ابن ماجه منه طرفًا، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن كثير في التفسير في ذكر ما ورد في فضل البقرة وآل عمران ۱/ ۳۳ وقال: هذا إسناد حسن على شرط مسلم فإن بشيرًا هذا خرج له مسلم ووثقه ابن معين وقال النَّسَائِيّ: ما به بأس؛ إلا أن الإمام أحمد قال فيه: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، قال الحافظ ابن كثير: ولكن لبعضه شواهد فمن ذلك: حديث أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، وحديث النواس بن سمعان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به ... " الحديث.
[۱٦٤] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأوا الزهراوين، اقرأوا البقرة وآل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف".
• أخرجه البزار (انظر كشف الأستار في كتاب التفسير، باب فضائل القرآن ۳/ ۸۷ رقم ۲۳۰۳) فقال: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح، أنبا الليث عن سعيد، عن أبي هريرة فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ٥۱ رقم ٥۷٦٤ من طريق عبد الله بن عيسى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يطيقها البطلة. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة الضحاك بن نبراس ٤/ ۹۷ من طريق الضحاك بن نبراس عن يحيى بن أبي كثير به بمثل لفظ الطبراني.
• رجال الإسناد: أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي، أبو بكر، روى عن أبي النضر هاشم بن القاسم وأبي داود الطيالسي وعبد الرزاق وعبد اللّه بن صالح كاتب الليث وغيرهم، وروى عنه ابن ماجه وابن أبي حاتم وأبو عوانة وغيرهم، قال أبو حاتم والدارقطني: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة خمس وستين ومائتين وله ثلاث وثمانون سنة (الكاشف ۱/ ۷۱، التهذيب ۱/ ۸۳، التقريب ۱/ ۲٦، سير أعلام النبلاء ۱۲/ ۳۸۹). عبد الله بن صالح، أبو صالح، كاتب الليث حديثه حسن سبق في رقم ۱۱٦. الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ثقة ثبت سبق في رقم ۱۱٦. سعيد هو ابن أبي سعيد، كيسان المقبري، أبو سعد المدني، روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة وغيرهم، وعنه مالك وابن إسحاق والليث بن سعد وغيرهم، قال ابن المديني وابن سعد والعجلي وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال ابن خراش: ثقة جليل، أثبت الناس فيه الليث بن سعد، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة مات في حدود العشرين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٤/ ۳۸، التقريب ۱/ ۲۹۷، سير أعلام النبلاء ٥/ ۲۱٦). أبو هريرة صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن، فيه عبد الله بن صالح حديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
[۱٦٥] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعلموا الزهراوين - البقرة وآل عمران - فإنهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما. تعلموا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة".
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ۳۱۳ رقم ۱۱۸٤٤ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا عمر بن مخلد الليثي، قال: ثنا عاصم بن هلال البارقي البارقي: بكسر الراء وبقاف نسبة إلى بارق بن عوف بن عدي. المغني ص ٤٤.، ثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. وأخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل، ص ٥۲۹ رقم ٦۷۸ فقال: حدثنا أبي ثنا عمرو بن مخلد به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء، في ترجمة عاصم بن هلال البارقي ٥/ ۲۳۳ عن محمد بن محمد بن سليمان عن عمرو بن مخلد الليثي به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة البقرة ۱/ ٤۸ وقال: أخرج الطبراني وأبو ذر الهروي بسند ضعيف عن ابن عباس فذكره.
• الحكم على الحديث: ضعيف. الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ۳۱۳ وقال: رواه الطبراني وفيه عاصم بن هلال البارقي وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وعبد الرحمن بن خلاد وعمرو بن مخلد الليثي لم أعرفهما، وقال أبو حاتم: عاصم بن هلال البارقي: صالح شيخ محله الصدق، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال النَّسَائِيّ: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات، وقال ابن حجر: فيه لين، الكامل في الضعفاء ٥/ ۲۳۲، التقريب ۱/ ۳۸٦، التهذيب ٥/ ٥۸ والحديث سبق له شواهد صحيحه أرقام ۱٦۱، ۱٦۲، ۱٦۳.
• التعليق: يحثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على قراءة القرآن وتعلمه مبينًا آثار ذلك؛ حيث إن القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة، والله تعالى يقبل شفاعته وقد خص بالذكر سورتي البقرة وآل عمران لما فيهما من خصائص لا توجد في غيرهما فهما الزهراوان أي المضيئتان إضاءة شديدة، وسميتا بذلك لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية فيهما. وأنهما تأتيان يوم القيامة كالسحابتين العظيمتين، تظلان صاحبهما من حر الموقف أو تأتيان كأنهما جماعتان من طير باسطات أجنحتها في الهواء؛ لتقي صاحبهما من الحر وأنهما تدافعان الجحيم والزبانية عن صاحبهما وهذا كناية عن المبالغة في الشفاعة. وخص سورة البقرة بمزية أخرى وهي أنها لا تستطيعها البطلة أي السحرة؛ سموا بذلك؛ لأن أفعالهم باطلة أي لا يستطيعون النفوذ في قارئها أو أنهم لا يستطيعون حفظها بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ٦۹.. قال الإمام البقاعي بعد أن ذكر هذا الحديث: وذلك أن تالي هاتين السورتين حق تلاوتهما لما كان في الدنيا حاملًا لثقلهما، وحرارة أمرهما ونهيهما، ناسب في يوم الجزاء أن ترفعا عليه وتظلاه دفعًا للحر والنصب عنه. ثم قال: ولعل خصوصية سورة البقرة في منعها من السحرة، من أجل ما فيها من قصة سليمان عليه السلام من توهية السحر، وإبطال ضرره، وتوهية كيد أهل الكتاب الذين هم أعظم إكبابًا على السحر مع إتيان أنبيائهم عليهم السلام بإبطاله وطرح أمره وإهماله مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور ۲/ ۱۷.. اللّهم اجعلنا من أهل القرآن وارزقنا شفاعته يوم الزحام.
مكثتا تؤنس قاتل نفس في قبره جمعتين
[۱٦٦] عن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء تقول: إن رجلًا ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله، وأنَّه أقيد منه فقتل؛ فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة، ثم إن آل عمران انسلت منه، وأقامت البقرة جمعة فقيل لهما: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}سورة ق آية رقم ۲۹. قال: فخرجت كأنها السحابة العظيمة. قال أبو عبيد: أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه ويؤنسانه، فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن.
• أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲٦ فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عمران فذكره. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره في ذكر ما ورد في فضل البقرة وآل عمران ۱/ ۳٤ ونسبه لأبي عبيد القاسم بن سلام.
• رجال الإسناد: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث بن سعد، حسن الحديث سبق في رقم ۱۱٦. معاوية بن صالح بن سعيد الحمصي: أحد الأعلام وقاضي الأندلس، روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ويحيى بن سعيد الأنصاري ومكحول الشامي وغيرهم، وعنه الثوري والليث بن سعد وأبو صالح كاتب الليث وغيرهم، وثقه: أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وأبو زرعة وغيرهم. وقال ابن عدي: له حديث صالح وهو عندي صدوق روى له البخاري في جزء القراءة خلف الإمام، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة (التهذيب ۱۰/ ۲۰۹، الكامل في الضعفاء ٦/ ٤۰٤، التقريب ۲/ ۲٥۹). أبو عمران الأنصاري الشامي، مولى أم الدرداء، قيل: اسمه سليمان وقيل: سليم بن عبد الله، روى عن مولاته أم الدرداء وأبي الدرداء وجابر وغيرهم، وروى عنه ثعلبة بن مسلم وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعاوية بن صالح وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق من الرابعة (التهذيب ۱۲/ ۱۸٤، التقريب ۲/ ٤٥٥). أم الدرداء - رضي الله عنها - ثقة من الثالثة سبقت في رقم ۳٦.
• الحكم على الأثر: حسن وهو من قبيل المرفوع؛ لأنَّه لا يمكن أن يقال بالرأي.
• التعليق: في هذا الأثر فضل لسورتي البقرة وآل عمران، حيث مكثتا تؤنسان صاحبهما في القبر وتدافعان عنه أكثر من غيرهما من سور القرآن وإن سورة البقرة أعظم منزلة في الدفاع عن صاحبها؛ فقد بقيت فترة أطول وهكذا فإن القرآن ينفع أهله في الدنيا والآخرة. اللّهم ارزقنا شفاعة القرآن يوم لا ينفع مال ولا بنون.
من قرأهما عُدَّ عظيمًا
[۱٦۷] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلًا كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا - يعني: عظم - فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت. ويملي عليه عليمًا حكيمًا. فيقول: اكتب سمعيًا بصيرًا. فيقول: اكتب كيف شئت فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد؛ إن كنت لأكتب ما شئت. فمات ذلك الرجل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرض لم تقبله" وقال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجدوه منبوذًا. فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض.
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ۳/ ۱۲۰ فقال: ثنا يزيد بن هارون، أنا حميد عن أنس فذكره، وأخرجه أيضًا ص ۱۲۱ من طريق عبد اللّه بن بكر السهمي عن حميد به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن) ۳/ ۱۹ رقم ۷٤٤. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل القرآن على سبعة أحرف ۱/ ۲۸٥ رقم ۱۰۲۸ من طريق يزيد بن هارون به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار: باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في الذي كان يكتب له فكان يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليما حكيمًا ٤/ ۲٤۰ من طريق عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الفضائل باب علامات النبوة، ج ۱۳/ ۳۰٥ رقم ۳۷۲٥ من طريق يزيد بن هارون به وقال: هذا حديث متفق على صحته. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة يحيى بن حميد الطويل ۷/ ۲۲٤ من طريق يحيى بن حميد عن أبيه عن أنس، والحديث أخرجه البخاري ومسلم بدون ذكر الشاهد. فأخرجه البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام ٦/ ٦۲٤ رقم ۳٦۱۷ ولفظه: عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رجل نصرانيًّا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له. وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. وأخرجه الإمام مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ٤/ ۲۱٤٥ رقم ۲۷۸۱. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٤۹ ط دار الفكر ونسبه لأحمد ومسلم وأبي نعيم في الدلائل، وذكره الشيخ إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء ۲/ ۳٥٤ وقال: ذكره الجوهري في صحاحه بلفظ: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا.
• الحكم على الحديث: صحيح: فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، وأصله في الصحيحين ورجال إسناده ثقات، فيزيد بن هارون ثقة سبقت ترجمته في رقم ۹۷ وحميد هو ابن أبي حميد الطويل، ثقة، روى عن أنس بن مالك وثابت البناني والحسن البصري وغيرهم، وروى عنه السفيانان وشعبة ومالك ويزيد بن هارون وغيرهم التهذيب ۳/ ۳۸، التقريب ۱/ ۲۰۲ وأنس بن مالك صحابي جليل - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين -.
• التعليق: في هذا الحديث الشريف يبين الصحابي الجليل سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن من قرأ سورتي البقرة وآل عمران كان له شأن عظيم بين الصحابة - رضوان اللّه عليهم - لما فيهما من علم كثير وأحكام عظيمة، ولما لهما من مكانة عظيمة عند اللّه تعالى، وهذا الرجل لما ارتد عن الإسلام وكانت له هذه المنزلة العظيمة فإن الله - تعالى - عاقبه عقابًا شديدًا، فأهلكه وقصم عنقه، وأمر الأرض فنبذته على ظهرها ليكون عبرة لغيره، وهذا من علامات النبوة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر أن الأرض لن تقبله - اللّهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين واحشرنا في زمرة الصالحين - وقال الإمام البيهقي: ويحتمل أنه إنما أجاز قراءة بعضها بدل بعض لأن كل ذلك منزل، فإذا بدل بعضها ببعض فكأنه قرأ من ها هنا ومن ها هنا، وكلٌّ قرآن وأطلق للكاتب كتابة ما شاء من ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، فكان الاعتبار بما كان عند إكمال الدين وتناهي الفرائض فكان لا يبالي بما يكتب قبل العرض من اسم من أسماء الله مكان اسم، فلما استقرت القراءة على ما أجمع عليه الصحابة وأثبتوه في المصاحف على اللغات التي قرأوه عليها صار ذلك إمامًا يقتدى به لا يجوز مفارقته بالقصد إلا أن يزولَ الحفظ فيبدل اسمًا باسم من غير قصد فلا حرج في ذلك إن شاء الله شرح النووي على صحيح الإمام مسلم ۱۷/ ۱۲۷، وفتح الباري شرح صحيح البخاري ٦/ ٦۲٥، والسنن الصغير للإمام البيهقي ۱/ ۲۸٥، ۲۸٦.. وصلى اللهم على معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه وسلم.
فيهما اسم الله الأعظم
[۱٦۸] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه، يعني: الحي القيوم".
• أخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن، في البيت وفضل البقرة وآل عمران ص ۱٥۷ رقم ٤۷ فقال: حدثنا هشام بن عمار، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر أنه سمع القاسم - أبا عبد الرحمن - يحدث عن أبي أمامة فذكر الحديث. وأخرجه أيضًا ص ۱٥۹ رقم ٤۹ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم نا أبو حفص - عمرو بن أبي سلمة - عن ابن العلاء عن القاسم مثله. قال أبو حفص: فذكرت ذلك لأبي محمد - عيسى بن موسى - فحدثني أنه سمع غيلان بن أنس يحدث عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. وأخرجه ابن ماجه فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي به. وأخرجه الحاكم في كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم الحي القيوم ۱/ ٥۰٥، ٥۰٦ من طريق هشام بن عمار به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. - وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في اسم الله الأعظم ۱/ ٦۳ من طريق الوليد بن مسلم به. - وأخرجه أبو يعلى في مسنده من طريق الوليد بن مسلم. كذا قال البوصيري في مصباح الزجاجة ۳/ ۲۰٤. - وأخرجه ابن مردويه من طريق الوليد بن مسلم به (كذا قال ابن كثير في التفسير ۱/ ۳۰۷).
• رجال الإسناد: هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة، أبو الوليد السلمي، عالم أهل الشام، سمع من مالك، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة وغيرهم. وحدث عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وجعفر الفريابي وغيرهم. وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والدارقطني: صدوق، وقال ابن حجر: صدوق، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وله اثنتان وتسعون سنة (تذكرة الحفاظ ۲/ ٤٥۱، سير أعلام النبلاء ۱۱/ ٤۲۰، التهذيب ۱۱/ ٥۱، التقريب ۲/ ۳۲۰). الوليد بن مسلم القرشي، الدمشقي، عالم الشام، روى عن عبد الله بن العلاء والأوزاعي وابن جريج وغيرهم، وروى عنه: الليث بن سعد، وبقية بن الوليد، وهشام بن عمار وغيرهم وثقه ابن سعد والعجلي. وقال ابن حجر: ثقة لكنه كثير التدليس من الثامنة مات سنة خمس وتسعين ومائة. روى له الجماعة (تذكرة الحفاظ ۱/ ۳۰۲، التهذيب ۱۱/ ۱٥۱، التقريب ۲/ ۳۳٦). عبد الله بن العلاء بن زبر - بفتح الزاي وسكون الموحدة - الدمشقي، ثقة من السابعة، مات سنة أربع وستين ومائة وله تسع وثمانون سنة. وقال الذهبي: روى عن أبي سلام ومكحول، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، وروى عنه ابنه إبراهيم مروان بن محمد، والوليد بن مسلم وغيرهم. وثقه ابن معين وأبو داود. روى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ۷/ ۳٥۰، الكاشف ۲/ ۱۱٦، التهذيب ٥/ ۳٥۰، التقريب ۱/ ٤۳۹). القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي. صدوق تقدم في رقم ۹۷. أبو أمامة صحابي جليل - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين -.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن. وللحديث شاهد عن القاسم - أبي عبد الرحمن - قال "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: البقرة، وآل عمران، وطه" أخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب اسم اللّه الأعظم ۲/ ۱۲٦۷ رقم ۳۸٥٦ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم فذكره. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت، وفضل البقرة وآل عمران ص ۱٥۸ رقم ٤۸. من طريق الوليد بن مسلم نا عبد الله بن العلاء به.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح رجاله ثقات. فقد ذكره الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ۳/ ۲۰٤ رقم ۱۳٥۱ وقال: رجاله ثقات وهو موقوف. قلت: رجاله ثقات فعلًا. فعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، لقبه: دحيم - بمهملتين مصغرًا - ثقة حافظ متقن من العاشرة. مات سنة خمس وأربعين ومائتين، روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التقريب ۱/ ٤۷۱). عمرو بن أبي سلمة هو التنيسي - بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة، أبو حفص الدمشقي. صدوق له أوهام، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۰/ ۲۱۳، التهذيب ۸/ ٤۳، التقريب ۲/ ۷۱، الكاشف ۲/ ۲۳۰). عبد الله بن العلاء: ثقة، تقدم في رقم ۱٦۸. القاسم أبو عبد الرحمن: صدوق من التابعين، تقدم في رقم ۹۷. ويشهد لهذا الحديث:
[۱٦۹] حديث أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}سورة البقرة آية رقم ۱٦۳. وفاتحة آل عمران: {الم (۱) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء ۲/ ۸۱ رقم ۱٤۹٦ فقال: حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها -. وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - باب منه ٥/ ٤۸۳ رقم ۳٤۷۸ فقال: حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسى بن يونس به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم ۲/ ۱۲٦۷ رقم ۳۸٥٥ فقال: حدثنا أبو بكر ثنا عيسى بن يونس به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۲ عن مسدد به. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٥ رقم ٤٦ فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عيسى بن يونس به. وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٤٦۱، فقال حدثنا محمد بن بكر، أنا عبيد الله بن أبي زياد به بلفظ: في هاتين الآيتين {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} و {الم (۱) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إن فيها اسم الله الأعظم. وأخرجه بهذا اللفظ الدارمي، في كتاب فضائل القرآن باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي ۲/ ٥٤۲ رقم ۳۳۸۹. وأخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الدعاء، باب في اسم الله الأعظم ۱۰/ ۲۷۲ رقم ۹٤۱۲ فقال: حدثنا عيسى بن يونس به.
• الحكم على الحديث: قال عنه الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[۱۷۰] عن عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأ رجل عنده سورة البقرة وآل عمران فقال: قرأت سورتين فيهما اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٥٤۳ رقم ۳۳۹۳ فقال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد عن جابر، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران، فقال: قرأت سورتين فيهما اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٤ رقم ٤٤ فقال: حدثني حكيم بن سيف الرقي، نا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص: أن رجلًا قرأ عند ابن مسعود البقرة وآل عمران فقال: لقد قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
• رجال الإسناد: إسناد الإمام الدارمي فيه: جابر بن يزيد بن الحارث الجُعفي - أبو عبد اللّه الكوفي - روى عن أبي الطفيل وأبي الضحى وعكرمة وغيرهم وعنه شعبة والثوري وأبي عوانة وغيرهم، قال ابن حجر: ضعيف، رافضي من الخامسة، مات سنة سبع وعشرين ومائة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (التهذيب ۲/ ٤٦، التقريب ۱/ ۱۲۳). أما إسناد الإمام الفريابي فهو على النحو التالي: حكيم بن سيف الرقي، روى عن عبيد اللّه بن عمرو وعيسى بن يونس وأبي المليح وغيرهم، وعنه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة، وأبو زرعة وغيرهم، قال أبو حاتم: شيخ صدوق لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين (التهذيب ۲/ ٤٤۹، التقريب ۱/ ۱۹٤). عبيد اللّه بن عمرو هو الرقي ثقة، فقيه من الثامنة، سبق في رقم ۱۰۷. زيد بن أبي أنيسة - بالتصغير -: الجزري أبو أسامة، روى عن أبي إسحاق السبيعي، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن السائب، وغيرهم، روى عنه مالك ومسعر وعبيد الله بن عمرو الرقي وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، من السادسة، مات سنة أربع وعشرين ومائة، وله ست وثلاثون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ۳/ ۳۹۷، التقريب ۱/ ۲۷۲). أبو إسحاق السبيعي وأبو الأحوص ثقتان سبقا في رقم ۱٤، عبد اللّه بن مسعود صحابي جليل، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: إسناده حسن، وقد سبق مرفوعًا في رقمي ۱٦۸، ۱٦۹. وله شاهد عن عبد الملك بن عمير قال: قرأ رجل البقرة وآل عمران فقال كعب: قد قرأ سورتين إن فيهما للاسم الذي إذا دُعي به استجاب.
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم ۱۰/ ۲۷۳ رقم ۹٤۱۳ فقال: حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن عمير فذكره. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۲٦، فقال: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير، قال حماد: أحسبه عن أبي منيب عن عمه. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٥ رقم ٤٥ فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٥ رقم ۱٦۹ فقال: أخبرنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد به.
• رجال الإسناد: محمد بن بشر بن المختار الحافظ العبدي، أبو عبد الكوفي: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش ومسعر وغيرهم، وروى عنه: علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وغيرهم، قال ابن معين: ثقة وقال: ابن حجر: ثقة، حافظ من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين، روى له الجماعة (التهذيب ۹/ ۷۳، التقريب ۲/ ۱٤۷). مسعر هو ابن كدام - بكسر الكاف وتخفيف الدال - ابن ظهير بن عبيدة الكوفي: أحد الأعلام. روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم. وعنه: محمد بن بشر العبدي ويحيى بن سعيد الأموي وشعبة والثوري وغيرهم، ثقة، ثبت، فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۲٤۳، التهذيب ۱۰/ ۱۱۳). عبد الملك بن عمير الكوفي: ثقة من الثالثة سبق في رقم ۹۲. كعب هو ابن ماتع الحميري أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار: ثقة من الثانية مخضرم كان على دين يهود فأسلم وحسن إسلامه، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وعن عمر وصهيب وعائشة. وحدث عنه: أبو هريرة وابن عباس ومعاوية وهذا من قبيل رواية الصحابي عن التابعي وهو نادر، عزيز، قال ابن حجر: ليس له في البخاري رواية، وفي مسلم رواية لأبي هريرة عنه من طريق الأعمش عن أبي صالح وروى له أبو داود والترمذي والنسائي. مات في خلافة عثمان وقد جاوز المائة. (تذكرة الحفاظ ۱/ ٥۲، سير أعلام النبلاء ۳/ ٤۸۹، التهذيب ۸/ ٤۳۸، التقريب ۲/ ۱۳٥).
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
من قرأهما برئ من النفاق
[۱۷۱] عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث: أنه من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح. قال فكان يقرؤها كل يوم وكل ليلة سوى جزئه.
• أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲۷ فقال: حدثني أبو مسهر الغساني، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي.وذكره السيوطي في الدر المنثور أول تفسير سورة البقرة، ج ۱، ص ٤۹، ط دار الفكر وعزاه لأبي عبيد.
• رجال الإسناد: أبو مسهر هو عبد الأعلي بن مسهر بن مسلم، الغساني، الدمشقي، روى عن سعيد بن عبد العزيز ومالك بن أنس وابن عيينة وغيرهم. وحدث عنه: الجماعة بواسطة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم، ثقة فاضل، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان عشرة ومائتين (التهذيب ٦/ ۹۸، التقريب ۱/ ٤٦٥). سعيد بن عبد العزيز التنوخي، الدمشقي، أبو محمد، قرأ القرآن على ابن عامر ويزيد بن أبي مالك وروى عن الزهري وربيعة بن يزيد الدمشقي وغيرهم، وحدث عنه الثوري وشعبة وهما من أقرانه، وأبو مسهر وغيرهم ثقة إمام، من السابعة، مات سنة سبع وستين ومائة وله بضع وسبعون سنة. روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (السير ۸/ ۳۲، التهذيب ٤/ ٥۹، التعريب ۱/ ۳۰۱). يزيد بن الأسود الجرشي أبو الأسود، قال أبو عمر: أدرك الجاهلية وعداده في الشاميين، وقال ابن منده: ذكر في الصحابة ولا يثبت، قال ابن حبان في الثقات: كان من العباد الخُشَّن. أخرج أبو زرعة في تاريخه بسند صحيح عن سليم بن عامر أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود فسقوا، وقال أبو زرعة: حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكاء، وقال الذهبي: يزيد بن الأسود الجرشي من سادة التابعين بالشام (سير أعلام النبلاء ٤/ ۱۳٦، الإصابة في تمييز الصحابة حرف الياء القسم الثالث ٦/ ۳٥۸).
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
من فضائل سورة البقرة وآل عمران والنساء
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في قيام الليل
[۱۷۲] عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: "سمع اللّه لمن حمده" ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريبًا من قيامه.
• أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب تطويل القراءة في صلاة الليل ۱/ ٥۳٦ رقم ۷۷۲. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ۱/ ۲۲۸ رقم ۸۷۱. وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود ۲/ ٤۸ رقم ۲٦۲ وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة باب مسألة القارئ إذا مر بآية رحمة ۲/ ۱۷۷. وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في القراءة في صلاة الليل ۱/ ٤۲۹ رقم ۱۳٥۱. وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳۸٤، ۳۹۷. وأخرجه أبو داود الطيالسي، ص ٥٦ رقم ٤۱٦ وفي آخره قال حذيفة: فصلى أربع ركعات يقرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب الدعاء في الصلاة ۱/ ۲۷۲ رقم ٥٤۲. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة ۲/ ۳۷٥ رقم ۲۰۸۹.
[۱۷۳] عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران ثم قرأ سورة.
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ۱/ ۲۲۹ رقم ۸۷۳ فقال: حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب وثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك فذكره. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة، باب الدعاء في السجود، باب منه ۲/ ۲۲۳ من طريق ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح به. وأخرجه أيضًا مختصرًا في باب نوع آخر من الذكر في الركوع ۲/ ۱۹۱. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة، ۲/ ۳۷٥ رقم ۲۰۹۰ فقال: وروينا عن عوف بن مالك الأشجعي. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ما يقال في ركوع صلاة الليل وسجودها وفيما بين ذلك، ص ۸۰.
• رجال الإسناد: أحمد بن صالح وعبد الله بن وهب: ثقتان سبقا في رقم ۱٤۰. معاوية بن صالح صدوق، سبق في رقم ۱٦٦. عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة الكندي، أبو ثور الشامي، السكوني، روى عن النعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة الباهلي وعاصم بن حميد السكوني وخلق. وروى عنه: معاوية بن صالح الحضرمي، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز وغيرهم. قال ابن معين والعجلي والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة أربعين ومائة، وله مائة سنة، روى له أصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۲/ ۳٤۰، التهذيب ۸/ ۹۱، التقريب ۲/ ۷۷). عاصم بن حميد السكوني الحمصي: روى عن معاذ بن جبل وعمر بن الخطاب، وعوف بن مالك وعائشة وغيرهم، وروى عنه: عمرو بن قيس السكوني، وأزهر بن سعيد، وراشد بن سعد، وغيرهم. قال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: وُثق، وقال ابن حجر: صدوق مخضرم من الثانية، روى له أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجه (الكاشف ۲/ ٤۹، التهذيب ٥/ ٤۰، التقريب ۱/ ۳۸۳). عوف بن مالك الأشجعي، صحابي جليل أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وقيل: شهد فتح مكة وكانت معه راية أشجع وسكن دمشق، مات سنة ثلاث وسبعين. رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين (الإصابة في تمييز الصحابة ٥/ ٤۳).
• الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه معاوية بن صالح صدوق وبقية رجاله ثقات.
[۱۷٤] عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين إن ناسًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا. فقالت: أولئك ترأوا ولم يقرأوا. كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقوم الليلة التمام فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا اللّه - عز وجل - ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله - عز وجل - واستعاذ.
• أخرجه الإمام أحمد ٦/ ۱۱۹ فقال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله، قال: أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق فذكره. وأخرجه أيضًا ٦/ ۹۲ فقال حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة به، إلا أن فيه: كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء ... فذكره بمثله. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده جـ ۸/ ۲٥۷ رقم ٤۸٤۲ فقال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب الوقف عند آية الرحمة وآية العذاب وآية التسبيح ۲/ ۳۱۰. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة ۲/ ۲۷٥ رقم ۲۰۹۳ من طريق يحيى بن أيوب عن الحارث بن يزيد الحضرمي به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب الرجل يمر بآية تخويف ورحمة فيسأل أو يتعوذ، ص ۲۸ رقم ۷ من طريق يحيى بن أيوب، عن الحارث بن يزيد الحضرمي به.
• رجال الإسناد: علي بن إسحاق السلمي مولاهم، أبو الحسن المروزي، أصله من ترمذ، روى عن: ابن المبارك والفضل بن موسى السيناني، والنصر بن محمد الشيباني وغيرهم وحدث عنه: أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، قال ابن معين: ثقة صدوق، وقال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (التهذيب ۷/ ۲۸۲، التقريب ۲/ ۳۲). عبد الله بن يزيد المقرئ العدوي المكي، روى عن كهمس بن الحسن وابن لهيعة وشعبة وغيرهم، وروى عنه البخاري، وروى له باقي الجماعة بواسطة: قال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين وقد جاوز المائة (التقريب ۱/ ٤٦۲، التهذيب ٦/ ۸۳). عبد الله بن لهيعة صدوق خلط بعد احتراق كتبه، ولكن إذا روى عنه العبادلة مثل عبد الله يزيد المقرئ فسماعهم صحيح سبق في رقم ۱۳۷. الحارث بن يزيد الحضرمي أبو عبد الكريم المصري روى عن جنادة بن أمية وجبير بن نفير وعلي بن رباح وغيرهم، وحدث عنه: سعيد بن أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة والأوزاعي وغيرهم، قال أحمد والعجلي والنسائي: ثقة. قال الليث بن سعد: كان يصلي في كل يوم ستمائة ركعة. وقال ابن حجر: ثقة ثبت، عابد من الرابعة مات سنة ثلاثين ومائة، روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۲/ ۱٦۳، التقريب ۱/ ۱٤٥، الكاشف ۱/ ۱۹۸). زياد بن ربيعة بن نعيم - بضم النون - الحضرمي البصري، روى عن زياد بن الحارث وأبى أيوب وابن عمر وغيرهم. وروى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي، ويزيد بن عمرو المعافري وعبد الرحمن بن زياد وغيرهم، قال العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة خمس وتسعين، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (التهذيب ۳/ ۳٦٥، التقريب ۱/ ۲٦۷). مسلم بن مخراق، مولى عائشة، حجازي، سكن مصر، يروي عن مولاته عائشة، وعنه زياد بن نعيم الحضرمي، ذكره البخاري في تاريخه، ولم يذكر فيه جرحًا، قال ابن حجر: مقبول من الثالثة (التهذيب ۱۰/ ۱۳۷، التقريب ۲/ ۲٤٦، الكاشف ۳/ ۱٤۲). عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن، وقد تابع ابن لهيعة يحيى بن أيوب عند البيهقي وابن الضريس وللحديث شواهد قوته سبقت في رقمي ۱۷۲، ۱۷۳.
[۱۷٥] عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "ما خيب اللّه امرءًا قام في جوف اللّه فافتتح سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران".
• أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۲/ ۲۱٤ رقم ۱۷۷۲ فقال: حدثنا أحمد قال: نا بشر بن يحيى المروزي، قال: نا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم، عن الشعبي عن مسروق، عن ابن مسعود فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا ليث، ولا عن ليث إلا فضيل، تفرد به بشر. وذكره السيوطي في الدر المنثور، في أول تفسير سورة البقرة، جـ ۱، ص ٤۹، ط دار الفكر وعزاه للطبرانى في الأوسط. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين، جـ ۲/ ۲۹۸ رقم ۱۱۰۲ وفي مجمع الزوائد ۲/ ۲٥٤ وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام، وهو ثقة مدلس.
• الحكم على الحديث: ضعيف؛ لاختلاط ليث بن أبي سليم وتدليسه، وقد سبقت ترجمته في رقم ۹.
من قرأهن كتب من القانتين
[۱۷٦] عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كتب من القانتين.
•أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب: فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲۷ فقال: حدثنا يزيد عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب نذكره. وأخرجه سعيد بن منصور في كتاب التفسير، باب تفسير سورة البقرة ۳/ ۱۰۲۳ رقم ۲۸٥ بلفظ: من قرأ البقرة والنساء وآل عمران كتب عند الله من الحكماء. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦۸ رقم ۲٤۲٤ من طريق مروان بن معاوية: أخبرنا وقاء بن إياس الأسدي به بلفظ: "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء كتب عند الله من الحكماء"، وقال البيهقي: ورواه يزيد بن هارون عن وقاء، وقال: كتب من القانتين.
• الحكم على الأثر: ضعيف. في إسناده وقاء - بكسر أوله وقاف - ابن إياس الأسدي، أبو يزيد الكوفي. قال ابن حجر: لين الحديث من السادسة. وقال الذهبي: قال يحيى القطان: لم يكن بالقوي. وقال أبو حاتم: صالح (التقريب ۲/ ۳۳۱، الكاشف ۳/ ۲۳٦، الكامل في الضعفاء ۷/ ۸۹) وفيه انقطاع؛ حيث إن سعيد بن جبير لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد ولد سعيد بن جبير في خلافة أبي الحسن - علي بن أبي طالب - - رضي الله عنه - قال ابن حجر: سعيد بن جبير ثقة، ثبت، فقيه من الثالثة، روى له الجماعة، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين فرحمه الله ورضي عنه (سير أعلام النبلاء ٤/ ۳۲۱ - ۳٤۲، التقريب ۱/ ۲۹۲، التهذيب ٤/ ۱۱).
فضائل السور السبع الطُّول
بيان السور السبع الطول :
قال العلماء - رضي الله عنهم -: القرآن العزيز أربعة أقسام: الطول والمئون، والمثاني، والمفصل، فعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطول، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلتُ بالمفصل حديث حسن وسيأتي تخريجه بالتفصيل رقم ۱۷۹.. قال الإمام الزركشي: السبع الطول أولها البقرة وآخرها براءة؛ لأنهم كانوا يعدون الأنفال وبراءة سورة واحدة؛ ولذلك لم يفصلوا بينهما؛ لأنهما نزلتا جميعًا في مغازي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. وسميت طولًا لطولها. والطول بضم الطاء جمع طولى، كالكُبر جمع كبرى وحكي عن سعيد بن جبير أنه عد السبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس البرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي ۱/ ۲٤٤.. وقال الإمام السيوطي: السبع الطوال أولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۳.، وقال سعيد بن جبير: إن سورة يونس هي السابعة فعن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: السبع الطول، البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱۸.. واستدل على ذلك بما أخرجه ابن حبان في صحيحه بسنده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، فقال له: ادع بالمصحف. فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأها حتى أتى على هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}سورة يونس الآية رقم ٥۹ والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه، الإحسان في كتاب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب الصحابة ۱٥/ ۳٥۷، رقم ٦۹۱۹، وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير باب سورة يونس ۲/ ۳۳۹ وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية في بقية سطر فارغ كتاب الفتن، باب مقتل عثمان - رضي الله عنه - ٤/ ۲۸۳ رقم ٤٤۳۸ وعزاه لإسحاق بن راهويه في مسنده وقال: رواته ثقات سمع بعضهم من بعض. إلى آخر الحديث. قلت: هذا الحديث أخرجه الإمام الطبري في تاريخه أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك ۲/ ٦٥٥ في أحداث سنة ۳٥ من الهجرة. وجاء في لفظه: فقالوا له: افتح التاسعة وكانوا يسمون سورة يونس التاسعة إلى آخر الحديث وهذه الرواية تشهد للرأي الأول. قال الطيبي: سورة الأنفال والتوبة نزلتا منزلة سورة واحدة وكمل السبع الطول بها، ثم قيل: السبع الطول هي: البقرة وبراءة وما بينهما، وهو المشهور، لكن روى النَّسَائِيّ والحاكم عن ابن عباس أنها البقرة والأعراف وما بينهما قال الراوي: وذكر السابعة فنسيتها. وهو يحتمل أن تكون الفاتحة فإنها السبع المثاني ونزلت سبعتها منزلة المئين، ويحتمل أن تكون الأنفال بانفرادها أو بانضمام ما بعدها إليها، وصح عن ابن جبير أنها يونس وجاء مثله عن ابن عباس عون المعبود شرح سنن أبي داود ۲/ ٤۹۸.. قال أبو جعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب - أي ترتيب المصحف - من رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لحديث واثلة: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال. قال فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنَّه من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد؛ لأنَّه جاء هذا الحديث بلفظ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على تأليف القرآن. أي ترتيب سوره الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۲، ٦۳ في النوع الثامن عشر في جمعه وترتيبه آي القرآن الكريم.. وقال الكرماني في البرهان: ترتيب السور هكذا هو عند اللّه في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وعليه كان - صلى الله عليه وسلم - يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين المرجع السابق..
من أخذ السبع الأول فهو عالم
[۱۷۸] عن عائشة - رضي الله عنهما - أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر"حبر - بفتح الحاء وكسرها - هو العالم والجمع أحبار أي علماء، وكان يقال لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: الحبر والبحر؛ لسعة علمه (لسان العرب مادة حبر ۱/ ۷٤۸، والنهاية في غريب الحديث ۱/ ۳۲۸)..
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ۸۲ فقال: حدثنا أبو سعيد، قال: ثنا سليمان بن بلال قال: ثنا عمرو بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة عن عائشة فذكره، وأخرجه أيضًا ص ۷۲، ۷۳ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب من أخذ السبع الأول فهو حبر ۱/ ٥٦٤ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه في كتاب فضائل القرآن ۲/ ۲٦٦، رقم ٦۹ فقال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه البزار (انظر كشف الأستار في كتاب التفسير باب في قراءة القرآن ۳/ ۹٥ رقم ۲۳۲۷) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن، باب السبع الطول ٤/ ٤٦۸ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو به. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن، باب تخصيص السبع الطول بالذكر ۱/ ۲۷۲ رقم ۹۸۰. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٥ رقم ۲٤۱٥ من طريق إسماعيل بن جعفر به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما اختلف فيه عثمان بن عفان وعبد الله بن عباس في الأنفال وبراءة وهل هما سورتان ۲/ ۱٥۳ من طريق عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول، ص ۱۲۰، فقال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به.
• الحكم على الحديث: الحديث صححه الحاكم وأقره الذهبي، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱٦۲ وقال: رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة، ورواه بإسناد آخر رجاله رجال الصحيح وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥/ ۳۸٥ رقم ۲۳۰٥، وذكره الإمام السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للحاكم والبيهقي ورمز له بالصحة فيض القدير ٦/ ٤۱.
• ملحوظة: جاء عند الحاكم في المستدرك والبغوي في شرح السنة كلمة "خير" بالخاء المعجمة بدلًا من "حبر" بالحاء المهملة ويبدو أنه تصحيف أو خطأ مطبعي والله أعلم. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعًا بنفس اللفظ. ذكره الحافظ ابن كثير في أول تفسير سورة البقرة باب ذكر ما ورد في فضل السبع الطول ۱/ ۳٥ وعزاه للإمام أحمد فقال: قال أحمد: وحدثنا حسين، حدثنا ابن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال عبد الله بن أحمد: وهذا أرى فيه عن أبيه عن الأعرج ولكن كذا كان في الكتاب، فلا أدري أغفله أبي أو كذا هو مرسل، قلت: لم أقف عليه في مسند الإمام أحمد.
• الحكم على الحديث: ضعيف فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن أبي الزناد، والأعرج كما قال عبد اللّه بن الإمام أحمد حيث إن عبد الرحمن بن أبي الزناد لم يرو عن الأعرج - هو عبد الرحمن بن هرمز - وإنما روى عن أبيه عن الأعرج ترجمة عبد الرحمن بن أبي الزناد في (التهذيب ٦/ ۱۷۰، وسير أعلام النبلاء ۸/ ۱٦۷) وقد سبق رقم ۱٥۳.
السبع الطوال مكان التوراة
[۱۷۹] عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصل.
• أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ۱۳٦ رقم ۱۰۱۲ فقال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع فذكره. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ ٤/ ۱۰۷ فقال حدثنا أبو داود الطيالسي به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول ص ۱۱۹ من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به إلا أن فيه: "وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل". وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص السبع الطول بالذكر ۱/ ۲۷۲، رقم ۹۷۸. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦٥ رقم ۲٤۱٥ مكرر من طريق أبي داود الطيالسي به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار باب: بيان مشكل ما اختلف فيه عثمان بن عفان وعبد اللّه بن عباس في الأنفال وبراءة وهل هما سورتان أو سورة واحدة؟ ۲/ ۱٥٤ من طريق أبي داود الطيالسي به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة الحجر ۷/ ٤٦ وقال: رواه أحمد وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النَّسَائِيّ وغيره، وبقية رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير جـ ۲۲، ص ۷٦، رقم ۱۸۷ من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به. وأخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ۱/ ٤٤ من طريق أبي داود الطيالسي وأخرجه أيضًا، ص ٤٥ من طريق أبي بردة عن أبي المليح به، بلفظ: أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطول، ومكان الإنجيل المثاني، ومكان الزبور المئين، وفضلني بالمفصل.
• رجال الإسناد: عمران هو ابن داوِر القطان صدوق يهم سبق في رقم ۱٤۹. قتادة هو ابن دعامة السدوسي ثقة تقدم في رقم ٤٥ مكرر. أبو المليح هو عامر بن أسامة الهذلي، روى عن أبيه ومعقل بن يسار وابن عباس وواثلة بن الأسقع وغيرهم، وروى عنه: قتادة بن دعامة وأبو قلابة الجرمي وسالم بن أبي الجعد، وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة ثمان وتسعين، وقيل: سنة ثمان ومائة روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۹٤، التقريب ۲/ ٤۷٦، التهذيب ۱۲/ ۲٤٦).
• الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه عمران القطان صدوق يهم - وقد تابعه عند أبي عبيد والطبراني سعيد بن بشير الأزدي وهو صدوق قاله الذهبي. وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقد سبقت ترجمته في رقم ۱۲٦ - وبقية رجاله ثقات.
• التعليق: في هذا الحديث الشريف يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل اللّه عليه وعلى أمته، وأن الله سبحانه وتعالى أعطاه ما لم يعط نبيًّا قبله فأوحى الله إلى رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن الكريم يعادل كثيرًا من الكتب السابقة، ويزيد عليها أنه لا يعدل التوراة وحدها، ولا الإنجيل وحده، وإنما يعدل التوراة والإنجيل والزبور ويزيد عليها جميعًا. إنه الكتاب المهيمن على ما سبقه من الكتب، الكتاب الذي قال اللّه فيه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة: ٤۸] فأعطاه الله السبع الطوال مكان التوراة وهي كتاب سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام. والسبع الطوال أولها سورة البقرة وآخرها سورة التوبة، وقيل آخرها سورة يونس. وأعطاه المئين مكان الزبور، وهو كتاب سيدنا داود - عليه السلام - والمئين: هي السور التي تلي السبع الطوال. وسميت بالمئين؛ لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية وهذه السور هي: يونس، وهود، ويوسف، والنحل، والإسراء، والكهف، وطه، والأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، والصافات. وأعطاه المثاني مكان الإنجيل وهو كتاب سيدنا عيسى عليه السلام والمراد بالمثاني هنا: كل سورة عدد آياتها أقل من مائة آية وليست من المفصل، وسميت بالمثاني؛ لأنها تثنى أكثر مما يثني الطوال والمئون. وقيل: لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر، وقيل: هي التي تثنى فيها القصص. وهذه السور هي: الأنفال، والرعد، إبراهيم، والحجر، ومريم، والحج، والنور، والفرقان، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، ومحمد، والفتح، والحجرات. وفضل النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء بالمفصل وهو ما ولي الثاني من السور، وسميت بذلك؛ لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة، وقيل: لقلة المنسوخ فيه، ولهذا يسمى بالمحكم، فقد روى البخاري عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. وروى أيضًا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جمعت المحكم في عهد رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب تعليم الصبيان القرآن ۹/ ۸۳ رقم ٥۰۳٥، ٥۰۳٦. وهو من أول سورة "ق" إلى آخر القرآن الكريم الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۲، ٦۳، والبرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي ۱/ ۲٤٤، ۲٤٥، وشعب الإيمان للإمام البيهقي ۲/ ٤٦٦، والسنن الصغير ۱/ ۲۷۲، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري ۱/ ٤٥، ٤٦..
[۱۸۰] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: آتاني ربي السبع الطوال مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، وفضلت بالمفصل.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۸/ ۳۰۸ رقم ۸۰۰۳ فقال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي بردة عن أبي مليح عن أبي أمامة.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه ليث بن أبي سليم ضعيف وقد سبقت ترجمته في رقم ۹. وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱۸٥، باب فضل القرآن وقال: رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة، ويعتبر بحديثه وبقية رجاله رجال الصحيح. والحديث له شاهد بإسناد حسن تقدم في رقم ۱۷۹.
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۱۸۱] عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع مكان التوراة، وأعطيت المثاني مكان الإنجيل، وأعطيت المئين مكان الزبور، وفضلت بالمفصل.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الكتاب ص ۸۲ رقم ۱٥۷ فقال: أخبرنا عبد الأعلى، ثنا وهيب، عن خالد، عن أبي قلابة فذكره. وأخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ۱/ ٤٤ من طريق ابن علية عن خالد الحذاء به بلفظ: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وفضلت بالمفصل.
• رجال الإسناد: عبد الأعلى هو ابن حماد بن نصر، الباهلي مولاهم البصري، أبو يحيى المعروف بالنرسي - بفتح النون وسكون الراء وبالمهملة - نسبة إلى نرس، نهر بالكوفة - روى عن: مالك ووهيب بن خالد، والحمادين وغيرهم، وروى عنه: البخاري ومسلم، وأبو داود وغيرهم، قال أبو حاتم: ثقة. وقال صالح بن محمد بن خراش: صدوق. وقال ابن حجر: لا بأس به من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين. التهذيب ٦/ ۹۳، التقريب ۱/ ٤٦٤. وهيب بالتصغير هو ابن خالد، ابن عجلان، الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري، ثقة ثبت من السابعة، مات سنة خمس وستين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۳۹۹، التهذيب ۱۱/ ۱٦۹). خالد هو ابن مهران البصري الحذاء - بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة - قيل له ذلك؛ لأنَّه كان يجلس عندهم، وقيل أنه كان يقول: أحذ على هذا النحو، روى عن: عبد الله بن شقيق وأبي قلابة ومحمد بن سيرين وغيرهم وروى عنه: الحمادان، والثوري، وشعبة وابن علية وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة يرسل من الخامسة، روى له الجماعة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة. التهذيب ۳/ ۱۲۰، التقريب ۱/ ۲۱۹. أبو قلابة هو عبد اللّه بن زيد بن عمرو الجرمي، تابعي ثقة من الثالثة سبق في رقم ۱۰۷.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبق موصولًا في رقم ۱۷۹. وللحديث شاهد آخرين عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضائل السبع الطول ص ۱۲۰ فقال: حدثنا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد قال حدثنا سعيد بن أبي هلال فذكره.
• رجال الإسناد: عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، حديثه حسن سبق في رقم ۱۱٦. الليث بن سعد ثقة ثبت سبق في رقم ۱۱٦. سعيد بن أبي هلال الإمام الحافظ الفقيه، أبو العلاء الليثي مولاهم، المصري أحد الثقات، روى عن نافع وابن شهاب وأبي بكر بن حزم وأرسل عن جابر وغيره، وروى عنه الليث بن سعد وغيره، قال بن حجر: صدوق من السادسة مات بعد الثلاثين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۳۰۳، التهذيب ٤/ ۹٤، التقريب ۱/ ۳۰۷).
• الحكم على الحديث: مرسل إسناده حسن وقد سبق موصولًا في رقم ۱۷۹، ۱۸۰.
[۱۸۲] عن أبي الجلد قال: أنزلت صحف إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة خلون من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان، وذكر لنا أن نبي اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت الثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب كيف أنزل القرآن وفي كم أنزل؟ ص ۷٤ رقم ۱۲۷ فقال: حدثنا محمد بن العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، ثنا صاحب لنا، عن أبي الجلد قال: فذكر الحديث. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة البقرة ۱/ ٤٥٦ ط: دار الفكر وعزاه لابن الضريس.
• الحكم على الحديث: ضعيف فيه رجل مبهم وأبو الجلد لم أقف على ترجمته والجزء الثاني من الحديث سبق من حديث واثلة بن الأسقع بإسناد حسن رقم ۱۷۹. والجزء الأول أخرج مثله الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱۰۷ من طريق أبي المليح عن واثلة بن الأسقع.
وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[۱۸۳] عن المسيب بن رافع قال: قال عبد اللّه (ابن مسعود): السبع الطول مثل التوراة، والمئين مثل الإنجيل، والمثاني مثل الزبور، وسائر القرآن بعد فضل.
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضائل الأنعام والسور ۲/ ٥٤٥ رقم ۳٤۰۰ فقال: حدثنا معاذ بن هانئ، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا عصام، عن المسيب بن رافع فذكره. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن، باب ما شبه من القرآن بالتوراة والإنجيل ۱۰/ ٥٥٤ رقم ۱۰۳۲۰ من طريق زائدة عن عاصم به. أخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره جـ ۱/ ٤٥ من طريق عمرو بن أبي قيس عن عاصم به. • الحكم على الأثر: ضعيف حيث إن المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود ولم يرو عنه، وبقية رجال إسناده ثقات، وقد سبق مرفوعًا في رقم ۱۷۹، ۱۸۰. والمسيب بن رافع هو الأسدي، الكاهلي أبو العلاء الكوفي، الأعمى، روى عن: البراء بن عازب، وحارثة بن وهب، وأبي صالح السمان وغيرهم. وروى عنه الأعمش ومنصور، وعاصم بن بهدلة وغيرهم، قال العوام بن حوشب: كان المسيب يختم القرآن في كل ثلاث. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، مات سنة خمس ومائة، روى له الجماعة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: المسيب عن ابن مسعود مرسل، وقال مرة: لم يلق ابن مسعود (التهذيب ۱۰/ ۱٥۳، التقريب ۲/ ۲٥۰، سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۰۲).
هن السبع المثاني
[۱۸٤] عن عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: أوتي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني الطول، وأوتي موسى - عليه السلام - ستًّا -، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقي أربع.
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب من قال هي الطول جـ ۲، ص ۷۳ رقم ۱٤٥۹ فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب تأويل قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}[الحجر: ۸۷] جـ ۲/ ۱۳۹، ۱٤۰ فقال: أخبرني محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير به. بلفظ: أوتي النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من الثاني. السبع الطول. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير باب تفسير سورة الحجر ۲/ ۳٥٤، ۳٥٥ من طريق إسحاق بن إبراهيم عن جرير به بلفظ: "أوتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني والطول، وأوتي موسى ستًّا" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات في ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱٦ من طريق الحاكم وبمثل لفظه. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۱ من طريق جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس. قال: قلت لابن جبير ما المثاني؟: قال يثنى فيهن القضاء والقصص. وأخرجه ابن جرير الطبري في التفسير ۱٤/ ۳٥ من طريق مسلم البطين عن سعيد بن جبير. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ٥۹ رقم ۱۱۰۳۸ من طريق مجاهد عن ابن عباس. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الحجر ۷/ ٦۷ وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
• الحكم على الحديث: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.
[۱۸٥] عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، قال: قلت لابن جبير: سُميت المثاني تثنى فيها القضاء والقصص، وكان مجاهد يقول في السبع الطول: ويقال: هي القرآن العظيم.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۱ فقال: أخبرنا ابن أبي جعفر، عن يحيى بن الضريس، عن هشيم، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱۷ من طريق أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ٥۹ رقم ۱۱۰۳۸ من طريق مجاهد عن ابن عباس. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة الحجر ۷/ ٤٦ وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
• رجال الإسناد: ابن أبي جعفر هو محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، روى عن: أبيه وعبد العزيز بن أبي حازم وإبراهيم بن المختار وغيرهم، وروى عنه: محمد بن أيوب بن الضريس وأبو حاتم، وقال: صدوق، والحسن بن العباس الجمال وآخرون، قال ابن حجر: صدوق من العاشرة، روى له أبو داود (التهذيب ۹/ ۲٥٤، التقريب ۲/ ٤۷٥، الكاشف ۳/ ٥۹). يحيى بن الضريس - بمعجمة ثم مهملة مصغرًا - ابن يسار البجلي مولاهم، أبو زكريا الرازي القاضي. روى عن الثوري، وزائدة، وزكريا بن إسحاق وغيرهم. وروى عنه: جرير بن عبد الحميد وصالح بن الضريس وغيرهم قال ابن معين: ثقة، وقال النَّسَائِيّ: ليس به بأس، وقال ابن حجر: صدوق من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين، روى له مسلم والترمذي (التهذيب ۱۱/ ۲۳۲، التقريب ۲/ ۳٥۰). هشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي. ثقة ثبت يدلس، سبق في رقم ٤۸. جعفر هو ابن إياس اليشكري، أبو بشر الواسطي، روى عن: عباد بن شرحبيل اليشكري، وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة وآخرون وروى عنه: الأعمش، وأيوب، وهشيم، وخالد بن عبد الله الواسطي وعدة. قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي والنسائي: ثقة. وقال البرديجي: كان ثقة وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير. وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة مات سنة ست وعشرين ومائة روى الجماعة (التهذيب ۲/ ۸۳، التقريب ۱/ ٤۲۹). سعيد بن جبير ثقة ثبت سبق في رقم ۱۷٦. عبد اللّه بن عباس صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده ضعيف ورواته ثقات إلا أن هشيم بن بشير مدلس وقد رواه بالعنعنة، وقد تابعه أبو إسحاق عن مسلم عن سعيد بن جبير عند البيهقي.
فيهن الفرائض
[۱۸٦] فعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور؛ فإن فيهن الفرائض.
• أخرجه الحاكم في كتاب التفسير باب تفسير سورة النور ۲/ ۳۹٥ فقال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب، حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة الحج وسورة النور ۲/ ٤۷۷ رقم ۲٤٥۱ من طريق أبي عبد الله الحافظ به. وذكر السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۳ ط دار الفكر وقال: أخرجه الحاكم وصححه وأبو ذر الهروي والبيهقي في شعب الإيمان.
• الحكم على الأثر: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.