الفهرس

سُورة يس
فضائل سورة يس
من السور المثاني التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل:
فعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل حديث حسن أخرجه الطيالسي وأحمد وأبو عبيد وتقدم تخريجه وبيان السور المثاني في رقم ۱۷۹..

من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله تعالى غفر له:
[۲٦۷] عن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له.
• أخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الصلاة، باب قيام الليل. مبحث: استحباب قراءة يس للمتهجد في كل ليلة رجاء مغفرة الله ما قدم من ذنوبه بها ٦/ ۳۱۲ رقم ۲٥۷٤ - فقال: حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، حدثنا أبي، حدثنا زياد بن خيثمة، حدثنا محمد بن جحادة، عن الحسن، عن جندب - رضي الله عنه -. وهذا الحديث في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان في كتاب المواقيت، باب القراءة في صلاة الليل، ص ۱۷۳ رقم ٦٦٥.
وذكره الحافظ ابن كثير في أول تفسير سورة يس ۳/ ٥٦۳ وقال: أخرجه ابن حبان في صحيحه. وذكره الإمام السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة يس ٥/ ۲۷۸ وقال: أخرجه ابن حبان.
• رجال الإسناد: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، السراج، الإمام الحافظ الثقة، محدث خراسان أبو العباس الثقفي مولاهم، الخراساني، سمع من: إسحاق وقتيبة بن سعيد، وأبي همام السكوني وخلق سواهم وحدث عنه: البخاري ومسلم خارج الصحيحين، وأبو حاتم الرازي أحد شيوخه وأبو حاتم البستي وغيرهم، قال الخطيب: كان من الثقات الأثبات، عني بالحديث، وصنف كتبًا كثيرة، ولد سنة ست عشرة ومائتين ومات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء ۱٤/ ۳۸۸، تذكرة الحفاظ ۲/ ۷۳۱، تاريخ بغداد ۱/ ۲٤۸). الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، السكوني، أبو همام، الكوفي، نزيل بغداد، سمع أباه وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وغيرهم، وروى عنه: مسلم، وأبو داود والترمذي وغيرهم، قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الذهبي: قد احتج به مسلم. وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۲/ ۲۳، التهذيب ۱۱/ ۱۳٥، التقريب ۲/ ۳۳۳). شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو بدر الكوفي، روى عن الأعمش وموسى بن عقبة وزياد بن خيثمة وغيرهم، وروى عنه: ابنه أبو همام الوليد بن شجاع، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن معين وغيرهم. قال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق ورع، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين، روى له الجماعة. وقال الذهبي: كان إمامًا ربانيًّا من العلماء العاملين (سير أعلام النبلاء ۹/ ۳٥۳، التهذيب ٦/ ۳۱۳، التقريب ۱/ ۳٤۷). زياد بن خيثمة، الجعفي، الكوفي، روى عن: أبي إسحاق السبيعي، ونعيم بن أبي هند ومجاهد وثابت البناني وغيرهم، وروى عنه: هشيم وأبو بدر، ومحمد بن المعلى وغيرهم، قال ابن معين وأبو زرعة: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن حجر: ثقة من السابعة، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۳/ ۳٦٤، التقريب ۱/ ۲٦۷). محمد بن جحادة - بضم الجيم وتخفيف المهملة - الكوفي، أحد الأئمة الثقات روى عن: أبيه، وأبي صالح السمان، وعطاء بن أبي رباح والحسن، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، وروى عنه: ابنه إسماعيل، وشعبة، وسفيان بن عيينة، وشريك، وخلق وثقه أحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۱۷٤، التهذيب ۹/ ۹۲، التقريب ۲/ ۱٥۰). الحسن هو البصري ثقة من التابعين تقدمت ترجمته في رقم ۱۰۱. جندب بن عبد الله بن سفيان، أبو عبد الله البجلي، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه الحسن، وابن سيرين، وأبو عمران الجوني، وآخرون عن يونس بن جبير قال: شيعنا جندبا فقلت له: أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالقرآن، فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء، فقدم مالك دون دينك، فإن تجاوز البلاء، فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المخروب من خرب دينه، والمسلوب من سلب دينه، واعلم أنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار. وعن جندب - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن فتيان حزاورة حزاورة: جمع حزور، وحزور، هو الغلام الذي قد شب وقوي، والتاء في حزاورة لتأنيث الجمع، (لسان العرب مادة حزر ۲/ ۸٥٥).، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن، فازددنا به إيمانًا الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه في المقدمة، باب في الإيمان ۱/ ۳۳ رقم ٦۱ وذكره البوصيري في مصباح الزجاجة ۱/ ٥٥ رقم ۲۳ وقال: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.، عاش جندب البجلي - وقد ينسب إلى جده - وبقي إلى حدود سنة سبعين فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين (سير أعلام النبلاء ۳/ ۱۷٤، الإصابة في تمييز الصحابة ۱/ ۲٦۰، التهذيب ۲/ ۱۱۷).

• الحكم على الحديث: صحيح فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه ورجال إسناده ثقات. وله شاهد آخر عن أبي هريرة بنفس اللفظ: وزيادة "تلك الليلة". أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل يس ۲/ ٥٤۹ رقم ۳٤۱۷ فقال: حدثنا الوليد بن شجاع، حدثني أبي، حدثني زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أبي هريرة. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات في ذكر سورة يس ۲/ ٤۸۰ رقم ۲٤٦۲ من طريق أبي العوام عن الحسن به بلفظ: من قرأ يس كل ليلة غفر له. وأخرجه أيضًا رقم ۲٤٦٤ من طريق أبي همام عن أبيه عن زياد بن خيثمة به. وأخرجه أبو يعلى في مسنده جـ ۱۱/ ۹۳ رقم ٦۲۲٤ من طريق هشام بن يزيد عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة فذكره. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، ص ۳۱۸، رقم ٦۷٤ من طريق أيوب ويونس وهشام عن الحسن به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ۱/ ٤۱٦ في ترجمة أغلب بن تميم بن النعمان عن أيوب ويونس وهشام عن الحسن به. وقال: وأغلب بن تميم عامة أحاديثه غير محفوظة وهو ممن يكتب حديثه. وأخرجه أيضًا ابن عدي ۲/ ۲۹۹ في ترجمة الحسن بن دينار عن الحسن عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۱/ ۱٤۹ وفي المعجم الأوسط ٤/ ۲۱ رقم ۳٥۰۹ من طريق غالب القطان عن الحسن به وقال في المعجم الصغير: قد قيل: إن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقال بعض أهل العلم إنه قد سمع منه. وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ۳۲۳ رقم ۲٤٦۷ فقال: حدثنا جسر عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ يس في ليلة التماس وجه الله غفر له. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ۲/ ۱٥۹ من طريق جسر أبو جعفر عن الحسن به، وأخرجه أيضًا في ذكر أخبار أصبهان ۲/ ۲٥۲ من طريق جسر بن فرقد عن الحسن به.

• رجال الإسناد: الوليد بن شجاع بن الوليد، أبو همام السكوني، ثقة تقدم في رقم ۲٦۷. أبوه هو شجاع بن الوليد، أبو بدر الكوفي، صدوق ورع تقدم في رقم ۲٦۷.
زياد بن خيثمة الكوفي، ثقة تقدم في رقم ۲٦۷. محمد بن جحادة الكوفي، ثقة تقدم في رقم ۲٦۷. الحسن هو البصري ثقة من التابعين تقدم في رقم ۱۰۱. أبو هريرة: صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.

• الحكم على الحديث: حديث حسن لشواهده، فرواته ثقات إلا أن كثيرًا من العلماء قالوا بأن الحسن البصري لم يثبت له سماع من أبي هريرة. قال ابن حجر: روى عن ثوبان وعمار بن ياسر وأبي هريرة ولم يسمع منهم وكذا قال الذهبي، وقال ابن حجر أيضًا: وقع في سنن النَّسَائِيّ من طريق أيوب عن الحسن عن أبي هريرة في المختلعات. قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث. قال ابن حجر: وهذا إسناد لا مطعن من أحد في رواته وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة. (سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٦٦، التهذيب ۲/ ۲٦۳ - ۲۷۰) قلت: حديث المختلعات أخرجه الإمام النَّسَائِيّ في كتاب الطلاق، باب ما جاء في الخلع ٦/ ۱٦۸ من طريق أيوب عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات. قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن النَّسَائِيّ: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا.
[۲٦۸] عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ يس في كل ليلة ابتغاء وجه الله عزَّ وجلَّ غفر له.
• أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٥/ ۱۹۳ في ترجمة علي بن عاصم بن صهيب الواسطي فقال: حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد قال: ثنا العلاء بن مسلمة قال: ثنا علي بن عاصم عن حميد عن أنس فذكره.

• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف، فيه علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، صدوق يخطئ، ويصر، ورمي بالتشيع، من التاسعة مات سنة إحدى ومائتين وقد جاوز التسعين، روى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وعطاء بن السائب وغيرهم، وروى عنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعلي بن الجعد. قال أحمد: يكتب حديثه، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي: والضعف بين علي حديثه وقال الذهبي: ضعفوه (التقريب ۲/ ۳۹، التهذيب ۷/ ۳٤٤، الكاشف ۲/ ۲۸۸، الكامل في الضعفاء ٥/ ۱۹۱)، والحديث له شاهد صحيح تقدم في رقم ۲٦۷ وشاهد آخر إسناده حسن تقدم في رقم ۲٦۷ وهذا مما يقوي الحديث.
[۲٦۹] عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرءوها على موتاكم.
• أخرجه الإمام النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقرأ على الميت ٦/ ۲٦٥ رقم ۱۰۹۱۳ فقال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار فذكره. وأخرجه الإمام أحمد والطبراني وابن نصر وهو حديث ضعيف بسبب الإبهام الذي في إسناده وقد تقدم مطولًا في رقم ۱۳٦ وله شواهد من حديث جندب بن عبد الله البجلي وأبي هريرة.
[۲۷۰] عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.
• أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب: ما جاء في فضل يس ٥/ ۱٤۹ رقم ۲۸۸۷ فقال: حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع، قالا: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد، عن مقاتل بن حبان، عن قتادة عن أنس فذكره وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وهارون أبو محمد شيخ مجهول وفي الباب عن أبي بكر الصديق ولا يصح من قبل إسناده، إسناده ضعيف. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب: في فضل يس ۲/ ٥٤۸ رقم ۲٤۱٦ عن محمد بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة يس ۲/ ٤۷۹ رقم ۲٤٦۰ من طريق قتيبة. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳ من طريق حسن بن صالح به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة يس ٥/ ۲۷۸ وعزاه للدارمي والترمذي والبيهقي في شعب الإيمان.
• الحكم على الحديث: ضعيف قال الحافظ ابن حجر: هارون أبو محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس: إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، وعنه الحسن بن صالح. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وهارون أبو محمد مجهول وقال الذهبي: مجهول، وقال ابن حجر: مجهول من السادسة، روى له الترمذي (الكاشف ۳/ ۲۱٦، التقريب ۲/ ۳۱۳، التهذيب ۱۱/ ۱٥).

وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۲۷۰ مكرر] عن الحسن قال: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله أو مرضاة الله، غفر له، وقال: بلغني أنها تعدل القرآن كله.
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل يس ۲/ ٥٤۸ رقم ۳٤۱٥ فقال: حدثنا أبو الوليد موسى بن خالد، حدثنا معتمر عن أبيه قال: بلغني عن الحسن قال: فذكره.
• الحكم على الأثر: ضعيف فيه انقطاع بين سليمان التيمي والحسن البصري وإن كان سليمان بن طرخان التيمي روى عن الحسن البصري إلا أنه في هذا الحديث قال: بلغني عن الحسن. وهذا لا يقال من الرأي فهو من قبيل المرسل وقد سبق مرفوعًا بإسناد صحيح في رقم ۲٦۷.
• التعليق: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له، قال الطيبي: لاحتوائها على البراهين الساطعة، والآيات القاطعة والعلوم المكنونة والمعاني الدقيقة، والمواعيد الفائقة، والزواجر البالغة بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۲٥۳..

قراءتها عند المحتضر:
[۲۷۱] عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرأوا على موتاكم يس.
• أخرجه النَّسَائِيّ في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقرأ على الميت ص ۳۰۸ رقم ۱۰۸۲ فقال: أخبرني محمود بن خالد قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني عبد الله بن المبارك، عن سلميان التيمي، عن أبي عثمان عن معقل بن يسار فذكره وهو في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقرأ على الميت ٦/ ۲٦٥ رقم ۱۰۹۱۳ بنفس السند والمتن. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان في كتاب الجنائز، فصل في المحتضر جـ ٥/ ۳ رقم ۲۹۹۱ من طريق يحيى القطان عن سليمان التيمي به وقال: أراد به من حضرته المنية. وأخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب القراءة على الميت ۳/ ۱۸۸ رقم ۳۱۲۱ فقال: حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن مكي قالا: ثنا ابن مبارك عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي، عن أبيه عن معقل بن يسار فذكره. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز، باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر ۱/ ٤٦٥ رقم ۱٤٤۸ من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب سورة يس: اقرؤوها عند موتاكم. ۱/ ٥٦٥ من طريق عارم بن الفضل أبو النعمان عن ابن المبارك به بمثل إسناد أبي داود. وقال: أوقفه يحيى بن سعيد وغيره، والقول فيه قول ابن المبارك؛ إذ الزيادة من الثقة مقبولة وقال الذهبي: رفعه ابن المبارك ووقفه يحيى القطان. وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۲٦ عن عارم عن عبد الله بن المبارك به. وأخرجه أيضًا ٥/ ۲۷ من طريق عبد الله وعتاب عن ابن المبارك به بمثل إسناد أبي داود. • رجال الإسناد: محمود بن خلاد بن أبي خالد يزيد السلمي، أبو علي الدمشقي، روى عن أبيه والوليد بن مسلم والفريابي وغيرهم، وروى عنه: أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم، قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، ولد سنة ست وسبعين ومائة، ومات سنة تسع وأربعين ومائتين (الكاشف ۳/ ۱۲٥، التهذيب ٦۱/ ۱۰، التقريب ۲/ ۲۳۲). الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، عالم الشام، روى عن: الأوزاعي وابن جريج والثوري، وخلق، وروى عنه الليث بن سعد، الحميدي، ومحمود بن خالد السلمي وغيرهم، قال العجلي يعقوب بن شيبة: الوليد بن مسلم ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن حجر: ثقة لكنه كثير التدليس من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ۲۱۱، التهذيب ۱۱/ ۱٥۱، التقريب ۲/ ۳۳٦).
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، أبو عبد الرحمن المروزي أحد الأئمة، روى عن: سليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم وروى عنه: الثوري ومعمر بن راشد والوليد بن مسلم وغيرهم، ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۸/ ۳۷۸، التهذيب ۲/ ۳۸۲، التقريب ۱/ ٤٤٥). سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري، نزل في بني تميم فنسب إليهم روى عن: أنس بن مالك وأبي عثمان النهدي وأبي عثمان وليس بالنهدي، وغيرهم، وروى عنه: عبد الله بن المبارك والسفيانان وحماد بن سلمة وغيرهم. قال أحمد وابن معين والنسائي: ثقة، وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث وكان من العباد والمجتهدين وكان يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة. وقال ابن حجر: ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٤/ ۲۰۱، التقريب ۱/ ۳۲٦). أبو عثمان، وليس بالنهدي، قيل: اسمه سعد، روى عن معقل بن يسار وأنس بن مالك وأنس بن جندل، وقيل: عن أبيه عن معقل، روى عنه سليمان التيمي، قال ابن المديني: مجهول. وقال الآجري عن أبي داود: هو ابن عثمان السكني، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر: مقبول من الرابعة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۱۲/ ۱٦۳، التقريب ۲/ ٤٤۹). معقل بن يسار المزني، صحابي جليل ممن بايع تحت الشجرة، مات بعد الستين - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين - (الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ۱۲٦).
• الحكم على الحديث: أخرجه ابن حبان في صحيحه، ورواة إسناده ثقات، إلا أن أبا عثمان قال عنه الحافظ ابن حجر: مقبول، وذكره ابن حبان في الثقات، وهذا الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير في كتاب الجنائز ۲/ ۱۱۰ وقال: أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم من حديث سليمان التيمي، عن أبي عثمان وليس بالنهدي، عن أبيه، عن معقل بن يسار، ولم يقل النَّسَائِيّ، وابن ماجه عن أبيه، وأعله ابن القطان بالاضطراب وبالوقف وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث.

وفي هذا المعنى من المقطوعات:
[۲۷۲] عن صفوان قال: حدثني المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالي حين اشتد سوقه سوقه - بفتح السين المهملة وسكون الواو - أي نزعه كأن روحه تساق لتخرج من بدنه (بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۲٥٥). فقال: هل منكم أحد يقرأ يس؟ قال: فقرأها صالح بن شريح السكوني، فلما بلغ أربعين منها قبض، قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها، قال صفوان: وقرأها عيسى بن المعتبر عند ابن معبد.
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱۰٥ فقال: حدثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان قال: فذكره.
وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ٥/ ۱۹۰ وعزاه للإمام أحمد وقال: وهذا إسناد حسن.
• رجال الإسناد: أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج ثقة تقدم في رقم ۲٤۰. صفوان هو ابن عمرو بن هرم، أبو عمر الحمصي، ثقة من الخامسة روى عن: عبد الله بن بشر المازني الصحابي، وجبير بن نفير وشريح بن عبيد وغيرهم وروى عنه: ابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو المغيرة وغيرهم. قال العجلي ودحيم وأبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، مات سنة خمس وخمسين ومائة، روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۲/ ۳۰، التهذيب ٤/ ٤۲۸، التقريب ۱/ ۳٦۸) المراد بالمشيخة هم: كبار التابعين. غضيف - بالتصغير - ابن الحارث الثمالي السكوني، مختلف في صحبته، ذكره جماعة من التابعين وذكره السكوني في الصحابة، وكذا البخاري وابن أبي حاتم والترمذي وخليفة والطبراني وآخرون، وذكره ابن حجر في القسم الأول من حرف العين في الإصابة، في تمييز الصحابة وقال: الصحيح له صحبة نزل الشام أخرج ابن منده عن غضيف قال: كنت صبيًّا أرمي نخل الأنصار فأتوا بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح رأسي وقال: كل مما سقط ولا ترم نخلهم. (الإصابة في تمييز الصحابة ٥/ ۱۸۹، الكاشف ۲/ ۳۷٦).
• الحكم على الأثر: ذكره الحافظ ابن حجر وقال: إسناده حسن.

• التعليق: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأوا على موتاكم يس" تعبير عن المحتضر بالميت؛ لأنه صار في حكم الأموات، والحكمة في قراءتها عنده وقتئذ: أنه يكون ضعيف القلب، وقلبه مقبل على الله بكليته، فإذا قرئت عليه قوي قلبه، واشتد تصديقه بأصول الدين، واستأنس بما فيها من ذكر أحوال القيامة. قال الطيبي: والسر في ذلك أن السورة الكريمة مليئة بتقرير أمهات الأصول، وجميع المسائل المفيدة، من كيفية الدعوة، وأحوال الأمم وإثبات القدر، وأن أفعال العبادة مسندة إلى الله - تعالى - وإثبات التوحيد ونفي التعدد وأمارات الساعة، وبيان الإعادة والحشر والحساب والجزاء والمرجع المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود للإمام محمود خطاب السبكي ۸/ ۲٥۸ وإتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ٥/ ۲۸٥.. وقال الحافظ ابن كثير: قال بعض العلماء: من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ على أمر عسير إلا يسره الله تعالى، وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة، وليسهل عليه خروج الروح. والله تعالى أعلم تفسير ابن كثير أول سورة يس ۳/ ٥٦۳.. وقال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا (فائدة): قال ابن العربي: تتأكد قراءة يس، وإذا حضرت موت أحد فاقرأ عنده يس، فقد مرضت وغشي علي، وعددت من الموتى، فرأيت قومًا كرش المطر يريدون أذيتي، ورأيت شخصًا جميلًا دفعهم عني حتى قهرهم، قلت: من أنت؟ قال: سورة يس، فأفقت فإذا بأبي عند رأسي وهو يبكي ويقرأ يس وقد ختمها بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا ۱۸/ ۲٥٤۰.. وقال المناوي: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فاقرأوها عند موتاكم" أي من حضره الموت قال الطيبي: الفاء جواب شرط محذوف، أي إذا كانت قراءة يس بالإخلاص لمحو الذنوب السالفة فاقرأوها على من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه فيغفر له ما سلف فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦/ ۲۰۰.. والله أعلم.

قراءة سورة يس تيسر الأمور:
[۲۷۳] عن عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ يس في صدر النهار قضيت حوائجه.
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل يس ۲/ ٥٤۹ رقم ۳٤۱۸ فقال: حدثنا الوليد بن شجاع، حدثني أبي، حدثني زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة، عن عطاء بن أبي رباح فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة يس ٥/ ۲۷۸ وقال: أخرجه الدارمي.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات سبقت ترجمتهم في رقم ۲٦۷. وعطاء بن أبي رباح ثقة من التابعين تقدمت ترجمته في رقم ٥۹.
[۲۷٤] وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: من قرأ يس حين يصبح أعطي يسر يومه حتى يمسي، ومن قرأها في صدر ليلة أعطي يسر ليلته حتى يصبح.
• أخرجه الدارمي في الموضع السابق رقم ۳٤۱۹ فقال: حدثنا عمرو بن زرارة، ثنا عبد الوهاب، ثنا راشد أبو محمد الحماني، عن شهر بن حوشب قال: قال ابن عباس فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة يس ٥/ ۳۷۹ وقال: أخرجه الدارمي. • رجال الإسناد: عمرو بن زرارة بن واقد النيسابوري، أبو محمد، روى عن أبي بكر بن عياش وهشيم وعبد الوارث الثقفي وغيرهم، وروى عنه: البخاري ومسلم والنسائي والدارمي وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، روى له البخاري ومسلم والنسائي. التهذيب ۸/ ۳٥، التقريب ۲/ ۷۰). عبد الوهاب بن عطاء الخفاف صدوق تقدمت ترجمته في رقم ۲۱۷. راشد بن نجيح الحماني، أبو محمد البصري، روى عن أنس وشهر بن حوشب وعبد الله بن الحارث وغيرهم، وروى عنه ابن المبارك وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن أبي عدي وغيرهم، قال أبو حاتم: صالح الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر: صدوق من الخامسة، روى له البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه (التهذيب ۳/ ۲۲۸، التقريب ۱/ ۲٤۰).
شهر بن حوشب الأشعري، أبو سعيد، الشامي، مولى الصحابية أسماء بنت يزيد، كان من كبار علماء التابعين، حدث عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وغيرهم، وقرأ القرآن على ابن عباس، وحدث عنه قتادة ومعاوية بن قرة وعبد الحميد بن بهرام وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه شهر وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر هذا ليس بقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به وقال ابن حجر: صدوق كثير الأوهام من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومائة، روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم مقرونًا وأصحاب السنن الأربعة. وقال الذهبي: وثقه أحمد وابن معين. وقال يعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان: شهر ثقة طعن فيه بعضهم. وقال الترمذي: قال محمد - يعني البخاري -: شهر حسن الحديث. وقوى أمره، وقال العجلي: ثقة. قال الذهبي: الرجل غير مدفوع عن صدق وعلم، والاحتجاج به مترجح (سير أعلام النبلاء ٤/ ۳۷۲، الكاشف ۲/ ۱٦، التقريب ۱/ ۳٥٥، التهذيب ٤/ ۳٦۹، الكامل في الضعفاء ٤/ ۳٦ - ٤۰). عبد الله بن عباس صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده حسن.