الفهرس

سُورة غافر
علو منزلة الحواميم:
[۲۷٦] فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرئني يا رسول الله، قال له: اقرأ ثلاثًا من ذات: "الراء" ذات الراء: هي السور التي بدأت بـ "آلر" وهي سورة يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.. فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال كلمة قال: من سنن أبي داود وبقية مصادر التخريج.. فاقرأ من ذات "حم" ذات حم: هي السور التي بدأت بـ (حم) وهي سورة غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف. فقال مثل مقالته الأولى فقال: اقرأ ثلاثًا من المسبحات المسبحات: بكسر الباء نسبة مجازية: وهي السور التي في أوائلها سبحان، أو سبح بالماضي أو يسبح بالمضارع أو سبح الأمر وهي سبع سور: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى (تحفة الأحوذي ۸/ ۲۳۸). فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه إذا زلزلت الأرض حتى فرغ منها، قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا. ثم أدبر الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح الرويجل رويجل: تصغير رجل: رجيل، ورويجل على غير قياس. لسان العرب مادة رجل ۲/ ۱٥۹٦.، أفلح الرويجل، ثم قال: علي به، فجاءه فقال له: أمرت بيوم الأضحى جعله الله عيدًا لهذه الأمة. فقال الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة منيحة: ومنحة بمعنى واحد، وهي أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه ينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثم يردها، وقد تقع المنحة على الهبة مطلقًا لا قرضًا ولا عارية (النهاية في غريب الحديث مادة منح ٤/ ۳٦٤). ابني أفأضحي بها؟ قال: لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتحلق عانتك؛ فذلك تمام أضحيتك عند الله.
• أخرجه الإمام أحمد في مسنده، جـ ۲/ ۱٦۹ فقال: حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد حدثني عياش بن عباس، عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن ۲/ ٥۸ رقم ۱۳۹۹ من طريق عبد الله بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب به إلا أن فيه: اقرأ ثلاثًا من ذات "الم" بدلًا من "الر". وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن، باب: إذا زلزلت ٥/ ۱٦ رقم ۸۰۲۷ من طريق عبد الله عن سعيد به. وأخرجه بن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الرقائق، باب: قراءة القرآن ۳/ ٥۰ رقم ۷۷۳ من طريق ابن وهب عن عياش بن عباس به. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير باب تفسير سورة الزلزلة ۲/ ٥۳۲ من طريق عبد الله بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي: بل صحيح، أي ليس على شرطهما ولكنه صحيح فقط وهما كما قال الذهبي: فإن عياش بن عباس القتباني روى له مسلم فقط، وعيسى بن هلال لم يخرج له أحد منها، إلا أن البخاري أخرج له خارج الصحيح في الأدب المفرد وأخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال عنه ابن حجر: صدوق من الرابعة وقال الذهبي: وثق (الكاشف ۲/ ۳٦۳، التقريب ۲/ ۱۰۳). وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب: فضل إذا زلزلت والعاديات، ص ۱٤۰ من طريق ابن لهيعة عن عياش ابن عباس القتباني به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة إذا زلزلت بالذكر ۲/ ٤۹٦ رقم ۲٥۱۲ من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب به إلى قوله: قد أفلح الرويجل. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، ص ۳۲۲، رقم ٦۸٥ من طريق عبد الله بن يزيد عن أبيه عن سعيد به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الزلزلة ٦/ ۳۷۹، وعزاه لأحمد، وأبي داود، والنسائي، والحاكم وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان.

• الحكم على الحديث: صحيح، فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم وأقره الذهبي.

• التعليق: هذا الحديث الشريف يدل على علو منزلة هذه السور؛ فقد اختارها النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصحابي لما طلب منه وقال له: أقرئني يا رسول الله؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ ثلاثًا من ذات "الراء"، أي من السور التي بدأت بهذه الأحرف - وهي: يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر - فاعتذر الرجل عن عدم استطاعته لقراءة هذه السور فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: فاقرأ ثلاثًا من ذات "حم" أي من السور التي بدأت بـ"حم" - وهي غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف - فاعتذر الرجل عن عدم استطاعته فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرا ثلاثًا من المسبحات - وهي السور التي بدأت بـ سبحان، أو سبح، أو يسبح، أو سبح - وهذا يدل على علو منزلة هذه السور ورفعة مكانتها.

الحواميم ديباج القرآن:
[۲۷۷] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: الحواميم الحواميم هي السور التى بدأت بـ (حم) وهي: غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف. ديباج القرآن الدبج هو: النقش والتزيين ومنه قول ابن مسعود: الحواميم ديباج القرآن (لسان العرب مادة دبج ۲/ ۱۳۱٦)..
• أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن باب في فضل الحواميم ۱۰/ ٥٥۸ رقم ۱۰۳۳۲ فقال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال عبد الله فذكره.
وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير باب تفسير سورة المؤمن ۲/ ٤۳۷ من طريق سفيان به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن في فضل آل حاميم ص ۱۳۷ من طريق سفيان بن عيينة به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سور شتى ص ۱۲۷ رقم ۳۰۲ من طريق الزنجي عن ابن أبي نجيح به إلا أنه قال: عن أبي مسعود الأنصاري. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۸۱ رقم ٦۰۳۱ عن ابن عيينة به. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل ص ۷۷ بدون إسناد وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر الحواميم ۲/ ٤۸۳ رقم ۲٤۷۱ من طريق سفيان به.
• رجال الإسناد: سفيان بن عيينة ثقة حجة تقدم في رقم ۱۱۸. عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي، أبو يسار المكي، روى عن أبيه، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة وغيرهم، وروى عنه شعبة، والسفيانان وغيرهم، قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من السادسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۱۲٥، التهذيب ٦/ ٥٤، التقريب ۱/ ٤٥٦). مجاهد بن جبر المكي، ثقة من الثالثة تقدم في رقم ۹٥. عبد الله بن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح. وللحديث شاهد عن أنس بن مالك بنفس اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة غافر ٥/ ۳۷۸، وقال: أخرجه أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي.
[۲۷۸] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن لكل شيء لبابًا ولباب لب كل شيء ولبابه خالصه وخياره (النهاية في غريب الحديث مادة لبب ٤/ ۲۲۳، لسان العرب مادة لبب ٥/ ۳۹۷۹). القرآن الحواميم.
• أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل آل حاميم ص ۱۳۷ فقال: حدثنا أبو الأسود عن ابن لهيعة عن أبي حبيب عن الجراح بن الجراح عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر المنثور، باب تفسير سورة غافر ٥/ ۳۷۸ وقال: أخرجه أبو عبيد.
• الحكم على الأثر: ضعيف في إسناده عبد الله بن لهيعة صدوق اختلط بعد احتراق كتبه. إلا أن رواية العبادلة عنه صحيحه. وهذه ليست منها وقد سبقت ترجمة عبد الله بن لهيعة في رقم ۱٤۰.

الحواميم أمان من النار:
[۲۸۰ مكرر] عن الخليل بن مرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة وقال: الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع: جهنم، والحطمة، ولظى، وسعير، وسقر، والهاوية، والجحيم. قال: يجيء كل حم منها يوم القيامة - أحسبه قال: - تقف على باب من هذه الأبواب فتقول: اللّهم لا يدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني.
• أخرجه البيهقي في كتاب البعث والنشور، باب ما جاء في عدد أبواب جهنم، ص ۲٥٥ رقم ٥۰۸ فقال: أخبرنا الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر ثنا معمر، عن الخليل بن مرة فذكره وقال: هذا منقطع والخليل بن مرة فيه نظر. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة غافر ٥/ ۳۷۸، ۳۷۹ وقال: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
• الحكم على الحديث: فيه إعضال وضعف: حيث إن الخليل بن مرة قال عنه البخاري: منكر الحديث وقال عنه الحافظ ابن حجر: ضعيف من السابعة، مات سنة ستين ومائة (التقريب ۱/ ۲۲۸، الكامل في الضعفاء ۳/ ٥۸، التهذيب ۳/ ۱٦۹).