الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورة المنافقون - من سور المفصل الذي فضل به النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في صلاة الجمعة: [۳۰۲] فعن ابن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة. وخرج إلى مكة، فصلى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف: فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما يوم الجمعة. • أخرجه الإمام مسلم في كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة ۲/ ٥۹۷ رقم ۸۷۷. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقرأ في الجمعة ۱/ ۲۹۲ رقم ۱۱۲٤. وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الجمعة ۲/ ۳۹٦ رقم ٥۱۹ وقال: حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب ۷٥۲ انظر تحفة الأشراف ۱/ ۲٤۱. وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الصلاة يوم الجمعة ۱/ ۳٥٥ رقم ۱۱۱۸. وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ٤۳۰. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة ۳/ ۱۷۰ رقم ۱۸٤۳. وأخرجه الشافعي في المسند، ص ٦۹. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة، باب التوقيت في القراءة في الصلاة ۱/ ٤۱٤. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة ٤/ ۲۷۱ رقم ۱۰۸۹. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۹/ ۱۱۲ رقم ۹۲۷۹. [۳۰۳] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {الم (۱) تَنْزِيلُ} السجدة سورة السجدة الآية رقم (۱) والمقصود السورة بتمامها. و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}سورة الإنسان الآية رقم ۱ والمقصود السورة بتمامها. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقون. • أخرجه الإمام مسلم - واللفظ له - وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وابن خزيمة، والطيالسي، والطبراني وقد تقدم تخريجه بالتفصيل في فضل سورة السجدة في الحديث رقم ۲٦۲.
• التعليق: سبب قراءة سورتي الجمعة "والمنافقون" في صلاة الجمعة وإنما خصها بهما؛ لما في سورة الجمعة من الحث على حضورها والسعي إليها وبيان فضيلة بعثته - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الأربع حكم في بعثته من أنه {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[الجمعة: ۲]، والحث على ذكر الله، ولما في المنافقون من توبيخ أهل النفاق وحثهم على التوبة ودعائهم إلى طلب الاستغفار من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن المنافقين يكثر اجتماعهم في صلاتها، ولما في آخرها من الوعظ والحث على الصدقة سبل السلام شرح بلوغ المرام للإمام الصنعاني ۲/ ۹۰.. وقال الإمام النووي: فيه استحباب قراءتهما بكمالهما فيها وهو مذهبنا ومذهب آخرين، قال العلماء: والحكمة في قراءة سورة الجمعة: اشتمالها على وجوب الجمعة وغير ذلك من أحكامها، وما فيها من القواعد والحث على التوكل والذكر وغير ذلك. وقراءة سورة المنافقون لتوبيخ حاضريها منهم وتنبيههم على التوبة وغير ذلك، وما فيها من القواعد؛ لأنهم ما كانوا يجتمعون في مجلس أكثر من اجتماعهم فيها صحيح مسلم بشرح النووي ٦/ ۱٦٦، ۱٦۷.. [۳۰٦] عن جابر بن عبد الله وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم يوم الجمعة فقرأ بسورة الجمعة يحرض بها المؤمنين، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} يوبخ بها المنافقين. • ذكر السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الجمعة ٦/ ۲۳۸ وعزاه لابن مردويه ولم أقف على إسناد ويشهد له الأحاديث الصحيحة السابقة أرقام ۳۰۲، ۳۰۳، ۳۰٤.
ومن الموقوفات: [۳۰۹] عن الحكم، عن أناس من أهل المدينة يرى فيهم أبا جعفر قال: كان يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقون، فأما سورة الجمعة فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم، وأما سورة المنافقون، فيؤيس بها المنافقين ويوبخهم. • أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة ۲/ ۱٤۲ فقال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم عن الحكم فذكره. • رجال الإسناد: جرير هو ابن عبد الحميد بن قرط - بضم القاف - ثقة تقدم في رقم ۱٤٦. منصور هو ابن زاذان الواسطي ثقة تقدم. إبراهيم هو ابن يزيد النخعي ثقة تقدم في رقم ۱۷۷. الحكم هو ابن عتيبة الكندي مولاهم، أبو محمد، الكوفي، كان صاحب عبادة وفضل، قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة، زاد النَّسَائِيّ: ثبت وقال ابن سعد: كان ثقة فقيهًا عالمًا رفيعًا كثير الحديث. وقال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه، من الخامسة، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وله نيف وستون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ۲/ ٤۳۲، التقريب ۱/ ۱۹۲). أبو جعفر هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر الباقر، روى عن أبيه، وجديه: الحسن والحسين وغيرهم. وروى عنه: ابن جعفر والزهري والأوزاعي وغيرهم، قال العجلي: مدني تابعي ثقة. وذكره النَّسَائِيّ في فقهاء أهل المدينة من التابعين. وقال ابن حجر: ثقة فاضل، من الرابعة، مات سنة ثمان عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٤/ ٤۰۱، التهذيب ۹/ ۳٥۰، التقريب ۲/ ۱۹۲). • الحكم على الأثر: إسناده صحيح رجاله ثقات. وقد تقدم معناه مرفوعًا بأسانيد صحيحة أرقام ۳۰۲، ۳۰۳، ۳۰٤.