الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ۱- من سور المفصل الذي فضل به النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرؤها راجع فضائل سورتي السجدة والملك رقم ۲٥۷.:
۲- تشفع لصاحبها حتى يغفر له: [۳۱۱] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}. • أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في عدد الآي ۲/ ٥۹ رقم ۱٤۰۰ فقال: حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة أخبرنا قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سور الملك ٥/ ۱٥۱ رقم ۲۸۹۱ عن عمرو بن مرزوق به وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك ٦/ ۱۷۸ رقم ۱۰٥٤٦. وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير، باب سورة الملك ٦/ ٤۹٦ رقم ۱۱٦۱۲ من طريق أبي أسامة عن شعبة به. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب ثواب القرآن ۲/ ۱۲٤٤ رقم ۳۷۸٦ من طريق أبي أسامة عن شعبة به. وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ۲۹۹، ۳۲۱ فقال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - ثنا شعبة به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب الرقاق، باب قراءة القرآن ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك ۳/ ٦۷ رقم ۷۸۷ بلفظ: أن سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له، تبارك الذي بيده الملك. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب ذكر فضائل سورة وآي متفرقة ۱/ ٥٦٥ من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وأخرجه أيضًا في كتاب التفسير في تفسير سورة الملك ۲/ ٤۹۷، ٤۹۸ من طريق عمران القطان عن قتادة به بلفظ: إن سورة من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ما هي إلا ثلاثين آية شفعت لرجل وأخرجته من النار وأدخلته الجنة وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي فقال: صحيح. • الحكم على الحديث: الحديث حسنه الترمذي وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم وأقره الذهبي. [۳۱۲] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك. • أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۱/ ۱۷٦ فقال: حدثنا سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي، حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس فذكره وقال: لم يروه عن ثابت البناني إلا سلَّام. وأخرجه أيضًا في المعجم الأوسط ٤/ ۷٦ رقم ۳٦٥٤ فذكره بمثل هذا الإسناد والمتن. وذكره الحافظ بن كثير في تفسيره في سورة الملك ٤/ ۳۹٥ وقال: رواه الطبراني والحافظ الضياء المقدسي. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الملك ٦/ ۲۷۲ وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، والضياء في المختارة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب سورة تبارك ۷/ ۱۲۷ وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. • رجال الإسناد: سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري. لم أقف على ترجمته وهو ثقة عند الهيثمي. شيبان بن فروخ الأبلي (بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام)، أبو محمد، روى عن جرير بن حازم، وحماد بن سلمة وسلام بن مسكين وغيرهم. وروى له أبو داود والنسائي بواسطة. قال أحمد بن حنبل: ثقة، وقال أبو زرعة: صدوق، ولد سنة أربعين ومائة، ومات سنة ست وثلاثين ومائتين، روى له مسلم، وأبو داود، والنسائي (الكاشف ۲/ ۱٦، التهذيب ٤/ ۳۷٤، التقريب ۱/ ۳٥٦). سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي، أبو روح البصري، روى عن: ثابت البناني والحسن البصري، وقتادة وغيرهم. وروى عنه: ابن مهدي ويحيى القطان ومعتمر بن سليمان وغيرهم. قال موسى بن إسماعيل: كان من أعبد أهل زمانه. وقال أحمد وابن معين: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من السابعة، مات سنة سبع وستين ومائة. روى له الجماعة إلا الترمذي (التهذيب ٤/ ۲۸٦، التقريب ۱/ ۳٤۲، الكاشف ۱/ ٤۱٤). ثابت البناني ثقة تقدم في رقم ٤۷. أنس بن مالك صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: إسناده حسن وله شاهد عن أبي هريرة بإسناد حسن تقدم في رقم ۳۱۱.
• التعليق: هذا الحديث الشريف يبين فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عظمة القرآن وأنَّه ينفع أصحابه، وأن سورة من القرآن الكريم هي سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تشفع لمن يحافظ على قراءتها، والله تعالى يقبل شفاعتها ويغفر لصاحبها وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "شفعت لرجل حتى غفر له" يحتمل أن يكون بمعنى المضي في الخبر والمعنى كان رجل يقرؤها ويعظم قدرها، فلما مات شفعت له حتى دفع عنه العذاب. ويحتمل أن يكون بمعنى المستقبل أي تشفع لمن يقرأها في القبر ويوم القيامة تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ۸/ ۲۰۱، بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۳۱٥..
۳- مانعة من عذاب القبر: [۳۱۳] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. • أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان في ترجمة أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن جميل ٤/ ۲٦۳ فقال: حدثنا إسحاق، قال: ثنا أحمد بن منيع في كتاب فضائل القرآن قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله. • رجال الإسناد: إسحاق بن إبراهيم بن جميل، يلقب بشحة، قال أبو الشيخ: شيخ صدوق صاحب أصول، كان من المعمرين، كان قد قارب المائة، عنده المسند عن أحمد بن منيع، مات سنة عشر وثلاثمائة. قال أبو نعيم: وله مائة وسبع عشرة سنة (طبقات الأصبهانيين ٤/ ۲٦۲ رقم ٥۰٤، وأخبار أصبهان ۱/ ۲۱۸). أحمد بن منيع بن عبد الرحمن، أبو جعفر البغدادي صاحب المسند المعروف حدث عن: هشيم، وعباد بن العوام، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك وطبقتهم. حدث عنه: إسحاق بن إبراهيم بن جميل والجماعة، لكن البخاري بواسطة. قال النَّسَائِيّ وصالح جزره: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومائتين، وله أربع وثمانون سنة. روى له الجماعة: (تاريخ بغداد ٥/ ۱٦۰، تذكرة الحفاظ ۲/ ٤۸۱، سير أعلام النبلاء ۱۱/ ٤۸۳، تهذيب التهذيب ۱/ ۸٤، التقريب ۱/ ۲۷). أبو أحمد الزبيري هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الكوفي. روى عن: سفيان الثوري ومالك بن أنس، وإسرائيل بن يونس وغيرهم، وروى عنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال العجلي: ثقة بتشيع. وقال ابن حجر: ثقة ثبت من التاسعة، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث ومائتين (تذكرة الحفاظ ۱/ ۳٥۷، سير أعلام النبلاء ۹/ ٥۲۹، التهذيب ۹/ ۲٥٤، التقريب ۲/ ۱۷٦). سفيان الثوري ثقة حافظ تقدم في رقم ٦٥. عاصم بن أبي النجود صدوق حجة في القراءة تقدم في رقم ۳. زر بن حبيش الكوفي ثقة عابد مخضرم تقدم في رقم ٥٤. عبد الله بن مسعود صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: إسناده حسن وله شواهد صحيحة ستأتي في أرقام ۳۱٤، ۳۱٥، ۳۱٦. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ۱۳۱ رقم ۱۱٤۰ وقال: إسناده حسن. [۳۱٤] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: من قرأ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسميها: المانعة وإنها في كتاب الله سورةٌ من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب. • أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك ٦/ ۱۷۹ رقم ۱۰٥٤۷ فقال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم قال: حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت المدني قال: حدثنا ابن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن عرفجة بن عبد الواحد عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب الملك، ص ۱٤۲، رقم ۳۲ من طريق زيد عن عاصم به. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ۲۱۲ رقم ٦۲۱٦ وفي المعجم الكبير ۱۰/ ۱٤۲ رقم ۱۰۲٥٤ من طريق محرز بن سلمة عن عبد العزيز بن أبي حازم به. وذكره البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن، باب تخصيص سورة الملك بالذكر ۱/ ۲۷٤. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب سورة تبارك ۷/ ۱۲۷ وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ۲۷۳ وقال: أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند جيد. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ۱۳۱ رقم ۱۱٤۰: وقال أخرجه أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين ۲٦٤ من طريق أبي أحمد الزبيري قال: ثنا سفيان عن عاصم بن زر عن عبد الله مرفوعًا. سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. وقال: إسناده حسن وقد أخرجه الحاكم ۲/ ٤۹۸ من طريق سفيان به مرفوعًا أتم منه وهو في حكم المرفوع وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. • الحكم على الحديث: قال السيوطي: أخرجه الطبراني وابن مردويه به بسند جيد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات. [۳۱٥] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: يؤتى الرجل في قبره من قبل رجليه، فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقوم علي بسورة الملك. قال: فيؤتى جوفه فيقول جوفه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، وقد وعى فيَّ سورة الملك. قال: فيؤتى رأسه، فيقول لسانه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان يقوم فيّ بسورة الملك. فقال عبد الله: هي المانعة بإذن الله عَزَّ وَجَلَّ من عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل تبارك الذي بيده الملك، ص ۱۰٥ رقم ۲۳۲ فقال: أخبرنا محمد بن كثير، أنبأ سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الملك ۲/ ٤۹۸ من طريق سفيان به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل ۲/ ٤۹٤ رقم ۲٥۰۹ من طريق سفيان به. أخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب الملك ص ۱۳۹ رقم ۲۹ من طريق حماد بن زيد، نا عاصم به وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ما جاء في فضل قراءة تبارك الذي بيده الملك، ص ۷۰ بدون إسناد. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱٤۰ رقم ۸٦٥۱ من طريق عبد الرزاق عن الثوري به. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷۹ عن الثوري به. وأخرجه بنحوه الدارمي في كتاب فضائل القرآن في فضل سورة تنزيل السجدة وتبارك ۲/ ٥٤۷ رقم ۳٤۱۳ عن مرة بن شراحيل. • الحكم على الحديث: الحديث صححه الحاكم وأقره الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب سورة الملك ۷/ ۱۲۸ وقال: رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح. [۳۱٦] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: ضرب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتى ختمها، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتى ختمها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر. • أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك ٥/ ۱٥۱ رقم ۲۸۹۰ فقال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثني يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس فذكره وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الملك بالذكر ۲/ ٤۹٤ رقم ۲٥۱۰ من طريق شعيب بن حرب عن يحيى بن عمرو به وقال: وكذا رواه غيره عن يحيى بن عمرو، تفرد به يحيى بن عمرو وليس بالقوي. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر)، باب ما جاء في فضل قراءة تبارك الذي بيده الملك، ص ۷۰ عن محمد بن عبد الملك به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۲/ ۱۷٤ رقم ۱۲۸۰۱ من طريق محمد بن عبد الملك به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ۳/ ۸۱ من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب به وقال: غريب من حديث أبي الجوزاء، لم نكتبه مرفوعًا مجودًا إلا من حديث يحيى بن عمرو عن أبيه. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ۱۳۱ شاهدًا لحديث صحيح عن ابن مسعود مرفوعًا: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. • الحكم على الحديث: قال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقال الإمام البيهقي: تفرد به يحيى بن عمرو وليس بالقوي. ويحيى بن عمرو بن مالك النكري - بضم النون - البصري، ضعيف من السابعة. روى له الترمذي (الكاشف ۳/ ۲٦٤، التقريب ۲/ ۳٥٤). [۳۱۷] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى، قال: اقرأ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك؛ فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجَّى بها صاحبها من عذاب القبر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي". • أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده، ص ۲۰٦ رقم ٦۰۳ فقال: حدثني إبراهيم بن الحكم حدثني أبي عن عكرمة أن ابن عباس قال لرجل فذكره. وأخرج الجزء الأخير منه الحاكم في باب فضائل القرآن، باب ذكر فضائل سور وآي متفرقة ۱/ ٥٦٥ من طريق حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس وقال: هذا إسناد عند اليمانيين صحيح ولم يخرجاه ورده الذهبي فقال: حفص واه. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات تخصيص سور الملك بالذكر ۲/ ٤۹٤ رقم ۲٥۰۷ من طريق حفص بن عمر العدني. وذكره ابن كثير في أول تفسير سورة الملك ٤/ ۳۹٥ وعزاه للطبراني وعبد بن حميد وقال: هذا حديث غريب وإبراهيم ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ۲۷۲ وقال: أخرجه عبد بن حميد والحاكم وابن مردويه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب سورة تبارك ۷/ ۱۲۷ وقال: رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف. • الحكم على الحديث: ضعيف. فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان قال عنه الدراقطني: ضعيف وقال ابن حجر: ضعيف وصل مراسيل من التاسعة (التهذيب ۱/ ۱۱٥، التقريب ۱/ ۳٤ الكامل في الضعفاء ۱/ ۲٤۱). وقال ابن معين: ضعيف.
وفي هذا المعنى من المراسيل: [۳۱۸] عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره: أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، وأن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها. • أخرجه الإمام مالك في الموطأ في كتاب القرآن، باب ما جاء في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ۱/ ۲۰۹ رقم ۱۹ عن ابن شهاب فذكره. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب الملك، ص ۱٤۰ رقم ۳۰ فقال: حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك به. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ما يكفي من القرآن بالليل، ص ٦۹ فقال: وقال مالك فذكره. • الحكم على الحديث: مرسل (لأنَّه لا يقال من قبل الرأي) إسناده صحيح. فابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة حجة تقدم في رقم ۱۱۸. وحميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، روى عن أبيه وخاله عثمان وأبي هريرة وعبد الله بن عباس - رضي الله عنه -. وروى عنه الزهري وقتادة وسعيد بن إبراهيم القاضي وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة من الثانية. وقال الذهبي: وثقه أبو زرعة الرازي. مات سنة خمس وتسعين. روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٤/ ۲۹۳، التقريب ۱/ ۲۰۳). [۳۱۹] عن أبي عقيل زهرة بن معبد أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة الصبح {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وفي الآخرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقلت: تقرأ هذه السور الطويلة مع هذه السور القصيرة. قال ابن شهاب: إن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن، وإن {تَبَارَكَ} تخاصم لصاحبها في القبر. • أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الملك بالذكر ۲/ ٤۹٥ رقم ۲٥۱۱ فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، أخبرني أبو أحمد الحسين بن على التميمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثني أبي حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد فذكره. • رجال الإسناد: أبو عبد الله الحافظ هو الإمام محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري المعروف بالحاكم صاحب المستدرك وغيره من المصنفات النافعة. كان من أهل الدين، والأمانة، والضبط والتجرد، والورع إلا أنه كان يميل إلى التشيع. قال الذهبي: ثقة حجة وكان فيه تشيع، عن ابن طاهر أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي عن أبي عبد الله الحاكم؟ فقال: ثقة في الحديث وقال الخطيب: ثقة ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ومات سنة خمس وأربعمائة (تاريخ بغداد ٥/ ٤۷۳، سير أعلام النبلاء ۱۷/ ۱٦۲، ميزان الاعتدال ۳/ ٦۰۸، البداية والنهاية ۱۱/ ۳٥٥، لسان الميزان ٥/ ۲۳۲). أبو أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري المعروف بحسينك، تربى عند ابن خزيمة وتتلمذ على يديه، وروى عنه وعن أبي القاسم البغوي وعمر بن أبي غيلان وطبقتهم، وحدث عنه: الحاكم، والبرقاني وآخرون قال الخطيب: كان ثقة حجة، وقال الحاكم: صحبته سفرًا وحضرًا فما رأيته ترك قيام الليل منذ نحو ثلاثين سنة، وكان من أكثر الناس عبادة وقراءة للقرآن وكان كثير الصدقات والصلات، ولم يكن في الأغنياء أحسن صلاة منه، مات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وعاش نيفًا وثمانين سنة (سير أعلام النبلاء ۱٦/ ٤۰۷، تذكره الحفاظ ۳/ ۹٦۸، البداية والنهاية ۱۱/ ۳۰٤). عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي أبو محمد الإمام الحافظ الناقد، صاحب كتاب الجرح والتعديل - وهو من أجل الكتب المصنفة في هذا الشأن - وله كتاب العلل والتفسير وغيرها من الكتب النافعة، سمع من أبيه الحافظ الكبير، ومن أبي سعيد الأشبح والحسن بن عرفة وغيرهما. وروى عنه: ابن عدي، وحسين بن علي التميمي وأبو الشيخ بن حيان وغيرهم. كان من العبادة والزهادة والورع والحفظ والكرامات الكثيرة المشهورة على جانب كبير رَحِمَهُ اللهُ، قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكانبحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، وقال أبو الوليد الباجي: ابن أبي حاتم ثقة حافظ، مات - رَحِمَهُ اللهُ - في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة (تذكرة الحفاظ ۳/ ۸۲۹، سير أعلام النبلاء ۱۳/ ۲٦۳، البداية والنهاية ۱۱/ ۱۹۱، لسان الميزان ۳/ ٤۳۲). محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، أبو يحيى المكي، روى عن أبيه وابن عيينة ومروان بن معاوية وغيرهم، وروى عنه: النَّسَائِيّ، وابن ماجه، وأبو حاتم الرازي وابن عبد الرحمن وغيرهم. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي سنة خمس وخمسين ومائتين وهو صدوق ثقة، وقال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال الخليلي: ثقة، مات سنة ست وخمسين ومائتين. وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة (سير أعلام النبلاء ۱۰/ ۱٦۹، التهذيب ۹/ ۲۸٤، التقريب ۲/ ۱۸۱). أبوه هو عبد الله بن يزيد المقرئ ثقة حجة تقدم في رقم ۲۰. سعيد بن أبي أيوب الخزاعي مولاهم، المصري، روى عن أبي عقيل زهرة بن معبد وأبي الأسود ومحمد بن عبد الرحمن وغيرهم، وروى عنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ وغيرهم. قال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة ثبت من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٤/ ۷، التقريب ۱/ ۲۹۲). وأبو عقيل زهرة - بضم أوله - ابن معبد، أبو عقيل المدني، نزيل مصر، قال أحمد والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة عابد من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومائة (التهذيب ۳/ ۳٤۱، التقريب ۱/ ۲٦۳). وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة حجة من التابعين تقدم في رقم ۱۱۸. • الحكم على الحديث: مرسل - لأنَّه لا يقال من قبل الرأي - رجاله ثقات وقد تقدم معنى الجزء الأخير موصولًا في أرقام ۳۱۳، ۳۱٤، ۳۱٥، وسيأتي شواهد للجزء الأول في فصل: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن. [۳۲۰] عن عطاء أن رجلين فيما مضى كان يلزم أحدهما {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} فجادلت عنه حتى نجا. • أخرجه عبد الرزاق في المصنف في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۸۱ رقم ٦۰۲۹ عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء فذكره. • الحكم على الحديث: مرسل إسناده صحيح فابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة. وعطاء بن أبي رباح تابعي ثقة تقدمت ترجمتهما في رقم ٥۹. [۳۲۱] عن مرة الهمداني قال: أتي رجل في قبره فأتي جانب قبره، فجعلت سورة من القرآن ثلاثين آية تجادل عنه قال: فنظرنا أنا ومسروق فلم نجد في القرآن سورة ثلاثين آية إلا تبارك. • أخرجه الدارمي في سننه في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة تنزيل السجدة وتبارك ۲/ ٥٤۷ رقم ۳٤۱۳ فقال: أخبرنا حجاج بن منهال ثنا شعبة، حدثني عمرو بن مرة قال: سمعت مرة يقول فذكره. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل تبارك، ص ۱۰٦ رقم ۲۳٤ عن حفص بن عمر عن شعبة به بلفظ: أتي رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر. • رجال الإسناد: حجاج بن المنهال - بمكسورة وسكون النون وبلام - أبو محمد السلمي البصري، روى عن: جرير بن حازم، والحمادين، وشعبة وغيرهم. وروى عنه: البخاري. وروى له باقي الجماعة بواسطة الدارمي وبندار وعبد بن حميد وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة فاضل، من التاسعة، مات سنة ست عشرة ومائتين (المغني في ضبط أسماء الرجال، ص ۲٤۲، التهذيب ۲/ ۲۰٦، التقريب ۱/ ۱٥٤). شعبة بن الحجاج ثقة حجة تقدم في رقم ۲۳۳. عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق، أبو عبد الله الكوفي، روى عن: عبد الله بن أبي أوفى، ومرة الطيب، وسعيد بن المسيب وغيرهم. وروى عنه: ابنه عبد الله، والأعمش وشعبة وغيرهم قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال ابن حجر: ثقة عابد، من الخامسة، مات سنة ثمان عشرة ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۹٦، التهذيب ۸/ ۱۰۲، التقريب ۲/ ۷۸). مرة بن شراحيل الهمداني - بسكون الميم - أبو إسماعيل الكوفي، يقال له: مرة الطيب لقب بذلك، لعبادته. روى عن أبي بكر، وعمر، وعلي وغيرهم. وروى عنه: إسماعيل السدي والشعبي وعمرو بن مرة وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة عابد، من الثانية. روى له الجماعة، مات سنة ست وسبعين (سير أعلام النبلاء ٤/ ۷٤، التهذيب ۱۰/ ۸۸). • الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدم معناه موصولًا في أرقام ۳۱۱، ۳۱۲. [۳۲۲] عن زر بن حبيش قال: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} نجاة من النار. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ص ۱۰۷ رقم ۲۳۸ فقال: أخبرنا عبيد بن يعيش، ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش. • الحكم على الحديث: مرسل؛ لأنَّه لا يقال من قبل الرأي في إسناده ضعف؛ حيث إن إسماعيل هو ابن عياش الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده، ضعيف في روايته عن أهل الحجاز والعراق. وقد تقدمت ترجمته وهذه الرواية عن عاصم بن أبي النجود وهو من أهل الكوفة وقد تقدمت ترجمته في رقم ۳ وعلى هذا ففي الإسناد ضعف. ولكن له شواهد صحيحة موصولة ومرسلة تقدمت في أرقام ۳۱۳، ۳۱٤، ۳۱٥. • التعليق: هذه الأحاديث الشريفة يبين فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تنجي صاحبها المحافظ على قراءتها من عذاب القبر. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل ليلة تقدم بيان ذلك في الحديث رقم ۲۹۷ مبحث فضل سورتي السجدة والملك.. وقد ظهر في هذا الزمان فئة من الناس تنكر عذاب القبر، بدعوى أنه ليس فيه نصوص صريحة في القرآن الكريم كما قال بذلك أسلافهم المبطلون وهذا ادعاء باطل. فقد جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ما يثبت عذاب القبر بالأدلة القطعية. قال الإمام البخاري - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - في كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر فتح الباري شرح صحيح البخاري ۳/ ۲۳۱. وقوله تعالى: {إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}[الأنعام: ۹۳] هو الهوان وقوله جل ذكره: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}[التوبة: ۱۰۱] وقوله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٥، ٤٦] قال الحافظ ابن كثير تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ٤/ ۸۱.: هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}[غافر: ٤٦] .. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ الله من عذاب القبر. فعن عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر فقال: نعم عذاب القبر حق. قالت عائشة - رضي الله عنها -: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يصلي إلا تعوذ من عذاب القبر. زاد غندر: عذاب القبر حق أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر ۳/ ۲۳۲ رقم ۱۳۷۲.. وفي حديث آخر عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر. قالت: فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي فقلت: يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال: لا وعم ذاك؟ قالت: هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئًا إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر قال: كذبت يهود، وهم على الله كذب. لا عذاب دون يوم القيامة قالت: ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملًا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا وضحكتم قليلًا، أيها الناس: استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حق" أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج ٦/ ۸۱ وذكره ابن حجر في فتح الباري ۳/ ۲۳٦ وقال: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري.. فهذه الآيات والأحاديث وغيرها مما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تثبت عذاب القبر، وأن الله يعذب الكافرين في قبورهم قبل يوم القيامة، وأنَّه سبحانه ينعم المؤمنين ويقيهم في قبورهم قبل يوم القيامة، وأن الإيمان بذلك واجب على كل مسلم. قال الإمام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ تعالى: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب. وأن ذلك يحصل لروحه ولبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة، وأنها تتصل بالبدن أحيانًا فيحصل له معها النعيم والعذاب، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الأرواح إلى أجسادها وقاموا من قبورهم لرب العالمين مجموع الفتاوى ٤/ ۲۸٤.. وقال الإمام النووي رَحِمَهُ اللهُ تعالى: اعلم أن مذهب أهل السنة إثبات عذاب القبر، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة، قال الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} وتظاهرت به الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رواية جماعة من الصحابة، ولا يمتنع في العقل أن يعيد الله تعالى الحياة في جزء من الجسد ويعذبه، وإذا لم يمنعه العقل وورد الشرع به وجب قبوله واعتقاده. وقد ذكر الإمام مسلم أحاديث كثيرة ذكرها الإمام مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه ج ٤/ ۲۱۹۹ - ۲۲۰۳ من رقم ۲۸٦٦ إلى رقم ۲۸۷٤. في إثبات عذاب القبر وسماع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت من يعذب فيه وسماع الموتى قرع نعال دافنيهم، وكلامه - صلى الله عليه وسلم - لأهل القليب وقوله: ما أنتم بأسمع منهم، وسؤال الملكين الميت وإقعادهما إياه وجوابه لهما، والفسح له في قبره وعرض مقعده عليه بالغداة والعشي والمقصود أن مذهب أهل السنة إثبات عذاب القبر كما ذكرنا خلافًا للخوراج ومعظم المعتزلة وبعض المرجئة نفوا ذلك شرح النووي لصحيح الإمام مسلم ۱۷/ ۲۰۰ - ۲۰۷، أهوال القيامة تأليف عبد الملك على الكليب، ص ۱۸، ۱۹.. اللّهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة القبر، اللّهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. اللهم اجعل خير أيامنا يوم لقاءك وخير أعمالنا خواتيمها. اللّهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.