الفهرس

سُورة الضحى
فضائل سورة الضحى
۱- من المفصل الذي فضل به النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سائر الأنبياء:

۲- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في صلاة العشاء:
[۳٤۲] فعن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - قال: كان معاذ يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يأتى فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم أتى قومه فأمهم. فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلم. ثم صلى وحده وانصرف. فقالوا له: يا فلان؟. قال: لا والله، لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأخبرنه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا أصحاب نواضح نواضح: هي الإبل التي يستقى عليها، واحدها: ناضح (النهاية في غريب الحديث مادة نضح ٥/ ٦۹). نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ فقال: يا معاذ أفتان أنت أفتان أنت: أي منفر عن الدين وصاد عنه (شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ۱۸۲).؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا، قال سفيان: فقلت لعمرو: إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال: اقرأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَالضُّحَى} و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
• أخرجه البخاري في كتاب الآذان، باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى ۲/ ۱۹۲ رقم ۷۰۱. - وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء ۱/ ۳۳۹ رقم ٤٦٥. - وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الذي يصلي الفريضة ثم يؤم الناس بعد ما صلى ۲/ ٤۷۷ رقم ٥۸۳ وقال: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أصحابنا: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، قالوا: إذا أم الرجل القوم في المكتوبة وقد كان صلاها قبل ذلك، أن صلاة من ائتم به جائزة.
- وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة العشاء الآخرة ۱/ ۲٦۲ رقم ٥۲۱ إلا أنه قال: اقرأ سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}. - وأخرجه ابن ماجه في كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة العشاء ۱/ ۲۷۳ رقم ۸۳٦ بلفظ: أن معاذ بن جبل صلى بأصحابه العشاء فطول عليهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ بالشمس وضحاها و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}. - وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب القراءة في صلاة المغرب ۱/ ۲۱۳. - وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح، باب اختلاف نية الإمام والمأموم ۲/ ۱۰۲.

• التعليق: - هذا الحديث الشريف دليل واضح على يسر الإسلام وسماحته وأن الله تعالى رحيم بعباده. ولا يكلفهم فوق طاقتهم قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة ۲۸٦).
وهذا الحديث يدل على جواز صلاة المفترض خلف المتنفل؛ لأن معاذًا كان يصلي الفريضة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسقط فرضه، ثم يصلي مرة ثانية بقومه هي له تطوع ولهم فريضة وهذا جائز عند الشافعي - رحمه الله تعالى - وآخرين. ولم يجزه ربيعة ومالك وأبو حنيفة - رضي الله عنهم - والكوفيون وتأولوا حديث معاذ - رضي الله عنه - أنه كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تنفلًا ومنهم من قال: حديث معاذ كان في أول الأمر ثم نسخ. قال النووي: وكل هذه التأويلات دعاوي لا أصل لها فلا يترك ظاهر الحديث بها ا هـ.
- وفي هذا الحديث دليل على أن الحاجة من أمور الدنيا عذر في تخفيف الصلاة. وجواز إعادة الصلاة الواحدة في اليوم الواحد مرتين، وجواز خروج المأموم من الصلاة لعذر، ويؤخذ من الحديث: تعزير كل أحد بحسبه، والاكتفاء في التغرير بالقول، وأن التخلف عن الجماعة من صفة النفاق صحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ۱۸۱، وفتح الباري ۲/ ۱۹۷. اللّهم اجعلنا من المحافظين على الصلاة في الجماعة وارزقنا الخشوع فيها يا رب العالمين.
[۳٤۳] عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء الآخرة، بالشمس وضحاها ونحوها من السور.
• أخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء ۲/ ۱۱٤ رقم ۳۰۹ فقال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، البصري، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه فذكره وقال: حديث بريدة حديث حسن. - وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء الآخرة بالشمس وضحاها ۲/ ۱۷۳ فقال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا أبي قال: أنبأنا الحسين بن واقد به. - وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الشمس ٦/ ۳۹٦ وقال: أخرجه أحمد والترمذي وحسنه النَّسَائِيّ.
• الحكم على الحديث: - قال الإمام الترمذي: حديث بريدة حديث حسن. - وقال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لسنن الإمام الترمذي ۲/ ۱۱٥ ورواه أحمد والنسائي وهذا إسناد صحيح.