الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورة الزلزلة ۱- من المفصل الذي فضل به النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء:
۲- سورة جامعة: [۳٤۸] فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرئني يا رسول الله. قال له: اقرأ ثلاثًا من ذات "الر"ذات "آلر" هي السور التي بدأت بـ "آلر" وهي يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر. فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: فاقرأ ثلاثًا من ذات "حم"ذات "حم" هي السور التي بدأت بـ "حم" وهي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف. فقال مثل مقالته الأولى فقال: اقرأ ثلاثًا من المسبحات المسبحات: هي السور التي بدأت بـ سبحان أو سبح بالماضي، أو يسبح بالمضارع أو سبح بالأمر. وهي سبع سور: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، الجمعة، والتغابن، والأعلى (تحفة الأحوذي ۸/ ۲۳۸). فقال مثل مقالته الأولى. فقال الرجل: ولكن اقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فاقرأه {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتى فرغ منها. قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل، ثم قال: علي به. فجاءه فقال له: أمرت بيوم الأضحى جعله الله عيدًا لهذه الأمة، فقال الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة ابني أفأضحي بها. قال: لا. ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله. • حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد - واللفظ له - وأبو داود والنسائي، وابن حبان، والحاكم، وأبو عبيد، والبيهقي وتقدم بيانه بالتفصيل في رقم ۲۷٦. • التعليق: قول الرجل: اقرئني يا رسول الله سورة جامعة، أي علمني سورة جامعة لأهم الأمور مع كونها قصيرة فأقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} لأنها جمعت أهم أحوال الآخرة من القيامة والبعث والنشور والجزاء، وهي تناسب حال الرجل الذي كبر وأشرف على الموت بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۳۳۳..
۳- تعدل نصف القرآن: [۳٤۹] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} تعدل نصف القرآن و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن. • أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في {إِذَا زُلْزِلَتِ} ٥/ ۱٥۳ رقم ۲۸۹٤ فقال: حدثنا علي بن حجر، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا يمان بن المغيرة العنزي، حدثنا عطاء عن ابن عباس فذكره، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب فضائل سور وآي متفرقة ۱/ ٥٦٦ من طريق سعيد بن مسعود عن يزيد بن هارون به، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: بل يمان ضعفوه. وأخرج الجزء الأول منه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل إذا زلزلت والعاديات، ص ۱٤۰ عن يزيد به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب: فضائل سور شتى، ص ۱۲٦ رقم ۲۹۸ فقال: أخبرنا عبد السلام بن عاصم ثنا يزيد عن هارون به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة إذا زلزلت بالذكر ۲/ ٤۹٦ رقم ۲٥۱٤ من طريق سعيد بن مسعود عن يزيد بن هارون به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ۷/ ۱۸۱ في ترجمة يمان بن المغيرة من طريق يزيد بن هارون عن يمان بن المغيرة به. وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ۹/ ٦۱ وقال: أخرجه الترمذي والحاكم وأبو الشيخ، وقال في ۹/ ٦۲: صحح الحاكم حديث ابن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الزلزلة ٦/ ٤۲٤ وقال: أخرجه الترمذي، وابن الضريس، ومحمد بن نصر، والحاكم وصححه والبيهقي. • الحكم على الحديث: ضعيف فيه يمان بن المغيرة، قال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال ابن حجر: ضعيف من السادسة: وقال ابن عدي: وما أرى بحديثه بأسًا (الكامل في الضعفاء ۷/ ۱۸۰، ۱۸۱، التقريب ۲/ ۳۷۹). وللحديث شاهد آخر عن أنس بن مالك بلفظ: من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عدلت له بثلث القرآن. أخرجه الترمذي - واللفظ له - والبيهقي، وابن الضريس، والعقيلي. فأخرجه الترمذي في كتاب: فضائل القرآن باب: ما جاء في {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} ٥/ ۱٥۲ رقم ۲۸۹۳ فقال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي البصري، حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي، حدثنا ثابت البناني عن أنس فذكره، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ: الحسن بن سلم، وفي الباب عن ابن عباس. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب: في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ} بالذكر ۲/ ٤۹۷ رقم ۲٥۱٦ من طريق محمد بن موسى الحرشي به، وقال: هذا العجلي مجهول. وقال: أيضًا رواه ابن خزيمة عن محمد بن موسى عن الحسن بن سياه بن صالح. وأخرجه بن الضريس في فضائل القرآن، باب: فضل سور شتى، ص ۱۲۷ رقم ۳۰۰ فقال: أخبرنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن عاصم، قال: كان يقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن و {إِذَا زُلْزِلَتِ} نصف القرآن و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ربع القرآن. وأخرجه العقيلي في الضعفاء ۱/ ۲٤۳ في ترجمة الحسن بن سلم بن صالح العجلي عن ثابت به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤۲٤ وعزاه للترمذي، وابن مردويه، والبيهقي. • الحكم على الحديث: ضعيف، فيه الحسن بن سلم العجلي: مجهول، قال ابن حجر: الحسن بن سلم بن صالح العجلي: شيخ مجهول، له حديث واحد في فضل {إِذَا زُلْزِلَتِ} رواه عن ثابت البناني وفيه محمد بن موسى الحرشي: أخرجه الترمذي واستغربه، وكذا فعل الحاكم أبو أحمد وقال العقيلي: بصري مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ. وقال الآجري: خفي علينا أمره. وقال ابن حبان يروي عن ثابت وأهل بلده، يروي عنه العراقيون، ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الإثبات (التهذيب ۲/ ۲۸۰، التقريب ۱/ ۱٦۱، الضعفاء للعقيلي ۱/ ۲٤۳). وهناك شاهد ثالث عن أبي هريرة بلفظ: من قرأ في ليلة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كانت له كعدل ثلث القرآن. أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، ص ۳۲۲ رقم ٦۸٦ فقال: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبيد الله بن أحمد، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا عيسى بن ميمون، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وذكر الجزء الأول منه السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الزلزلة ٦/ ٤۲٤ وقال أخرجه ابن مردويه. • الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه عبيس بن ميمون البصري. قال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد بن حنبل: له أحاديث منكرة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ (الكامل في الضعفاء لابن عدي ٥/ ۳۷۳، ۳۷٤). والحديث في كون سورة الزلزلة تعدل نصف القرآن ورد من طرق متعددة فيها ضعف. وهذا الضعف غير شديد، يمكن أن يعتبر به وعلى هذا فالحديث بمجموع طرقه حسن لغيره، والله أعلم. وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد ۱/ ۱۱٤: فأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحًا. والله أعلم. • ملحوظة: جاء في إسناد ابن السني: عيسى بن ميمون والصواب عبيس بن ميمون كما في كتاب الكامل في الضعفاء لابن عدي ٥/ ۳۷۳، ۳٤۷ والله أعلم.
وفي هذا المعنى من المراسيل: [۳٥۰] عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} تعدل نصف القرآن. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل إذا زلزلت والعاديات، ص ۱٤۱ فقال: حدثنا يزيد، عن أبي نصيرة مسلم بن عبيد عن الحسن. • رجال الإسناد: يزيد هو ابن هارون بن زاذان الواسطي ثقة تقدم في رقم ۹۷. أبو نصيرة مسلم بن عبيد الواسطي ثقة تقدم في رقم ۱٥۱. الحسن هو البصري ثقة فقيه تقدم في رقم ۱٥۱. • الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدم موصولًا في أرقام ۳٤۹. [۳٥۱] عن بكر بن عبد الله المزني قال: كانت {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل إذا زلزلت والعاديات، ص ۱٤۱ فقال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن هشام بن حسان، عن بكر بن عبد الله المزني. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل إذا زلزلت، ص ۱۰۸ رقم ۲٤۰ من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن هشام بن حسان به. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷۲ رقم ٦۰۰۸ عن جعفر عن هشام بن مسلم قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: فذكره. • رجال الإسناد: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، البصري، قاضيها، روى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وابن عون وغيرهم، وروى عنه: أحمد وإسحاق وابن معين وطبقتهم قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة متقن، من كبار التاسعة: مات سنة ست وتسعين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ٥٤، التهذيب ۱۰/ ۱۹٤، التقريب ۲/ ۲٥۷). هشام بن حسان الأزدي، أبو عبد الله البصري، ثقة، من السادسة مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة، روى عن: الحسن البصري، ومحمد وأنس ابني سيرين وطبقتهم، وروى عنه: عكرمة بن عمارة وشعبة، والحمادان وغيرهم، أخرج حديثه الجماعة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۳٥٥، الكاشف ۳/ ۲۲۱، التهذيب ۱۱/ ۳٤، التقريب ۲/ ۳۱۸). بكر بن عبد الله بن عمرو المزني، الإمام، القدوة، الواعظ، الحجة، البصري حدث عن: المغيرة بن شعبة، وابن عباس، وأنس بن مالك وغيرهم. وحدث عنه: ثابت البناني، وعاصم الأحوال، وقتادة، وسليمان التيمي وآخرون. قال ابن سعد: كان بكر المزني ثقة، ثبتًا، كثير الحديث، حجة، فقيهًا. وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة ثبت جليل، من الثالثة، مات سنة ست ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۱/ ۱۰٦، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥۳۲، التهذيب ۱/ ٤۸٤). • الحكم على الحديث: مقطوع رجاله ثقات وقد تقدم بإسناد موصول رقم ۳٤۹. [۳٥۲] عن يحيى بن أبي كثير قال: من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} فقد قرأ نصف القرآن. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل {إِذَا زُلْزِلَتِ}، ص ۱۰۸ رقم ۲۳۹ فقال: أخبرنا علي بن الحسن البزار، ثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير فذكره. • الحكم على الحديث: مقطوع إسناده ضعيف، فيه عامر بن عبد الله بن يساف اليمامي روي عن يحيى بن أبي كثير قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو داود: ليس به بأس، رجل صالح، وقال العجلي: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال الدوري عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. (الكامل في الضعفاء ٥/ ۸٥، لسان الميزان ۳/ ۲۲٤). وقد تقدم معنى هذا الحديث المرسل في أحاديث موصولة أرقام ۳٤۹. • التعليق: قوله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} عدلت له بنصف القرآن. قال الطيبي: يحتمل أن يقال: المقصود الأعظم من القرآن الكريم: بيان المبدأ والمعاد. وسورة إذا زلزلت الأرض مقصورة على ذكر المعاد، مستقلة ببيان أحواله فتعادل نصفه، وما جاء أنها ربع القرآن فتقريره أن يقال: القرآن يشتمل على تقرير التوحيد والنبوات وبيان أحكام المعاش وأحوال المعاد. وسورة الزلزلة مشتملة على القسم الأخير من الأربع. وقل يا أيها الكافرون محتوية على القسم الأول منها؛ لأن البراءة عن الشرك إثبات للتوحيد تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ۸/ ۲۰۳، زاد المعاد في هدي خير العباد ۱/ ۱۱٤. والله أعلم. قرأ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الصبح: [۳٥۳] فعن معاذ بن عبد الله الجهني، أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصبح {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم قرأ ذلك عمدًا. • أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين ۱/ ۲۱۳ رقم ۸۱٦ فقال: حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد الله الجهني فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الزلزلة ٦/ ٤۲٤ وعزاه لأبي داود والبيهقي في السنن. وذكره ابن حجر في نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار ۱/ ٤٤۳ وقال: أخرجه أبو داود ورواته موثقون، ويمكن حمل ما ورد من ذلك على بيان الجواز، وبعضه في السفر لمناسبة التخفيف. • رجال الإسناد: أحمد بن صالح المصري وعبد الله بن وهب وعمرو بن الحارث بن يعقوب ثقات تقدمت، الترجمة لهم في رقم ۱٤۱. سعيد بن أبي هلال صدوق تقدمت ترجمته في رقم ۱۸۱. معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني، المدني، روى عن: أبيه، وعتبة بن عامر الجهني، وابن عباس وعبد الله بن أنيس وغيرهم، وروى عنه: زيد بن أسلم وبكير بن الأشج، وسعيد بن أبي هلال وغيرهم، قال عثمان الداري: قلت لابن معين: معاذ بن عبد الله عن أبيه كيف هو؟ قال: من الثقات، وقال أبو داود: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة ثماني عشرة ومائة، من الطبقة الثالثة روى له: البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة. وقال الذهبي: ثقة (الكاشف ۳/ ۱٥٤، التهذيب ۱۰/ ۱۹۱، التقريب ۲/ ۲٥٦). • الحكم على الحديث: إسناده حسن، ولا يضر جهالة الصحابي فالصحابة كلهم عدول. وقال ابن حجر: رواته موثقون. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها مع سورة الكافرون في الركعتين بعد الوتر: [۳٥٤] فعن سعد بن هشام الأنصاري أنه سأل عائشة عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العشاء تجوز بركعتين، ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه، فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين، ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة، ويوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس، فلما أسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ اللحم، جعل الثمان ستًّا ويوتر بالسابعة، ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {إِذَا زُلْزِلَتِ}. • أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة، باب ذكر القراءة في الركعتين اللتين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليهما بعد الوتر ۲/ ۸۱٥ رقم ۱۱۰٤ فقال: حدثنا بندار، ثنا أبو داود، نا أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام فذكره. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (انظر موارد الظمآن في كتاب المواقيت، باب في صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ص ۱۷۳ رقم ٦٦۸ فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة به. وأصل الحديث عند الإمام مسلم، والنسائي، وابن ماجه بدون ذكر الشاهد. فأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل، وأن الوتر ركعة، وأن الركعة صلاة صحيحة ۱/ ٥۰۹ رقم ۷۳۸/ ۱۲٦ من طريق أبي سلمة قال: سألت عائشة فذكره. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب كيف الوتر بسبع ۳/ ۲٤۰ وفي باب كيف الوتر بتسع ۳/ ۲٤۳ من طريق قتادة عن الحسن قال: أخبرني سعد بن هشام به. وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع ۱/ ۳۷٦ رقم ۱۱۹۱ من طريق زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام به. • الحكم على الحديث: صحيح فقد أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وأخرجه مسلم مختصرًا. [۳٥٥] وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس فقرأ بـ {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. • أخرجه الإمام أحمد في المسند، جـ ٥، ص ۲٦۹ فقال: حدثنا حسن بن موسى ثنا عمارة - يعني ابن زاذان - حدثني أبو غالب عن أبي أمامة. وأخرجه أيضًا جـ ٥، ص ۲٦۰ من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أبي غالب عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصليهما بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في كتاب الصلاة باب الوتر ۱/ ۲۹۰ من طريق عمارة بن زاذان عن أبي غالب به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة، باب في الركعتين بعد الوتر ۳/ ۳۳ من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أبي غالب به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۸/ ۳۳۲ رقم ۸۰٦٤ من طريق أبي الوليد الطيالسي ثنا عمارة بن زاذان به. وأخرجه في رقم ۸۰٦٥ من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أبي غالب به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة عمارة بن زاذان ٥/ ۸۱ من طريقه قال: حدثني أبو غالب به. • رجال الإسناد: الحسن بن موسى الأشيب - بمعجمه ثم تحتانية أبو علي، البغدادي، روى عن: الحمادين وشعبة وغيرهم، وروى عنه: أحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وغيرهم ثقة من التاسعة، مات سنة تسع ومائتين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ٥٥۹، التهذيب ۲/ ۳۲۳، التقريب ۱/ ۱۷۱). عمارة بن زاذان الصيدلاني، أبو سلمة البصري، روى عن مكحول وثابت وأبي غالب والحسن البصري، وغيرهم، وروى عنه: يزيد بن هارون وأبو النعمان محمد بن الفضل وآخرون، قال أحمد: شيخ ثقة، ما به بأس. وقال ابن معين: صالح، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به ممن يكتب حديثه. وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ، من السابعة، روى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه وقال العجلي: بصري ثقة (التهذيب ۷/ ٤۱٦، التقريب ۲/ ٤۹، الكامل في الضعفاء ٥/ ۸۰). أبو غالب صاحب أبي أمامة، بصري، قيل اسمه حزوَّر، وقيل: سعيد بن الحزور وقيل: نافع. روى عن: أبي أمامة الباهلي، وأنس بن مالك، وأم الدرداء، وروى عنه: الأعمش، وابن عيينة، وحماد بن سلمة وآخرون. قال النَّسَائِيّ: ضعيف. وقال الدارقطني: ثقة. وقال ابن عدي: لم أر في أحاديثه حديثا منكرًا وأرجو أنه لا بأس به وحسن الترمذي بعض أحاديثه وصحح بعضها، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. إلا فيما وافق الثقات. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ من الخامسة، روى له البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۱۲/ ۱۹۷، التقريب ۲/ ٤٦۰، الكامل في الضعفاء ۲/ ٤٥٥). أبو أمامة الباهلي صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: إسناده حسن وله شاهد صحيح تقدم في رقم ۳٥٤. والحديث ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الصلاة، باب عدد الوتر ۲/ ۲٤٤ وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. [۳٥٦] وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر ويصلي بعد الوتر الركعتين وهو جالس، يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن و {إِذَا زُلْزِلَتِ} وفي الثانية {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. • أخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب الركعتين بعد الوتر ۳/ ۳۳ فقال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء، ثنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي، ثنا عبد الله بن حماد الآملي، ثنا يزيد بن عبد ربه، ثنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره وقال: أبو غالب وعتبة غير قويين، ورواه عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس في الوتر بتسع ثم بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس غير أنه قال: وقرأ فيهن بالرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ونحوها. وذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث ۱/ ۱٥۷ رقم ٤۱۲ وقال: قال أبي: هذا من حديث قتادة منكر. • الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه عتبة بن أبي حكيم الهمْداني - بسكون الميم - أبو العباس روى عن: طلحة بن نافع، وعمرو بن حارثة اللخمي، وقتادة وغيرهم. وروى عنه: ابن المبارك، وصدقة بن خالد، وبقية بن الوليد وغيرهم، قال ابن معين: ثقة. وقال مرة أخرى: ضعيف الحديث. وقال النَّسَائِيّ: ضعيف. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا من السادسة. مات سنة أربع وأربعين ومائة، روى له أصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۷/ ۹٤، التقريب ۲/ ٤، الكاشف ۲/ ۲٤٤، الكامل في الضعفاء ٥/ ۳٥۷) وهذه الرواية من طريق بقية بن الوليد عنه. والحديث له شاهد صحيح من حديث عائشة تقدم في رقم ۳٥٤، وشاهد آخر عن أبي أمامة تقدم في رقم ۳٥٥. • التعليق: هذا الحديث يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس فهل هذا يتعارض مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتًرا"أخرجه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل ۱/ ٥۱۷، ٥۱۸ رقم ۷٥۱/ ۱٥۱ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.؟ والجواب: قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى: هذا الحديث أخذ بظاهره الأوزاعي وأحمد فيما حكاه القاضي عنهما فأباحا ركعتين بعد الوتر جالسًا، وقال أحمد: لا أفعله ولا أمنع من فعله. قال: وأنكره مالك. والصواب أن هاتين الركعتين فعلهما - صلى الله عليه وسلم - بعد الوتر جالسًا لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيان جواز النفل جالسًا ولم يواظب على ذلك بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة ولا تفتر بقولها: "كان يصلي" فإن المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من الأصوليين أن لفظة "كان" لا يلزم منها الدوام ولا التكرار وإنما هي فعل ماضٍ يدل على وقوعه مرة، فإن دل دليل على التكرار عمل به وإلا فلا تقتضيه بوضعها وقد قالت عائشة - رضي الله عنها -: كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحله قبل أن يطوف. ومعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يحج بعد أن صحبته عائشة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع، فاستعملت "كان" في مرة واحدة ولا يقال لعلها طيبته في إحرامه بعمرة؛ لأن المعتمر لا يحل له الطيب قبل الطواف بالإجماع فثبت أنها استعملتا "كان" في مرة واحدة كما قاله الأصوليون، وإنما تأولنا حديث الركعتين جالسًا؛ لأن الروايات المشهورة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة مع روايات خلائق من الصحابة في الصحيحين مصرحة بأن آخر صلاته - صلى الله عليه وسلم - في الليل كان وترًا. وفى الصحيحين أحاديث كثيرة مشهورة بالأمر بجعل آخر صلاة الليل وتزامنها: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا، وصلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة وغير ذلك. فكيف يظن به - صلى الله عليه وسلم - مع هذه الأحاديث وأشباهها أنه يداوم على ركعتين بعد الوتر، ويجعلهما آخر صلاة الليل وإنما معناه ما قدمناه من بيان الجواز. وهذا الجواب هو الصواب وأما ما أشار إليه القاضي عياض من ترجيح الأحاديث المشهورة ورد رواية الركعتين جالسًا فليس بصواب؛ لأن الأحاديث إذا صحت وأمكن الجمع بينها تعين وقد جمعنا بينها ولله الحمد شرح النووي على صحيح الإمام مسلم ٦/ ۲۱، ۲۲..