سورة الإخلاص
أسماؤها التوقيفية:
سورة الإخلاص، وسورة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة الأساس، وسورة التوحيد، وسورة المقشقشة، وسورة الصمد.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة الإخلاص:
الإخلاص: مصدر الفعل خلص، وخلص الشيء بالفتح، يخلص خلوصاً وخلاصاً إذا كان قد نشب ثم نجا وسلم، والمخلص: الذي وحد الله تعالى خالصاً، ولذلك قيل للسورة: قول هو الله أحد، سورة الإخلاص.
سُميت بذلك، لأنها خالصة في صفة الله تعالى، أو لأن اللافظ بها قد أخلص التوحيد لله عزّ وجلّ. وكلمة الإخلاص: كلمة التوحيد انظر: اللسان، مادة (خ ل ص)(۲٦/ ۷)..
وقد عنونت هذه السورة في المصاحف ومعظم التفاسير (سورة الإخلاص) وترجم لها الترمذي في جامعه انظر: كتاب التفسير (٤٥۱/ ٥).. وهذا الاسم هو أشهر أسمائها.
- وجه التسمية:
سُميت سورة الإخلاص، لأنها تتناول الحديث عن إخلاص العبادة لله عزّ وجلّ وتوحيده، وتنزيهه عن كل نقص وشرك وتعليم الناس إخلاص العبادة لله تعالى.
- الاسم الثاني: سورة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}:
اشتهر هذا الاسم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث وردت في كلامه وكلام أصحابه، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن»أخرجه أبو عبيد في فضائله، باب (فضل قل هو الله أحد) ص ۱٤٤، وأحمد في المسند، حديث رقم (۲۱۲٦۸)(۱۸٦/ ٥).. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن»، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تعدل قال ابن عاشور: «وهو ظاهر في أنه أراد تسميتها بتلك الجملة لأجل تأنيث الضمير من قوله (تعدل) فإنه على تأويلها بمعنى السورة». التحرير (٦۰۹/ ۳۰). ثلث القرآن» أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل قراءة قل هو الله أحد) حديث رقم (۸۱۱)(٥٥٦/ ۱). قال المازري: «قيل: معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء: قصص وأحكام وأوصاف لله تعالى، وقل هو الله أحد تشتمل على ذكر الصفات فكانت ثلثا من هذه الجهة، وقيل: معنى ثلث القرآن لشخص بعينه قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: معناها أن الله يتفضل بتضعيف الثواب لقارئها، ويكون منتهى التضعيف إلى مقدار ثلث القرآن ما يستحق الأجر على قراءة القرآن من غير تضعيف أجر». اه. المعلم بفوائد مسلم (۳۰۸/ ۱)..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يأيها الكافرون، وقل هو الله أحد)أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (استحباب ركعتي سنة الفجر) حديث رقم (۷۲٦)، (٥۰۲/ ۱)..
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: (قل هو الله أحد) يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن») أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب (فضل قل هو الله أحد) حديث رقم (٥۰۱۳)(٤۲۳/ ٦)..
وبذلك عنون لها البخاري في صحيحه من كتاب التفسير انظر: (٤۱۰/ ٦).، كما سمَّاها بفاتحتها الطبرسي انظر: (۲۷۱/ ۳۰).، والألوسي انظر: (۲٦٥/ ۳۰). في تفسيريهما، وذكرها البقاعي في نظمه انظر: (۳٤٤/ ۲۲)..
- وجه التسمية:
سُميت بهذا الاسم لها بأول آية افتتحت بها في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (۱)}.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة الأساس:
الأساس: أصل البناء، وجمعه أسس، وأسُّ البناء: مبتدؤه انظر: اللسان، مادة (أس س)(٦/ ٦)..
وسمى هذه السورة الزمخشري انظر: (۲٤۳/ ٤). بالأساس، واستدل بما رواه أبي بن كعب وأنس مرفوعاً أنه قال: (إن الله عزّ وجلّ أسس السماوات السبع والأرضين السبع على هذه السورة: (قل هو الله أحد)أخرجه أبو الشيخ في العظمة (صفة ابتداء الخلق) حديث رقم (۸۹۳)(۱۳۷٥/ ٤)، وابن الضريس في فضائله، باب في فضل (قل هو الله أحد) حديث رقم (۲٤٦) ص ۱۱۰، وابن جرير في تفسيره (۷٤٥/ ۱۲).، يعني ما خلقت الأرض إلا لتكون دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته التي نطقت بها هذه السورة).
وقيل: (معنى تأسيسها عليها أنها إنما خلقت بالحق كما قال تعالى: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (۳۸) ما خَلَقْناهُما إِلاّ بِالْحَقِّ} [الدخان: ۳۹، ۳۸]. هو العدل والتوحيد) انظر: الألوسي (۲٦٥/ ۳۰)..
وذكر هذا الاسم بعض المفسرين كالرازي انظر: (۱٦۲/ ۳۲).، والألوسي انظر: (۲٦٥/ ۳۰).، كما عدّها السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱). من بين أسماء السورة. وكذا البقاعي في نظمه انظر: (۳٤٤/ ۲۲)..
- وجه التسمية:
سُميت بهذا الاسم لاشتمالها على أصول الدين كما قال الزمخشري، وإن صح هذا الحديث الذي استدل به فهو لا يدل دلالة صريحة على أن السورة تسمى بالأساس، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر أنها سميت بذلك إنما ذكر أنها الأساس الذي أسس عليه السموات والأرض تعظيماً وتشريفاً لها، فلا تعد عَلَماً للسورة.
- الاسم الثاني: سورة التوحيد:
وسُميت في مصحف نسخ سنة ۱۲۷۸ هـ والمصحف مخطوط بجامعة الإمام رقم: (۷۲۷۱). سورة التوحيد، وذكرها بعض المفسرين كالطبرسي انظر: (۲۷۱/ ۳۰).، والرازي انظر: (۱٦۱/ ۳۲).، والجمل انظر: (٦۰۲/ ٤).، والألوسي انظر: (۲٦٥/ ۳۰)..
كما ذكرها ابن العربي في أحكام القرآن انظر: (۱۹۹٥/ ٤).. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمَّاها بهذا الاسم؛ فهو اسم اجتهادي.
- وجه التسمية:
قال الطبرسي: «سُميت بذلك، لأنه ليس فيها إلا التوحيد وكلمة التوحيد، ولأنها تشتمل على إثبات أنه تعالى واحد»انظر: (۲۷۱/ ۳۰)..
- الاسم الثالث: سورة المقشقشة:
ذكر الزمخشري في الكشاف انظر: (۲٤۳/ ٤). أنها وسورة الكافرون تسميان المقشقشتان، أي: المبرئتان من الشرك، ومن النفاق، وذكر هذا الاسم الطبرسي في تفسيره انظر: (۲۷۱/ ۳۰).، وجمع من المفسرين تقدم ذكرهم في سورة (الكافرون)الزمخشري في تفسيره ¬انظر: (۲۳۸/ ٤)، ابن الجوزي: (۲٥۲/ ۹)، والرازي: (۱۲۷/ ۳۲)، والجمل: (٥۹٦/ ٤)، والألوسي: (۲٤۹/ ۳۰)، السيوطي في الإتقان: (۱۷٦/ ۱)، الفيروزآبادي في البصائر: (٥٤۸/ ۱).، كما ذكرها البقاعي في نظمه انظر : (۳٤٤/ ۲۲)..
كما تقدم معنى المقشقشة وسبب التسمي بها والمقشقشة: من قشقش إذا برأ من المرض، والمقشقشتان: قل يأيها الكافرون، والإخلاص، أي: المبرئتان من النفاق والشرك، أي كإبراء المريض من علته، أو تبرئان كما يقشقش الهناء الجرب فيبرؤه، والهناء: القطران يطلى به، وسُميت بالمقشقشة، لأنها تقشقش من النفاق والشرك، أي: تبرئان منه..
- الاسم الرابع: سورة الصمد:
وصَمَدَ صَمَدَه صمْداً: قصده واعتمده. والصمد: من صفاته تعالى وتقدس، لأنه أصمدت إليه الأمور، فلم يقض فيها غيره، وقيل: الصمد الدائم الباقي بعد فناء خلقه، وقيل: الصمد الذي صمد إليه كل شيء أي الذي خلق الأشياء، وكلها لا يستغني عنه شيء وكلها دال على وحدانيته انظر: اللسان، مادة (ص م د)(۲۸٥/ ۳)..
وسمَّاها بهذا الاسم الطبرسي انظر: (۲۷۲/ ۳۰).، والرازي انظر: (۱٦۲/ ۳۲).، والألوسي انظر: (۲٦٥/ ۳۰).، كما ذكرها البقاعي في نظم الدرر انظر: (۳٤٤/ ۲۲).، ولم يذكر أحد منهم مستنداً صحيحاً في هذه التسمية. وهي تسمية للسورة بلفظ وقع فيها.
وقد رأيت في مصحف نسخ في القرن الثالث عشر والمصحف مخطوط بجامعة الملك سعود رقم (۳۸۲). سمَّاها بسورة (الأحد).
كما ذكر الرازي في مفاتيح الغيب انظر: (۳۲/ ۱٦۲ - ۱٦۳). أسماء عديدة للسورة، وقد عقد لها في تفسيره فصلاً لأسمائها، فذكر لها عشرين اسماً بإضافة لفظ سورة إلى كل اسم وقال: «إن كثرة الألقاب تدل على مزيد الفضيلة والعرف يشهد لما ذكرناه.
قال: فأحدها: سورة التفريد، وثانيها: سورة التجريد، وثالثها: سورة التوحيد. ورابعها: سورة الإخلاص (لأنه لم يذكر في هذه السورة سوى صفاته السلبية التي هي صفات الجلال، ولأن من اعتقد كان مخلصاً في دين الله، ولأن من مات عليه كان خلاصه من النار).
وخامسها: سورة النجاة، لأنها تنجيك عن التشبيه والكفر في الدنيا، وعن النار في الآخرة ... إلى آخر كلامه.
وقد نقل عنه هذه الأسماء بعض المفسرين كالجمل انظر: (٦۰۲/ ٤).، والألوسي انظر: (۲٦٥/ ۳۰). ولم يذكر الرازي لبعض هذه الأسماء أسانيد تثبتها، إنما هي اجتهاد منه واستنباط لما تضمنته السورة، ومع اسمها المشهور (قل هو الله أحد) تبلغ أسماؤها واحداً وعشرين، وقال الفيروزآبادي انظر: (٥٥۳/ ۱). تسمى (الشافية) فتبلغ اثنين وعشرين اسماً.