الفهرس

سُورة الفلق
سورة الفلق أسماؤها التوقيفية: سورة الفلق، وسورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وسورة المعوذتين. أسماؤها الاجتهادية: سورة المشقشقتين، وسورة المقشقشتين.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة الفلق: «الفلق: الشق، والفلق مصدر فلقه يفلقه فلقاً: شقه، والفلق: بالتحريك: ما انفلق من عمود الصبح، وقيل: هو الصبح بعينه، وقيل: هو الفجر، وكلٌّ راجع إلى معنى الشق اللسان، مادة (ف ل ق) (۳۱۰/ ۱۰).». قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (۱)} قال الفراء: «الصبح، يقال: هو أبين من فلق الصبح» معاني القرآن (۳۰۱/ ۳).. وعرفت هذه السورة في المصاحف وكتب التفسير باسم (سورة الفلق). - وجه التسمية: سُميت سورة الفلق، لافتتاحها بقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (۱)} واختصت السورة بهذا اللفظ‍ فعرفت به. - الاسم الثاني: سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}: وردت تسمية هذه السورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف، فقال: «لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» أخرجه النسائي، كتاب الافتتاح، باب (الفضل في قراءة المعوذتين) حديث رقم (۹٥۳) (۱٥۸/ ۲)، وأحمد في المسند، حديث رقم (۱۷۳۱۰) (۲۰٤/ ٤)، والدارمي كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل المعوذتين) حديث رقم (۳٤۳۹) (٥٥۳/ ۲)، والحاكم في المستدرك، كتاب التفسير تفسير (سورة الفلق) حديث رقم (۳۹۸۸) (/۲ ٥۸۹)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.. وهذا ظاهر أنه أراد سورة (قل أعوذ برب الفلق)، لأنه كان جواباً عن قول عقبة بن عامر أقرئني سورة هود ويوسف، ولأنه عطف قوله: (قل أعوذ برب الناس) على قوله: (قل أعوذ برب الفلق) ولم يتم السورة. - وعنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ» أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل قراءة المعوذتين) حديث رقم (۸۱٤) (٥٥۸/ ۱).. ولم أقف على مفسر سمَّاها بهذا الاسم، وهي تسمية للسورة بأول جملة فيها. - الاسم الثالث: سورة المعوذتين مع سورة الناس: في اللسان: «عوذ: عاذ به يعوذ عوذاً وعياذاً ومعاذاً: لاذ به ولجأ إليه واعتصم، وعذت بفلان، واستعذت به: أي لجأت إليه. والعوذة والمعاذة والتعويذ: الرُّقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون لأنه يعاذ بها. والمعوِّذتان: بكسر الواو، سورة الفلق وتاليتها، لأن مبدأ كل واحدة منهما قل أعوذ» مادة (ع وذ) (٤۹۸/ ۳).. وقد وردت تسميتها مع سورة الناس بسورة المعوذتين في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فعن ابن عابس الجهني رضي الله عنه ابن عابس الجهني: صحابي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي عبد الله عنه، وله حديث في النسائي (الحديث أعلاه) انظر: التهذيب (/ ۱۲ ۳۲٥)، الكاشف (٤۱۳/ ۳)، التقريب ص ٦٥۹، أسد الغابة (۳۳٦/ ٦)، تجريد أسماء الصحابة (۲۱٤/ ۲). أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا عابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟»، قال: بلى يا رسول الله. قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ} هما المعوذتان» أخرجه النسائي، كتاب الاستعاذة، حديث رقم (٥٤۳۲) (۲٥۲/ ۸)، والبغوي في التفسير (٦۰۰/ ۸) عن عقبة بن عامر، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في الاستشفاء بالقرآن) حديث رقم (۲٥۷٤) (٥۱۷/ ۲).. - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة» أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب (في الاستشفاء) حديث رقم (۱٥۲۳) (/۲ ۸٦)، والترمذي كتاب فضائل القرآن باب (ما جاء في المعوذتين) حديث رقم (۲۹۰۷) (۱۷۰/ ٥)، وأحمد في المسند، حديث رقم (۱۷۳۸٥) (۲۱۲/ ٤).. وقد عنون بهما بعض المفسرين في تفاسيرهم كابن كثير انظر: (۹۱۲/ ٤).، والشنقيطي انظر: (٦۲۷/ ۹).، وذكرها بعضهم كالماوردي انظر: (۳۷۳/ ٦).، وابن الجوزي انظر: (۲۷۰/ ۹).، والقرطبي انظر: (۲٦۰/ ۲۰).، والألوسي انظر: (۲۸٥/ ۳۰).، وعدَّها السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱).، اسماً للسورة بالاشتراك مع سورة الناس. وقد سمَّاها ابن عطية انظر: (٦۰۷/ ۱٥) طبعة قطر.، والثعالبي انظر: (٤٥۲/ ٤). في تفسيرهما بالإفراد، أي سورة (المعوذة الأولى) وسورة الناس (سورة المعوذة الثانية).
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة المشقشقتين - مع سورة الناس: والمشقشقتان: من شقشقة البعير إذا هدر، والعصفور يشقشق في صوته، وخطيب مشقشق والجمع شقاشق. ومنه سمي الخطباء شقاشق، أشبهوا المكثار بالبعير الكثير الهدر انظر: اللسان، مادة (ش ق ق) (۱۸٥/ ۱۰).. وسمَّاها بهذا الاسم السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱)، ومعترك الأقران (۱۹۹/ ۳) بلفظ‍ (المتشقشقتان).، ولم يذكرا مستندهما في ذلك كما لم يعللا تسمية المعوذتين بهذا الاسم ولم أجده لغيرهما، كما لم يظهر لي وجه تسميتهما به. - الاسم الثاني: سورة المقشقشتين - مع سورة الناس: وسمَّاها بعض المفسرين مع سورة الناس (المقشقشتين) كالماوردي انظر: (۳۷۳/ ٦).، والزمخشري انظر: (۲٤٥/ ٤).، والقرطبي انظر: (۲٥۱/ ۲۰).، والألوسي انظر: (۲۸٥/ ۳۰).، ولم أقف على حديث سُميت فيه هذه السورة بهذا الاسم. - وجه التسمية: وعلل القرطبي تسميتها بذلك، لأنها - أي مع سورة الناس - تبرئان من النفاق. فيكون هذا الاسم مشتركا بين خمس سور: (سورة براءة، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس).