سورة طه
اسمها التوقيفي:
سورة طه.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة الكليم، وسورة موسى.
اسمها التوقيفي:
سورة طه:
طه: قيل إنه حرف هجاء، وقد جاء في التفسير: طه يا رجل، يا إنسان انظر: معانى القرآن للفراء (۲/ ۱۷٤).، وقد سميت هذه السورة باسم الحرفين المنطوق بهما في أولها.
ووردت تسميتها بذلك في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السموات والأرض بألف عام، فلما سمعت الملائكة القرآن، قالت: طوبى لأمة ينزل هذا عليها، وطوبى لألسنة تتكلم بهذا» ¬أخرجه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل سورة طه ويس) حديث رقم (۳٤۱٤)(۲/ ٥٤۸)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات). حديث رقم (۲٤٥۰)(۲/ ٤۷٦) وقال في آخره: (قوله: قرأ: يعنى تكلم بهما وأفهمهما ملائكته)، وابن عدي في الكامل (۱/ ۲۱٦)، والحديث إسناده فيه علتان:
الأول: إبراهيم بن المهاجر بن المسمار، قال الحافظ: (ضعيف) التقريب ص ۹٤، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن حبان في حديث قرأ طه ويس: (هذا متن موضوع)، انظر: الميزان (۱/ ٦۷).
وقال ابن عدي في الكامل: (وإبراهيم بن المهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث (قرأ طه ويس) لأنه لم يروه إلا إبراهيم بن المهاجر، ولا يروي بهذا الإسناد ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن إلا إبراهيم بن المهاجر هذا، وباقي أحاديثه صالحة) (۱/ ۲۱٦).
والثاني: عمر بن حفص بن ذكوان، قال النسائي: متروك، وقال أحمد: تركنا حديثه وخرقناه، وقال علي: ليس بثقة، انظر: الميزان (٤/ ۱۰۹). كما قال عنه أبو حاتم:
هو منكر الحديث وليس بالمتروك، انظر: الجرح والتعديل (۲/ ۱۳۳).¥.
قال ابن فورك ابن فورك: محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر الأنصاري الأصبهاني، الفقيه المتكلم واعظ، عالم بالأصول، من فقهاء الشافعية. سمع الحديث، وروى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وغيرهما، وله تصانيف في أصول الدين وأصول الفقه، ومعاني القرآن، منها (مشكل الحديث وغريبه) و (التفسير) و (أسماء الرجال) و (غريب القرآن) توفي سنة ٤۰٦ هـ. انظر: طبقات الشافعية (۳/ ٥٤)، النجوم الزاهرة (٤/ ۲٤۰).: «معنى قوله: أن الله تبارك وتعالى قرأ «طه ويس» أي: أظهر وأسمع وأفهم كلامه من أراد من خلقه من الملائكة في ذلك الوقت» القرطبي (۱۱/ ۱٦۳).. فتكون هذه التسمية مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- كما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة»الدر المنثور (٥/ ٥٤۸)..
كما وردت تسميتها في كلام بعض الصحابة كما في حديث إسلام عمر بن الخطاب الذي رواه أنس بن مالك قال: (خرج عمر متقلداً السيف فقيل له: إن ختنك (ختنك): في اللسان: «الخَتَنُ: أبو امرأة الرجل وأخو امرأته وكل من كان من قبل امرأته، والجمع أختان». مادة (خ ت ن)(۱۳/ ۱۳۸). وأختك قد صبوا، فأتاهما عمر وعندهما رجل من المهاجرين يقال له: خباب، وكانوا يقرأون طه. فقال: أعطوني الكتاب الذي عندكم أقرأه، وكان عمر يقرأ الكتاب، فقالت له أخته: إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ، فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ طه) أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الطهارة، باب (في نهي المحدث عن مس القرآن)(۱/ ۱۲۳)، وابن عساكر في تاريخه (۱۲/ ۷۲۰)..
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نزلت سورة طه بمكة أورده السيوطي في الدر (٥/ ٥٤۸)، وعزاه للنحاس وابن مردويه.».
- وعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال: «نزلت سورة طه بمكة أورده السيوطي في الدر (٥/ ٥٤۸)، وعزاه لابن مردويه.».
- بذلك سُميت في المصاحف وكتب التفسير وفي كتب السنة.
- وجه التسمية:
سُميت (طه) لافتتاح السورة بها، و (طه) هو اسم من أسمائه الشريفة عليه الصلاة والسلام، ولهذا بدأت السورة بملاطفته بالنداء؛ فقال تعالى: {طه (۱) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (۲)}.
وورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة طه.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة الكليم:
وتسمى أيضاً هذه السورة (سورة الكليم) كما ذكر ذلك السخاوي في جمال القراء انظر: (۱/ ۳۷).، والسيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۳).، وأوردها الألوسي في تفسيره انظر: (۱٥/ ۱٤۷).، وابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸٦).، ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يثبت تسميتها بذلك.
- وجه التسمية:
سُميت سورة الكليم لأنها وردت فيها قصة موسى وهو الكليم، وسمي الكليم، لأن الله جل وعلا كلَّمه.
- الاسم الثاني: سورة موسى:
ذكر الهذلي في كامله أنها تسمى (سورة موسى)انظر: التحرير والتنوير (۱٦/ ۱۷۹).، وأوردها الفيروزآبادي في البصائر انظر: (۱/ ۳۱۱). وعلل تسميتها بذلك لاشتمالها على قصته مفصلة.
وهذا الاسم أيضا لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صحابته إنما هو من اجتهاد بعض العلماء واستنباطهم من قصة السورة، وهما - أي الاسمان - بمعنى واحد، فموسى يطلق على الكليم، والكليم هو موسى.