سورة الحج
اسمها التوقيفي:
- سورة الحج:
اشتهرت تسمية هذه السورة (بسورة الحج) في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه رضوان الله عليهم وكتبت في المصاحف، وكتب التفسير والحديث، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: «نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما») ¬أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب الجمعة، باب (ما جاء في السجدة في الحج) حديث رقم (٥۷۷)(۲/ ٤۷۰). وقال: (هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب (تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن) حديث رقم (۱٤۰۲)(۲/ ٥۸)، والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج ۸ ورقة (۱۱۲)، والحاكم في المستدرك، كتاب التفسير، (تفسير سورة الحج) حديث رقم (۳٤۷۰)(۲/ ٤۲۳)، وأحمد في المسند حديث رقم (۱۷۳۳٤)(٤/ ۲۰۷)، والدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب (سجود القرآن)(۱/ ٤۰۸)، والبغوي في شرح السنة كتاب الصلاة، باب (السجود في الحج) حديث رقم (۷٦٥)(۳/ ۳۰٤)، والبيهقي في السنن كتاب الصلاة باب (سجدتي في سورة الحج)(۲/ ۳۱۷)، وفي مسند الفردوس (۳/ ۱۲٤)، والحديث إسناده فيه ابن لهيعة، وقد اختلف العلماء فيه كثيرا، وحاصل كلامهم أنه اختلط بعد احتراق كتبه سنة سبعين ومائة، ورواية العبادلة: (عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعبني) عنه صحيحة لأنهم سمعوا منه قبل احتراق كتبه، انظر: الميزان (۳/ ۱۹٦)، تهذيب التهذيب (٥/ ۳۳۰)، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط ص ۷۲، والراوي عنه في هذا الحديث هو قتيبة بن سعيد غير العبادلة، ولكن وجدت له متابعا عند أبي داود (۲/ ٥۸) والحاكم (۲/ ٤۲۳)، وهو عبد الله بن وهب روى عن ابن لهيعة قبل خلطه، وصرح ابن لهيعة بالتحديث في طريق أبو داود كما صرح مشرح بن هاعان بالتحديث.
وفي سنده أيضا مشرح بن هاعان قال عنه الذهبي في الكاشف (۳/ ۱٤٦): ثقة فيكون إسناد الحديث حسن.
أما قول الترمذي في الحديث: ليس إسناده بذاك القوي تعقبه ابن كثير بقوله: (وفي هذا نظر، فإن ابن لهيعة قد صرح فيه بالسماع وأكثر ما نقموا عليه تدليسه)(۳/ ۳۳۹).¥.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان)أخرجه أبو داود كتاب الصلاة، باب (تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن)، حديث رقم (۱٤۰۱)(۲/ ٥۸)، وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب (عدد سجود القرآن) حديث رقم (۱۰٥۷)(۱/ ۳۳٥)..
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نزلت سورة الحج بالمدينة»أورده السيوطي في الدر (٦/ ۳)، وعزاه لابن مردويه.. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (أول سورة نزلت فيها السجدة: الحج، قرأها رسول الله فسجد وسجد الناس إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافراً)أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الصلاة، باب (التأمين) حديث رقم (۸۰۳)(۱/ ۳٤۲)..
- وجه التسمية:
سُميت هذه السورة بسورة الحج، لأنها اشتملت على الدعوة إلى الحج على لسان إبراهيم الخليل عليه السّلام، وفي قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (۲۷) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ}.
وذكر ما شرع الناس يومئذ من النسك تنويهاً بالحج وما فيه من فضائل ومنافع.
قال المهايمي: «سُميت به لاشتمالها على أصل وجوبه، والمقصود من أركانه وهو الطواف، إذ الإحرام نية، والوقوف بعرفات من استعداده، والسعي تتمته، والحلق خروج عنه، وذكر فيها منافعه وتعظيم شعائره، وغير ذلك مما يشير إلى فوائده وأسراره»تفسير المهايمي: (۲/ ٤۰)..
وليس لهذه السورة اسم غير هذا الاسم. ولذلك لم يعدها السخاوي أو السيوطي في عداد السور ذوات الاسمين أو أكثر.
وقد ورد لفظ (الحج) في بعض سور القرآن الكريم، كسورة البقرة في آيات عدة على سبيل المثال آية: (۱۸۹، ۱۹٦، ۱۹۷).، وفي سورة التوبة في آية واحدة آية: (۳) في قوله تعالى: {وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}.. وورد لفظ (حَج) في سورة البقرة آية: (۱٥۸) في قوله تعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما}.، ولفظ حِجٌ في سورة آل عمران آية: (۹۷) في قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}..