سورة العنكبوت
اسمها التوقيفي:
- سورة العنكبوت:
العنكبوت هو الاسم الذي اشتهرت به هذه السورة وكتبت في المصاحف وكتب التفسير والحديث، وقد عرفت بهذا الاسم من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رواه عكرمة قال: (كان المشركون إذا سمعوا تسمية سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزؤون بهما، أي بهذه الإضافة، فنزل قوله تعالى: {إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}[الحجر: ۹٥])انظر: الطبراني في الأوسط (۸/ ۳٦۲)، كما أخرجه البيهقي في الدلائل (۷/ ۱۳۷)، والدر المنثور للسيوطي (٥/ ۱۰٤)..
كما وردت تسميتها في كلام بعض الصحابة، فعن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في كسوف الشمس والفجر أربع ركعات وأربع سجدات، يقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم، وفي الثانية بيس)أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب العيدين، باب (صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما)(۲/ ٦٤).. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت سورة العنكبوت بمكة)أورده السيوطي في الدر (٦/ ٤٤۹)، وعزاه لابن الضريس وابن مردويه..
وعن ابن الزبير مثله أورده السيوطي في الدر (٦/ ٤٤۹)، وعزاه لابن مردويه..
- وجه التسمية:
سُميت هذه السورة بسورة العنكبوت؛ لأن الله ضرب العنكبوت مثلاً لاتخاذ المشركين أولياء من دون الله وهي الأصنام والآلهة المزعومة، فقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤۱)}.
وقد اختصت هذه السورة بذكر العنكبوت دون غيرها من سور القرآن.
قال المهايمي: «سُميت بها لاشتمالها على آية {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ .. }. الآية المشير إلى أن من اعتمد على قوة الأصنام وحفظها عن العذاب، كالعنكبوت اعتمدت على قوة بيتها التي لا تحتمل حتى أدنى الحشرات والرياح، وحفظها عن الحر والبرد، وهذا أتمّ في الدعوة إلى التوحيد الذي هو أعظم مقاصد القرآن»تفسير المهايمي: (۲/ ۱۲٥)..
ولا يعرف لسورة العنكبوت اسم غير هذا الاسم - وذكر السخاوي انظر: جمال القراء (۱/ ۳۷). في تعداد سور القرآن قوله: {الم (۱) أَحَسِبَ النّاسُ} [العنكبوت: ۱ - ۲]، وتسمى سورة العنكبوت، ولكنه لم يصرح أن مطلع السورة هو اسم تسمى به.