سورة السجدة
أسماؤها التوقيفية:
سورة السجدة، وسورة {آلم تنزيل}، و{آلم تنزيل السجدة}، وسورة التنزيل.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة المضاجع، وسورة سجدة لقمان، وسورة المنجية، وسورة المنقسمة.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة السجدة:
اشهر أسماء هذه السورة هو (سورة السجدة) وهو أخصر أسمائها.
وبذلك كتبت في المصاحف وكتب التفسير، وترجم لها الترمذي في جامعه انظر: كتاب التفسير (٥/ ۳۳٦).، وذلك بإضافة كلمة (سورة) إلى كلمة السجدة.
وقد جاءت في كلام ابن عباس رضي الله عنهما كما أخرجه النحاس انظر: الناسخ والمنسوخ (۲/ ٥۸۰). عنه أنه قال: «نزلت سورة السجدة بمكة، سوى ثلاث آيات {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً} إلى تمام الآيات الثلاث إلى قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (۲۰)} السجدة؛ الآيات: (۱۸ - ۲۰).».
- وجه التسمية:
سُميت سورة السجدة لما فيها من أوصاف المؤمنين الذين يسجدون لله تعالى ويسبحون عند سماع آيات القرآن العظيم. قال الله تعالى: {إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}. قال البقاعي: «اسمها السجدة منطبق على ذلك بما دعت إليه آيتها من الإخبات وترك الاستكبار نظم الدرر (۱٥/ ۲۲۲).».
وقال المهايمي: (سُميت بها، لأن آية السجدة فيها، تدل على أن آيات القرآن من العظمة بحيث تخر وجوه الكل لسماع مواعظها، وتنزه منزلها عن أن يعارض في كلامه ويشكره على كمال هدايته، وهذا من أعظم مقاصد القرآن)تفسير المهايمي (۲/ ۱٤۹)..
- الاسم الثاني والثالث والرابع: سورة (الم تنزيل)، (الم تنزيل السجدة)، وسورة التنزيل:
سُميت هذه السورة (الم تنزيل) في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما روى:
- جابر بن عبد الله رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك) ¬أخرجه الترمذي، كتاب فضائل القرآن باب (ما جاء في فضل سورة الملك) حديث رقم (۲۸۹۷)(٥/ ۱٦٥)، وقال: هذا حديث صحيح، والدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن باب (في فضل سورة تنزيل السجدة وتبارك) حديث رقم (۳٤۱۱)(۲/ ٥٤۷)، والحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، تفسير (سورة السجدة)، حديث رقم (۳٥٤٥)(۲/ ٤٤٦)، وأبو عبيد في فضائله، باب (فضل تنزيل السجدة ويس) ص ۱۳٦، والبخاري في الأدب المفرد ص ٤۱٤، والبغوي في شرح السنة (٤/ ٤۷۲)، وفي التفسير (٦/ ۳۱۱)، وابن أبي شيبة في مصنفه (۱/ ٤۲٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، باب (ذكر ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة قبل أن ينام) حديث رقم (۷۱۱) ص ۲۱٤، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل في (فضائل السور والآيات). حديث رقم (۲٤٥٥)، (۲/ ٤۷۸).
والحديث إسناده حسن، لأن فيه (أبا الزبير المكي) صدوق إلا أنه يدلس كما قال الحافظ في التقريب ص ٥۰٦، وهو راويه عن جابر بن عبد الله وقد سمع منه حديثا كثيرا وبعضه لم يسمعه إنما حدثه البعض عنه، ومن ذلك هذا الحديث فإنه رواه عن جابر فدلسّه فلما سأله زهير ممن سمعه بيّن أنه مما سمعه من صفوان بن عبد الله بن صفوان.
فقد أخرج الحاكم في مستدركه (۲/ ٤٤٦)، وأبو عبيد في فضائله (ص ۱۳٦)، والبيهقي في الشعب (۲/ ٤۷۸)، عن زهير بن معاوية (أبو خيثمة) أنه قال لأبي الزبير: أسمعت أن جابرا يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل) السجدة (وتبارك الذي بيده الملك)؟ فقال أبو الزبير: حدثنيه صفوان، أو أبو صفوان شك أبو خيثمة. وصفوان هذا ثقة كما قال الحافظ في التقريب ص ۲۷۷، وفيه ليث بن أبي سليم: صدوق اختلط جدّا ولم يتميز حديثه فترك كما قال الحافظ في التقريب ص ٤٦٤، ولكن تابعه أكثر من واحد. منهم المغيرة بن مسلم الخراساني كما في الترمذي في إحدى طرقه (٥/ ٤۷٥)، والبخاري في الأدب المفرد (ص ٤۱٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة ص ۲۱٤، كما تابعه زهير بن معاوية (أبو خيثمة) حيث ذهب إلى أبي الزبير وتثبت منه. وقد صحح الحاكم هذا الحديث وسكت الذهبي (۲/ ٤٤٦)، وقد صححه الألباني انظر: السلسلة (۲/ ۱۳۰).¥.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة، بالم تنزيل في الركعة الأولى، وفي الثانية: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}[الإنسان: ۱])أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب (ما يقرأ في يوم الجمعة) حديث رقم (۸۸۰)(۲/ ٥۹۹)..
كما سُميت (الم تنزيل السجدة) كما وقع في بعض الأحاديث:
- فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين)أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجمعة، باب (ما يقرأ في يوم الجمعة) حديث رقم (۸۷۹)(۲/ ٥۹۷)..
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة (الم تنزيل) السجدة و (هل أتى على الإنسان)أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب (ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة) حديث رقم (۸۹۱)(۱/ ۲٦۷)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجمعة باب (ما يقرأ في يوم الجمعة) حديث رقم (۸۸۰)(۲/ ٥۹۹).. وعن ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسجد، فظننا أنه قرأ (الم تنزيل السجدة)) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب (قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر) حديث رقم (۸۰۷)(۱/ ۲۱٤)، وابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الصلوات، باب (السجدة تقرأ في الظهر والعصر)(۲/ ۲۲)، والحاكم في المستدرك، كتاب الصلاة، باب التأمين، حديث رقم (۸۰٦)(۱/ ۳٤۳)، وأورده السيوطي في الدر (٦/ ٥۳٤)..
وعنون لها البخاري في صحيحه بسورة (تنزيل السجدة)انظر: كتاب التفسير (٦/ ۳۱۹).، وعنون لها البقاعي في نظم الدرر انظر: (۱٥/ ۲۲۲).(سورة الم السجدة)، وذكر أن من بين أسماء السورة (الم تنزيل). ووقع في مصحف مخطوط والمصحف بجامعة الإمام بالرياض رقم (۸۰٥۸). تسميتها (بسورة التنزيل).
وهي تسمية للسورة بمفتتحها، وهذا الاسم والذي قبله هما اسمان توقيفيان وردت فيهما الأحاديث الصحيحة الثابتة.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة المضاجع:
المضاجع: جمع المُضْجع، واضطجع: نام، وقيل: استلقى ووضع جنبه بالأرض، قال الله عزّ وجلّ: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ}[السجدة: ۱٦]، أي: تتجافى عن مضاجعها التي اضطجعت فيها انظر: اللسان، مادة (ض ج ع)(۸/ ۲۱۹)..
وسُميت هذه السورة بسورة المضاجع كما وقع في بعض كتب التفسير كتفسير ابن الجوزي انظر: (٦/ ۳۳۲).، والرازي انظر: (۲٥/ ۱٤۳).، والألوسي انظر: (۲۱/ ۱۱٥).، وذكرها السيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۳).، والفيروزآبادي في البصائر انظر: (۱/ ۳۷۲).، وابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸٦).. ولم يذكر أحد من المفسرين ما يثبت هذه التسمية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وجه التسمية:
سُميت هذه السورة بهذا الاسم، لوقوع لفظ المضاجع فيها في قوله تعالى: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}.
ولا تختص هذه السورة بلفظ المضاجع، فقد ورد لفظ المضاجع في غير هذه السورة في سورة النساء في قوله تعالى: {فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ}[آية: ۳٤]، كما وقع هذا اللفظ مضافه إلى ضمير الغائبين - مضاجعهم - في سورة آل عمران في قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ}[آية: ۱٥٤].
- الاسم الثاني: سورة سجدة لقمان:
سمَّاها بسجدة لقمان الطبرسي في مجمع البيان انظر: (٥/ ۷۱).، وعلل تسميتها لئلا تلتبس بسورة (حم السجدة) ونقلها عنه الألوسي في تفسيره انظر: (۲۱/ ۱۱٥).. كما وقعت هذه التسمية في البصائر انظر: (۱/ ۳۷۳)..
- وجه التسمية:
سُميت (سجدة لقمان) لوقوعها بعد سورة لقمان، أي سورة السجدة المجاورة لسورة لقمان، كما سموا سورة (حم السجدة) وهي سورة فصلت (سورة سجدة المؤمن) لوقوعها بعد سورة المؤمن وهي غافر.
- الاسم الثالث: سورة المنجية:
أخرج الدارمي عن خالد بن معدان أنه قال: «اقرأوا المنجية وهي (الم تنزيل) فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها، ما يقرأ شيئاً غيرها، وكان كثير الخطايا، فنشرت جناحها، وقالت: رب اغفر له، فإنه كان يكثر قراءتي، فشفَّعها الرب فيه وقال: (اكتبوا له بكل خطيئة حسنة، وارفعوا له درجة)» أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل سورة تنزيل السجدة) حديث رقم (۳٤۰۸)(۲/ ٥٤٦)..
وقد نقل هذا الحديث القرطبي في تفسيره انظر: (۱٤/ ۸٤)..
وهذا الحديث مرسل من خالد بن معدان، حيث لم يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون مستند صحيح في تسمية السورة بسورة المنجية.
- الاسم الرابع: سورة المنقسمة:
وردت هذه التسمية في مصاعد النظر، وعلل تسميتها بهذا الاسم لأنها انقسمت للإعاذة من عذاب القبر الذي هو مقدمة عذاب النار انظر: (۲/ ۳٦۱)..