الفهرس

سُورة فصلت
سورة فصلت اسمها التوقيفي: سورة فصلت. أسماؤها الاجتهادية: سورة حم السجدة، وسورة السجدة، وسورة المصابيح، وسورة الأقوات، وسجدة المؤمن.
اسمها التوقيفي:
- سورة فصلت: فصلت بمعنى بينّت، وآيات مفصلات، أي: مبينات انظر: اللسان، مادة (ف ص ل) (۱۱/ ٥۲٤).. وهو الاسم الذي اشتهرت به هذه السورة وسُميت به في كثير من المصاحف والتفاسير. ولم أقف على حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمّى فيه هذه السورة بسورة فصلت. - وجه التسمية: سُميت سورة فصلت لوقوع كلمة {فُصِّلَتْ آياتُهُ} في أولها حيث افتتحت السورة بقوله تعالى: {كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (۳)}. فعرفت بها تمييزاً لها عن السور المفتتحة بحروف (حم) كما وردت في نفس السورة في قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ} [آية: ٤٤]. كما وردت هذه اللفظة في أول سورة هود في قوله تعالى: {الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (۱)}.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة حم السجدة: اشتهرت هذه السورة أيضاً بإضافة حم إلى السجدة، فسُميت ب (حم السجدة)، وقد عرفت بهذا الاسم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهدُ أصحابه. فعن الخليل بن مرة الخليل بن مرة: الخليل بن مرة الضبعي البصري، نزل الرقة، روى عن يزيد بن أبي مريم، وابن أبي مليكة، وعكرمة، وقتادة وغيرهم، روى عنه الليث بن سعد، وهو من أقرانه، وجعفر بن سليمان الضبعي، وابنه علي بن الخليل، ووكيع، وغيرهم، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، توفي سنة ۱٦۰ هـ. انظر: التهذيب (۳/ ۱٤٦)، التاريخ الكبير (۳/ ۱۲۹)، ميزان الإعتدال (۲/ ۱۹۰).: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة) أخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤۷۹) (۲/ ٤۸٦).. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت (حم السجدة) بمكة) أورده السيوطي في الدر (۷/ ۳۰۸)، وعزاه لابن مردويه.. وقد سُميت بهذا الاسم في بعض المصاحف ¬۱ - مصحف نسخ سنة (٦۹۸ هـ) كتبه ياقوت بن عبد الله المستعصمي، والمصحف مخطوط‍ من مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة رقم (۲۹۸). ۲ - مصحف نسخ سنة (۷۸٥ هـ) وهو من مخطوطات جامعة الإمام بالرياض رقم (۲۳٥٤). ۳ - مصحف نسخ سنة (۱۰۷٥ هـ) وهو بجامعة الإمام بالرياض رقم (٦۸٤۹). ٤ - مصاحف لم تذكر سنة النسخ وهي محفوظة بجامعة الإمام عنونت السورة (بحم السجدة) رقم (٥۹۷۰) ورقم (٦۸۱۹).¥. وعنون لها بعض المفسرين كالواحدي انظر: (٤/ ۲٤).، والكلبي انظر: (٤/ ۱۰).، والثعالبي انظر: (٤/ ۸۱).. وبذلك ترجمت في صحيح البخاري انظر: كتاب التفسير (٦/ ۳۳٦).، وفي جامع الترمذي انظر: كتاب التفسير (٥/ ۳۷٤).، ومستدرك الحاكم انظر: (٥/ ٤۷٦).، وعنون لها البقاعي في نظمه انظر: (۱۷/ ۱۳٤).، والجصاص في أحكام القرآن انظر: (۳/ ۳۸٥).، كما أورد هذه التسمية بعض المفسرين كالجمل انظر: (٤/ ۲۸).، والشوكاني انظر: (٤/ ۷۱۷).، والألوسي انظر: (۲۳/ ٦٤).، والقاسمي انظر: (۱۳/ ۲٥۳).. وعدّها السخاوي انظر: (۱/ ۳۷).، والفيروزآبادي انظر: (۱/ ٤۱۳).، من بين أسماء السورة. - وجه التسمية: وجه تسميتها بهذا الاسم أنها تميزت عن السور المفتتحة بحروف (حم) بأن فيها سجدة من سجدات القرآن. قال المهايمي: «سُميت بها لاشتمالها على آية سجدة تدل على بطلان عبادة المظاهر بالكلية، وأن الله يستحق بذاته أجلّ العبادات وهذا من أعظم مقاصد القرآن» تفسير المهايمي (۲/ ۲۳٤).. - الاسم الثاني: سورة السجدة: كما سُميت سورة فصلت (سورة السجدة)، وقد عنونت بها السورة في بعض المصاحف ¬۱ - مصحف نسخ سنة (۳۹۱ هـ) كتبه أبو الحسن علي بن هلال، والمصحف مصور من جامعة أم القرى. ۲ - مصحف نسخ سنة (۹٥۰ هـ) والمصحف نسخة أصلية بجامعة أم القرى برقم (۳۳۸۸). ۳ - مصحف نسخ في القرن الحادي عشر الهجري، والمصحف مخطوط‍ بجامعة الإمام بالرياض برقم (٦۸٦۹). ٤ - مصحف نسخ سنة (۱۲٥۷ هـ) وهو بجامعة الإمام برقم (٦۸۹۲). ٥ - مصحف نسخ سنة (۱۲۷۸ هـ) وهو بجامعة الإمام برقم (۷۲۷۱). ٦ - مصاحف لم تذكر سنة النسخ وهي من مخطوطات جامعة الإمام بالرياض. وهي برقم (٦٦۸) (۸۰۸۹) (۸۰٥۸).¥. وعنون بها الثعلبي في تفسيره انظر: ج ۸ ورقة ٥٥۷.، والزمخشري انظر: (۳/ ۳۸۱).، وابن الجوزي انظر: (۷/ ۲٤۰).، كما سمّاها بعض المفسرين في كتبهم كالطبرسي انظر: (۲٤/ ۳).، والخازن انظر: (٤/ ۸۲).، والجمل انظر: (٤/ ۲۸).، والألوسي انظر: (۲۳/ ۹٤).، وعدّها السيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷٤).، من بين أسماء السورة، وكذلك ابن عقيلة انظر: (۱/ ۳۸۷).. وتسميتها السجدة هو اختصار قولهم: (حم السجدة). - الاسم الثالث: سورة المصابيح: ويقال لهذه السورة: (سورة المصابيح)، وجاءت تسميتها بذلك في بعض كتب التفسير كتفسير ابن الجوزي انظر: (۷/ ۲٤۰).، والخازن انظر: (٤/ ۸۲).، والجمل انظر: (٤/ ۲۸).، والألوسي انظر: (۲۳/ ۹٤).. كما ذكرها السخاوي في جمال القراء انظر: (۱/ ۳۷).، والسيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷٤).، وابن عقيلة انظر: (۱/ ۳۸۷).. وعلَّل الكواشي الكواشي: أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع بن الحسين الشيباني الموصلي، العالم المفسر من فقهاء الشافعية، من كتبه: (تبصرة المتذكر في تفسير القرآن) ويعرف بتفسير الكواشي (وتلخيص في تفسير القرآن العزيز)، وكانت له اليد الطولى في القراءات، كان منقطعاً عن الناس مجتهداً في العبادة، توفي سنة ٦۸۰ هـ. انظر: النجوم الزاهرة (۷/ ۳٤۸)، الأعلام (۱/ ۲۷٤). في التبصرة انظر: التحرير والتنوير (۲۲/ ۲۲۷). تسميتها بذلك لقوله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً} [آية: ۱۲]. ولم يرد إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صحابته ما يدل على تسميتها بسورة المصابيح، كما أن هذه السورة لا تختص بلفظ‍ المصابيح، فقد ورد هذا اللفظ‍ في سورة الملك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ} [آية: ٥]. - الاسم الرابع: سورة الأقوات: «الأقوات: جمع قوت، والقوت: ما يُمسك الرَّمق من الرزق» اللسان، مادة (ق وت) (۲/ ۷٤).. وفي الصحاح مادة (ق وت) (۱/ ۲٦۱).: «هو ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام». وسمَّاها بسورة الأقوات الكواشي في التبصرة انظر: التحرير والتنوير (۲۲/ ۲۲۷).، والألوسي في تفسيره انظر: (۲۳/ ۹٤).. ولم يذكرا سنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى فيه هذه السورة بسورة الأقوات، إنما علل الكواشي تسميتها بذلك لقوله تعالى فيها: {وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها} [آية: ۱۰]، ولم يرد هذا اللفظ‍ في غير هذه السورة من سور القرآن. - الاسم الخامس: سجدة المؤمن: وجاءت تسميتها بسجدة المؤمن في زاد المسير لابن الجوزي انظر: (۷/ ۲٤۰).، وذكرها الكواشي في التبصرة، ووجه هذه التسمية بأنه قصد تمييزها عن سورة (آلم السجدة) المسمَّاة (سورة المضاجع)، فأضافوا هذه إلى السورة التي قبلها وهي (سورة المؤمن) كما ميزوا (سورة المضاجع) باسم (سجدة لقمان)، لأنها واقعة بعد سورة لقمان انظر: التحرير والتنوير (۲۲/ ۲۲۷).. وهذه الأسماء الخمسة هي جميعها اجتهادية من وضع علماء المفسرين، فلم يثبت في تسميتها خبر صحيح.