سورة الجاثية
اسمها التوقيفي:
سورة الجاثية.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة حم الجاثية، وسورة الشريعة، وسورة الدهر.
اسمها التوقيفي:
- سورة الجاثية:
الجاثية اسم فاعل من جثا يجثو ويجثي جُثواً وجُثياً: جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها.
وقال: جثى فلان على ركبتيه انظر: اللسان، مادة (ج ث ي)(۱۳۲ - ۱۳۱/ ۱٤).. والجاثي: القاعد، وفي التنزيل العزيز: {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً}[الجاثية: ۲۸]. قال مجاهد: «مستوفزين على الركب»، والمستوفز: «الذي لا يصيب الأرض منه إلا ركبتاه وأطراف أنامله، وذلك عند الحساب». قاله سفيان انظر: تفسير الماوردي (۲٦۷/ ٥).. وسُميت هذه السورة (سورة الجاثية) في المصاحف وكتب التفسير، كما عنون لها البخاري في صحيحه انظر: كتاب التفسير (۳٤۳/ ٦)..
ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو السلف تسمية هذه السورة بالجاثية.
قال ابن عاشور: «واقتران لفظ الجاثية بلام التعريف في اسم السورة مع أن اللفظ المذكور فيها خليّ عن لام التعريف لقصد تحسين الإضافة والتقدير: سورة هذه الكلمة، أي السورة التي يذكر فيها الكلمة، وليس لهذا التعريف فائدة غير هذه، وذلك تسمية حم غافر، وحم الزخرف»التحرير والتنوير (۳۲۳/ ۲٥)..
- وجه التسمية:
سُميت سورة الجاثية للأهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب، حيث يجثو الخلائق من الفزع على الرُّكب في انتظار الحساب، وهي في قوله تعالى: {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (۲۸)}.
واختصت السورة بلفظ (الجاثية) ولم يقع في موضع آخر من القرآن. ولكن وقع بلفظ {جِثِيًّا} في سورة مريم مرتين، في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦۸)}، وفي قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (۷۲)}.
قال المهايمي: «سُميت بها لتضمُّن آياتها بيان سبب تأخير البعث إلى يوم القيامة لأجل اجتماع الأمم جماعة إلى الله تعالى، وفصله بينهم يوم القيامة وهي من المطالب الشريفة في القرآن»تفسير المهايمي (۲٦٥/ ۲)..
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة حم الجاثية:
وتسمى هذه السورة (حم الجاثية) كما جاءت في كلام الصحابة.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أنزلت بمكة سورة (حم الجاثية)» أورده السيوطي في الدر (٤۲۲/ ۷)، وعزاه لابن مردويه.. وبهذا الاسم عنون لها النيسابوري في الوسيط انظر: (۹٤/ ٤).، والحاكم في المستدرك انظر: (٤۹۰/ ۲).، وهي تسمية لها بمفتتحها.
- الاسم الثاني: سورة الشريعة:
اشتهرت تسمية هذه السورة بسورة الشريعة وجاءت في كلام السلف فعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال: «أنزلت سورة الشريعة بمكة»أورده السيوطي في الدر (٤۲۲/ ۷)، وعزاه لابن مردويه.. وأوردها بعض المفسرين في كتبهم كالطبرسي انظر: (۱۲۲/ ۲٥).، وابن الجوزي انظر: (۳٥٤/ ۷).، والخازن انظر: (۱۲۲/ ٤).، والجمل انظر: (۱۱۲/ ٤).، كما عنون بها ابن العربي في أحكام القرآن انظر: (۱٦۹۳/ ٤).. وأوردها الكرماني في العجائب انظر: (۱۰۸۳/ ۲).، وعدَّها السخاوي انظر: (۳۷/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٤/ ۱). في عداد السور ذوات الاسمين فأكثر. وذكرها الفيروزآبادي في البصائر انظر: (٤۲٦/ ۱).، والبقاعي في نظم الدرر انظر: (٥۸/ ۱۸).، وكذلك ابن عقيلةانظر: (۱/ ۳۸۷).، وسمَّاها الحاكم في المستدرك سورة (حم الشريعة)انظر: (٤۹۰/ ۲)، ونسبها إلى أهل الحرمين..
- وجه التسمية:
سُميت سورة الشريعة لوقوع لفظ الشريعة فيها في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (۱۸)}.
ولم يقع هذا اللفظ في موضع آخر من القرآن.
قال المهايمي: (وتسمى سورة الشريعة لتضمن آياتها وجه نسخ هذه الشريعة سائر الشرائع وفضلها عليها وهو من المطالب العزيزة فيه)تفسير المهايمي (۲٦٥/ ۲)..
- الاسم الثالث: سورة الدهر:
سمَّاها بسورة الدهر الكرماني في العجائب انظر: (۱۰۸۳/ ۲).، ونقل عنه السيوطي في الإتقان انظر: (۱۷٤/ ۱).، ووجه تسميتها بسورة الدهر لوقوع قوله تعالى: {وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ}[آية: ۲٤] فيها ولم يقع لفظ الدهر في ذوات حم الأخر. وقد وقع في سورة الإنسان في قوله تعالى: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}، وذكرها ابن عقيلةانظر: (۱/ ۳۸۷)..