سورة الرحمن
اسمها التوقيفي:
سورة الرحمن.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة عروس القرآن، وسورة الزخرف.
اسمها التوقيفي:
- سورة الرحمن:
وردت تسميتها بالرحمن في أحاديث عديدة منها ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: «لقد قرأتها على الجن ليلة الجن (ليلة الجن) أي: ليلة اجتماعهم به. انظر: تحفة الأحوذي (۱۷۸/ ۹). فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (۱۳)}. قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد») ¬أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب تفسير القرآن، باب (ومن سورة الرحمن) حديث رقم (۳۳۰۲)(۳۹۹/ ٥)، والحاكم في المستدرك، كتاب التفسير، (تفسير سورة الرحمن)، حديث رقم (۳۷٦٦)(٥۱٥/ ۲)، وأبو الشيخ في العظمة، باب (ذكر الجن وخلقهن) حديث رقم (۱۱۰٦)(۱٦٦٦/ ٥)، والبيهقي في الدلائل، باب (ذكر إسلام الجن وما ظهر في ذلك من آيات المصطفى صلى الله عليه وسلم)(۲۳۲/ ۲)، وفي الشعب من طريق آخر، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤۹۳)(٤۸۹/ ۲)، والبزار كما في كشف الأستار حديث رقم (۲۲٦۹)(۲۰٥/ ۷)، وزاد نسبته السيوطي في الدر (٦۹۰/ ۷)، لأبي المنذر وابن مردويه.
والحديث إسناده حسن، لأن فيه زهير بن محمد، ذكر ابن حجر أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة. فضعف بسببها (التقريب ص ۲۱۷)، ولكن هذه الرواية بالذات لا تعتبر من المناكير التي جاءت من رواية أهل الشام عن زهير وذلك لمجيء الحديث من طريق آخر عن جابر كما هو في الشعب. ولوجود شاهد من حديث ابن عمر أخرجه ابن جرير في تفسيره (٥۸۲/ ۲۷)، والبزار في كشف الأستار (۷٤/ ۳)، وصحح السيوطي إسناده في فتح البيان، انظر: تحفة الأحوذي (۱۷۹/ ۹).
وأما باقي رجال الإسناد فمحمد بن المنكدر ثقة فاضل كما قال الحافظ في التقريب (ص ٥۰۸).
والوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية كما قال الحافظ ص ٥۸٤، وقد صرح بالسماع عند الحاكم (٥۱٥/ ۲)، وقد تابعه مروان بن محمد الذي روى البيهقي من طريقه.
وعبد الرحمن بن واقد صدوق يغلط وقد تابعه أكثر من واحد منهم هشام بن عمار الدمشقي كما في الدلائل (۲۳۲/ ۲)، والمستدرك (٥۱٥/ ۲)، وعمرو بن مالك كما في البزار في تفسير ابن كثير (٤۲۰/ ٤)، وقد صحح الحديث من هذا الطريق الحاكم وسكت الذهبي (٥۱٥/ ۲)، وحسنه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي (۱۱۲/ ۳).¥.
وفي تفسير القرطبي انظر: (۱٥۱/ ۱۷). أن قيس بن عاصم المنقري قيس بن عاصم: ابن سنان بن خالد بن منقر التميمي المنقري، يكنى أبا علي، وقيل: أبا طلحة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد تميم، وأسلم سنة تسع، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الأحنف، والحسن، وخليفة بن حصين، وابنه حكيم بن قيس، وكان قد حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية، نزل البصرة ومات بها سنة ۲۰ هـ. انظر: أسد الغابة (٤۱۱/ ٤)، التهذيب (۳٥۷/ ۸). قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (اتلُ عليَّ مما أنزل عليك، فقرأ عليه سورة الرحمن، فقال: أعدها فأعادها ثلاثاً، فقال: إن له لطلاوة وإن عليه لحلاوة ... ) الحديث.
وأخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنها قال: «نزلت سورة الرحمن بمكة»انظر: الناسخ والمنسوخ (۲۰/ ۳)..
ومثله عن عبد الله بن الزبير وعائشة رضوان الله عنهم، وبذلك سُميت في المصاحف وفي كتب التفسير والسنة.
- وجه التسمية:
سُميت سورة الرحمن، لأنها افتتحت باسم من أسماء الله الحسنى وهو الرحمن.
قال المهايمي: «سُميت به، لأنها مملؤة بذكر الآلاء الجليلة وهي راجعة إلى هذا الاسم»تفسير المهايمي (۳۱۱/ ۲)..
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة عروس القرآن:
سُميت هذه السورة (عروس القرآن) كما وقع ذلك في الإتقان انظر: (۱۷٤/ ۱).، وذكرها البقاعي في نظمه انظر: (۱۳۹/ ۱۹).، وفي مصاعد النظر انظر: (۳/ ٤٤).، وابن عقيلة انظر: (۱/ ۳۸۸).، وفي تفسير الفتوحات الإلهية انظر: (۲٥۲/ ٤).، وروح المعاني انظر: (۹٦/ ۲۷).، واستدل بحديث علي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن» ¬أخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲٤۹٤)(٤۹۰/ ۲)، وقال الألباني: (ضعيف): المشكاة (٦٦۹/ ۱).
قال ابن عاشور: «والظاهر أن معنى: لكل شيء عروس، أي لكل جنس ونوع واحد من جنسه يزينه، تقول العرب: عرائس الإبل لكرائمها فإن العروس تكون مكرمة مزينة مرعية من جميع الأهل بالخدمة والكرامة». التحرير والتنوير (۲۲۸/ ۲۷).¥.
- وجه التسمية:
قال الطيبي الطيبي: الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي، الإمام المشهور، صاحب المشكاة وغيره، كان كريماً متواضعاً حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعين. كان ذا ثروة من الإرث والتجارة فلم يزل ينفق ذلك في وجوه الخيرات إلى أن كان في آخر عمره فقيراً، شرح الكشاف شرحاً وافياً، وتوفي سنة ۷٤۳ هـ. انظر: الدرر الكامنة (۱٥٦/ ۲)، البدر الطالع (۲۲۹/ ۱)، الأعلام (۲٥٦/ ۲).: «أعرس الرجل فهو معرِّس إذا دخل بامرأته عند بنائها، والعروس ههنا - أي في الحديث - يحتمل وجهين:
أحدهما: الزينة، وفيه قوله تعالى: {حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ}[يونس: ۲٤] شبهها بالعروس إذا تزينت بالحلي والثياب الفاخرة.
وثانيهما: الزلفى إلى المحبوب والوصول إلى المطلوب، وذلك أنه كلما كرر قوله: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (۱۳)} كأنه يجلو نعمة من نعمه السابغة على الثقلين، ويزينها ويمن عليهم بها» شرح الطيبي (۲٦۸/ ٤)..
قال البقاعي في وجه التسمية: «واسمها عروس القرآن واضح البيان في ذلك، لأنها الحاوية لما فيه من حلي وحلل وجواهر وكلل، والعروس لجميع النعم والجمال والبهجة من نوعها والكمال»نظم الدرر (۱۳۹/ ۱۹)..
والذي يظهر لي أن عروس القرآن هو ليس اسماً لهذه السورة، وإن ما ورد في حديث علي لا يعدو أن يكون ثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السورة وليس تسمية لها.
- الاسم الثاني: سورة الزخرف:
أورد هذا الاسم البقاعي في مصاعد النظر (۳/ ٦٤).، وعلل تسميتها بقوله: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (۷٦)} [الرحمن: ۷٦] جليل الإنعام البالغ إلى أنهى غايته.