سورة الحديد
اسمها التوقيفي:
- سورة الحديد:
اشتهرت تسمية هذه السورة بسورة الحديد في كلام الصحابة رضوان الله عليهم كما وقع في حديث إسلام عمر بن الخطاب أنه رضي الله عنه دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد فقرأه حتى بلغ: {آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}[آية: ۷] فأسلم أخرجه البيهقي في الدلائل في حديث طويل (۲/ ۲۱٦ - ۲۱۹)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (۷۲۲/ ۱۲)، وزاد نسبته السيوطي في الدر (٤۹/ ۸) للبزار في مسنده، وأبو نعيم، والطبراني، وابن مردويه..
وعن ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم أنهما قالا: «نزلت سورة الحديد بالمدينة»أورده السيوطي في الدر (٤٥/ ۸)، وعزاه لابن مردويه والبيهقي..
وبهذا الاسم سُميت السورة في المصاحف وكتب التفسير والسنة.
- وجه التسمية:
سُميت سورة الحديد لوقوع لفظ (الحديد) فيها في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
ولفظ الحديد قد ذكر في سورة أخرى وهي سورة الكهف في قوله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}[آية: ۹٦]، وهي متقدمة على سورة الحديد في النزول إلا أنها لم تسم سورة الحديد، لأنها سُميت باسم سورة الكهف للاعتناء بقصة أهل الكهف، ولأن الحديد الذي ذكر في هذه السورة هو حديد السلاح الذي هو من نعم الله التي تحصل بها النفع والتأييد والدفاع عن الدين انظر: التحرير (۳٥۳/ ۲۷)..
كما ورد في سورة الحج في قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (۲۱)}.
وفي سبأ في قوله تعالى: {* وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ (۱۰)}.
وفي سورة ق في قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (۲۲)}.
ووقع لفظ {حَدِيداً} في سورة الإسراء في قوله تعالى: {* قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (٥۰)}.
قال المهايمي في وجه التسمية: «سُميت به، لأنه ناصر لله ولرسوله في الجهاد، فنزل منزلة الآيات الناصرة لله ولرسوله، على أنه سبب لإقامة العدل كالقرآن، وأيضاً أنه جامع للمنافع فأشبهه أيضاً فسميت سورة ذكر فيها بذلك»تفسير المهايمي (۳۱۹/ ۲)..
وليس لهذه السورة اسم آخر غيره، ولم يعدها السيوطي في الإتقان انظر: (۱۷٥/ ۱).، في عداد السور ذوات الاسمين فأكثر.