الفهرس

سُورة الحاقة
سورة الحاقة اسمها التوقيفي: سورة الحاقة. أسماؤها الاجتهادية: سورة السلسلة، وسورة الواعية.
اسمها التوقيفي:
- سورة الحاقة: ذكر الزجاج أن الحاقة هي: «الساعة والقيامة سُميت حاقة، لأنها تحق كل إنسان بعمله من خير وشر» معاني القرآن: (۲۱۳/ ٥).. وقال الفراء: «سُميت حاقة، لأن فيها حواق الأمور والثواب» معاني القرآن: (۱۷۹/ ۳).. وقال غيرهما: «سُميت القيامة حاقة، لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل، أي كل مجادل ومخاصم فتحقه، أي تغلبه وتخصمه» تهذيب اللغة، مادة (ح ق ق) (۳۷۷/ ۳).. وعرفت هذه السورة باسم (سورة الحاقة) وعنون بها في المصاحف وكتب السنة والتفسير. وقد وقعت تسميتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤۰) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤۱)}، قال: قلت: كاهن، قال: {وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤۲) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤۳) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ}، قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع) أخرجه أحمد في مسنده، حديث رقم (۱۰۷) (۲۲/ ۱).. وعن أبي برزة أبو برزة: نضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي، أبو برزة الأسلمي، صحابي غلبت عليه كنيته، كان إسلامه قديماً، شهد فتح خيبر وفتح مكة، واختلف في اسمه، كان من سكان المدينة ثم البصرة، وشهد مع علي قتال أهل النهروان، ويقال: شهد معه صفين، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعنه ابنه المغيرة، وأبو المنهال الرياحي، وغيرهما. مات بخراسان سنة ٦٥ هـ. انظر: الإصابة (۱٥٤/ ۱۰)، التهذيب (/ ۱۰ ۳۹۹)، أسد الغابة (۲۸/ ٦). رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة ونحوها) أورده السيوطي في الدر (۲٦۳/ ۸)، وعزاه للطبراني.. كما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن الزبير رضي الله عنهما قولهما: «نزلت سورة الحاقة بمكة» انظر: الدر المنثور (۲٦۳/ ۸).. - وجه التسمية: وجه تسميتها (سورة الحاقة) لافتتاحها بها وتكرارها فيها في قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (۱) مَا الْحَاقَّةُ (۲) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (۳)}، حيث وقعت هذه الكلمة في أولها ولم تقع في غيرها من سور القرآن.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة السلسلة: سمَّاها الفيروزآبادي في البصائر انظر: (٤۷۸/ ۱). (سورة السلسلة) وعلل تسميتها بذلك لوقوع فيها قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (۳۲)}. ولم يرد في هذا الاسم أثر صحيح. - الاسم الثاني: سورة الواعية: ذكر ابن عاشور أن الجعبري سمَّاها في منظومته في ترتيب نزول السور (الواعية) ولعله أخذها من قوله تعالى: {لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (۱۲)}. وعلق عليها ابن عاشور بقوله: «ولم أر لها سلفاً في هذه التسمية» التحرير والتنوير (۱۱۰/ ۲۹).. وهذان الاسمان (السلسلة، والواعية) هما من اجتهاد بعض العلماء استنبطوها من ألفاظ‍ وقعت في السورة ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.