سورة البينة
أسماؤها التوقيفية:
سورة البينة، وسورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} أو سورة {لَمْ يَكُنِ}.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة القيِّمة، وسورة البرية، وسورة المنفكين، وسورة أهل الكتاب.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة البينة:
والبينة: هي الحجة والبرهان.
وسورة البينة هو الاسم الذي اشتهرت به هذه السورة وكتبت في المصاحف وفي بعض كتب التفسير.
- وجه التسمية:
وجه تسميتها بسورة البينة لورود هذا اللفظ في مفتتحها في قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (۱)} أي: الحجة، وهو القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- الاسم الثاني: سورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} أو سورة {لَمْ يَكُنِ}:
وردت تسمية السورة ب {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن (سورة لم يكن) حديث رقم (٤۹٥۹)(/٦ ٤۰٤)، ومسلم كتاب فضائل القرآن، باب (من فضائل أبي بن كعب) حديث رقم (۷۹۹)(۱۹۱٥/ ٤). عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذي كفروا) قال: وسمَّاني؟ قال: (نعم) فبكى» ¬قال المازري: «قيل: إنما قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ أُبي عنه عليه السّلام، فإن كان أبي لم يكن حافظاً لما قرأ عليه، تعلم ذلك منه، وإن كان حافظاً له تعلم طريق القراءة وترتيبها، فتؤخذ أيضاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم رتبة القراءة ليعلم القارئ على أي صفة يقرأ القرآن» اه. المعلم بفوائد مسلم (۳۰۷/ ۱).
وقال الطيبي: «وفي الحديث فوائد جمة: منها استحباب القراءة على الحذاق وأهل العلم به والفضل، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه، ومنها المنقبة الشريفة لأبي، ولا نعلم أن أحدا شاركه فيها، ومنها منقبة أخرى له بذكر الله تعالى إياه ونصه عليه، ومنها البكاء للسرور والفرح بما يبشر الإنسان به، وبما يعطاه من معالي الأمور» اه. شرح الطيبي (۲۷۷/ ٤).¥. فقوله عليه الصلاة والسلام: (أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا). واضح أنه أراد السورة كلها فسماها بأول جملة فيها.
وجاءت تسميتها اختصاراً (لم يكن) في كلام ابن عباس رضي الله عنهما كما أخرج عنه ابن مردويه قوله: «نزلت سورة (لم يكن) بالمدينة» انظر: الدر المنثور (٥۸٥/ ۸)..
وقد سُميت في بعض المصاحف منها: مصحف نسخ سنة ۳۹۱ هـ والمصحف كتبه أبو الحسن علي بن هلال ومصور من جامعة أم القرى.، ومصحف نسخ سنة ۹٥۰ هـ والمصحف نسخه أصلية بجامعة أم القرى برقم (۳۳۸۸).، ومصحف عثماني في إسلامبول والمصحف أهدي للسلطان سليمان القانوني، وهو نسخة مصورة بجامعة أم القرى برقم (۹۹۹) ي..
كما عنونت في بعض كتب التفسير كتفسير الطبري انظر: (٦٥٥/ ۱۲).، وابن عطية انظر: (٥۲٦/ ۱٥).، والكلبي انظر: (۲۱۱/ ٤).، والخازن انظر: (٤٥٤/ ٤).، والبيضاوي انظر: (٦۱۲/ ۲).، والجمل انظر: (٥٦۸/ ٤).، والشوكاني انظر: (٤۷۳/ ٥).. كما عنون لها البخاري في صحيحه من كتاب التفسير انظر: (٤۰۳/ ٦).، والحاكم في مستدركه انظر: كتاب التفسير (٥۷۹/ ۲).. وعنون لها البقاعي في نظمه انظر: (۱۸٥/ ۲۲).، والجصاص في أحكام القرآن انظر: (٤۷٤/ ۳).. وابن عقيلة في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸۹).، وذكرها بعض المفسرين في كتبهم كالطبرسي انظر: (۱۷۹/ ۳۰).، وابن الجوزي انظر: (۱۹٥/ ۹).، والثعالبي انظر: (٤۳۲/ ٤).، والألوسي انظر: (۲۰۰/ ۳۰).، وعدها السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱). من بين أسماء السورة.
- وجه التسمية:
وسُميت بهذا الاسم، لأنها أول جملة افتتحت بها السورة ولم تفتتح بها سورة أخرى من سور القرآن.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة القيِّمة:
معنى قيِّمة: مستقيمة ناطقة بالحق انظر: البحر المحيط (٥۱۹/ ۱۰)..
وقد سُميت هذه السورة بسورة القيمة وعنون بها الزمخشري في تفسيره انظر: (۲۲٦/ ٤).، وذكرها الطبرسي انظر: (۱۹۷/ ۳۰).، وعدها السخاوي انظر: (۳۸/ ۱). اسماً للسورة، وكذلك الفيروزآبادي في البصائر انظر: (٥۳۳/ ۱)..
ونقلها السيوطي في الإتقان انظر: (۱۷٦/ ۱). عن السخاوي باسم (القيامة)، وكذلك البقاعي انظر: (۱۸٥/ ۲۲).، والجمل انظر: (٥٦۸/ ٤).، وابن عقيلة انظر: (۱/ ۳۸۹).، والألوسي انظر: (۲۰۰/ ۳۰).، ذكروها باسم (القيامة).
- وجه التسمية:
وجه تسميتها بذلك، أنها ذكرت فيها لفظة {الْقَيِّمَةِ} في قوله تعالى: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ولم ترد في غيرها من سور القرآن.
- الاسم الثاني: سورة البرية:
في اللغة: البرية: الخلق، تقول: براه الله يبروه برواً، أي: خلقه الله. ويجمع على البرايا والبريات من البرى: التراب، هذا إذا لم يهمز. ومن ذهب إلى أن أصله الهمز أخذه من برأ الله الخلق يبرؤهم أي خلقهم. ثم ترك الهمز تخفيفاً انظر: اللسان، مادة (ب ر ي)(۷۲/ ۱٤)..
وسُميت هذه السورة بهذا الاسم كما وقع في مصحف نسخ من القرن الثالث عشر الهجري والمصحف بجامعة الإمام رقم المخطوط (٦۷۱)..
وأورد هذا الاسم الطبرسي انظر: (۱۹۷/ ۳۰).، والجمل انظر: (٥٦۸/ ٤).، والألوسي انظر: (۲۰۰/ ۳۰).، في كتبهم. كما ذكره السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، والسيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱). في كتابهما.
- وجه التسمية:
سُميت بهذا الاسم لورود هذا اللفظ فيها مرتين، في قوله تعالى: {هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}، وقوله: {هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}، ولم يقع في غيرها من سور القرآن الكريم.
- الاسم الثالث: سورة المنفكين:
منفكين: اسم فاعل للفعل (انفك)، وهذا الفعل من أخوات كان.
ومعنى قوله: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (۱)} أي: لم يكونوا منفكين من كفرهم، أي: منتهين عن كفرهم حتى يتبين الحق انظر: اللسان، مادة (ف ك ك)(٤۷۷/ ۱۰)..
وسُميت هذه السورة باسم (سورة المنفكين)، ودوّنت في مصحف نسخ سنة ۷۸٥ هـ والمصحف مخطوط بجامعة الإمام بالرياض رقم (۲۳٥٤).، كما عنون لها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان انظر: مخطوطة الكشف والبيان ج ۱۳ ورقة (۲٦۸).، وذكرها الجمل انظر: (٥٦۸/ ٤).، والألوسي انظر: (۲۰۰/ ۳۰).، والقاسمي انظر: (۲۲۰/ ۱۷). في تفاسيرهم.
وأوردها الفيروزآبادي في البصائر انظر: (٥۳۳/ ۱).، وعلل تسميتها بذلك لقوله تعالى فيها: {وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} وسمّاها السخاوي انظر: (۳۸/ ۱).، ونقل عنه السيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱). بلفظ (سورة الانفكاك).
- الاسم الرابع: سورة أهل الكتاب:
سُميت سورة أهل الكتاب كما في مصحف أُبي، ذكر ذلك صاحب الإتقان انظر: (۱۷٦/ ۱)..
- وجه التسمية:
وجه تسميتها بذلك، لأن السورة تتحدث عن أهل الكتاب.
وذكر الألوسي في تفسيره انظر: (۲۰۰/ ۳۰). أنها تسمى (سورة البلد) ولم ينسبه لقائل ولم يعلل تسميتها بذلك.
وهذه الأسماء: (القيمة، البرية، المنفكين، أهل الكتاب) هي أسماء اجتهادية سُميت السورة بها لأجل لفظ ورد فيها، أو تحدثت عنه، ولم يرد إلينا ما يثبته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الاسم الذي أثبته الألوسي في تفسيره فهو بعيد، لأنه لا علاقة له بمضمون السورة ولم يرد إلينا أثر يعززه.
فالاسم التوقيفي الذي يثبت للسورة هو (سورة البينة) كما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ودوِّن في المصاحف، وسورة (لم يكن) لوروده في السنة الصحيحة.