الفهرس

سُورة مريم
في نزول السورة
سورة مريم من السورة المتفق على مكيتها ينظر: تفسير مقاتل (۲/ ٦۱۹)، وبحر العلوم (۲/ ۳۱۷)، والبيان لابن عبد الكافي (ق ۳٤/ أ) وقال: "في قولهم جميعًا"، والتنزيل وترتيبه (ق ۲۲۳/ أ)، والبيان للداني ص (۱۸۱)، والنكت والعيون (۲/ ٥۱٤)، والوسيط (۳/ ۱۷٤) وتفسير أبي المظفر (۳/ ۲۷٦)، ومعالم التنزيل (٥/ ۲۱۷)، والكشاف (۲/ ٤۰٤)، والمحرر الوجيز (۱۱/ ۱۰)، وزاد المسير (٥/ ۱٤۳) وفيه الإجماع على ذلك، والتفسير الكبير (۲۱/ ۱٥۱)، والجامع لأحكام القرآن (۱۱/ ۷۲)، وقال: "بإجماع"، وتفسير الخازن (۳/ ۱۸۲)، والبحر المحيط (۷/ ۲۳۷)، وتفسير ابن كثير (٥/ ۲۱۱)، وتفسير البيضاوي (۲/ ۲٦)، والبرهان (۱/ ۱۹۳)، وبصائر ذوي التمييز (۱/ ۳۰٥) وقال: "إجماعًا"، ومصاعد النظر (۲/ ۲٥٥)، وتفسير الجلالين ص (۳۹٦)، وتفسير أبي السعود (٥/ ۲٥۲)، وفتح القدير (۳/ ۳۲٤)، وروح المعاني (۱٦/ ٥٦)، وتفسير القاسمي (۱۱/ ۱۰۸)، والتحرير والتنوير (۱٦/ ٥۷ - ٥۸).، ويدل لذلك ما يلي:
۱ - ما ثبت عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ أنه قال: "بنو إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، هن من العتاق الأول، وهن من تلادي" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب فضائل القرآن (٦/ ۱۰۱)..
۲ - ما جاء في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة؛ أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - هو: جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، كان أشبه الناس خَلْقًا وخُلُقًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من المهاجرين الأولين، هاجر إلى الحبشة، وقدم منها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فتح خيبر في السنة السابعة، استشهد في غزوة مؤتة سنة ثمان من الهجرة.
ينظر: الاستيعاب (۱/ ۳۱۲ - ۳۱٤)، وأسد الغابة (۱/ ۳٤۱ - ۳٤٤)، والإصابة (۱/ ۲۳۷ - ۲۳۸).
قرأ صدر هذه السورة على النجاشي هو: أصحمة بن أبحر النجاشي، ملك الحبشة، أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يهاجر إليه، أحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه، ولما توفي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب.
ينظر: أسد الغابة (۱/ ۱۱۹ - ۱۲۰)، وسير أعلام النبلاء (۱/ ٤۲۸ - ٤٤۳)، والإصابة (۱/ ۱۰۹).
، وأصحابه أخرج القصة - بطولها - ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (۱/ ۳۳٤ - ۳۳۸)، وإسنادها صحيح فليس فيه إلا ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث.
وأخرجها من طريق ابن إسحاق: أحمد في المسند (۱/ ۲٥۰ - ۲٥۲، ٥/ ۳٦٦ - ۳٦۸) رقم (۱۷۳۹، ۲۲٤۹٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (۲/ ۳۰۱ - ۳۰٤).
وينظر: مرويات الإمام أحمد في التفسير (۳/ ۱٤۲ - ۱٤٥)، وتفسير ابن كثير (٥/ ۲۱۱)، والدر المنثور (٥/ ٤۷٦).
قال السيوطي في الإتقان (۱/ ٥٥): "وينبغي أن يمثل لما حمل إلى الحبشة بسورة مريم، فقد صح أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - قرأها على النجاشي".
.
۳ - ما روي عن ابن عباس، وابن الزبير أخرجه النحاس، وابن مردويه كما في الدر المنثور (٥/ ٤۷٦).، وعائشة أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (٥/ ٤۷٦)، وفتح القدير (۳/ ۳۲٤). - رضي الله عنهم -؛ أنهم قالوا: "نزلت سورة مريم بمكة".
٤ - أنها معدودة ضمن القسم المكي في الروايات التي عددت المكي والمدني ينظر: تنزيل القرآن ص (۲٦)، وفضائل القرآن لأبي عبيد ص (۲۲۱)، وفهم القرآن ص (۳۹٥ - ۳۹٦)، وفضائل القرآن لابن الضريس ص (۳۳)، والبيان لابن عبد الكافي (ق ۱۲/ ب)، والفهرست ص (٤۲ - ٤۳)، والبيان للداني ص (۱۳۳، ۱۳٦ - ۱۳۷)، ودلائل النبوة (۷/ ۱٤۳)، وفنون الأفنان ص (۳۳۷ - ۳۳۸)، وجمال القراء (۱/ ۸)، والجامع لأحكام القرآن (۱/ ٦۱ - ٦۲)، والمدد في معرفة العدد (ق ۳٦/ أ) وفضائل القرآن لابن كثير ص (۱٦۳ - ۱٦٤)، والإتقان (۱/ ۸۱)..
• تنبيه: أخرج الطبراني هو: سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة المشهورة، قال الذهبي: "وله كتاب التفسير كبير جدًّا"، روى عن أبي زرعة الدمشقي، وغيره، وحدث عنه ابن منده، وأبو بكر بن مردويه، وأبو نعيم الأصبهاني، وغيرهم، توفي سنة (۳٦۰ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (۱٦/ ۱۱۹ - ۱۳۰)، وغاية النهاية (۱/ ۳۱۱)، وطبقات المفسرين للداودي (۱/ ۲۰٤ - ۲۰٦).
، وغيره عن أبي مريم الغساني هو: أبو مريم الغساني، جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، اسمه نُذير، يعد في الشاميين.
ينظر: الاستيعاب (٤/ ۳۱۸)، وأسد الغابة (٥/ ۳۱٤، ٦/ ۲۸٥ - ۲۸٦)، والإصابة (٤/ ۱۷۹).
أنه قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقلت: ولدت لي الليلة جارية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والليلة أنزلت علي سورة مريم، سمها مريم" فكانت تسمى مريم" ينظر: المعجم الكبير (۲۲/ ۳۳۲) رقم (۸۳٤)، وأخرجه - أيضًا - الديلمي، وابن منده، وأبو نعيم، وأبو أحمد الحاكم كما في الدر المنثور (٥/ ٤۷٦)..
هذا الحديث يدل على مدنية السورة؛ لكنه لم يصح قال الهيثمي في مجمع الزوائد (۸/ ٥٥): "وفيه سليمان بن سلمة الخبائري، وهو متروك". اهـ.
وينظر في الكلام على سليمان: الضعفاء والمتروكون للنسائي ص (۱۸٦)، وميزان الاعتدال (۲/ ۲۰۹ - ۲۱۰).
قلت: وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ضعفه أحمد، والنسائي، وغيرهما.
ينظر: ميزان الاعتدال (٤/ ٤۹۷ - ٤۹۸)، والضعفاء والمتروكون ص (۲٥٥)، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب ص (٦۲۳): "ضعيف".
وفيه عبد الله بن أبي مريم: قال في لسان الميزان (۳/ ٤۳۸): "لا يكاد يعرف، وخبره منكر، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه عنه".
وفيه عبد الله بن العلاء من آل أبي بكر بن مريم، لم أجد له ترجمة.
.


الآيات المختلف فيها :

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (٥۸)} [٥۸].
قال بمدنية هذه الآية مقاتل تفسيره: (۲/ ٦۱۹). وينظر: زاد المسير (٥/ ۱٤۳)، والبحر (۷/ ۲۳۷)، وروح المعاني (۱٦/ ٥٦).
وينظر القول غير منسوب في: الكشاف (۲/ ٤۰٤)، والمحرر الوجيز (۱۱/ ۱۰)، والإتقان (۱/ ٤۷)، وتفسير الجلالين ص (۳۹٦).
ونسبه البقاعي في مصاعد النظر (۲/ ۲٥٥) لابن عباس - رضي الله عنهما -.
، وأضاف: "نزلت في مؤمني أهل التوراة عبد الله بن سلام هو: عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو يوسف، أسلم أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وهو أحد الأحبار، توفي بالمدينة سنة (٤۳ هـ).
ينظر: الاستيعاب (۳/ ٥۳ - ٥٤)، وأسد الغابة (۳/ ۲٦٤ - ۲٦٥)، والإصابة (۲/ ۳۲۰).
، وأصحابه، نظيرها في بني إسرائيل: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: ۱۰۷]، و {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء: ۱۰۹] " تفسيره (۲/ ٦۳۲)..
ولم أجد دليلًا لهذا القول، اللَّهُمَّ إلا ما ذكروه من أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب، وهذا لا تقوم به حجة قال ابن عاشور (۱٦/ ٥۷): "ولا يستقيم هذا القول؛ لاتصال تلك الآية بالآيات قبلها، إلا أن تكون ألحقت بها في النزول، وهو بعيد".
قلت: ولو صح نزولها في مؤمني أهل الكتاب فكم من الآيات التي تكلمت عنهم في العهد المكي، كفاتحة الكتاب، وكقوله تعالى {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [الأنعام: ۱۱٤]، والآيات في هذا كثيرة، فلا يستقيم القول بمدنية هذه الآية استنادًا على نزولها في أهل الكتاب، والله أعلم.
.

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥۹) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (٦۰)}.
قال بمدنية هاتين الآيتين هبة الله المفسر هو: هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي، أبو القاسم البغدادي، الضرير، المقرئ، النحوي، المفسر، توفي سنة (٤۱۰ هـ).
ينظر: غاية النهاية (۲/ ۳٥۱)، وطبقات المفسرين للسيوطي ص (۱۰۷)، وطبقات المفسرين للداودي (۲/ ۳٤۸ - ۳٤۹).
الناسخ والمنسوخ له ص (۱۱۸)، وينظر: زاد المسير: (٥/ ۱٤۳).
والقول غير منسوب في مصاعد النظر (۲/ ۲٥٥)، وتفسير الجلالين ص (۳۹٦).
، ولم أجد له دليلًا.
وهو قول ضعيف؛ لأن سياق الآيات متصل، فلا معنى لتخصيص هاتين الآيتين دون سواهما.

قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (۷۱)}.
قيل بمدنية هذه الآية، ولم أجده منسوبًا إلى أحد ينظر القول غير منسوب في: فتح الباري (۸/ ٤۳٥)، والإتقان (۱/ ٤۷)، وروح المعاني (۱٦/ ٥۷)، وتفسير القاسمي (۱۱/ ۱۰۸)، والتحرير والتنوير (۱٦/ ٥۸).
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره (٥/ ۲٦۹): "هذه السورة بتمامها مكية، لم ينزل منها شيء بعد الهجرة".
وقال ابن حجر - رحمه الله - في الفتح (۸/ ٤۳٥) بعد ذكره لبعض الآيات التي قيل باستثنائها، ومنها: هذه الآية: "ولا يثبت شيء من ذلك"، والجمهور على أن الجميع مكيات، وشذ من قال خلاف ذلك.
، ولم أجد له دليلًا.