الفهرس

وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (۱۰٤)}
وقوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (۱۰٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أي: قد حصل المقصود من رؤياك واضجاعك ولدك للذبح.
وذكر السدي وغيره أنه أمرَّ السكين على رقبته فلم تقطع شيئًا بل حال بينهما وبينه صفحة من نحاس، ونودي إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند ذلك: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي مطولًا والخبر من الإسرائيليات..
وقوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أي: هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره والشدائد ونجعل لهم من أمرهم فرجًا ومخرجًا كقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (۲) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (۳)} [الطلاق].
وقد استدل بهذه الآية والقصة جماعة من علماء الأصول على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل خلافًا لطائفة من المعتزلة، والدلالة من هذه ظاهرة لأن الله تعالى شرع لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ذبح ولده ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء، وإنما كان المقصود من شرعه أولًا: إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده وعزمه على ذلك ولهذا قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُِ(۱۰٦)}.