الفهرس

سُورة هود
فضائل سورة هود عليه السلام
من السور المئين التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور تقدم بيان ذلك في الحديث رقم ۲۰۷.:

من السور التي شيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
[۲۰۹] فعن عبد اللّه بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه - يقول يا رسول الله: قد شبت، قال: شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}.
• أخرجه الترمذي في كتاب التفسير باب: سورة الواقعة ٥/ ۳۷٥ رقم ۳۲۹۷ فقال: حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير، باب تفسير سورة هود ۲/ ۳٤۳ من طريق أبي كريب به وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳٦۸ رقم ٥۹۹۷ عن معمر عن أبي إسحاق به. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في صعاب السور ۱۰/ ٥٥۳ رقم ۱۰۳۱۷ عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق به. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب ذكر اجتهاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طاعة ربه عز وجل وخوفه منه ۱/ ۳٥۷، ۳٥۸ من طريق معاوية بن هشام به. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الرقاق باب الخوف من الله عز وجل ۱٤/ ۳۷۲ رقم ٤۱۷٥ من طريق الترمذي به، وذكره أيضًا في تفسيره، باب تفسير سورة هود في قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت} جـ ۳/ ۲٤٦ قال ابن عباس: ما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية هي أشد عليه من هذه الآية ولذلك قال: شيبتني هود وأخواتها. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤/ ۳٥۰ من طريق عبيد الله بن موسى عن شيبان به. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۸/ ۱٦۰ رقم و ۸۲۹ من طريق مسروق عن أبي بكر قال: يا رسول الله: لقد أسرع إليك الشيب، قال: شيبتني الواقعة و {عم يتساءلون} و {إذا الشمس كورت}. وأخرجه أبو سعد في الطبقات الكبرى، باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ٤۳٥ فقال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا شيبان به. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ٦۷٦ رقم ۹٥٥ وقال: أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة ۱/ ٦٦/ ۷٥ من طريق شيبان عن أبي إسحاق به وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
• الحكم على الحديث: الحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال ابن دقيق العيد: إسناده على شرط البخاري.
[۲۱۰] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رجلًا قال: يا رسول اللّه شبت. قال: "شيبتني هود وأخواتها".
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۷/ ۲۸٦ رقم ۷۹۰ فقال: حدثنا محمد بن محمد التمار البصري ثنا أبو الوليد، ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب سورة هود عليه السلام ۷/ ۳۷ وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وقال: أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند صحيح.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح، فقد صححه السيوطي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وللحديث شاهد آخر بنفس اللفظ عن أبي جحيفة أخرجه أبو يعلى في مسنده جـ ۲، ص ۱۸٤ رقم ۸۸۰ فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر، حدثنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - فذكره. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الرقاق باب الخوف من الله ۱٤/ ۳۷۳ رقم ٤۱۷٦ من طريق وكيع عن محمد بن بشر به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۲۲/ ۱۲۳ من طريق محمد بن عبد اللّه بن نمير به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤/ ۳٥۰ من طريق محمد بن عبد اللّه بن نمير به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه للحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وأبي يعلى، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وابن عساكر.
• رجال الإسناد: محمد بن عبد اللّه بن نمير ثقة حافظ سبق في رقم ۹٥. محمد بن بشر هو العبدي ثقة سبق في رقم ۱۷۰. علي بن صالح بن يحيى الهمداني، أبو محمد الكوفي، روى عن أبيه وأبي إسحاق السبيعي، والأعمش وغيرهم، وروى عنه: ابن عيينة ووكيع وابن نمير وغيرهم، قال أحمد وابن معين والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة عابد من السابعة، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۷/ ۳۳۲، التهذيب ۲/ ۳۸). أبو إسحاق هو السبيعي ثقة سبق في رقم ۱٤. أبو جحيفة هو وهب بن عبد اللّه السوائي صحابي جليل سبقت ترجمته في رقم ۱۹٦.
• الحكم على الحديث: إسناده صحيح.
• التعليق: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن ويتفكر فيه، ويتدبر معانيه كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: ۲۹]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يتأثر بما حدث للأمم السابقة التي أهلكها الله عز وجل بسبب عصيانها لربها، وكان من آثار ذلك أن ظهر الشيب في شعره - صلى الله عليه وسلم -، فتعجب الصحابة - رضوان اللّه عليهم - من ذلك وقالوا: لقد شبت يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، والشيب هو بياض الشعر، قال القاري: أي ظهر عليك آثار الضعف قبل أوان الكبر، وليس المراد من كثرة ظهور الشعر الأبيض عليه. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: شيبتني هود وأخواتها. وذلك لما في هذه السور من أهوال يوم القيامة، والمثلات النوازل بالأمم الماضية أخذ من النبي - صلى الله عليه وسلم - مأخذه حتى ظهر فيه الشيب قبل أوانه تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ۹/ ۱۸٤..
[۲۱۱] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال عمر بن الخطاب يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب! فقال: شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت.
• أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب ذكر اجتهاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طاعة ربه عز وجل وخوفه منه ۱/ ۳٥۸ فقال: حدثنا الإمام الطيب سهل بن محمد بن سليمان، قال حدثنا جعفر بن محمد بن مطر العدل. قال أخبرنا الحسن بن أحمد بن بسطام الزعفراني حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا معاوية بن هشام، قال حدثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد فذكره، وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه للبيهقي في دلائل النبوة.
• الحكم على الحديث: ضعيف في إسناده عطية العوفي صدوق يخطئ ويدلس، وقد رواه بالعنعنة وقد سبقت ترجمة عطية بن سعد العوفي في رقم ۳٥ وهذا الحديث له شواهد صحيحة سبقت في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱۲] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قد شبت، قال: شيبتني هود، وإذا الشمس كورت، وأخواتها.
• ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وقال: أخرجه ابن مردويه قلت: لم أقف على إسناده ويشهد له الأحاديث السابقة أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱۳] عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطلع من بعض بيوت نسائه وأبو بكر وعمر جالسان فأقبل حتى وقف عليهم قال: وكانت لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر شيبًا من رأسه فبكى أبو بكر وقال: يا رسول الله أسرع فيك الشيب. فقال: أجل شيبتني هود وأخواتها الواقعة والقارعة، وإذا الشمس كورت وسأل سائل.
• أخرجه ابن نصر المروزي في قيام الليل - المختصر - باب البكاء عند قراءة القرآن ص ٦۲ فقال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا ابن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد، حدثني أبو صخر عن الرقاشي عن أنس فذكره. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ۲/ ۲٤۷ في ترجمة حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس. وأخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ٤۳٦ من طريق عبد الله بن وهب عن أبي صخر أن يزيد الرقاشي حدثه فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه لابن مردويه وابن عساكر وزاد فيه الحاقة.
• الحكم على الحديث: ضعيف فيه يزيد بن أبان الرقاشي - بتخفيف القاف ثم معجمة - أبو عمرو البصري، القاص، روى عن أبيه وأنس بن مالك والحسن البصري وغيرهم. قال ابن حجر: ضعيف من الخامسة، وقال ابن سعد: كان ضعيفًا. وقال الذهبي: ضعيف: (الكاشف ۳/ ۲۷٤، التقريب ۲/ ۳٦۱، الكامل في الضعفاء ۷/ ۲٥۷، التهذيب ۱۱/ ۳۰۹).
[۲۱٤] عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله شبت؟ قال: شيبتني هود والواقعة.
• أخرجه الدارقطني في العلل ٤/ ۳٤۷، ص ٦۱۷ وقال: حدث به جبارة بن المفلس عن عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز عن أبي إسحاق فقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبيه، ووهم وقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق وليس هذا من حديث سعد بن أبي وقاص وإنما هو من حديث أبي بكر الصديق. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ٦۷۹ تبع رقم ۹٥٥ وقال: أخرجه أبو الشيخ في أحاديثه ۱/ ۱۳ من طريق جبارة، ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبيه فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه لأبي الشيخ وابن مردويه.
• الحكم على الحديث: ضعيف فيه جبارة بن المغلس قال الذهبي وابن أبي حاتم ضعيف. وقال ابن حجر: ضعيف من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين روى له ابن ماجه (الكاشف ۱/ ۱۷۹، التقريب ۱/ ۱۲٤، التهذيب ۲/ ٥۷، الجرح والتعديل ۲/ ٥٥۰).
وفي هذا المعنى من المراسيل:
[۲۱٥] عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله ما شيبك؟ قال: شيبتني هود والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت.
• أخرجه الترمذي في كتاب التفسير، باب سورة الواقعة ٥/ ۳۷٦ بعد رقم ۳۲۹۷ فقال: وروى أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عكرمة، فذكره. وأخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى، باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ۳٤٦ من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق به. وأخرجه أيضًا ص ٤۳٥ من طريق أبي إسحاق عن عكرمة قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: شبت وعجل إليك الشيب فقال: شيبتني هود وأخواتها. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه لسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبي يعلى وأبي المنذر وأبي مردويه عن عكرمة مرسلًا. وأخرجه أبو يعلي في المسند ۱/ ۱۰۲ رقم ۱۰۷ من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق به. وذكره الشيخ إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء ۲/ ۲۱ وقال: وهو مرسل صحيح.
• رجال الإسناد: أبو بكر بن عياش ثقة تقدم في رقم ٥٤ وأبو إسحاق هو السبيعي ثقة تقدم في رقم ۱٤، وعكرمة وهو ابن عبد الله مولى ابن عباس ثقة ثبت من الثالثة (التقريب ۲/ ۳۰).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبق موصولًا في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱٦] عن أبي إسحاق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شيبتني هود وأخواتها، سورة الواقعة، وسورة القيامة، والمرسلات، وإذا الشمس كورت، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت.
• أخرجه عبد الرزاق في المصنف في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳٦۸ رقم ٥۹۹۷ عن معمر عن أبي إسحاق.
• رجال الإسناد: معمر هو ابن راشد الأزدي ثقة ثبت تقدم في رقم ٤٥. أبو إسحاق هو السبيعي ثقة من الثالثة تقدم في رقم ۱٤.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات حيث إن أبا إسحاق من التابعين والحديث تقدم موصولًا في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱۷] عن محمد بن واسع قال: قيل: يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال: شيبتني {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} وأخواتها.
• أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى، باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ٤۳٥ فقال: أخبرنا يعلى بن عبيد، أخبرنا حجاج بن دينار عن محمد بن واسع فذكره.
• رجال الإسناد: يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي، أبو يوسف الكوفي، مولى إياد، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وحجاج بن أبي عثمان وغيرهم، وروى عنه إسحاق بن راهويه وابنا أبي شيبة وغيرهم، قال ابن معين: ثقة إلا في سفيان الثوري، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال ابن حجر: ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين، من كبار التاسعة مات سنة تسع ومائتين وله تسعون سنة، روى له الجماعة، (التهذيب ۱۱/ ٤۰۲، التقريب ۲/ ۳۷۸، سير أعلام النبلاء ۹/ ٤۷٦). حجاج بن دينار الواسطي، روى عن معاوية بن مرة والحكم بن عتيبة، وأبي جعفر الباقر وغيرهم، وروى عنه شعبة ويعلى بن عبيد ومحمد بن بشر وآخرون، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن المبارك: ثقة، وقال العجلي: ثقة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن حجر: لا بأس به من السابعة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجه (سير أعلام النبلاء ۷/ ۷۷، الكاشف ۱/ ۲۰٦، التهذيب ۲/ ۲۰۰، التقريب ۱/ ۱٥۳). محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس، أبو بكر البصري، روى عن أنس بن مالك وسالم بن عبد الله بن عمرو الأعمش وغيرهم، روى عنه: هشام بن حسان وسفيان الثوري وحماد بن زيد وغيرهم، قال الذهبي: الإمام الرباني القدوة. وروى معتمر عن أبيه قال: ما رأيت أحدًا قط أخشع من محمد بن واسع. وقال ابن حجر: ثقة عابد كثير المناقب من الخامسة، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة، روى له مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي (سير أعلام النبلاء ٦/ ۱۱۹، التهذيب ۹/ ٤۹۹، التقريب ۲/ ۲۱٥).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدم موصولًا في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱. وللحديث شاهد آخر عن قتادة أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ٤۳٥ فقال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد عن قتادة قال: قالوا: لقد أسرع إليك الشيب يا رسول الله! قال: شيبني هود وأخواتها.
• رجال الإسناد: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلى مولاهم، البصري، روى عن سليمان التيمي وحميد الطويل وسعيد بن أبي عروبة وروى عنه: أحمد وإسحاق وابن معين وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال محمد بن سعد: لزم سعيد بن أبي عروبة وعرف بصحبته، وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين روى له البخاري في خلق أفعال العباد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۲/ ۲۲۱، التهذيب ٦/ ٤٥۰، التقريب ۱/ ٥۲۸). سعيد بن أبي عروبة، مهران، أبو النضر البصري، روى عن قتادة والنضر بن أنس والحسن البصري وغيرهم، وروى عنه عبد الوهاب بن عطاء والأعمش وابن المبارك، قال ابن معين والنسائي وأبو زرعة: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة له تصانيف، لكنه كثير التدليس وكان من أثبت الناس في قتادة، من السبعة، مات سنة ست وخمسين ومائة، روى له الجماعة. (التهذيب ٤/ ٦۳، التقريب ۱/ ۳۰۲). قتادة هو ابن دعامة السدوسي ثقة من الرابعة، تقدم في رقم ۱۷۹.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدم موصولًا في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱۸] عن أبي سلمة قال: قيل: يا رسول الله: نرى في رأسك شيبًا قال: ما لي لا أشيب وأنا أقرأ هود وإذا الشمس كورت.
• أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى، باب ذكر شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ۱/ ٤۳٥ فقال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة.
• رجال الإسناد: عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي، أبو محمد، البصري: روى عن: يونس بن يزيد الأيلي وإسرائيل وشعبة وغيرهم. وروى عنه: أحمد وإسحاق وهارون الحمال وغيرهم، قال أحمد وابن معين وابن سعد: ثقة وقال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة تسع ومائتين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ٥٥۷، التهذيب ۷/ ۱٤۲، التقريب ۲/ ۱۳). يونس هو ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، روى عن الزهري، ونافع مولى ابن عمر وعكرمة وغيرهم، وروى عنه: عثمان بن عمر بن فارس وابن المبارك وابن وهب وآخرون، قال العجلي والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومائة، روى له الجماعة. (التهذيب ۱۱/ ٤٥۰، التقريب ۲/ ۳۸٦، السير ٦/ ۲۹۷). الزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة ثبت أحد الأعالم تقدم في رقم ۱۱۸. أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، اسمه عبد الله وقيل: اسمه كنيته روى عن أبيه وعثمان بن عفان وأبي هريرة وغيرهم، وروى عنه: الزهري والأعرج والشعبي وغيرهم. ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من المدنيين وقال: كان ثقة فقيهًا كثير الحديث وقال ابن حجر: ثقة مكثر من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين وله اثنتين وسبعين سنة. روى له الجماعة (التهذيب ۱۲/ ۱۱٥، التقريب ۲/ ٤۳۰، سير أعلام النبلاء ٤/ ۲۸۷).
• الحكم على الحديث: مرسل إسناده حسن وقد تقدم موصولًا في أرقام ۲۰۹، ۲۱۰، ۲۱۱.
[۲۱۹] عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أكبر منك مولدًا وأنت خير مني وأفضل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شيبتني هود وأخواتها وما فُعل بالأمم قبلي.
• أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ۱/ ٤۳٥ فقال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن علي بن أبي علي بن جعفر بن محمد عن أبيه. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة هود ۳/ ۳٤۷ وقال: أخرجه ابن عساكر.
• الحكم على الحديث: مرسل إسناده ضعيف فيه علي بن عمر بن الحسين روى عن أبيه وابن عمه جعفر بن محمد وغيرهما. وروى عنه ابن أبي فديك ويحيى بن محمد وجعفر بن إبراهيم وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير رواية أولاده عنه: وقال: ابن حجر: مستور من الثامنة (التقريب ۲/ ٤۱، التهذيب ۷/ ۳٦۷، الكاشف ۲/ ۲۹۱).
[۲۲۰] عن أبي عمران الجوني قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: شيبتني هود وأخواتها، وذكر يوم القيامة وقصص الأمم.
• ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة هود ۳/ ۳٤۷ وقال: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ، قلت: لم أقف على إسناده، وأبو عمران الجوني هو عبد الملك بن حبيب البصري تابعي ثقة تقدمت ترجمته في رقم ۲۰۱. الحديث له شواهد صحيحة تقدمت.
من سره أن ينظر إلي يوم القيامة فليقرأها:
[۲۲۱] عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من سره أن ينظر إلي يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} وحسبت أنه قال: وسورة هود.
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ۲/ ۲۷، ۳٦، ۱۰۰ فقال: حدثنا عبد الرزاق، ثنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاضي أن عبد الرحمن بن يزيد أخبره أنه سمع ابن عمر يقول. وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير باب سورة إذا الشمس كورت ٥/ ٤۰۳ رقم ۳۳۳۳ من طريق عبد الرزاق به إلا أنه لم يذكر سورة هود وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير باب سورة إذا الشمس كورت ۲/ ٥۱٥ من طريق هشام بن يوسف الصنعاني حدثني عبد الله بن بحير الصنعاني به إلا أنه لم يذكر سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} ولا سورة هود. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه أيضًا في كتاب الأهوال، باب إذا لم يبق من الحسنات فيحمل يوم القيامة من الأوزار ٤/ ٥۷٦ من طريق عبد الرزاق به، إلا أنه لم يذكر سورة هود. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۳/ ٦۹، ۷۰ رقم ۱۰۸۱ ولم يذكر سورة هود وعزاه للترمذي وأحمد والحاكم وعبد الغني المقدسي في ذكر النار ۱/ ۲۲۲ وابن أبي الدنيا في الأهوال ق ۲/ ۱ من طريق عبد الرزاق، وذكر تصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذهبي له وقال: وهو كما قالا رجاله ثقات، وعبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة، وكان فاضلًا.
• الحكم على الحديث: صحيح.
• التعليق: يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أعجبه أن ينظر إلى أحوال يوم القيامة وأهواله كأنه رأي عين، تقول: جعلت الشيء رأي عين وبمرءًا منك أي حذاءك ومقابلك بحيث تراه. وهو منصوب على المصدر أي كأنه يراه رأي العين، وإنما خص هذه السور بالذكر، لاشتمالها على ذكر أحوال يوم القيامة وأهواله، ففي قراءتها عبرة وعظة وتخويف من هذه الأهوال ليرجع العبد إلى ربه ويعمل للنجاة من أهوال هذا اليوم بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۱۷۸، وتحفة الأحوذي ۹/ ۲٥۲.. اللّهم اجعلنا من الآمنين يوم الفزع الأكبر.

خاتمة التوراة:
[۲۲۲] فعن كعب قال: فاتحة التوراة الأنعام، وخاتمتها هود.
• الأثر عن كعب الأحبار أخرجه الدارمي، وابن جرير الطبري، وإسناده صحيح وتقدم تفصيل تخريجه في فضل سورة الأنعام رقم ۲۰۱.
استحباب قراءتها يوم الجمعة:
[۲۲۳] فعن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأوا سورة هود يوم الجمعة".
• أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضائل الأنعام والسور ۲/ ٥٤٥ رقم ۳٤۰۰ فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا همام، ثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، ذكر سورة هود ۲/ ٤۷۲ رقم ۲٤۳۸ من طريق مسلم بن إبراهيم ثنا همام بن يحيى به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة هود ۳/ ۳٤٦ وعزاه للدارمي وأبو داود في مراسيله وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. • رجال الإسناد: مسلم بن إبراهيم الأزدي البصري ثقة مأمون تقدم في رقم ۲۰۱. همام هو ابن يحيى البصري ثقة تقدم في رقم ۲۰۱. أبو عمران الجوني هو الإمام الثقة عبد الملك بن حبيب ثقة تقدم في رقم ۲۰۱. عبد الله بن رباح الأنصاري البصري ثقة تقدم في رقم ۲۰۱. كعب هو ابن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار تابعي ثقة تقدم في رقم ۱۷۰. الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات. وله شاهد بنفس اللفظ عن عبد الله بن رباح أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضائل الأنعام والسور ۲/ ٥٤٥ رقم ۲٤۰۳ فقال: أخبرنا يزيد بن هارون، أنا همام، عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح.
• رجال الإسناد: يزيد بن هارون ثقة من التاسعة تقدم في رقم ۹۷. همام بن يحيى وأبو عمران الجوني ثقتان تقدما في رقم ۲۰۱. عبد الله بن رباح تابعي ثقة تقدمت ترجمته في رقم ۲۰۱.
• الحكم على الحديث: مقطوع رجاله ثقات.
• التعليق: لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان، وفي خطبة الجمعة بسورة ق، وفي صلاة الجمعة بسورتي الجمعة واقتربت الساعة، أو سورتي الأعلى والغاشية؛ لما في هذه السور من التذكير بيوم القيامة وما فيه من الحشر العظيم والبعث، والنشور والحساب على الأعمال ومصير الناس في هذا اليوم إما إلى الجنة وإما إلى النار، وسورة هود تتفق مع هذه السور في هذا الفرض فهي تذكر الناس بيوم القيامة وما فيه من أهوال وشدائد، ومن ذلك قوله تعالى: بعد أن ذكر هلاك الأمم الظالمة: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (۱۰۳) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (۱۰٤) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (۱۰٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (۱۰٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (۱۰۷) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود ۱۰۳ - ۱۰۸] اللّهم إنا نعوذ بك من الأشقياء. اللّهم اجعلنا بفضلك وبرحمتك من السعداء اللّهم آمين.