الفهرس

سُورة الإخلاص
فضائل سورة الإخلاص

۱- من أحب قراءتها أحبه الله:
[۳۸۸] عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: سلوه: لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبروه أن الله يحبه.
• أخرجه البخاري في كتاب التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ۱۳/ ۲٤۷ رقم ۷۳۷٥ وذكره معلقًا في كتاب فضائل القرآن، باب: فضل قل هو الله أحد ۹/ ٥۸. وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة قل هو الله أحد ۱/ ٥٥۷ رقم ۸۱۳. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب: الافتتاح، باب: الفضل في قراءة قل هو الله ۲/ ۱۷۱. وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب: عمل اليوم والليلة، باب: الفضل في قراءة قل هو الله أحد ٦/ ۱۷۷ رقم ۱۰٥۳۹. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان في كتاب: الرقاق، باب: قراءة القرآن في ذكر إثبات محبة الله في سورة الإخلاص ۳/ ۷۳ رقم ۷۹۳. وذكره البيهقي أيضًا في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ۲۷٤ رقم ۹۸۷. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰٥ رقم ۲٥۳۹. وذكره البغوي في فضائل القرآن، باب فضل سورة الإخلاص ٤/ ٤۷٦ بعد رقم ۱۲۱۰. وأخرجه الإسماعيلي في مستخرجه كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ۱۳/ ۳٥٦.

• التعليق: هذا الحديث بين فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - محبة الله تعالى لمن يحب سورة الإخلاص ويكثر من قراءتها في الصلاة. فقول الرجل في بيان سبب كثرة قراءته لسورة الإخلاص: لأنها صفة الرحمن، قال ابن التين: إنما قال إنها صفة الرحمن؛ لأن فيها أسماؤه وصفاته، وأسماؤه سبحانه متفقة من صفاته. وقال القرطبي في المفهم: اشتملت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} على اسمين يتضمنان جميع أوصاف الكمال، وهما الأحد، والصمد، فإنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، فإن الواحد والأحد وإن رجعا إلى أصل واحد فقد افترقا استعمالًا وعرفًا، فالوحدة راجعة إلى نفي التعدد والكثرة، والواحد أصل العدد من غير تعرض لنفى ما عداه، والأحد يثبت مدلوله ويتعرض لنفي ما سواه، ولهذا يستعملونه في النفي ويستعملون الواحد في الإثبات، يقال: ما رأيت أحدًا ورأيت واحدًا. فالأحد في أسماء الله - تعالى - مشعر بوجوده الخاص به، الذي لا يشاركه فيه غيره، وأما الصمد: فإنه يتضمن جميع أوصاف الكمال لأن معناه: الذي انتهي سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلها، وهو لا يتم حقيقة إلا لله. قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أخبروه أن الله يحبه). قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يكون سبب محبة الله له محبته لهذه السورة ويحتمل أن يكون لما دل عليه كلامه؛ لأن محبته لذكر صفات الرب - سبحانه - دالة على صحة اعتقاده. وقال المازري: محبة الله لعباده إرادة ثوابهم وتنعيمهم. وقيل: هي نفس الإنابة والتنعيم ومحبتهم له لا يبعد فيها الميل منهم إليه، وهو مقدس عن الميل، وقيل: محبتهم له استقامتهم على طاعته، والتحقيق أن الاستقامة ثمرة المحبة. وحقيقة المحبة له ميلهم إليه لاستحقاقه - سبحانه - المحبة من جميع وجوهها. وقال القرطبي في المفهم: محبة الله لعبده تقربه له وإكرامه وليست بميل ولا غرض كما هي من العبد وليست محبة العبد لربه نفس الإرادة، بل هي شيء زائد عليها، فإن المرء يجد من نفسه أنه يحب ما لا يقدر على اكتسابه ولا على تحصيله، والإرادة هي التي تخصص الفعل ببعض وجوهه الجائزة ويحس من نفسه أنه يحب الموصوفين بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة كالعلماء والفضلاء، والكرماء وإن لم يتعلق لهم بهم إرادة مخصصة. وإذا صح الفرق فالله - سبحانه وتعالى - محبوب لمحبيه على حقيقة المحبة كما هو معروف عند من رزقه الله شيئًا من ذلك فنسأل الله أن يجعلنا من محبيه المخلصين فتح الباري ۱۳/ ۳٥٦، ۳٥۷، شرح النووي على مسلم ٦/ ۹٥، ۹٦..

۲- حب سورة الإخلاص يدخل الجنة:
[۳۸۹] عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يفرغ منها، ثم كان يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بالأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يروه أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها، قال: حبك إياها أدخلك الجنة.
• أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب الجمع بين السورتين في ركعة ۲/ ۳٥٥ رقم ۷۷٤ فذكره معلقًا مجزومًا به فقال: وقال عبيد الله بن عمر: عن ثابت عن أنس. وأخرجه الترمذي موصولًا عن البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص ٦/ ٥٦ رقم ۲۹۰۱ فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر به. وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب: إباحة ترداد المصلي قراءة السورة الواحدة في كل ركعة من المكتوبة ۱/ ۲٦۸ رقم ٥۳۷. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الرقاق، باب قراءة القرآن في ذكر البيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمداومة على قراءتها يدخله الجنة ۳/ ۷۳ رقم ۷۹٤. وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة باب فضيلة سورة الإخلاص ۱/ ۲٤۰ وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وقال: أورده البخاري تعليقًا. وأخرجه أبو يعلى ٦/ ۸۳ رقم ۳۳۳٥. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة، باب إعادة سورة في كل ركعة ۲/ ٦۱. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰٥ رقم ۲٥٤۰. وأخرجه أيضًا في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۱/ ۲۷٥ رقم ۹۸۸. وأخرجه الربيع بن حبيب في الجامع الصحيح من مسنده، ص ۳٥٦ رقم ۹۱۱.
• التعليق: هذا حديث عظيم بين وسيلة طيبة للوصول إلى الجنة - دار الكرامة، إن هذه الوسيلة هي محبة سورة الإخلاص والإكثار من قراءتها في الصلاة، قال الحافظ ابن حجر: قوله: افتتح بـ "قل هو الله أحد" تمسك به من قال: لا يشترط قراءة الفاتحة في الصلاة، وأجيب بأن الراوي لم يذكر الفاتحة اعتناء بالعلم؛ لأنَّه لابد منها، فيكون معناه افتتح بسورة بعد الفاتحة أو كان ذلك قبل ورود الدليل على اشتراط الفاتحة. وقوله: "فكلمه أصحابه" يظهر منه أن صنيعه ذلك خلاف ما ألفوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله: - صلى الله عليه وسلم - ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما حملك على لزوم هذه السورة؟ سأله - صلى الله عليه وسلم - عن أمرين فأجابه بقوله: إني أحبها. وهو جواب عن الثاني مستلزم للأول. ودل بتبشيره له بالجنة على الرضا بفعله، وعبر بالفعل الماضي في قوله: أدخلك، وإن كان دخول الجنة مستقبلًا، تحقيقًا لوقوع ذلك. قال ناصر الدين بن المنير في هذا الحديث: أن المقاصد تغير أحكام الفعل؛ لأن الرجل لو قال: إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها لكنه اعتل بحبها فظهرت صحة قصده فصوبه. وفيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه والاستكثار منه ولا يعد ذلك هجرانًا لغيره فتح الباري ۲/ ۲٥۸، تحفة الأحوذي ۸/ ۲۱۲..
[۳۹۰] عن أنس - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أحب هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حبك إياها أدخلك الجنة".
• أخرجه الإمام أحمد ۳/ ۱٥۰ فقال: حدثنا أبو النضر، ثنا المبارك عن ثابت البناني عن أنس. وأخرجه أيضًا ۳/ ۱٤۱ فقال: حدثنا خلف بن الوليد، ثنا المبارك، قال: سمعت ثابتًا به. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة الإخلاص ٥/ ۱٥٦ من طريق أبي الوليد، ثنا مبارك به. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل قل هو الله أحد ۲/ ٥٥۲ رقم ۳٤۳٥ فقال: حدثنا يزيد بن هارون، أنا مبارك بن فضالة، ثنا ثابت عن أنس. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - في كتاب الرقاق، باب قراءة القرآن، في ذكر البيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمداومة على قراءتها يدخله الجنة ۳/ ۷۲ رقم ۷۹۲ من طريق حوثرة بن أشرس عن مبارك بن فضالة به. أخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة الإخلاص ٤/ ٤۷٥ رقم ۱۲۱۰ من طريق يزيد بن هارون عن مبارك به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ۲/ ٥۰٦ رقم ۲٥٤۱ من طريق عبد الله بن ثابت به.
• الحكم على الحديث: أخرجه ابن حبان في صحيحه وقد تقدم مطولًا في الحديث السابق بإسناد صحيح.

۳- وجوب الجنة بقراءة الإخلاص:
[۳۹۱] عن عبيد بن حنين - مولى آل زيد بن الخطاب - أنه قال: سمعت أبا هريرة يقول: أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلًا يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وجبت" فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقال: "الجنة"، فقال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إليه فأبشره، ثم فرقت فرقت: أي خفت: فالفرق بالتحريك الخوف والفزع. النهاية في غريب الحديث مادة فرق ۳/ ٤۳۸. أن يفوتني الغداء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأثرت الغداة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
• أخرجه الإمام مالك في كتاب القرآن، باب ما جاء في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ۱/ ۲۰۸ رقم ۱۸ عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد بن حنين به. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص تحفة الأحوذي ۸/ ۲۰۹ رقم ۳۰٦۱ من طريق إسحاق بن سليمان عن مالك به، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس، وابن حنين هو عبيد بن حنين. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد ۲/ ۱۷۱ وفي السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد ٦/ ۱۷۷ رقم ۱۰٥۳۸ وفي كتاب التفسير في سورة الإخلاص ٦/ ۲٥٦ رقم ۱۱۷۱٥ عن قتيبة عن مالك به. وأخرجه الإمام أحمد ۲/ ۳۰۲ عن أبي عامر عن مالك به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب وجوب الجنة بقراءة "الإخلاص" ۱/ ٥٦٦ من طريق عبد الله بن مسلمة عن مالك به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات في تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰٤ رقم ۲٥۳۸ من طريق مالك. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل قل هو الله أحد ص ۱٤۲ عن يحيى بن بكير عن مالك به. وأخرجه البغوي في شرح السنة، في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة الإخلاص ٤/ ٤۷٦ رقم ۱۱۲۱ من طريق الإمام مالك به.
• الحكم على الحديث: صحيح. فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
• ملحوظة: جاء في إسناد الترمذي الطبعة المصرية عن أبي حنين وهو خطأ والصواب ابن حنين كما في تحفة الأحوذي وباقي الكتب التي أخرجت الحديث وجاء في الطبعة المصرية أن الإمام الترمذي قال: هذا حديث حسن غريب، وجاء في تحفة الأحوذي أن الإمام الترمذي قال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال محقق شرح السنة ٤/ ٤۷۷ في سنن الترمذي طبعة الهند: حسن صحيح.
[۳۹۲] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال: "أوجب هذا"، أو "وجبت لهذا الجنة".
• أخرجه الإمام أحمد ٥/ ۲٦٦ فقال: حدثنا أبو المغيرة، ثنا معاذ بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم عن أبي أمامة فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير في ۸/ ۲٥٥، ۲۳٦ رقم ۷۸٦٦ من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج به، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٦٤ وقال: أخرجه أحمد، والطبراني.
• الحكم على الحديث: ضعيف. ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ۷/ ۱٤٥ فقال: رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف. وهو: علي بن يزيد بن هلال الألهاني أبو الحسن، الدمشقي، روى عن القاسم بن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة نسخة كبيرة، وروى عنه معان بن رفاعة وأبو فروة يزيد بن سنان، والوليد بن سنان، قال: ابن حجر: ضعيف من السادسة، مات سنة بضع عشرة ومائة روى له الترمذي وابن ماجه وقال الذهبي: ضعفه جماعة (التهذيب ۷/ ۳۹٦، التقريب ۲/ ٤٦، الكاشف ۲/ ۲۹۸) والحديث له شاهد صحيح عن أبي هريرة تقدم في رقم ۳۹۱.
• التعليق: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل سمعه يقرأ سورة الإخلاص: وجبت له الجنة هذا بمقتضى فضل الله سبحانه، ووعده الذي لا يخلفه كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (آل عمران ۹) وقال أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (۸) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (لقمان ۸، ۹) والله - سبحانه وتعالى - لا يجب عليه شيء، فهو الفعال لما يريد، اللهم إنا نسألك من فضلك رضاك والفردوس الأعلى في الجنة تحفة الأحوذي ۸/ ۲۰۹، وبلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ۳٤۷..

٤- سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن:
وقد صح الحديث في هذا، وبلغ درجة التواتر، فقد روي عن: أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأبي أيوب، وأبي الدرداء، وأبي بن كعب وأنس بن مالك وعبد الله بن مسعود، وأبي مسعود البدري، وعبد الله بن عمرو، ومعاذ بن جبل، وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم -. والحديث المتواتر هو: ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة، عن مثلهم من أوله إلى آخره، أي من أول الإسناد إلى آخره. وقيل: هو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب. ومن هذا التعريف يتبين أن التواتر لا يتحقق في الخبر إلا بشروط: ۱ - أن يرويه عدد كثير، وقد اختلف في أقل الكثرة على أقوال؛ المختار أنه عشرة أشخاص. ۲ - أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند. ۳ - أن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب كأن يكونوا من بلاد مختلفة أو نحو ذلك. ٤ - أن يكون مستند خبرهم الحس كقولهم سمعنا، أو رأينا، أو لمسنا، والحديث المتواتر يفيد العلم اليقيني، ويجب العمل به من غير بحث عن رجاله تدريب الراوي شرح تقريب النواوي ۱۷٦۱۲، وتيسير مصطلح الحديث ص ۱۷.. وحديث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن؛ ذكره الإمام الكتاني في كتابه: نظم المتناثر من الحديث المتواتر، ص ۱۷٤ رقم ۱۹۸ وقال: أورده السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة في كتاب الأدب، وقال أيضًا: ونص على تواتره أيضًا الشيخ عبد الرءوف المناوي في شرح الجامع الصغير والإمام ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد في الكلام على هديه - صلى الله عليه وسلم - في السنن الرواتب أثناء ذكره لسورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن. فقال: والأحاديث بذلك تبلغ مبلغ التواتر نظم المتناثر في الحديث المتواتر للإمام الكتاني، ص ۱۷٤ وزاد المعاد من هدي خير العباد ۱/ ۱۱۳، ۱۱٤..
[۳۹۳] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك - فكأن الرجل يتقالها يتقالها: بتشديد اللام وأصله يتقاللها أي يعتقد أنها قليلة (فتح الباري ۹/ ٦۰). - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".
• أخرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل قل هو الله أحد ۹/ ٥۸، ٥۹ رقم ٥۰۱۳. وأخرجه أيضًا في كتاب الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - ۱۱/ ۳۲۳ رقم ٦٦٤۳. وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى التوحيد ۱۳/ ۳٤۷ رقم ۷۳۷٤. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب في سورة الصمد ۲/ ۷۳ رقم ۱٤٦۱. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب: افتتاح الصلاة، باب: الفضل في قراءة قل هو الله أحد ۲/ ۱۷۱، وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة ٦/ ۱۷٦ رقم ۱۰٥۳٤. وأخرجه مالك في كتاب القرآن باب: ما جاء في قراءة قل هو الله أحد ۱/ ۲۰۸ رقم ۱۷. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ص ۳/ ۲۳، ۳٥. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان - الرقاق، باب: قراءة القرآن في ذكر فضل الله - جل وعلا - على قارئ سورة الإخلاص، بإعطائه أجر قراءة: ثلث القرآن ۳/ ۷۱ رقم ۷۹۱. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ۳/ ۱۱۹. وأخرجه البيهقي أيضًا في السنن الكبرى - في كتاب: الصلاة باب: كم يكفي الرجل من قراءة القرآن في ليلة ۳/ ۲۱. وأخرجه أيضًا - في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰۲ رقم ۲٥۳۱، ۲٥۳۲.
[۳۹٤] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ ". فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال؟ "الله الواحد الصمد ثلث القرآن".
• أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب: فضل قل هو الله أحد ۹/ ٥۹ رقم ٥۰۱٥. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ ۳/ ۸. وأخرجه أبو يعلى الموصلي ۲/ ۲۹٥ رقم ۱۰۱۸. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب: فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱۳ رقم ۲٥٦. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰۳ رقم ۲٥۳۳. وذكره محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ما يكفي من القرآن بالليل ص ٦۹. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٥/ ۳۳٤ في ترجمة عبد الحكم بن عبد الله القسملي.
[۳۹٥] عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ "قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن" وفي رواية: "إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} جزءًا من أجزاء القرآن".
• أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ۱/ ٥٥٦ رقم ۸۱۱/ ۲٥۹ والرواية الأخرى رقم ۲٦۰. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يستحب للإنسان أن يقرأه كل ليلة ٦/ ۱۷٦ رقم ۱۰٥۳۷. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ۲/ ٥٥۲ رقم ۳٤۳۱. وأخرجه أحمد ٥/ ۱۹٥، ٦/ ٤٤٥، ٤٤۳. وأخرجه الطيالسي، ص ۱۳۱، رقم ۹۷٤. وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" ص ۱۰۱ رقم ۲۱۱. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱٤٤. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱۲ رقم ۲٥۲. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات وتخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰۳ رقم ۲٥۳٤. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۲/ ۳۲۲ رقم ۲۱۰٥. وللحديث شاهد آخر: عن أبي مسعود البدري بلفظ: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة، قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن". أخرجه الطيالسي في مسنده، ص ۸٦ رقم ٦۱۷ فقال: حدثنا شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة، ٦/ ۱۷٥ رقم ۱۰٥۲۹ فقال: حدثنا بشر عن شعبة به. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب ثواب القرآن ۲/ ۱۲٤٥ رقم ۳۷۸۹ من طريق سفيان عن أبي قيس به. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱۲۲ من طريق سفيان عن أبي قيس به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب: فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱٤۳ من طريق أبي إسحاق عن أبي مسعود. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب فضل: قل هو الله أحد ص ۱۱۲ رقم ۲٥٥ من طريق أمية بن خالد، عن شعبة به. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۲/ ۳۷، وفي المعجم الأوسط ٦/ ۱۲۹ رقم ٥۹۹۹ وفي المعجم الكبير ۱۷/ ۲٥٤ من طريق شعبة عن أبى قيس به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤/ ۱٥٤ من طريق مسعر بن كدام عن أبي قيس به.
• الحكم على الحديث: الحديث ذكره الإمام البوصيري في مفتاح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: ۳/ ۱۸۷ رقم ۱۳۲۲ وقال: هذا إسناد صحيح. رجاله ثقات وأبو قيس هو عبد الرحمن بن ثروان. رواه مسدد عن شعبة عن أبي قيس به. ورواه النَّسَائِيّ في اليوم والليلة عن إسماعيل بن مسعود عن بشير بن المفضل به ورواه الإمام أحمد في مسنده.
• التعليق: قوله - صلى الله عليه وسلم - عن سورة الإخلاص: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن، حمله بعض العلماء على ظاهره فقال: هي ثلث باعتبار معاني القرآن؛ لأنَّه أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث: فكانت ثلثا بهذا الاعتبار. ويستأنس لهذا بما أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن، قال القرطبي في المفهم: اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله - تعالى - يتضمنان جميع أصناف الكمال. وهما: الأحد، الصمد وبيان ذلك: أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنَّه الذي انتهى إليه سؤدده فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع خصال الكمال، وذلك لا يصلح إلا لله تعالى. فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفة بصفات الذات وصفات الفعل ثلثًا. وقال غيره: تضمنت هذه السورة توجيه الاعتقاد وصدق المعرفة وما يجب إثباته لله من الأحدية المنافية لمطلق الشركة، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص، ونفي الولد والوالد المقرر كمال المعنى، ونفي الكفء المتضمن لنفي الشبيه والنظير، وهذه مجامع التوحيد الاعتقادي، ولذلك عادلت ثلث القرآن وذلك لأن القرآن خبر وإنشاء، والإنشاء أمر ونهي وإباحة، والخبر خبر عن الخالق وخبر عن خلقه، فأخلصت سورة الإخلاص الخبر عن الله، وخلصت قارئها من الشرك الاعتقادي، ومنهم من حمل المثلية على تحصيل الثواب، فقال: معنى كونها ثلث القرآن: أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن. وقيل: المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن فتح الباري ۱/ ٦۹، صحيح مسلم شرح النووي ٦/ ۹٤، ۹٥ وتحفة الأحوذي ۸/ ۲۰۷، ۲۰۸، المفهم شرح صحيح الإمام مسلم للإمام أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي ت ٦٥٦ هـ، ۳/ ۱۳۷۹، ۱۳۸۰، ۱۳۸۱..
[۳۹٦] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احشدوا احشدوا: أي اجتمعوا واستحضروا الناس، والحشد: الجماعة، واحتشد القوم لفلان: أي تجمعوا له وتأهبوا (النهاية في غريب الحديث والأثر مادة حشد ۱/ ۳۸۸). فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن"، فحشد من حشد ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم دخل فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرًا جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إني قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن؛ ألا إنها تعدل ثلث القرآن".
• أخرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
رقم ۸۱۲. وأخرجه الترمذي في كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة الإخلاص ٥/ ۱٥٥ رقم ۲۹۰۰ وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وأخرجه أحمد ۲/ ٤۲۹. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ۱۱/ ٤۰ رقم ٦۱۸۰. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب: فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱۱ رقم ۲٥۰. وأخرجه البيهقي: في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰٤ رقم ۲٥۳٦.
[۳۹۷] عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أو عن رجل من الأنصار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ بثلث القرآن".
• أخرجه الإمام أحمد ٥/ ۱٤۱ فقال: حدثنا هشيم، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة ٦/ ۱۷٤ رقم ۱۰٥۲۲ فقال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هشيم به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب: فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱٤۳ عن هشيم قال: أخبرنا حصين به. وذكره محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ما يكفي من القرآن بالليل، ص ٦۹ بدون إسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٦۰ وقال: أخرجه أبو عبيد وأحمد والنسائي في اليوم والليلة، وابن منيع ومحمد بن نصر وابن مردويه والضياء في "المختارة". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، في كتاب التفسير باب سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وما ورد فيها من الفضل ۷/ ۱٤۷ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
• رجال الإسناد: هشيم هو ابن بشير ثقة يدلس تقدم في رقم ٤۸. حصين هو ابن عبد الرحمن السلمي ثقة تقدم في رقم ۲۰٥. هلال بن يساف - بكسر الياء التحتانية ثم مهملة ثم فاء - الأشجعي مولاهم الكوفي، روى عن: الحسن بن علي، وأبي الدرداء، وأبي مسعود الأنصاري وغيرهم، وروى عنه: أبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال العجلي: كوفي ثقة، وقال الذهبي وابن حجر: ثقة، من الثالثة، روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۳/ ۲۲۹، التهذيب ۱۱/ ۸٦، التقريب ۲/ ۳۲٥). عبد الرحمن بن أبي ليلى، واسمه يسار بن بلال: فأبو عيسى الكوفي، روى عن: عثمان وعلي وحذيفة وأبي بن كعب وغيرهم، وروى عنه ابنه عيسى والشعبي وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وقال العجلي: كوفي، تابعي، ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الثانية، مات سنة ست وثمانين، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٤/ ۲٦۲، التهذيب ٦/ ۲٦۰، التقريب ۱/ ٤۹٦). أبي بن كعب: صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: صحيح ولا يضر تدليس هشيم؛ فقد صرح بالتحديث عنه أبي عبيد القاسم بن سلام.
[۳۹۸] عن أم كلثوم بنت عقبة - رضي الله عنهما - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن.
• أخرجه الإمام أحمد ٦/ ٤۰۳، ٤۰٤ فقال: حدثنا أمية بن خالد، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه (أم كلثوم بنت عقبة) فذكره. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى، في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يستحب للإنسان أن يقرآه كل ليلة ٦/ ۱۷٥ رقم ۱۰٥۳۱ عن عمرو بن علي عن أمية بن خالد به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۰۸ رقم ۲٤۲ عن القعنبي عن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر، ۲/ ٥۰۷ رقم ۲٥٤٥ من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم به. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۸/ ۲٥٦ رقم ۸٥٦۲ من طريق القعنبي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم به. وأخرجه أيضًا في المعجم الكبير ۲٥/ ۷٤ رقم ۱۸۲. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الإخلاص ٦/ ٤٦٤ وقال: أخرجه أحمد، وابن الضريس، والنسائي، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب بسند صحيح.
• الحكم على الحديث: صحيح. فقد صححه الإمام السيوطي، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وما ورد فيها من الفضل ۷/ ۱٤۷ وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. وللحديث شاهد آخر بنفس اللفظ عن أبي هريرة أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة الإخلاص ٥/ ۱٥٥ رقم ۲۸۹۹ فقال: حدثنا العباس الدوري حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب: ثواب القرآن ۲/ ۱۲٤٤ رقم ۲۷۸۷ فقال: حدثنا أبو بكر حدثنا خالد بن مخلد به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب: في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱٥، رقم ۲٤۸ عن يحيى بن عبد الحميد ومحمد بن معاوية عن سليمان عن بلال به. وذكره محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ما يكفي من القرآن بالليل ص ٦۹ بدون إسناد.
• الحكم على الحديث: قال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وللحديث شاهد آخر عن أبي مسعود البدري بلفظ: "أيغلب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن" وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء ۷/ ۱٦۸ وقال: هذا حديث صحيح. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ما يكفي من القرآن بالليل، ص ٦۹.
[۳۹۹] عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس، وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا: وهل نستطيع ذلك؟، قال: فإن قل هو الله أحد ثلث القرآن، قال: فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسمع أبا أيوب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق أبو أيوب".
• أخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ ۳/ ۱۷۳ فقال: حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة، ثنا يحيى بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي - عن عبد الله بن عمرو فذكره. وأخرجه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة، باب مناقب أبي أيوب الأنصاري - ۳/ ٤٦۰ من طريق ابن بكير عن عبد الله بن لهيعة به وسكتا عنه. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الإخلاص ٦/ ٤٦۳، ٤٦٤ وعزاه للإمام أحمد.
• الحكم على الحديث: الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱٤۷ وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وقال الشيخ الساعاتي في بلوغ الأماني شرح الفتح الرباني، ۱۸/ ۳٤٥ رقم ٥۳٤ بعد أن ذكر كلام الهيثمي: ومن الغريب أن الحافظ الهيثمي - رحمه الله - قرر في مواضع كثيرة أن ابن لهيعة إذا صرح بالتحديث يكون حديثه حسنًا وكذلك الحافظ ابن كثير، وهنا قد صرح بالتحديث فحديثه حسن، وهذا الحديث له شواهد كثيرة صحيحة تعضده. أ. هـ. فيها اسم الله الأعظم:
[٤۰۰] عن بريدة بن الحصيب الأسلمي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: اللّهم إني أسألك أنني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب الدعاء ۲/ ۸۰ رقم ۱٤۹۳ فقال: حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن مالك بن مغول، ثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكر الحديث. وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات. باب جامع الدعوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ٥/ ٤۸۱ رقم ۳٤۷٥ من طريق زيد بن حباب عن مالك بن مغول به. وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب: النعوت. باب: الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ٤/ ۳۹٤ رقم ۷٦٦٦ عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد به.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب: اسم الله الأعظم ۲/ ۱۲٦۷ رقم ۳۸٥۷ من طريق وكيع عن مالك بن مغول به. وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳٥۰ عن يحيى بن سعيد به وفيه: فقال: قد سأل الله باسمه الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، وأخرجه أيضًا في ٥/ ۳٦۰ عن وكيع عن مالك به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب فضل قل هو الله أحد ص ۱۱۹ رقم ۲۷۹ عن عمرو بن مرزوق عن مالك بن مغول به وقال فيه: لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - انظر موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان في كتاب الأدعية باب الدعاء بأسماء الله تعالى، ص ٥۹۲ رقم ۲۳۸۲ - من طريق مسدد بن مسرهد به. وأخرجه الحاكم في كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى ۱/ ٥۰٤ من طريق وكيع بن الجراح عن مالك بن مغول به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره ابن حجر في بلوغ المرام من أدلة الأحكام وقال: أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان (سبل السلام شرح بلوغ المرام كتاب الجامع باب الذكر والدعاء ٤/ ۳۷۱ رقم ۱٤۷۰).
• الحكم على الحديث: صحيح فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
من سأل الله بها استجيب له:
[٤۰۱] عن محجن بن الأدرع - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يشهد وهو يقول: اللّهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: "قد غفر له، قد غفر له" ثلاثًا.
• أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب: ما يقول بعد التشهد ۱/ ۲٥۷ رقم ۹۸٥ فقال: حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا الحسين العلم، عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي، أن محجن بن الأدرع حدثه قال فذكر الحديث. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة باب الدعاء بعد الذكر ۳/ ٥۲ من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه به، بلفظ: "اللّهم إني أسألك بالله بأنك الواحد الأحد الصمد ... " إلخ. وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب النعوت باب الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ٤/ ۳۹٤ رقم ۷٦٦٥. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۳۳۸ عن عبد الصمد عن أبيه به. وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة باب التشهد في الصلاة ۱/ ۲٦۷ من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو به وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
• الحكم على الحديث: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.
ومحجن - بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الجيم - ابن الأدرع، الأسلمي، المدني، صحابي جليل، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه: حنظلة بن علي الأسلمي وهو الذي اختط مسجد البصرة، مات في آخر خلافة معاوية (الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ٤٦).
• التعليق: في هذين الحديثين دليل على أنه ينبغي تحري هذه الكلمات عند الدعاء لإخباره - صلى الله عليه وسلم - أنه تعالى إذا سئل بها أعطى، وإذا دعي بها أجاب والسؤال هو الطلب للحاجات والدعاء أعم منه فهو من عطف العام على الخاص (سبل السلام شرح بلوغ المرام ٤/ ۳۸۰).

٥- من قرأها عشر مرات بنى الله له قصرًا في الجنة:
[٤۰۲] عن معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة"، فقال عمر بن الخطاب: إذا استكثر يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكثر وأطيب".
• أخرجه الإمام أحمد ۳/ ٤۳۷ فقال: حدثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، قال: وثنا يحيى بن غيلان، ثنا رشدين، ثنا زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ بن أنس. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، ص ۳۲٤ رقم ٦۹۳ من طريق عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة، ثنا زبان بن فائد به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۲۰/ ۱۸۳ رقم ۳۹۷ من طريق أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة به. وأخرجه أيضًا في ص ۱۸٤ رقم ۳۹۸ من طريق محمد بن أبي السري ثنا رشدين بن سعد به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء ۲/ ۹٦ في ترجمة زبان بن فائد عن سهل بن معاذ به وقال: زبان بن فائد قال أحمد: أحاديثه مناكير. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الإخلاص ٦/ ٤٦٤ وقال: أخرجه أحمد والطبراني وابن السني بسند ضعيف.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه: زبان بن فائد قال عنه ابن حجر: ضعيف الحديث مع صلاحه وعابدته وقد سبقت ترجمته في ٦۹ والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱٤٥ في كتاب التفسير باب سورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وما ورد فيها من الفضل ۷/ ۱٤٥ وقال: رواه الطبراني وأحمد وفي إسنادهما رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيها توثيق لين. والحديث ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ۱/ ۱۳۷ رقم ٥۸۹ والحديث بمجموع طرقه بلغ رتبة الحسن وقال: رشدين قد تابعه ابن لهيعة عند الإمام أحمد وذلك مما يقويه ويبعد العلة عنه، وزبان غير متهم، فحديثه مما يستشهد به. وذكره أيضًا في صحيح الجامع ٥/ ۳٤۱ رقم ٦۳٤۸ وقال: حديث صحيح.
[٤۰۳] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات، بني له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث.
• أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۱/ ۹۳ رقم ۳۸۱ فقال: حدثنا أحمد بن رشدين، قال: نا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال: نا خالد بن حميد المهري، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد - متصل الإسناد - إلا خالد بن حميد تفرد به هانئ بن المتوكل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وما ورد فيها من الفضل ۷/ ۱٤٥ وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وهو هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم المالكي الفقيه. روى عن مالك حيوة بن شريح ومعاوية بن صالح وعنه بقي بن مخلد وجماعة. وعمر دهرًا طويلًا لعله أزيد من مائة سنة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين، قال ابن القطان: لا يعرف حاله. وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه (لسان الميزان ٦/ ۱۸٦، ۱۸۷).
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه هانئ بن المتوكل ضعيف الحديث لكن الحديث له شواهد تقويه منها حديث معاذ بن أنس السابق رقم ٤۰۲ ومنها مرسل سعيد بن المسيب قال: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات بني له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران في الجنة، ومن قرآها ثلاثين مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة فقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الله أوسع من ذلك. أخرجه الدارمي في سننه في كتاب فضائل القرآن باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ۲/ ٥٥۱ رقم ۳٤۲۹ فقال: حدثنا عبد الله بن يزيد، ثنا حيوة، قال: أخبرني أبو عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره مرسلًا. وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ۲/ ۱۳۸ رقم ٥۸۹ وقال: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات. رجال الإسناد: عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الله المقرئ، ثقة فاضل تقدمت ترجمته في رقم ۱۷٤. حيوة هو ابن شريح بن صفوان، أبو زرعة المصري، الفقيه الزاهد، روى عن: أبي عقيل زهرة بن معبد وربيعة بن يزيد الدمشقي، وزيد بن أبي حبيب وغيرهم وروى عنه: الليث وابن لهيعة وأبو عبد الرحمن المقرئ وغيرهم. قال ابن معين وأحمد: ثقة. وقال ابن يونس: كانت له عبادة وفضل وقال ابن حجر: ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۱/ ۲۰۸، التهذيب ۳/ ٦۹، الكاشف ۱/ ۲٦۳). أبو عقيل هو: زهرة - بضم أوله - ابن معبد بن هشام. ثقة تقدم في رقم ۳۱۹. سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي، أبو محمد القرشي، عالم أهل المدينة، وسيد التابعين في زمانه، قال ابن حجر: أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين، روى له الجماعة (حلية الأولياء ۲/ ۱٦۱، تذكرة الحفاظ ۱/ ٥٤، سير أعلام النبلاء ٤/ ۲۱۷، التقريب ۱/ ۳۰٥).
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات. فإذا ضم إلى هذا المرسل الصحيح الحديثان الموصولان من حديث معاذ وأبي هريرة تقوى الحديث وبلغ رتبة الحسن، والله أعلم.
فضل الإكثار من قراءتها:
[٤۰٤] عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبرائيل عليه السلام وهو بتبوك، فقال: يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل جبرائيل في سبعين ألفًا من الملائكة فوضع جناحه الأيمن على رءوس الجبال فتواضعت، ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظر إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبرائيل والملائكة - عليهم السلام -، فلما فرغ قال: "يا جبريل بما بلغ معاوية هذه المنزلة" قال: بقراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قائمًا وقاعدًا وراكبًا وماشيًا.
• أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الطريق إذا مشى ص ۹٤ رقم ۱۸۰ فقال: حدثني عبد الملك بن محمود بن سميع، ثنا نوح بن عمرو بن حوي، قال عبد الملك: سألت عنه أبا زرعة فقال: ثقة، ثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۸/ ۱۳٦ رقم ۷٥۳۷ فقال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا نوح بن عمرو السكسكى الحمصي به. وأخرجه أيضًا في المعجم الأوسط ٤/ ۱٦۳ رقم ۳۸۷٤ بنفس الإسناد وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن زياد إلا بقية، تفرد به نوح بن عمرو الحمصي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة نوح بن عمرو (المخطوطة ۱۷/ ٦٤۹) من طريق أبي الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي، حدثني أبو عبد الله نوح بن عمرو بن حوي السكسكي الحمصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب ۳/ ۱٤۲٤ في ترجمة معاوية بن معاوية. من طريق أحمد بن عمر بن يوسف الدمشقي قال: حدثنا نوح بن حوي به. وأخرجه الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال ٤/ ۲۷۸، من طريق نوح بن عمرو ثنا بقية ثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة فذكر الحديث وقال: هذا حديث منكر، ورد عليه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة نوح بن عمرو ٦/ ۱۷۳، ۱۷٤ بعد أن ذكر هذا الحديث فقال: وهذا الحديث قد رواه جماعة من غير هذا الوجه. وذكره ابن التركماني في الجوهر النقي ٤/ ٥۰ وقال: ذكره ابن منده في معرفة الصحابة في ترجمة معاوية هذا فقال: ورواه نوح بن عمرو بن حوي عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة وجمع طرقه في ترجمة معاوية بن معاوية المزني ٦/ ۱۱٦ وقال: أخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائده، والطبراني في مسند الشاميين، والخلال في فضائل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وابن عبد البر جميعًا من طريق نوح فذكر نحوه، وقال ابن حبان في ترجمة العلاء الثقفي من الضعفاء بعد أن ذكر له هذا الحديث: سرق شيخ من أهل الشام فرواه عن بقية فذكره قلت؛ أي الحافظ ابن حجر: فما أدري أعني نوحًا أو غيره، فإنه لم يذكر نوحًا في الضعفاء. وقال الحافظ ابن حجر أيضًا في لسان الميزان في ترجمة محبوب بن هلال ٥/ ۱۸ بعد أن ذكر هذا الحديث: وحديثه علم من أعلام النبوة وله طرق يقوى بعضها ببعض وذكرتها في ترجمة معاوية في الصحابة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الجنائز باب الصلاة على الغائب ۳/ ٤۱ وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه نوح بن عمرو قال ابن حبان، يقال: إنه سرق هذا الحديث: قلت؛ أي الهيثمي: ليس هذا بضعف في الحديث، وفيه بقية وهو مدلس. وليس فيه علة غير هذا ا. هـ قلت: بقية بن الوليد صرح بالتحديث عند الإمامين ابن عساكر والذهبي، فانتفت شبهة التدليس.
• ترجمة رجال الإسناد: عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع، أبو الوليد القرشي الفقيه روى عن عبد الله بن أحمد الدورقي ومحمد بن إسحاق الصاغاني وغيرهما. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد الدينوري المعروف بابن السني، وابن حبان، وحمزة بن محمد الكتاني وغيرهم (مخطوطة تاريخ ابن عساكر ۱۰/ ۳۰۱، ۳۰۲). وتابعه في هذا الحديث عند الإمام الطبراني: علي بن سعيد بن بشير الرازي، قال عنه الإمام الذهبي: الحافظ البارع، نزيل مصر ومحدثها (تذكرة الحفاظ ۲/ ۷۳۰، سير أعلام النبلاء ۱٤/ ۱٤٥). نوح بن عمرو بن حوي - بحاء مهملة مضمومة وآخره ياء مشددة - ابن نافع بن سكسك أبو عبد الله السكسكي روى عن: بقية بن الوليد، ويزيد بن هارون، وسعيد بن مسلمة الأموي وغيرهم. روى عنه: أبو الدحداح، وأبو زرعة الدمشقي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي وغيرهم. قال أبو زرعة: ثقة. روى ابن عساكر بسنده أن أبا زرعة قال: سمعت نوح بن عمرو بن حوي ينشد: دع ما يربيك وانتقل عنه إلى ما لا يربيك ... فليأتينك كنت موفرًا منه نصيبك قال الدارقطني وابن ماكولا: نوح بن عمرو بن حوي يروي عن سعيد بن مسلمة وغيره يعد من الشاميين حدث عنه يوسف بن موسى المروزي (تاريخ دمشق لابن عساكر المخطوطة ۱۷/ ٦٤۹، عمل اليوم والليلة لابن السني، ص ۹٤ والمؤتلف والمختلف للدارقطني ۲/ ۷۸۰، والإكمال لابن ماكولا ۲/ ٥۷٤ ولسان الميزان ٦/ ۱۷۳، ۱۷٤ ميزان الاعتدال ٤/ ۲۷۸، لسان الميزان ٦/ ۱۷۳، ۱۷٤. بقية بن الوليد صدوق يدلس تقدم في رقم ۲۰۳. محمد بن زياد الألهاني - بفتح الهمزة وسكون اللام - أبو سفيان الحمصي، روى عن: أبي أمامة الباهلي، والمقدام بن معدي كرب وأبي عنبة الخولاني وغيرهم. وروى عنه: ابنه إبراهيم، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن عياش وآخرون، قال أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، وقال الذهبي: محدث حمص، وألهان هو أخو همدان ابنا مالك بن زيد. روى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۹/ ۱۷۰، التقريب ۲/ ۱٦۲، سير أعلام النبلاء ٦/ ۱۸۸). - أبو أمامة الباهلي صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن ولا يضر تدليس بقبة بن الوليد، فقد صرح بالتحديث عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وعند الذهبي في ميزان الاعتدال.
[٤۰٥] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: نزل جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني أتحب أن تصلى عليه؟ قال: "نعم". فضرب بجناحيه فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ورفع له سريره حتى نظر إليه فصلى عليه، وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألفًا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "يا جبريل بما بلغ هذا هذه المنزلة من الله؟ " قال: بحبه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وقراءته إياها، جائيًا، وذاهبًا، وقائمًا، وقاعدًا، وعلى كل حال.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۹/ ٤۲۸ رقم ۱۰٤۰ فقال: حدثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي، ثناعثمان بن الهيثم المؤذن، ثنا محبوب بن هلال المزني، عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ۷/ ۲٥۸ رقم ٤۲٦۸ فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم السامي بعبادان حدثنا عثمان بن الهيثم به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱٦ رقم ۲۷۱ فقال: أخبرنا الأشعث بن شبيب، قثنا عثمان المؤذن به. وأخرجه أيضًا ص ۱۱۸ رقم ۲۷۳ من طريق العلاء بن زيد عن أنس. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الجنائز باب الصلاة على الغائب بالنية ٤/ ٥۰ من طريق يزيد بن هارون أنبأ العلاء أبو محمد الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك فذكر الحديث، وقال: العلاء هذا هو ابن زيد يحدث عن أنس بن مالك بمناكير. وأخرجه أيضًا في ص ٥۱ من طريق عثمان بن الهيثم به وقال: أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس: نزل جبرائيل عليه السلام لا يتابع عليه سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري. وأخرجه أيضًا في دلائل النبوة باب ما روي في صلاته بتبوك على معاوية بن معاوية الليثي - رضي الله عنه - في اليوم الذي مات فيه بالمدينة ٥/ ۲٤٥ من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي قال: سمعت أنس. وأخرجه أيضًا في ص ۲٤٦ من طريق عثمان بن الهيثم قال: حدثنا محبوب بن هلال به. وقال: قال عثمان: سألت أبي أين كان النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بغزوة تبوك بالشام، ومات معاوية بالمدينة، ورفع له سريره حتى نظر إليه وصلى عليه. وأخرجه البيهقي أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ٥۰۹ رقم ۲٥٥٤ من طريق أبي محمد العلاء الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب في ترجمة معاوية بن معاوية المزني ۳/ ۱٤۲۳ رقم ۲٤۳۸ من طريق عثمان بن الهيثم به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير في ترجمة العلاء بن يزيد أبو محمد الثقفي الواسطي ۳/ ۳٤۲ من طريق يزيد بن هارون قال: حدثنا العلاء أبو محمد الثقفي عن أنس فذكر الحديث وقال: والرواية في هذا فيها لين. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة في ترجمة معاوية بن معاوية المزني ٦/ ۱۱٦ رقم ۸۰۷٥ وقال: أخرج الطبراني ومحمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن وسمويه في فوائده وابن منده. والبيهقي في الدلائل كلهم من طريق محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك. فذكر الحديث. وقال: محبوب بن هلال قال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرجه ابن سنجر في مسنده وابن الأعرابي وابن عبد البر، ورويناه بعلو في فوائد حاجب الطوسي كلهم من طريق يزيد بن هارون أنبأنا العلاء أبو محمد الثقفي سمعت أنس بن مالك يقول فذكر الحديث وقال: والعلاء أبو محمد هو ابن زيد الثقفي، واه. وله طريق ثالثة عن أنس ذكرها ابن منده من رواية أبي عتاب في الدلائل عن يحيى بن أبي محمد عنه. وذكره ابن التركماني في الجوهر النقي ٤/ ٥۰ وقال: ذكره ابن منده في معرفة الصحابة في ترجمة معاوية من طريق عثمان بن الهيثم، وقال: رواه أبو عتاب في الدلائل عن يحيى بن أبي محمد عن أنس.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف. فقد ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الجنائز باب الصلاة على الغائب ۳/ ۳۷ وقال: رواه أبو يعلى في الكبير، وفي إسناد أبي يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء وهو ضعيف جدًّا، وفي إسناد الطبراني محبوب بن هلال. قال الذهبي: لا يعرف وحديثه منكر. ا هـ. والحديث له شاهد عن أبي أمامة الباهلي تقدم في رقم ٤۰٤.

وفي هذا المعنى من المراسيل:
[٤۰٦] عن الحسن عن قال الحافظ ابن حجر: ليس المراد بقوله "عن" أداء الرواة، وإنما المراد أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني (الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ۱۱٦). معاوية بن معاوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان غازيًا تبوك فأتاه جبريل عليه السلام وقال: يا محمد هل لك في جنازة معاوية بن معاوية المزني؟ قال: "نعم". فقال جبريل بيده هكذا ففرج له عن الجبال والآكام الآكام: بالكسر جمع أكمة وهي الرابية (النهاية في غريب الحديث ۱/ ٥۹).، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي ومعه جبريل عليه السلام ومع جبريل سبعون ألف ملك، فصلى على معاوية بن معاوية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليه السلام: "بم بلغ معاوية هذا؟ " قال: بكثرة قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كان يقرؤها قائمًا، وقاعدًا، وراقدًا، وماشيًا فهذا بلغ به ما بلغ.
• أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۹/ ٤۲۹ رقم ۱۰٤۱ فقال: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا يونس بن محمد العلم، ثنا صدقة بن أبي سهل عن يونس عن الحسن عن معاوية بن معاوية فذكره. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الإخلاص بالذكر ۲/ ۳۰۹ رقم ۲۲٥۳ من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي وأبو جعفر ثنا يونس بن محمد به. وقال: هذا مرسل وقد رويناه في كتاب دلائل النبوة وفي الجنائز من السنن من وجهين آخرين موصولين، وهذا المرسل شاهد لهما. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة في ترجمة معاوية بن معاوية المزني ٦/ ۱۱٦ رقم ۸۰۷٥ وقال: وأما طريق الحسن البصري فأخرجها البغوي وابن منده من طريق صدقة بن أبي سهل عن يونس بن أبي عبيد عن الحسن عن معاوية بن معاوية المزني فذكر الحديث وقال: ليس المراد بقوله (عن) أداء الرواة وإنما المراد أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۳/ ٤۱ وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن أبي سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. قلت: صدقة بن أبي سهل البصري ذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة وقال: روى عن كثير بن يسار وأبي الفضل الغفاري. قال ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن محمد بن سيرين وأبي عمر والجملي وغيرهما، وروى عنه موسى بن إسماعيل ومحمد بن معاذ العنبري. قال يحيى بن معين: ثقة. تعجيل المنفعة، ص ۲۱۹، ۲۲۰ رقم ٤۷۰، الجرح والتعديل ٤/ ٤۳۱، ٤۳۲.
• الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد تقدم موصولًا في رقمي ۳۹۹.
[٤۰۷] عن سعيد بن المسيب قال: كان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له معاوية بن معاوية قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو مريض ثقيل، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة أيام ثم لقيه جبريل فقال: يا محمد، إن معاوية بن معاوية توفي: "فحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنًا شديدًا، فقال: يا محمد، أيسرك أن أريك قبره؟ قال: "إي والله يا جبريل"، قال: فضرب بجناحه اليمين الأرض وجناحه الأيسر الأرض فلم يبق جبل إلا انخفض حتى بدا له قبره فنظر إليه، فقال: يا محمد، أيسرك أن تصلي عليه؟ فقال: "أي والله يا جبريل"، فاحتمله بجناحه فوضعه بين يدي قبره، وكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبريل عن يمينه وصفوف الملائكة سبعين ألفًا، حتى إذا فرغ من صلاته قال: "يا جبريل، بم نزل معاوية بن معاوية من الله هذه المنزلة؟ " قال: بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كان يقرؤها قائمًا وقاعدًا وماشيًا ونائمًا، ولقد كنت أخاف على أمتك يا محمد حتى نزلت هذه السورة. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ص ۱۱۷ رقم ۲۷۲ فقال: أخبرنا يوسف بن واقد، قثنا عبادة بن قليب عن جعفر بن عمران الأزدي عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ۱۱٦ وقال: وأما طريق سعيد بن المسيب المرسلة فرويناها في فضائل القرآن لابن الضريس من طريق علي بن زيد بن جدعان عنه.
• الحكم على الحديث: مرسل في إسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف تقدمت ترجمته في رقم ۹ والحديث تقدم معناه موصولًا عن أبي أمامة وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

• التعليق: في هذا الحديث الشريف بيان لفضل الله سبحانه وإكرامه لعبده المؤمن الذي يكثر من قراءة سورة الإخلاص على كل حال. فيقرؤها قائمًا، وقاعدًا، وراكبًا، وماشيًا. وذلك لتعلقه بهذه السورة الكريمة وحبه إياها وهي صفة الرحمن سبحانه، فيتفضل الله عليه ويرسل إليه الملائكة الأطهار لتصلي عليه بعد موته. وهذا ليس ببعيد على فضل الله وقدرته، فمحبة الله لازمة لمن يحب سورة الإخلاص وماذا بعد حب الله ورضاه؟ وأرى والله أعلم أن هذا الفضل ليس خاصًّا بهذا الصحابي الجليل وإنما هو لكل من يحذو حذوه ويقتدي به في الإكثار من قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (۱) اللَّهُ الصَّمَدُ (۲) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (۳) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (الإخلاص ۱ - ٤). ويزيد الله سبحانه وتعالى من فضله هذا الصحابي الجليل فيهيئ الزمان والمكان من أجل أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - على جنازته على بعد المسافة بينهما فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة تبوك بالشام. ومعاوية بن معاوية المزني مات بالمدينة ذلك فضل الله قال تعالى: {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد: ۲۹). قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: أسانيد هذه الأحاديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة. وفضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا ينكر، وبالله التوفيق أ. هـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر بن عبد البر ۳/ ۱٤۲٥. فقال الحافظ ابن حجر: قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب ويدفعه ما ورد أنه رفعت الحجب حتى شهد جنازته فهذا يتعلق بالأحكام والله أعلم اهـ الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر ٦/ ۱۱٦. اللّهم ارزقنا حبك وحب رسولك - صلى الله عليه وسلم - وحب عمل يقربنا إلى حبك.

٦- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في ركعة الوتر:
[٤۰۸] فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
• حديث عائشة حديث صحيح تقدم تخريجه في فضل سورة الأعلى وكذا حديث أبي بن كعب وعبد الرحمن بن أبزى وعبد الله بن عباس.

وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[٤۰۹] عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان يوتر بـ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} و {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب ما يقرأ في الوتر ۳/ ۳٤ رقم ٤٦۹۹ عن الثوري عن سلم بن عبد الرحمن عن زاذان عن علي. سفيان الثوري ثقة حافظ تقدم في رقم ٦٥. سلم بن عبد الرحمن النخعي الكوفي، أبو عبد الرحيم، روى عن: إبراهيم النخعي وزاذان أبي عمرو وأبي زرعة وغيرهم، وروى عنه: الثوري وشريك وغيرهما قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح، وقال ابن حجر: صدوق من السادسة روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ٤/ ۱۳۱، التقريب ۱/ ۳۱٤). زاذان أبو عمر الكندي مولاهم، الكوفى، روى عن علي وابن مسعود وحذيفة وغيرهم، قال ابن معين: ثقة لا يسأل عن مثله، وقال ابن عدي: أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة. وقال ابن حجر: صدوق من الثانية مات سنة اثنتين وثمانين، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۳/ ۳۰۲، التقريب ۱/ ۲٥٦، الكامل في الضعفاء ۳/ ۲۳٦). علي بن أبي طالب صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
[٤۱۰] عن إبراهيم بن يزيد النخعي أنه كان يستحب أن يقرأ في الركعة الآخرة من الوتر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} سورة البقرة الآية رقم ۲۸٥..
• أخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب ما يقرأ في الوتر ۳/ ۳٤ رقم ٤۷۰۰ عن الثوري عن منصور وغيره عن إبراهيم فذكره. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب صلاة التطوع باب في الوتر ما يقرأ فيه ۲/ ۲۰۰ فقال: حدثنا وكيع عن محمد عن إبراهيم قال: اقرأ في الركعتين الأوليين من الوتر بسورتين وفي الآخرة {آمَنَ الرَّسُولُ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
• رجال الإسناد: سفيان الثوري، ثقة، حافظ، تقدم في رقم ٦٥. منصور هو ابن زاذان الواسطي، ثقة، تقدم في رقم ۲٥۲. إبراهيم بن يزيد النخعي، ثقة، تقدم في رقم ۱۷۷.
• الحكم على الأثر: إسناده صحيح.

فضائل سورة الإخلاص والمعوذتين
من قرأهن حين يمسي وحين يصلح كفي من كل شيء:
[٤۱۱] عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطيرة، وظلمة شديدة نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي لنا، قال: فأدركته، فقال: "قل ": فلم أقل شيئًا، ثم: "قل" فلم أقل شيئا، قال: "قل": قلت: "ما أقول؟ " قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حين تمسي وتصبح، ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
• أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب هي انتظار الفرج باب منه ٥/ ٥۳۰ رقم ۳٥۷٥ فقال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثنا ابن أبي ذئب، عن أبي سعيد البراد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه. فذكر الحديث وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو سعيد البراد هو: أسيد بن أبي أسيد مدني. وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب ما يقول إذا أصبح ٤/ ۳۲٤ رقم ٥۰۸۲ فقال: حدثنا محمد بن المصفى، ثنا ابن أبي فديك به. إلا أنه قال: لا حين تمسي وحين تصبح". وأخرجه النَّسَائِيّ في أول كتاب الاستعاذة ۸/ ۲٥۰ من طريق أبي عاصم قال: حدثنا ابن أبي ذئب به وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى في كتاب الاستعاذة ٤/ ٤٤۲ رقم ۷۸٦۰. وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند ٥/ ۳۱۲ من طريق الضحاك بن مخلد ثنا ابن أبي ذئب به. وذكره البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱٥ رقم ۲٥۷۱ بدون إسناد فقال: وروينا في كتاب الدعوات عن عبد الله بن حبيب فذكر الحديث. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا أصبح، ص ٤۱ رقم ۸۱ من طريق أبي عاصم عن ابن أبي ذئب به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الإخلاص ٦/ ٤٦٥ وقال: أخرجه ابن سعد، وعبد بن حميد، وأبو داود، والترمذي، وصححه، والنسائي، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، والطبراني.
• الحكم على الحديث: قال عنه الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. • التعليق: من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين أن جعل القرآن الكريم أمانًا لهم من الهم، والغم، والسوء، ومن كل ما يؤذي فقوله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصحابي الجليل "قل" أي: اقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين - بكسر الواو - وقيل بفتحها - أي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: تكفيك؛ أي السور الثلاث "من كل شيء" قال الطيبي: أي تدفع عنك كل سوء، فمن زائدة على مذهب الجمهور، ويصح أن تكون من لابتداء الغاية. أي تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها، أو تبعيضيه أي بعض كل نوع من أنواع السوء ويحتمل أن يكون المعنى تكفيك عما سواها تحفة الأحوذي ۱۰/ ۲۸، وعون المعبود ۱۳/ ٤۲۷.. [٤۱۲] عن عبد الله بن الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على صدره ثم قال: "قل"، قال: فلم أدر ما أقول. ثم قال لي: "قل" قلت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم قال لي: "قل، قل": قلت {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} حتى فرغت. ثم قال لي: "قل" قل: قلت {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} حتى فرغت منها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا فتعوذ. فما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط".
• أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في أول كتاب الاستعاذة ٤/ ٤۳۹ رقم ۷۸٤٥ فقال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد قال: حدثني يزيد بن رومان عن عقبة بن عامر الجهني عن عبد الله بن الأسلمي فذكره. وأخرجه البزار (كشف الأستار في كتاب التفسير باب في المعوذتين ۳/ ۸٥ رقم ۲۳۰۰) فقال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، ثنا يزيد بن رومان، عن عقبة بن عامر الجهني، عن عبد الله الأسلمي فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٦٥ في آخر تفسير سورة الإخلاص وقال: أخرجه النَّسَائِيّ وابن مردويه والبزار بسند صحيح. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۹. وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.• الحكم على الحديث: صحيح. فقد صحح إسناده الإمام السيوطي، وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعبد الله بن الأسلمي هو: عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي، له ولأبيه صحبة، شهد الحديبية، وله أحاديث شهيرة، ثم نزل الكوفة، وكان آخر من مات بها من الصحابة، ويقال: مات سنة ست وثمانين، وكان من أصحاب الشجرة، وغزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست غزوات (سير أعلام النبلاء ۳/ ٤۲۸، الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ۳۸، ۳۹، ٥/ ٥۹).
استحباب قراءتهن بعد الصلاة
[٤۱۳] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنه قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
• أخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱٥٥ فقال: حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد (يعني) ابن أبي أيوب، حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب الاستغفار ۲/ ۸۸ رقم ۱٥۲۳ من طريق حنين بن أبي حكيم عن عُلي بن رباح به. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في المعوذتين ٥/ ۱٥۷ رقم ۲۹۰۳ من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة ۳/ ٦۸ من طريق حنين بن أبي حكيم عن علي بن أبي رباح به. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب الأمر بقراءة المعوذتين في دبر الصلاة ۱/ ۳۷۲ رقم ۷٥٥ من طريق عاصم بن علي عن ليث به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه - الإحسان في كتاب الصلاة باب ذكر الأمر بقراءة المعوذتين في عقب الصلاة للمصلي ٥/ ۳٤٤ رقم ۲۰۰٤ - من طريق ابن خزيمة به. وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة باب: اقرأوا المعوذات في دبر كل صلاة ۱/ ۲٥۳ من طريق حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
• الحكم على الحديث: صحيح. فقد أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ۲٤۹ رقم ٦٤٥ وعزاه للنسائي وابن خزيمة وقال: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير حنين بن أبي حكيم فهو صدوق. وذكره أيضًا في ٤/ ۱۹ رقم ۱٥۱٤ وقال: هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير حنين هذا، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جمع، والحديث صححه الحافظ ابن حجر. استحباب قراءتهن قبل النوم:
[٤۱٤] عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات.
• أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات ۹/ ٦۲ رقم ٥۰۱۷ وفي كتاب الطب باب النفث في الرقية ۱۰/ ۲۰۹ رقم ٥۷٤۸. وأخرجه - أيضًا - في كتاب الدعوات باب التعوذ والقراءة عند المنام ۱۱/ ۱۲٥۱ رقم ٦۳۱۹. وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم ٤/ ۳۱٥ رقم ٥۰٥٦. وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب: مما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام ٥/ ٤٤۱ رقم ۳٤۰۲ وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب: ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه ۲/ ۱۲۷٥ رقم ۳۸۷٥. وأخرجه الإمام أحمد ٦/ ۱۱٦، ۱٥٤. وأخرجه البغوي في شرح السنة، في كتاب فضائل القرآن باب المعوذتين ٤/ ٤۷۸ رقم ۱۲۱۲ وقال: هذا حديث صحيح. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱٤ رقم ۲٥۷۰. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٥/ ۲۰۱ رقم ٥۰۷۹. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ثواب من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مائتي مرة في اليوم والليلة، ص ۳۲٦، رقم ٦۹۷.
[٤۱٥] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن قبل أن ينام؟ " قيل: يا رسول الله من يطيق أن يقرأ ثلث القرآن قبل أن ينام؟! قال: "يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، فكأنما قرأ ثلث القرآن".
• أخرجه أبو داود الطيالسي، ص ۳۲٥ رقم ۲٤۷۹ فقال: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن عمير مولى ابن عدي، سمع أبا هريرة يقول: فذكره. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب لا ينامن أحدكم حتى يقرأ ثلث القرآن ۱/ ٥٦۷ من طريق يحيى بن عمير عن أبيه عمير مولى نوفل بن عدي به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱٤ من طريق يحيى بن عمير عن أبيه به. • الحكم على الحديث: صحيح. فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.
[٤۱٦] عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت فاتحة الكتاب، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت".
• ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الأذكار باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه ۱۰/ ۱۲۱ وقال: رواه البزار وفيه غسان بن عبيد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: لم أقف على تخريجه في مسند البزار فلعله في الجزء الذي لم يطبع بعد. وغسان بن عبيد الموصلي، قال يحيى بن معين ثقة. وقال مرة أخرى: ضعيف وقال ابن حبان في الثقات: روى عن شعبة نسخة مستقيمة. وقال الدارقطني: صالح ضعفه أحمد. وقال ابن عدي: والضعف على حديثه بين [الكامل في الضعفاء ۸/ ٦، لسان الميزان ٤/ ٤۱۸].

وفي هذا المعنى من الموقوفات: عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
[٤۱۷] فعن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وبالمعوذتين جميعًا، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. قال يونس: كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه.
• أخرجه البخاري في كتاب الطب باب النفث في الرقية ۱۰/ ۲۰۹ رقم ٥۷٤۸ وقد تقدم التخريج التفصيلي لهذا الحديث في رقم ٤۱٤.
[٤۱۸] عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أن يقرأوا المعوذتين. وفي رواية: كانوا يستحبون أن يقرأوا هؤلاء السور في كل ليلة ثلاث مرات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين.
• ذكره الإمام النووي في كتاب الأذكار باب ما يقول إذا أراد النوم واضطجع على فراشه، ص ۱۳٥ وعزاه للإمام الحافظ أبي بكر بن أبي داود بإسناده. وقال الإمام النووي: إسناده على شرط مسلم.

- رقيه شافية بإذن الله تعالى:
[٤۱۹] عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي.
• أخرجه البخاري في كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل المعوذات و ۹/ ٦۲ رقم ٥۰۱٦ ولفظه. عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت اقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. وأخرجه - أيضًا - في كتاب المغازي باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته ۸/ ۱۳۱ رقم ٤٤۳۹، وفي كتاب الطب باب: الرقى بالقرآن والمعوذات ۱۰/ ۱۹٥ رقم ٥۷۳٥، وفي باب المرأة ترقي الرجل ۱۰/ ۲۱۰ رقم ٥۷٥۱، وزاد آخره: فسألت ابن شهاب: كيف كان ينفث؟ قال: ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. وأخرجه الإمام مسلم في كتاب السلام باب: رقية المريض بالمعوذات والنفث ٤/ ۱۷۲۳ رقم ۲۱۹۲. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ذكر ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على نفسه إذا اشتكى ٦/ ۲٥۰ رقم ۱۰۸٤۷، وفي باب ذكر ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ به أهله رقم ۱۰۸٤۸. وأخرجه الإمام مالك في كتاب العين باب التعوذ والرقية في المرض ۲/ ۹٤۲ رقم ۱٥. وأخرجه الإمام أحمد ٦/ ۱۰٤، ٤۲٤، ۱٦٦، ۲٦۳. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات، تخصيص المعوذتين بالذكر ۲/ ٥۱٤ رقم ۲٥٦۹. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى باب ذكر ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ به ويعوذه جبريل القسم الثاني من المجلد الثاني، ص ۱٤، ط. دار الفكر.
[٤۲۰] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
• أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٤/ ۳٥٤ من طريق ميمون بن الحكم الشراوي، حدثنا بكر بن الشرود، حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس فذكره وقال: قال علي بن عمر: تفرد به بكر بن الشرود عن مالك. والمحفوظ عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث وبكر بن الشرود ضعيف. وذكره ابن حجر في لسان الميزان ۲/ ٥۳ في ترجمة بكر بن الشرود بلفظ: عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات. وقال: تفرد به بكر وهو ضعيف. والمحفوظ عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها -.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني، يروي عن معمر ومالك. قال النَّسَائِيّ والدارقطني والخطيب وابن حجر: ضعيف. وقال ابن عدي: رواياته لا يتابعه الثقات عليها وكلها غير محفوظة (لسان الميزان ۲/ ٥۲، الكامل في الضعفاء ۲/ ۲٦). قلت: ولهذا الحديث شاهد صحيح من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقدم في رقم ٤۱۹ وهو الذي أشار إليه الخطيب وابن حجر بأنه المحفوظ.
[٤۲۱] عن أبي بن كعب قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال: يا نبي الله! إن لي أخًا وبه وجع، قال: "وما وجعه؟ " قال: به لمم اللمم: طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقر به ويعتريه (النهاية في غريب الحديث ٤/ ۲۷۲).. قال: (فائتني به)، فوضعه بين يديه، فعوذه النبي - صلى الله عليه وسلم -: بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة، وهاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} سورة البقرة: الآية رقم ۱٦۳. وآية الكرسي آية الكرسى: في سورة البقرة رقم ۲٥٥. وثلاث آيات من آخر سورة البقرة. وآية من آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} سورة آل عمران: الآية رقم ۱۸. وآية من الأعراف {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} سورة الأعراف: الآية رقم ٥٤. وآخر سورة المؤمنون {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} سورة المؤمنون: الآية رقم ۱۱٦. وآية من سورة الجن {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} سورة الجن: الآية رقم ۳. وعشر آيات من أول {وَالصَّافَّاتِ} وثلاث آيات من آخر سورة الحشر، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشتك قط.
• أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند ٥/ ۱۲۸ فقال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عمر بن علي عن أبي جناب عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثني أبي بن كعب قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال: إن لي أخًا به وجع وذكر الحديث. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ج ۳/ ۱٦۷ رقم ۱٥۹٤ فقال: حدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه، حدثنا صالح، حدثنا أبو جناب يحيى بن أبي حبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره. وأخرجه ابن ماجه في الطب باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه ۲/ ۱۱۷٥ من طريق عبدة بن سليمان عن أبي جناب. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقى والتمائم باب علاج اللمم بالرقية ٤/ ٤۱۲، ٤۱۳ من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي به وقال: قد احتج الشيخان - رضي الله عنهما - برواة هذا الحديث غير أبي جناب الكلبي والحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: أبو جناب الكلبي ضعفه الدارقطني، والحديث منكر. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقرأ على من به لمم، ص ۲۹۸ رقم ٦۳۲ من طريق أبي يعلى.
• الحكم على الحديث: منكر كما قال الإمام الذهبي. والحديث ذكره الإمام البوصيري في زوائده على ابن ماجه ۳/ ۱٤۳، ۱٤٤ رقم و ۱۲۳ وقال: هذا إسناد فيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف ومدلس واسمه يحيى بن أبي حبة. وقال ابن حجر: يحيى بن أبي حبة بمهملة وتحتانية الكلبي أبو جناب بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة كل مشهور بها: ضعفوه لكثرة تدليسه من السادسة مات سنة خمسين ومائة روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (التقريب ۲/ ۳٤٦، الكاشف ۳/ ۲٥٤).
وفي هذا المعنى من الموقوفات:
[٤۲۲] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيرًا فيه تمائم فمده مدًّا شديدًا حتى قطع السير وقال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، ثم قال: إن التولة التولة: بكسر التاء وفتح الواو - ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى (النهاية في غريب الحديث مادة تول ۱/ ۲۰۰).، والتمائم التمائم: جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الإسلام (النهاية في غريب الحديث مادة تمم ۱/ ۱۹۷) والرقى: المراد بها هنا ما كان بأسماء الأصنام والشياطين. لا ما كان بالقرآن ونحوه.، والرقى لشرك، فقالت امرأة: إن إحدانا ليشتكي رأسها فإذا استرقت ظن أن ذلك نفعها. فقال عبد الله: إن الشيطان يأتي أحداكن فينخس في رأسها فإذا استرقت خنس. فإذا لم تسترق نخس، فلو أن إحداكن تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} نفعها ذلك إن شاء الله. • أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۹/ ۱۹۳ رقم ۸۸٦۳ فقال: حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي، ثنا السعودي، عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن عبد الله فذكره.
• الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي صدوق اختلط قبل موته تقدمت ترجمته في رقم ۱۸۹ وسماع عاصم بن علي منه بعد الاختلاط (انظر الكواكب النيرات، ص ۲۸۷). قلت: الحديث له شاهد صحيح من حديث عائشة - رضي الله عنها - وقد تقدم في رقم ٤۱۹ ومن حديث ابن مسعود أخرجه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والحاكم، بدون ذكر القراءة. فأخرجه أبو داود في كتاب الطب باب في تعليق التمائم ٤/ ۹ رقم ۳۸۸۳ ولفظه: إنما يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطب باب تعليق التمائم ۲/ ۱۱٦٦ رقم ۳٥۳۰. وأخرجه الإمام أحمد ۳/ ٥۱۳ رقم ۳٦۱٥ المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقى والتمائم ٤/ ٤۱۷، ٤۱۸، وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
• التعليق: التضرع إلى الله تعالى واللجوء إليه في كل ما وقع وما يتوقع أمر مشروع ومرغب فيه والرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى والمراد بالمعوذات: السور الثلاث، وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبًا لما اشتملت عليه من صفة الرحمن سبحانه وتعالى، وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ. والنفث هو نفخ لطيف بلا ريق، وقيل: فيه ريق خفيف، وفي هذا الحديث: استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقد اختلف العلماء في النفث والتفل. فقيل: هما بمعنى واحد ولا يكونان إلا بريق. قال أبو عبيد: يشترط في التفل ريق يسير ولا يكون في النفث، وقيل عكسه. وقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب فجعل يجمع بزاقه ويتفل والله أعلم. قال القاضي: وفائدة التفل: التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشر للرقية والذكر الحسن كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر. وفي هذا الحديث: استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار، وإنما رقى بالمعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق. فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد، وهن السواحر، ومن شر الحاسدين ومن شر الوسواس الخناس، والله أعلم فتح الباري شرح صحيح البخاري ۹/ ٦۲، ۱۰/ ۱۹٦، وشرح النووي على صحيح مسلم ۱٤/ ۱۸۲، ۱۸۳.. اللهم إنا نسألك من كل خير ما سألك منه نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعوذ بك من كل شر ما استعاذك منه نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
لُدغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقى نفسه بهن:
[٤۲۳] عن علي - رضي الله عنه - قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فتناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنعله فقتلها، فلما انصرف قال: "لعن الله العقرب لا تدع مصليًا ولا غيره، أو نبيًّا ولا غيره إلا لدغتهم" ثم دعا بماء وملح فجعله في إناء ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسها ويعوذها بالمعوذتين. وفي رواية أخرى: ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
• أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الطب باب رقية العقرب ما هي؟ ٥/ ٤۰۰ (ط. دار الفكر) فقال: حدثنا عبد الرحيم عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن محمد بن علي عن علي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في الاستشفاء بالقرآن ۲/ ٥۱۸ رقم ۲٥۷٥ من طريق أبي بكر بن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ۲/ ۲۲۳ من طريق محمد بن فضيل عن مطرف به بلفظ: فجعل يمسح عليها ويقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ۲/ ۲۳ من طريق عباد بن يعقوب الأسدي حدثنا محمد بن فضيل عن مطرف به إلا أنه ذكر سورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} بدلًا من {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. وأخرجه أيضًا في المعجم الأوسط ٦/ ۹۰ رقم ٥۸۹۰ من طريق إسماعيل بن موسى السدي قال: نا محمد بن فضيل عن مطرف بن طريف به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير آخر سورة الإخلاص ٦/ ٤٦٥ وقال أخرجه ابن مردويه والبيهقي في الشعب.
• رجال الإسناد: عبد الرحيم هو ابن سليمان الكناني ثقة تقدم في رقم ۱۰۳. مطرف هو ابن طريف ثقة تقدم في رقم ۱۲۰. منهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، روى عن محمد بن الحنفية، وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وغيرهم. روى عنه: شعبة وحجاج بن أرطاه والأعمش ومنصور بن المعتمر وغيرهم. قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال العجلي: كوفي ثقة، وقال الدارقطني: صدوق. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم من الخامسة روى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة مات في سنة بضع عشرة ومائة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۸٤، الكاشف ۳/ ۱۷۷، التهذيب ۱۰/ ۳۱۹، التقريب ۲/ ۲۷۸). محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو القاسم المدني، المعروف بابن الحنفية، وهي خولة بنت جعفر من بني حنيفة، سبيت في الردة من اليمامة. روى عن: أبيه، وعثمان، وأبي هريرة، وابن عباس وغيرهم. وروى عنه: أولاده إبراهيم والحسن، وعطاء بن أبي رباح، والمنهال بن عمرو، وغيرهم. قال العجلي: تابعي ثقة كان رجلًا صالحًا. وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل بيته، وقال ابن حجر: ثقة عالم، من الثانية، مات بعد الثمانين، روى له الجماعة (الكاشف ۸۰/ ۳، التهذيب ۹/ ۳٥٤، التقريب ۲/ ۱۹۲). علي بن أبي طالب الهاشمي رابع الخلفاء الراشدين - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن.

- لم ينزل مثلهن في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل:
[٤۲٤] عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا عقبة بن عامر! صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"، قال: ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا عقبة بن عامر! أملك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك"، قال: ثم لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا عقبة بن عامر! ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهن؟، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها؟: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
قال عقبة: فما أتت علي ليلة إلا قرأتهن فيها، وحق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
• أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱٥۸ فقال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا ابن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر فذكره. وأخرجه أيضًا ٤/ ۱٤۸ فقال: حدثنا أبو المغيرة، ثنا معاذ بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۷/ ۲۷۱ رقم ۷٤۲ من طريق القاسم عن أبي أمامة به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب ما جاء في المعوذتين ۷/ ۱٤۸ وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ۲/ ٥۸۲ رقم ۸۹۱ وقال: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات غير فروة بن مجاهد، وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
• رجال الإسناد: حسين بن محمد بن بهرام، التميمي، أبو أحمد المؤدب، سكن بغداد، روى عن إسرائيل، وجرير بن حازم ومبارك بن فضالة وغيرهم. وروى عنه: أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وابن أبي شيبة وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة من التاسعة مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، روى له الجماعة (الكاشف ۱/ ۲۳٤، التهذيب ۲/ ۳٦٦، التقريب ۱/ ۱۷۹). إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها وتقدمت ترجمته في رقم ۳۰۸. أسيد - بفتح الهمزة وكسر السين - ابن عبد الرحمن الخثعمي - بفتح أوله والمهملة وسكون المثلثة بينهما - نسبة إلى خثعم بن أنمار روى عن: فروة بن مجاهد اللخمي وعبد الله بن محيريز ومكحول الشامي وغيرهم. قال يعقوب بن سفيان شامي ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من السادسة، مات سنة أربع وأربعين ومائة روى له أبو داود (الكاشف ۱/ ۱۳۲، التقريب ۱/ ۷۷، التهذيب ۱/ ۳٤٦). فروة بن مجاهد اللخمي مولاهم، الفلسطيني الأعمى، روى عن عقبة بن عامر، وسهل بن معاذ بن أنس وأبي عمران الأنصاري، وروى عنه: حسان بن عطية وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي والمغيرة بن المغيرة الرملي قال البخاري: فروة بن مجاهد كانوا لا يشكون أنه من الأبدال وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: وثق (التهذيب ۸/ ۲٦٤، الكاشف ۲/ ۳۸۰). عقبة بن عامر صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن وقال الإمام الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات وقال الشيخ الألباني: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
فضل قراءتهن بعد صلاة الجمعة:
[٤۲٥] عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: من قرأ بعد الجمعة {الْحَمْدُ} الحمد أي سورة الفاتحة فهي تسمى سورة الحمد. والمعوذتين و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} سبعًا سبعًا، حفظ إلى الجمعة الأخرى. قال وكيع: فجربناه فوجدناه كذلك.
• أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضائل المعوذتين، ص ۱۲۳ رقم ۲۹۰ فقال: أخبرنا علي بن محمد، قثنا وكيع عن المسعودي عن عون بن عبد الله، عن أسماء بنت أبي بكر. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في الاستشفاء بالقرآن ۲/ ۲۱۸ رقم ۲٥۷۷ من طريق أبي عميس عن عون به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل المعوذتين وما جاء فيهما، ص ۱٤٦ من طريق حجاج بن أرطاة عن عون به إلا أنه لم يذكر الحمد. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الصلاة باب ما يستحب أن يقرأ الإنسان في يوم الجمعة ۲/ ۱٥۹ فقال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن عون، عن أسماء قالت: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين يوم الجمعة سبع مرات في مجلسة حفظ إلى مثلها.
• رجال الإسناد: علي بن محمد بن إسحاق، أبو الحسن الطنافسي - بفتح الطاء وتخفيف النون وبعد الألف فاء - الكوفي، روى عن: وكيع، وابن عيينة، وابن نمير وغيرهم وروى عنه: ابن ماجه، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس وغيرهم. قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقًا، وقال ابن حجر: ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۱/ ٤٥۹، التهذيب ۷/ ۳۷۸، التقريب ۲/ ٤۳). وكيع بن الجراح ثقة عابد تقدم في رقم ۳٤. المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة صدوق تقدم في رقم ۱٦۰. عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله الكوفي، الزاهد روى عن: أبيه، وعبد الله بن عمرو والشعبي وغيرهم. وروى عنه: محمد بن عجلان، والمسعودي، والزهري وغيرهم، قال أحمد ويحيى بن معين والعجلي والنسائي: ثقة. وقال ابن المديني: قال عون: صليت خلف أبي هريرة، وقال البخاري: سمع أبا هريرة وابن عمرو. وقال ابن حجر: ثقة عابد من الرابعة، مات قبل سنة عشرين ومائة، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۸/ ۱۷۱، التقريب ۲/ ۹۰، الكاشف ۲/ ۳٥۸). أسماء بنت أبي بكر الصديق، - رضي الله عنها - وعن أبيها - أسلمت قديمًا بمكة وتلقب بذات النطاقين، روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنها ابناها عبد الله وعروة وابن عباس وغيرهم. عاشت مائة سنة لم يسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل، ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة وماتت سنة ثلاث وسبعين، - رضي الله عنها - وعن الصحابة أجمعين (التهذيب ۱۲/ ۳۹۷، الإصابة في تمييز الصحابة ۸/ ۷).
• الحكم على الأثر: إسناده حسن. فيه المسعودي صدوق اختلط قبل موته بثلاث سنين وسماع وكيع منه قديم قبل الاختلاط (راجع الكواكب النيرات، ص ٥٤ في ترجمة عبد الرحمن المسعودي). وتابعه عند الإمام البيهقي أبو العميس وهو عتبة بن عبد الله الهذلي المسعودي، ثقة من السابعة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ٤) وهذا الأثر له حكم المرفوع لأنَّه لا يقال من قبل الرأي.
[٤۲٦] عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ بعد صلاة الجمعة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} سبع مرات، أعاذه الله عزَّ وجلَّ من السوء إلى الجمعة الأخرى".
• أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقول بعد صلاة الجمعة ص ۱۸۱ رقم ۳۷٥ فقال: أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد، ثنا أبي، ثنا الخليل بن مرة، عن عبيد الله، عن ابن أبي مليكة عن عائشة - رضي الله عنها -. وذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لابن السني ورمز له بالحسن. وقال المناوي في فيض القدير ٦/ ۲۰۳ قال ابن حجر: سنده ضعيف.
• الحكم على الحديث: ضعيف في إسناده الخليل بن مرة الضبعي البصري، قال عنه الحافظ ابن حجر: ضعيف، من السابعة، وقال ابن أبي حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري منكر الحديث. قال ابن عدي: وللخليل بن مرة أحاديث غرائب، وهو شيخ بصري، وقد حدث عنه الليث وأهل الفضل، ولم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحد وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو متروك الحديث (التهذيب ۳/ ۱٦۹، التقريب ۱/ ۲۲۸، الكاشف ۱/ ۲۸٤۲، الكامل في الضعفاء ۳/ ٥۸ - ٦۱) وقد سبق معناه في الأثر السابق رقم ٤۲٥ وهو بإسناد حسن.
[٤۲۷] عن ابن شهاب قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم سبعًا سبعًا كان ضامنًا - قال أبو عبيد: أراه قال: على الله - هو، وماله، وولده، من الجمعة إلى الجمعة.
• أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل المعوذتين، ص ۱٤٦، فقال: حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن الكرماني محمد بن المهاجر عن ابن شهاب. وذكره البيهقي في شعب الإيمان فصل في الاستشفاء بالقرآن ۲/ ٥۱۸ رقم ۲٥۷۸. وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ثقة فاضل من صغار التابعين.
• الحكم على الأثر: ضعيف في إسناده عبد الله بن لهيعة صدوق اختلط بعد احتراق كتبه ورواية العبادلة عنه صحيحة وهذه الرواية ليست منها إلا أن لهذا الأثر شاهد تقدم في أثر أسماء بنت أبي بكر وحديث عائشة - رضي الله عنها -.
• التعليق: قال المناوي في شرح هذا الحديث: قال ابن حجر: ينبغي تقييده بما بعد الذكر المأثور في الصحيح أ. هـ وأخذ حجة الإسلام بقضية هذا الخبر فجزم بندبه في بداية الهداية فقال: إذا فرغت وسلمت من صلاة الجمعة فأقرأ الفاتحة قبل أن تتكلم سبع مرات، والإخلاص سبعًا والمعوذتين سبعًا، فذلك يعصمك من الجمعة إلى الجمعة ويكون لك حرزًا من الشيطان فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦/ ۲۰۳..