الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورة الكهف من السور المئين التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور: فعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل حديث حسن أخرجه الطيالسي، وأحمد، وأبو عبيد، والبيهقي، وتقدم تخريجه، وبيان السور المثاني في رقم ۱۷۹..
من أوائل ما نزل من القرآن الكريم: [۲۲٦] عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال في بني إسرائيل بني إسرائيل أي سورة الإسراء وسميت بذلك؛ لذكر قصة بني إسرائيل فيها. والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي. • أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن ۹/ ۳۹ رقم ٤۹۹٤. وفي كتاب التفسير باب سورة بني إسرائيل ۸/ ۳۸۸ رقم ٤۷۰۸ إلا أنه لم يذكر طه والأنبياء وفي باب سورة الأنبياء ۸/ ٤۳٥ رقم ٤۷۳۹ فذكره كاملًا. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ومريم وطه ۱۳۳، وفي باب منازل القرآن بمكة والمدينة أوائله وأواخره، ص ۲۲۱. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷٤. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة الكهف، ص ۹۸، رقم ۲۱۰. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء ۲/ ٤۷٦ رقم ۲٤٤۹. وذكر السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الإسراء ٤/ ۱٥۱ ونسبه للبخاري وابن الضريس وابن مردويه. • التعليق: قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: إنهن من العتاق - بكسر العين المهملة وتخفيف المثناة - جمع عتيق وهو القديم. أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة، قال البيهقي: والعتاق جمع عتيق. والعرب تجعل كل شيء بلغ الغاية في الجودة عتيق يريد تفضيل هذه السور؛ لما تضمنت من ذكر القصص وأخبار الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وأخبار الأمم. والتلاد: ما كان قديمًا من المال، يريد أنهن من أوائل السور المنزلة في أول الإسلام؛ لأنها مكية وأنها من أول ما قرأه وحفظه من القرآن والله أعلم فتح الباري ۸/ ۳۸۸، وشعب الإيمان للبيهقي ۲/ ٤۷٦..
فضائل سورة الكهف تنزلت السكينة لقراءتها: [۲۲۷] عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بِشَطَنَيْنِ، فتغشته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. • أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف ۹/ ٥۷ رقم ٥۰۱۱ وقد تقدم تخريج الحديث بالتفصيل وفي مبحث تنزل الملائكة لقراءة القرآن رقم ٥۳. سورة الكهف نور يوم القيامة وعصمة من الدجال:
[۲۲۸] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورًا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه، ومن توضأ ثم قال: سبحانك اللّهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رَق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة. • أخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب فضيلة قراءة سورة الكهف ۱/ ٥٦٤ فقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان المقري ببغداد، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، ثنا يحيى بن كثير، ثنا شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۳/ ۱۲۳ رقم ۱٤٥٥ من طريق يحيى بن محمد بن السكن عن يحيى بن كثير به. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر ثوبان فيما يجير من الدجال ٦/ ۲۳٦ رقم ۱۰۷۸۸ فقال: أخبرنا يحيى بن محمد بن السكن البصري قال حدثنا يحيى بن كثير قال: حدثنا شعبة قال حدثنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد به بلفظ: من قرأ سورة الكهف لما أنزلت كانت له نورًا من مقامه إلى مكة، ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الجمعة باب ما يؤمر به في ليلة الجمعة ويومها من كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقراءة سورة الكهف ۳/ ۲٤۹. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السورة والآيات في ذكر سورة الكهف ۲/ ٤۷٥ رقم ۲٤٤٦ من طريق أبي قدامة عن يحيى بن كثير به بلفظ: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورًا يوم القيامة. • ملحوظة: الإسناد عند الحاكم في المستدرك ۱/ ٥٦٤ سقط منه أبو مجلز، ويبدو أنه خطأ مطبعي فقد أخرجه البيهقي من طريق الحاكم وذكره في الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/ ۲۳۰ وعزاه للحاكم والبيهقي والطبرانى وابن مردويه والضياء. • الحكم على الحديث: الحديث صححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ٥۳ وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. [۲۲۹] عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال. • أخرجه الإمام مسلم في كتاب المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي ۱/ ٥٥٥ رقم ۸۰۹. وأخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب خروج الدجال ٤/ ۱۱٥ رقم ٤۳۲۳. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الكهف ۱٤۹۱٥ رقم ۲۸۸٦ بلفظ: من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن، باب الكهف ٥/ ۱٥ رقم ۸۰۲٥ بلفظ: من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال. وأخرجه بأطول منه في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ما يجير من الدجال ٦/ ۲۳٥ رقم ۱۰۷۸۳. وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ۱۹٦. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب الرقاق، باب قراءة القرآن في ذكر الاعتصام من الدجال - نعوذ بالله من شره - بعشر آيات من سورة الكهف ۳/ ٦٥ رقم ۷۸٥ بلفظ: من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. وأخرجه الحاكم في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الكهف ۲/ ۳٦۸ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ومريم وطه، ص ۱۳۲، وزاد في آخره: ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف ٤/ ٤٦۹ رقم ۱۲۰٤. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الجمعة باب: ما يؤمر به في ليلة الجمعة ويومها من كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقراءة سورة الكهف وغيرها ۳/ ۲٤۹ وفي السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن، باب تخصيص سورة الكهف بالذكر ۱/ ۲۷۳ رقم ۹۸۲.
فواتح سورة الكهف عصمة من الدجال: [۲۳۰] عن النواس بن سمعان الكلابي - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع خفض فيه ورفع: بتشديد الفاء فيهما وفي معناه قولان: أحدهما: أن خفض بمعنى حقر، ورفع بمعنى: عظم وفخم، والثاني: أنه خفض من صوته ثم رفع، ليبلغ صوته كل أحد، شرح النووي على صحيح الإمام مسلم ۱۸/ ٦۳. حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: غير الدجال أخوفني عليكم "غير الدجال أخوفني عليكم" قال النووي: هكذا في جميع نسخ بلادنا "أخوفني" بنون بعد الفاء. قال القاضي عياض: ورواه بعضهم بحذف النون وهما لغتان صحيحتان ومعناهما واحد ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ۱۳۱ رقم ۹۷٥ عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -. إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط قطط: شديد جعودة الشعر. النهاية في غريب الحديث مادة قطط ۳/ ۸۱. عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزي بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خَلة بين الشام والعراق "خلة بين الشام والعراق" بفتح الخاء وتشديد اللام: ما بين البلدين بشرح النووي ۱۸/ ٦٥.. فعاث يمينًا وعاث عاث: بعين مهملة وثاء مثلثة مفتوحة وهو فعل ماض والعيث: الفساد أو أعد الفساد والإسراع فيه. (شرح النووي ۱۸/ ٦٥). شمالًا. يا عباد الله فاثبتوا. قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة قال العلماء: هذا الحديث على ظاهره وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: وسائر أيامه كأيامكم. وقوله: "فاقدروا له قدره" معناه: أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر، ثم إذا مضى قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر وهكذا في باقي الصلوات شرح النووي ۱۸/ ٦٥، ٦٦.، • أخرجه الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه ٤/ ۲۲٥۰ رقم ۲۱۳۷. وأخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب خروج الدجال ۱٤/ ۱۱٤ رقم ٤۳۲۱. وأخرجه الترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء في فتنة الدجال ٤/ ۱۱٤ رقم ۲۲٤۰ وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن، باب: الكهف ٥/ ۱٥ رقم ۸۰۲٤. وفي كتاب عمل اليوم والليلة باب ما يجير من الدجال ٦/ ۲۳٥ رقم ۱۰۷۸۳. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ۲/ ۱۳٥٦ رقم ٤۰۷٥. وأخرجه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم، باب حلية الدجال بلسان النبي - صلى الله عليه وسلم - ٤/ ٤۹۲ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد ٤/ ۱۸۱ فذكره بدون ذكر الشاهد. قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم تروح عليهم سارحتهم: أي ترجع إليهم مواشيهم آخر النهار عالية الشام طويلة الضروع؛ لكثرة ما فيها من اللبن (شرح النووي ۱۸/ ٦٦). أطول ما كانت ذرًّا وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل يعاسيب النحل: ذكور النحل والمراد جماعة النحل لا ذكورها خاصة، لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها؛ لأنَّه متى طار تبعته جماعته. (شرح النووي ۱۸/ ٦٦).؛ ثم يدعو رجل ممتلئًا شبابًا فيضربه فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين مهرودتين: روي بالدال المهملة والذال المعجمة والمهملة أكثر ومعناه: لابس مهرودتين؛ أبي ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران. (شرح النووي ۱۸/ ٦۷). واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ جمان كاللؤلؤ: بضم الجيم وتخفيف الميم هي حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار. والمراد: ينحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه. (شرح النووي ۱۸/ ٦۷).، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد لد: بضم اللام وتشديد الدال: بلدة قريبة من بيت المقدس. شرح النووي ۱۸/ ٦۸. فيقتله. ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم لا يدان لأحد بقتالهم: يدان تثنية يد، أي لا قدرة ولا طاقة؛ لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد (المرجع السابق). فحرز عبادي إلى الطور فحرز عبادي إلى الطور. أي: ضمهم واجعله لهم حرزًا. (المرجع السابق).، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب حدب: غليظ الأرض ومرتفعها (النهاية في غريب الحديث مادة حدب ۱/ ۳٤۹). ينسلون ينسلون: يمشون مسرعين (النهاية في غريب الحديث مادة نسل ٥/ ٤۹). فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية بحيرة طبرية: هى في طرف جبل، وجبل الطور مطل عليها وهي من أعمال الأردن (معجم البلدان ٤/ ۲۰). فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحضر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب الرغبة: الضراعة والمسألة. لسان العرب مادة رغب ۳/ ۱٦۷۸. نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف والنغف: بنون وغين معجمة مفتوحتين ثم فاء - وهو: دود يكون في أنوف الإبل والغنم (شرح النووي ۱۸/ ٦۹). في رقابهم فيصبحون فرسى فرسى - بفتح الفاء - أي قتلى واحدهم فريس (المرجع السابق). كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهَمهم ونتنهم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت البخت هي جمال طوال الأعناق. (النهاية في غريب الحديث مادة بخت ۱/ ۱۰۱). فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرًا، لا يُكَن منه بيت مدر الدر هو الطين المتماسك (النهاية في غريب الحديث ٤/ ۳۰۹).، ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة كالزلفة: روي بفتح الزاي واللام والفاء، وبضم الزاي وإسكان اللام، ومعناه كالمرأة، شبهها بالمرأة في صفائها ونظافتها (شرح النووي بتصرف ۱۸/ ٦۹).. ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقَحْفِها ويبارك الله في الرِّسْلِ الرسل: بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن (المرجع السابق). حتى أن اللقحة اللقحة: بكسر اللام وفتحها هي القريبة العهد بالولادة وجمعها لقح بكسر اللام (المرجع السابق). من الإبل لتكفي الفئام الفئام: بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة هي الجماعة الكثير (النهاية في غريب الحديث مادة فأم ۳/ ٤۰٦. من الناس، واللَّقْحَةَ من الغنم لتكفي الفَخِذَ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر يتهارجون فيها تهارج الحمر: أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك والهرج بإسكان الراء: الجماع (شرح النووي لصحيح الإمام مسلم ۱۸/ ۷۰). فعليهم تقوم الساعة. [۲۳۱] عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فكان أكثر خطبته ذكر الدجال يحدثنا عنه حتى فرغ من خطبته، فكان فيما قال لنا يومئذ: إن الله تعالى لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته الدجال، وإني آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج كل مسلم، وإن يخرج فيكم بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه يخرج من خلة بين العراق والشام، فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا عباد الله فاثبتوا، فإنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم وإنكم لم تروا ربكم حتى تموتوا، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف ... فذكر الحديث بنحو حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه -. • أخرجه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم، باب إن الله تعالى لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته الدجال ٤/ ٥۳٦ فقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، أنبأ أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي، ثنا عمي، أخبرني يونس بن يزيد، عن عطاء الخرساني، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني السيباني بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة منسوب إلى سيبان بن الغوث بن يحيى بن أبي عمرو. المغني في ضبط أسماء الرجال، ص ۱٤۰.، عن حديث عمرو الحضرمي من أهل حمص عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - ... فذكر الحديث وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة وأقره الذهبي. وأخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب خروج الدجال ٤/ ۱۱٥ رقم ٤۳۲۲ من طريق ضمرة عن السيباني به. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ۲/ ۱۳٥۹ رقم ٤۰۷۷ من طريق إسماعيل بن رافع عن يحيى بن أبي عمرو به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۸/ ۱۷۱ رقم ۷٦٤٤ من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد به. • الحكم على الحديث: صححه الحاكم ووافقه الذهبي. [۲۳۲] عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده هو نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، والد جبير، يكنى أبا جبير، قال أبو حاتم: وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال أبو أحمد الحاكم وعبد الغني بن سعيد: له صحبة. أخرج الطبراني والحاكم من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده، في الدجال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ... الحديث (الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ۲٥۲). أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدجال فقال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، ألا وإنه مطموس العين كأنها عين عبد العزى بن قطن الخزاعي، ألا فإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأ كل مسلم، فمن لقيه منكم فليقرأ بفاتحة الكهف، يخرج من بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا عباد الله اثبتوا، ثلاثًا. فقيل: يا رسول الله فما مكثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا، يوم كالسنة، ويوم كالشهر، ويوم كالجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قالوا: يا رسول الله، فكيف نصنع بالصلاة يومئذ؟ صلاة يوم أو نقدر؟ قال: بل تقدروا. • أخرجه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر العلامات الخاصة للدجال ٤/ ٥۳۰ فقال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير فذكر الحديث وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. • الحكم على الحديث: صحيح، فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وله شواهد صحيحة تقدمت في أرقام ۲۲٦ - ۲۳۰، ۲۳۲. خواتيم سورة الكهف عصمة من الدجال: [۲۳۳] عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال. • أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب الرقاق، باب قراءة القرآن في ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف ۳/ ٦٦ رقم ۷۸٦. وأخرجه الإمام أحمد ٦/ ٤٤٦ وذكره صاحب الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد في كتاب فضائل القرآن وتفسيره، باب ما جاء في فضل سورة الكهف ۱۸/ ۲۰۰. وأخرجه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف، وآية الكرسي ۱/ ٥٥٦ بعد رقم ۸۰۹. وأخرجه أبو داود في كتاب اللاحم، باب خروج الدجال ٤/ ۱۱٥ بعد رقم ٤۳۲۳. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۰ ونسبه لأحمد ومسلم والنسائي وأبو عبيد. من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال. وللحديث شاهد عن ثوبان (- رضي الله عنه -) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر ثوبان فيما يجير من الدجال ٦/ ۲۳٥ رقم ۱۰۷۸٤ فقال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان عن ثوبان فذكره. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف، ص ۹۷ رقم ۲۰٥ من طريق همام عن قتادة به إلا أنه قال: من حفظ خمس آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۰ ونسبه لابن الضريس والنسائي وأبي يعلى والروياني. • رجال الإسناد: محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن مروان بن معاوية، وهشام بن علي العامري، وخالد بن الحارث وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وغيرهم، وروى عنه: مسلم وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم، قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين (الكاشف ۳/ ٦٦، التهذيب ۹/ ۲۸۹، التقريب ۲/ ۱۸۳). خالد هو ابن الحارث بن عبيد، أبو عثمان البصري، روى عن حميد الطويل وأيوب وشعبة والثوري وغيرهم، وروى عنه: أحمد وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني وغيرهم، قال أبو حاتم: إمام ثقة، وقال النَّسَائِيّ: ثقة ثبت، وقال ابن حجر: ثقة ثبت من الثامنة، ولد سنة عشرين ومائة ومات سنة ست وثمانين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۹/ ۱۲٦، التهذيب ۳/ ۸۲، التقريب ۱/ ۲۱۱). شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم، البصري، روى عن: قتادة، ومالك بن أنس ومحمد بن إسحاق وغيرهم، وروى عنه: يحيى القطان ووكيع وابن المبارك وغيرهم كان من سادات أهل زمانه حفظًا وإتقانًا وورعًا، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين، قال ابن حجر: ثقة حافظ متقن، من السابعة، روى له الجماعة، مات سنة ستين ومائة وله سبع وسبعون سنة. (سير أعلام النبلاء ۷/ ۲۰۲، التهذيب ٤/ ۳۳۸، التقريب ۱/ ۳٥۱). قتادة بن دعامة السدوسي ثقة تقدم في رقم ۱۷۹. سالم بن أبي الجعد، رافع الغطفاني، الكوفي، ثقة، من الثالثة، روى عن ثوبان، وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهم، وروى عنه قتادة والأعمش وأبو إسحاق السبيعي، قال العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين روى له الجماعة. (سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۰۸، التهذيب ۳/ ٤۳۲، التقريب ۱/ ۲۷۹). معدان بن أبي طلحة الكناني، الشامي، روى عن عمر بن الخطاب وأبي الدرداء وثوبان وغيرهم، وروى عنه: سالم بن أبي الجعد والسائب بن حبيش والوليد بن هشام وغيرهم، قال ابن سعد والعجلي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثامنة، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (التهذيب ۱۰/ ۲۲۸، التقريب ۲/ ۲٦۳). ثوبان الهاشمي، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. (الإصابة في تمييز الصحابة ۱/ ۲۱۲). • الحكم على الحديث: إسناده صحيح. [۲۳٤] عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية من كل فتنة، وإن خرج الدجال عصم منه. • ذكره ابن كثير في تفسير سورة الكهف ۳/ ۷۱ ونسبه للضياء المقدسي في المختارة عن عبد الله بن مصعب عن منظور بن زيد بن خالد الجهني عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعًا. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۰ وعزاه لابن مردويه والضياء في المختارة. • الحكم على الحديث: نسبه الحافظ ابن كثير للضياء المقدسي في المختارة وقد اشترط الصحة فيها وفي إسناده عبد الله بن مصعب ومنظور بن زيد لم أقف لهما على ترجمة وبقية رجاله ثقات وله شواهد صحيحة. [۲۳٥] عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظًا لم تضره فتنة الدجال، ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة. • ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۰ وقال: أخرجه ابن مردويه. قلت: لم أقف على إسناده، وله شواهد صحيحة سبقت في أرقام ۲۲۹، ۲۳۰، ۲۳۱. [۲۳٦] عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورًا من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نورًا من الأرض إلى السماء. • أخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ ۳/ ٤۳۹، فقال: حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه فذكره. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف ٤/ ٤٦۹ رقم ۱۲۰٥ من طريق أبي الأسود عن ابن لهيعة به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۲۰/ ۱۹۷ رقم ٤٤۳ من طريق رشدين عن زبان بن فائد به. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، ص ۳۱۹ رقم ٦۷۷ من طريق ابن لهيعة. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۰ وعزاه لأحمد والطبراني وابن مردويه. وذكره القرطبي في آخر تفسير سورة الكهف ٥/ ٤۱۱۱ عن معاذ بن جبل وهو خطأ والصواب معاذ بن أنس. • الحكم على الحديث: ضعيف فيه زبان بن فائد - بالفاء - البصري، قال عنه الحافظ ابن حجر: ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته، تقدمت ترجمته في رقم ٦۹ والحديث له شواهد صحيحة تقدمت في أرقام ۲۲۰، ۲۳۰، ۲۳۱، ۲۳۲. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ٥۲ وعزاه لأحمد والطبراني وقال: في إسناد أحمد بن لهيعة وهو ضعيف وقد يحسن حديثه وله شاهد بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري تقدم في رقم ۲۲۸.
وفي هذا المعنى من الموقوفات ولها حكم المرفوع: سورة الكهف عصمة من الدجال: [۲۳۷] فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلَّط عليه أو لم يكن له عليه سبيل، ومن قرأ سورة الكهف كان له نورًا من حيث قرأها ما بينه وبين مكة. • أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر ثوبان فيما يجير من الدجال ٦/ ۲۳٦ فقال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري فذكره. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن، باب فضيلة سورة الكهف ۱/ ٥٦٥ من طريق أبي موسى عن عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه أيضًا في كتاب الفتن والملاحم، باب من قرأ سورة الكهف لم يسلط عليه الدجال ٤/ ٥۱۱ من طريق نعيم بن حماد عن عبد الرحمن بن مهدي به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷۸ رقم ٦۰۲۳ عن الثوري به وزاد في أدلة من توضأ ثم فرغ من وضوئه ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله أنت، أستغفرك وأتوب إليك؛ ختم عليها بخاتم، فوضعت تحت العريش، فلا تكسر إلى يوم القيامة، ومن قرأ سورة الكهف ... الخ. • رجال الإسناد: محمد بن بشار بن عثمان العبدي، أبو بكر الحافظ، البصري، بندار، روى عن: يحيى القطان وابن مهدي وأبي داود الطيالسي وغيرهم، وروى عنه: الجماعة. قال ابن حجر: ثقة من العاشرة، مات في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين (التهذيب ۹/ ۷۰، التقريب ۲/ ۱٤۷). عبد الرحمن بن مهدي ثقة ثبت من التاسعة تقدم في رقم ۲۰٥. سفيان هو ابن سعيد الثوري ثقة حافظ تقدم في رقم ٦٥. أبو هاشم هو يحيى بن دينار، الرماني، الواسطي، روى عن أبي وائل وأبي مجلز وعكرمة وغيرهم، وروى عنه: الثوري وشعبة والحمادان وغيرهم. قال أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين، وقيل خمس وأربعين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۳/ ٤۸۳، التهذيب ۱۲/ ۲٦۱). أبو مجلز هو: لاحق بن حميد البصري، أبو مجلز - بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي اليدي - مشهور بكنيته، روى عن عمران بن حصين وأبي موسى الأشعري، وابن عباس وأنس وقيس بن عباد وغيرهم، وروى عنه: قتادة، وأبو هاشم الرماني، وعاصم الأحول وغيرهم، قال العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال أبو زرعة وابن خراش: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة تسع ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ۱۱/ ۱۷۱، التقريب ۲/ ۳٤۰). قيس بن عباد - بضم المهملة وتحفيف الموحدة - أبو عبد الله البصري، روى عن: عمر وعلي وابن عمرو وغيرهم، وروى عنه: أبو مجلز والحسن وابن سيرين وغيرهم، قال: ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وقال العجلي: كان ثقة من كبار الصالحين، وقال النسائي وابن خراش: ثقة وكانت له مناقب وحلم وعبادة. وقال ابن حجر: ثقة من الثانية، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۸/ ٤۰۰، التقريب ۲/ ۱۲۹). أبو سعيد الخدري صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: صحيح. فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، ورجال إسناده ثقات. [۲۳۸] عن أنس - رضي الله عنه - قال: من قرأ بها - أي سورة الكهف - أعطي بها نورًا بين السماء والأرض، ووقي بها فتنة القبر. • الأثر عن أنس - رضي الله عنه - ذكره الإمام القرطبي في أول تفسير سورة الكهف ٥/ ۳۹٦۳ فقال: وروي في فضلها من حديث أنس قال: فذكره، قلت: لم أقف على تخريجه، وقد تقدم معناه في حديث صحيح مرفوع عن أبي سعيد الخدري رقم ۲۳۷ وعن معاذ بن أنس رقم ۲۳۰. [۲۳۹] عن قتادة قال: من قرأ عشر آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ آخرها أو قال: قرأها إلى آخرها كانت له نورًا من قرنه إلى قدمه. • الأثر عن قتادة أخرجه عبد الرزاق في المصنف في كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله ۳/ ۳۷۷ رقم ٦/ ۲۲۲ عن معمر عن قتادة فذكره. • رجال الإسناد: معمر هو ابن راشد الأزدي ثقة ثبت تقدمت ترجمته في رقم ٤٥. قتادة هو ابن دعامه السدوسي تابعي ثقة تقدمت ترجمته في رقم ٤٤ مكرر. • الحكم على الحديث: إسناده صحيح وهو في حكم المرسل؛ لأنَّه لا يمكن أن يقال من قبل الرأي. والجزء الأول منه له شواهد صحيحة مرفوعة عن أبي الدرداء، والنواس بن سمعان، وأبي أمامة - رضي الله عنه - تقدمت في أرقام ۲۲۰، ۲۳۰، ۲۳۱. [۲٤۰] عن خالد بن معدان قال: من قرأ عشر آيات من الكهف لم يخف الدجال. • أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة الكهف ۲/ ٥٤٦ رقم ۳٤۰٥ فقال: حدثنا أبو المغيرة، ثنا عبيدة عن خالد بن معدان، فذكره. • رجال الإسناد: أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، أبو المغيرة الحمصي، روى عن جرير بن عثمان والأوزاعي ومعاذ بن رفاعة وغيرهم، وروى عنه: البخاري، وروى هو وباقي الجماعة بواسطة، فال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين (التهذيب ٦/ ۳٦۹، التقريب ۱/ ٥۱٥). عبدة هي بنت خالد بن معدان. قال بقية: عن بحير بن سعيد: ما رأيت أحدًا ألزم للعلم من خالد بن معدان. وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى، قال بقية: وكان الأوزاعي يعظم خالدًا فقال لنا: أله عقب؟ فقلنا له: ابنة، فقال لنا: ائتوها فسلوها عن هدي أبيها. قال: فكان في ذلك سبب إتياننا عبدة (التهذيب ۳/ ۱۱۹، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥۳۸). خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي، أبو عبد الله الشامي الحمصي، روى عن ثوبان، وابن عمر، وابن عمرو، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم. وروى عنه: بحير بن سعيد ومحمد بن إبراهيم بن الحارث وحسان بن عطية وعبدة بنت خالد ابنته وجماعة. قال النَّسَائِيّ وابن خراش ومحمد بن سعد: ثقة. روى إسماعيل بن عياش حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان وأم الضحاك بنت راشد أن خالد بن معدان قال: أدركت سبعين رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن حجر: ثقة عابد، يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة ثلاث ومائة، روى له الجماعة، (التهذيب ۳/ ۱۱۸، التقريب ۱/ ۲۱۸، السير ٤/ ٥۳٦). • الحكم على الأثر: فيه عبدة بنت خالد لم أقف لها على جرح ولا تعديل وبقية رجاله ثقات وقد تقدم معناه في أحاديث صحيحة أرقام ۲۳۰، ۲۳۱، ۲۳۲. • التعليق: الدجال هو الذي يظهر آخر الزمان يدعي الألوهية، ودجال على وزن فعال من أبنية المبالغة أي يكثر منه الكذب والتلبيس. قال القاضي عياض: هذه الأحاديث التي ذكرها الإمام مسلم وغيره في قصة الدجال، حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده، وأنَّه شخص بعينه ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى - من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته وناره ونهريه واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى - رضي الله عنه -، ويثبت الله الذين آمنوا، هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار، خلافًا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة في أنه صحيح الوجود، ولكن الذي يدعي مخاوف وخيالات لا حقائق لها وزعموا أنه لو كان حقًا لم يوثق بمعجزات الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - وهذا غلط من جميعهم؛ لأنَّه لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له، وإنما يدعي الإلهية. وهو في نفس دعواه مكذب لها، بصورة حاله، ووجود دلائل الحدوث فيه وعجزه عن إزالة العور الذي في عينيه وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه. ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به إلا رعاع من الناس لسد الحاجة والفاقة، أو تقية وخوفًا من أذاه؛ لأن فتنته عظيمة جدًّا تدهش العقول وتحير الألباب مع سرعة مروره في الأرض، فلا يمكث بحيث يتأمل الضعفاء حاله، ودلائل الحدوث فيه، فيصدقه من صدقه من هذه الحالة؛ ولهذا حذرت الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - من فتنته ونبهوا على نقصه، ودلائل إبطاله، وأما أهل التوفيق فلا يغترون به ولا يخدعون لما معه؛ لما ذكرنا من الدلائل المكذبة له مع ما سبق لهم من العلم بحاله. وقد أرشدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أسباب العصمة والنجاة من فتنته وذلك بقراءة سورة الكهف وخاصة فواتحها وخواتمها. فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"حديث صحيح أخرجه مسلم وتقدم تخريجه بالتفصيل رقم ۲۲۹. وفي رواية أخرى "من آخر الكهف". وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال"حديث صحيح أخرجه النَّسَائِيّ وغيره وتقدم تخريجه رقم ۲۳۲.. قال النووي: قيل: سبب ذلك: ما في أولها من عجائب وآيات فمن تدبرها لم يفتن بالدجال، وكذا في آخرها قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ .. }(الكهف ۱۰۲). وقال السيوطي في مرقاة الصعود: قال القرطبي: اختلف المتأولون في سبب ذلك فقيل: في قصة أصحاب الكهف من العجائب والآيات، فمن وقف عليها لم يستغرب أمر الدجال، ولم يهله ذلك فلم يفتن به. وقيل: لقوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ}(الكهف ۲) تمسكًا بتخصيص البأس بالشدة واللدنية، وهو مناسب لما يكون من الدجال من دعوى الإلهية واستيلائه وعظيم فتنته. وقيل: ذلك من خصائص السورة كلها فقد روي: من حفظ سورة الكهف ثم أدركه الدجال لم يسلط عليه، وعلى هذا يجتمع رواية من روى أول سورة الكهف، مع من روى آخرها، ويكون ذكر العشر على جهة الاستدراج في حفظها كلها شرح النووي لصحيح الإمام مسلم ٦/ ۹۳، ۱۸/ ٥۸، ٥۹، وتحفة الأحوذي وشرح جامع الترمذي ۸/ ۱۹۳. والنهاية في غريب الحديث والأثر مادة: دجل ۲/ ٤۰۲ والنهاية في الفتن والملاحم للحافظ ابن كثير ۱/ ۱۲۰ - ۱۲۸، والفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل ۱۸/ ۲۰۰.. اللّهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدى ورحمة.
فضل قراءتها يوم الجمعة: [۲٤۱] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. • أخرجه الحاكم في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الكهف ۲/ ۳٦۸ فقال: حدثنا أبو بكر محمد بن المزمل، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا نعيم بن حماد ثنا هشيم، أنبأ أبو هاشم، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري فذكره وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: نعيم ذو مناكير. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الجمعة، باب: ما يؤمر به في ليلة الجمعة ويومها من كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقراءة سورة الكهف وغيرها ۳/ ۲٤۹ فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل به. وذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح في كتاب فضائل القرآن ۱/ ٦٦۷ رقم ۲۱۷٥ وقال الألباني: حديث حسن. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/ ۲۳۰ وقال: أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي في السنن، وذكره أيضًا في الجامع الصغير ورمز له بالصحة. فيض القدير ٦/ ۱۹۸.
• الحكم على الحديث: إسناده حسن حيث إن نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، أبو عبد الله المروزي مختلف فيه فقد وثقه أحمد بن حنبل، والعجلي، ويحيى بن معين في قول. وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ ووهم وقال النَّسَائِيّ: ضعيف، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، فقيه، عارف بالفرائض، روى له البخاري مقرونًا بغيره، ومسلم في المقدمة، وأبو داود والترمذي، وابن ماجه، من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال: باقي حديثه مستقيم، وقال ابن عدي أيضًا: نعيم بن حماد أثنى عليه قوم وضعفه قوم، وكان ممن يتصلب في السنة ومات في محنة القرآن في الحبس، وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا. قلت: قد تتبعت الأحاديث التي ذكرها ابن عدي فلم أجد هذا الحديث مما أخطأ فيه نعيم، فهو حديث مستقيم إن شاء الله، ثم إن نعيم بن حماد ذكره الحاكم في كتاب الفتن والملاحم ٤/ ٥۱۱ في إسناد حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه، أو لم يكن له عليه سبيل، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي، الكاشف للإمام الذهبي ۳/ ۲۰۷، التقريب ۲/ ۳۰٥، التهذيب ۱۰/ ٤٥۸، الكامل في الضعفاء ۷/ ۱٦ - ۱۹، والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع ۳/ ۳٤۰ رقم ٦۳٤٥ وقال: حديث صحيح وقال المناوي في فيض القدير ٦/ ۱۹۸: قال ابن حجر في تخريج أحاديث الأذكار: حديث حسن.
[۲٤۲] عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. • ذكره الحافظ ابن كثير في أول تفسير سورة الكهف ۳/ ۷۰ فقال: روى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد له غريب عن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر فذكره وقال: وهذا الحديث في رفعه نظر وأحسن أحواله الوقف. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۱ وعزاه لابن مردويه. • رجال الإسناد: هذا الحديث لم أقف على إسناده كاملًا والمذكورون في السند هم: خالد بن سعيد بن أبي مريم، المدني، التيمي، روى عن نعيم المجمر وجماعة، وعنه ابنه عبد الله، ومحمد بن معنى الغفاري، قال الذهبي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول من الرابعة، روى له أبو داود وابن ماجه (الكاشف ۱/ ۲٦۹، التقريب ۱/ ۲۱٤، التهذيب ۳/ ۹٥). ونافع هو أبو عبد الله المدني مولى عبد الله بن عمر، ثقة حجة من الثالثة، روى له الجماعة تقدم في رقم ۱۱۰. عبد الله بن عمر صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: قال عنه الحافظ ابن كثير في تفسيره ۳/ ۷۰ روى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد له غريب، فقوله: غريب يرجح عدم وجود راو مطعون فيه بين رواته؛ لأن الغريب هو ما تفرد به راو واحد، وقد يكون ثقة، وقد يكون ضعيفًا ولكل حكمه اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير مع شرحه الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر، ص ۱٤۱.. وقول الحافظ ابن كثير بعد ذكر الحديث: في رفعه نظر وأحسن أحواله الوقف يرجح أيضًا عدم وجود راو مطعون فيه وكونه موقوفًا: فإنه يأخذ حكم المرفوع؛ لأنَّه يمكن أن يقال بالرأي أو الاجتهاد.
وفي هذا المعنى من الموقوفات في حكم المرفوع: [۲٤۳] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضائل سورة هود، وبني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه ص ۱۳۱ فقال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري فذكره. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب في فضل سورة الكهف ۲/ ٥٤٦ رقم ۳٤۰۷ فقال: حدثنا أبو النعمان، ثنا هشيم به إلا أنه قال: من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة الكهف، ص ۹۹ رقم ۲۱۱ فقال: أخبرنا أحمد بن خلف البغدادي، ثنا هشيم به. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن، باب تخصيص سورة الكهف بالذكر ۱/ ۲۷۳ رقم ۹۸۳ فقال: وروينا عن أبي سعيد الخدري موقوفًا ومرفوعًا: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. وأخرجه أيضًا في السنن الكبرى ۳/ ۲٤۹ من طريق هشيم به. وأخرجه البيهقي أيضًا في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات في ذكر سورة الكهف جـ ۲/ ٤۷٤ رقم ۲٤٤٤ من طريق سعيد بن منصور عن هشيم به، وقال: هذا هو المحفوظ موقوف ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه. • رجال الإسناد: هشيم هو ابن بشير بن القاسم ثقة سبق في الحديث رقم ٤۸. أبو هاشم هو يحيى بن دينار الرماني ثقة سبق في رقم ۲۳۷. أبو مجلز هو لاحق بن حميد البصري ثقة سبق في رقم ۲۳۷. وقيس بن عباد البصري ثقة سبق في رقم ۲۳۷. أبو سعيد الخدري صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: صحيح وقد تقدم معناه مرفوعًا بإسناد صحيح رقم ۲٥۷ وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع ٥/ ۳٤۰ رقم ٦۳٤۷ وقال: صحيح. [۲٤٤] عن أبي المهلب قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كان له كفارة إلى الجمعة الأخرى. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن: باب في فضل سورة الكهف ص ۹۸ رقم ۲۰۸ فقال: أخبرنا محمد بن مقاتل المروزي، قال: أنبأ خالد - يعني الواسطي - عن الجريري عن أبي المهلب فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۱ وعزاه لابن الضريس. • رجال الإسناد: محمد بن مقاتل المروزي أبو الحسن الكسائي، سكن بغداد ثم مكة، روى عن ابن المبارك ووكيع وخالد بن عبد الله الواسطي وغيرهم، وعنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس وغيرهم قال الخطيب: كان ثقة، وقال الخليلي: ثقة متفق عليه مشهور بالأمانة والعلم وقال البخاري: مات سنة ست وعشرين ومائتين، وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة الكاشف ۳/ ۹۹، التهذيب ۹/ ٤٦۸، التقريب ۲/ ۲۰۹. خالد الواسطي: هو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الواسطي، روى عن إسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وابن عون وغيرهم، وعنه زيد بن الحباب وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وغيرهم، قال أحمد: كان ثقة، صالحًا في دينه، وقال النَّسَائِيّ: ثقة وقال أبو حاتم: ثقة صحيح الحديث. وقال ابن حجر: ثقة ثبت من الثامنة، مات سنة اثنتين ومائة روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ۸/ ۲۷۷، التهذيب ۳/ ۱۰۰، التقريب ۱/ ۲۱٥). الجريري بضم الجيم هو سعيد بن إياس أبو مسعود البصري، روى عن أبي الطفيل وأبي عثمان النهدي، وعبد الله بن بريدة وغيرهم، وعنه إسماعيل بن علية والحمادان وخالد والسيوطي وشعبة والثوري وغيرهم، قال النَّسَائِيّ: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، وخالد الواسطي سمع منه قبل الاختلاط واحتج بروايته عنه الشيخان وقد روى له الجماعة، مات سنة أربع وأربعين ومائة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۱٥۳، التهذيب ٦/ ٥، التقريب ۱/ ۲۹۱، الكواكب النيرات، ص ۱۸٤، نهاية الاغتباط، ص ۱۲۷). أبو المهلب الجرمي البصري، عم أبي قلابة، اسمه عمرو بن معاوية وقيل: عبد الرحمن بن معاوية، روى عن عمر وعثمان وأبي بن كعب وأبي مسعود الأنصاري وغيرهم، وعنه محمد بن سيرين وسعيد الجريري وعوف الأعرابي وغيرهم، قال العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: ثقة من الثانية روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة. (التهذيب ۱۲/ ۲٥۰، التقريب ۲/ ٤۷۸). • الحكم على الأثر: إسناده صحيح رواته ثقات وقد تقدم معناه في حديث مرفوع رقم ۲٤۱، ۲٤۲. [۲٤٥] عن خالد بن معدان قال: من قرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة، وبلغ نورها البيت العتيق. • ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۱ وعزاه لسعيد بن منصور. قلت: لم أقف على تخريجه في سنن الإمام سعيد بن منصور فلعله في الجزء المفقود وخالد بن معدان تابعي ثقة تقدم في رقم ۲٤۰، وقد تقدم له شواهد صحيحة مرفوعة وموقوفة في أرقام ۲٤۱، ۲٤۲، ۲٤۳، ۲٤٤، دون تقييد لقراءتها قبل خروج الإمام، والراجح أن هذا الثواب لقراءتها في أي وقت من يوم الجمعة والله أعلم.
كان الحسن بن علي - رضي الله عنهما - يقرأها كل ليلة: [۲٤٦] عن أم موسى قالت: كان الحسن أو الحسين بن علي - رضي الله عنهم - يقرأ سورة الكهف كل ليلة، وكانت مكتوبة في لوح يدار بلوحه حيثما دار من نسائه في كل ليلة. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب: فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ومريم وطه، ص ۱۳۲ فقال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن أم موسى قالت: فذكره. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، في ذكر سورة الكهف ۲/ ٤۷٥ من طريق عبد الحميد عن المغيرة به. وذكره ابن نصر في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۳ فقال: وكان الحسن بن علي يقرأ. وذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة الكهف ٤/ ۲۳۱، وعزاه لأبي عبيد والبيهقي. • رجال الإسناد: هشيم هو ابن بشير الواسطي ثقة يدلس تقدم في رقم ٤۸. المغيرة هو ابن مقسم الضبي، مولاهم، الكوفي، الفقيه، الضرير، أبو هاشم، روى عن: أبيه، وعامر الشعبي، ومجاهد، وأم موسى سرية علي وغيرهم. وروى عنه: شعبة، والثوري، وهشيم وآخرون. قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة متقن، من السادسة، مات سنة ست وثلاثين ومائة، روى له الجماعة، (التهذيب ۱۰/ ۲٦۹، التقريب ۲/ ۲۷۰، الكاشف ۳/ ۱٦۹). أم موسى سرية علي بن أبي طالب، قيل: اسمها فاختة، وقيل: حبيبة، روت عن علي بن أبي طالب وعن أم سلمة، روى عنها مغيرة بن مقسم الضبي. قال الدارقطني: حديثها مستقيم، يخرج حديثها اعتبارًا وقال ابن حجر: قال العجلي: كوفية تابعية ثقة روى لها البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۱۲/ ٤۸۱، الكاشف ۳/ ٤۹۲). الحسن أو الحسين بن علي بن أبي طالب صحابيان جليلان سيدا شباب أهل الجنة، - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: إسناده صحيح ولا يضر تدليس هشيم فقد صرح بالتحديث.