الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورتي البقرة وآل عمران هما الزهراوان وتحاجان عن صاحبهما يوم القيامة [۱٦۱] عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين، البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. • حديث أبي إمامة الباهلي حديث صحيح وقد سبق تخريجه في باب شفاعة القرآن رقم ٦۲. • التعليق: يحثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على قراءة القرآن وتعلمه مبينًا آثار ذلك، حيث إن القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة والله تعالى يقبل شفاعته، وبعد ما رغبنا في قراءة القرآن عمومًا فإنه خص بالذكر سورتي البقرة وآل عمران؛ لما فيهما من خصائص لا توجد في غيرهما. فهما الزهراوان أي المضيئان إضاءة شديدة، وسميتا بذلك لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية فيهما. وأنهما تأتيان يوم القيامة كالسحابتين العظيمتين تظلان صاحبهما من حر الموقف، أو تأتيان كأنهما جماعتان من طير باسطات أجنحتها في الهواء لتقي صاحبها من الحر، وأنهما تدافعان الجحيم والزبانية عن صاحبهما وهذا كناية عن المبالغة في الشفاعة، وخص سورة البقرة بمزية أخرى وهي: أنها لا يستطيعها البطلة أي السحرة سموا بذلك؛ لأن أفعالهم باطلة. أي لا يستطيعون النفوذ في قارئها. أو أنهم لا يستطيعون حفظها بلوغ الأماني في أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ٦۹.. اللّهم اجعلنا من أهل القرآن وارزقنا شفاعته يوم الزحام. [۱٦۲] عن النواس بن سمعان الكلابي - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعدُ قال: "كأنهما غمامتان، أو ظلتان سودوان بينهما شرق ظلتان سوداوان: أي سحابتان عظيمتان (بينهما شرق) بفتح الشين وإسكان الراء أي نور وضياء. شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ۹۱ والنهاية في غريب الحديث مادة ظلل ۳/ ۱٦۱.، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما". • أخرجه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ۱/ ٥٥٤ رقم ۸۰٥. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة آل عمران ٥/ ۱٤۷ رقم ۲۸۸۳ إلا أنه زاد كلمة "الذين يعملون به في الدنيا". وأخرجه الإمام أحمد في المسند، ج ٤/ ۱۸۳ وهو في الفتح الرباني في كتاب فضائل القرآن باب. ما جاء في فضل سورتي البقرة وآل عمران ۱۸/ ٦۹ وعزاه لمسلم والترمذي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات في ذكر سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٤۳۱ رقم ۲۳۷۳. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ثواب القراءة بالليل، ص ۷۱. • التعليق: القرآن الكريم ينفع أصحابه الذين يقرأونه ويعملون به قال الإمام الترمذي: ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنه يجيء ثواب قراءة القرآن، وفي حديث النواس بن سمعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على ما فسروا به إذ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأهله الذين يعملون به في الدنيا" ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل (سنن الترمذي ۲/ ٤٤۸). [۱٦۳] عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول: "تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة"، ثم سكت ساعة ثم قال: "تعلموا سورة البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان، وإنهما تُظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض ونحوهما (النهاية في غريب الحديث ۲/ ٤٤۸). فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة؛ فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والديه حلتان لا يقوم لهما الدنيا. فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلًا". • أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥/ ۳٤۸ فقال: ثنا أبو نعيم، ثنا بشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة: عن أبيه فذكره، وأخرجه أيضًا في ٥/ ۳٥۲. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٥٤۳ رقم ۳۳۹۱ فقال: حدثنا أبو نعيم به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضل سورة البقرة ۱/ ۳٦۰ من طريق يحيى عن بشير بن المهاجر به، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ٤/ ٤٥۳ رقم ۱۱۹۰ من طريق حميد بن زنجويه عن أبي نعيم به وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في إدمان تلاوته ۲/ ۳٤٤ رقم ۱۹۸۹ من طريق خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي عن بشير بن مهاجر به. وأخرجه البزار انظر كشف الأستار في كتاب التفسير باب فضائل القرآن ۳/ ۷٦ رقم ۲۳۰۲ من طريق أبي أحمد عن بشير بن المهاجر به. • الحكم على الحديث: إسناده حسن. الحديث ذكره الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة ۳/ ۱۸۷ رقم ۱۳۲۱ وقال: هذا إسناد رجاله ثقات وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وحسنه البغوي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في باب فضل القرآن ومن قرأه ۷/ ۱٥۹ وقال: روى ابن ماجه منه طرفًا، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن كثير في التفسير في ذكر ما ورد في فضل البقرة وآل عمران ۱/ ۳۳ وقال: هذا إسناد حسن على شرط مسلم فإن بشيرًا هذا خرج له مسلم ووثقه ابن معين وقال النَّسَائِيّ: ما به بأس؛ إلا أن الإمام أحمد قال فيه: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، قال الحافظ ابن كثير: ولكن لبعضه شواهد فمن ذلك: حديث أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، وحديث النواس بن سمعان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به ... " الحديث. [۱٦٤] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأوا الزهراوين، اقرأوا البقرة وآل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف". • أخرجه البزار (انظر كشف الأستار في كتاب التفسير، باب فضائل القرآن ۳/ ۸۷ رقم ۲۳۰۳) فقال: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح، أنبا الليث عن سعيد، عن أبي هريرة فذكره. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ٥۱ رقم ٥۷٦٤ من طريق عبد الله بن عيسى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يطيقها البطلة. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة الضحاك بن نبراس ٤/ ۹۷ من طريق الضحاك بن نبراس عن يحيى بن أبي كثير به بمثل لفظ الطبراني. • رجال الإسناد: أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي، أبو بكر، روى عن أبي النضر هاشم بن القاسم وأبي داود الطيالسي وعبد الرزاق وعبد اللّه بن صالح كاتب الليث وغيرهم، وروى عنه ابن ماجه وابن أبي حاتم وأبو عوانة وغيرهم، قال أبو حاتم والدارقطني: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة خمس وستين ومائتين وله ثلاث وثمانون سنة (الكاشف ۱/ ۷۱، التهذيب ۱/ ۸۳، التقريب ۱/ ۲٦، سير أعلام النبلاء ۱۲/ ۳۸۹). عبد الله بن صالح، أبو صالح، كاتب الليث حديثه حسن سبق في رقم ۱۱٦. الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ثقة ثبت سبق في رقم ۱۱٦. سعيد هو ابن أبي سعيد، كيسان المقبري، أبو سعد المدني، روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة وغيرهم، وعنه مالك وابن إسحاق والليث بن سعد وغيرهم، قال ابن المديني وابن سعد والعجلي وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال ابن خراش: ثقة جليل، أثبت الناس فيه الليث بن سعد، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة مات في حدود العشرين ومائة، روى له الجماعة (التهذيب ٤/ ۳۸، التقريب ۱/ ۲۹۷، سير أعلام النبلاء ٥/ ۲۱٦). أبو هريرة صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: إسناده حسن، فيه عبد الله بن صالح حديثه حسن، وبقية رجاله ثقات. [۱٦٥] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعلموا الزهراوين - البقرة وآل عمران - فإنهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما. تعلموا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". • أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ۳۱۳ رقم ۱۱۸٤٤ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا عمر بن مخلد الليثي، قال: ثنا عاصم بن هلال البارقي البارقي: بكسر الراء وبقاف نسبة إلى بارق بن عوف بن عدي. المغني ص ٤٤.، ثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. وأخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل، ص ٥۲۹ رقم ٦۷۸ فقال: حدثنا أبي ثنا عمرو بن مخلد به. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء، في ترجمة عاصم بن هلال البارقي ٥/ ۲۳۳ عن محمد بن محمد بن سليمان عن عمرو بن مخلد الليثي به. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة البقرة ۱/ ٤۸ وقال: أخرج الطبراني وأبو ذر الهروي بسند ضعيف عن ابن عباس فذكره. • الحكم على الحديث: ضعيف. الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ۳۱۳ وقال: رواه الطبراني وفيه عاصم بن هلال البارقي وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وعبد الرحمن بن خلاد وعمرو بن مخلد الليثي لم أعرفهما، وقال أبو حاتم: عاصم بن هلال البارقي: صالح شيخ محله الصدق، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال النَّسَائِيّ: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات، وقال ابن حجر: فيه لين، الكامل في الضعفاء ٥/ ۲۳۲، التقريب ۱/ ۳۸٦، التهذيب ٥/ ٥۸ والحديث سبق له شواهد صحيحه أرقام ۱٦۱، ۱٦۲، ۱٦۳.
• التعليق: يحثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على قراءة القرآن وتعلمه مبينًا آثار ذلك؛ حيث إن القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة، والله تعالى يقبل شفاعته وقد خص بالذكر سورتي البقرة وآل عمران لما فيهما من خصائص لا توجد في غيرهما فهما الزهراوان أي المضيئتان إضاءة شديدة، وسميتا بذلك لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية فيهما. وأنهما تأتيان يوم القيامة كالسحابتين العظيمتين، تظلان صاحبهما من حر الموقف أو تأتيان كأنهما جماعتان من طير باسطات أجنحتها في الهواء؛ لتقي صاحبهما من الحر وأنهما تدافعان الجحيم والزبانية عن صاحبهما وهذا كناية عن المبالغة في الشفاعة. وخص سورة البقرة بمزية أخرى وهي أنها لا تستطيعها البطلة أي السحرة؛ سموا بذلك؛ لأن أفعالهم باطلة أي لا يستطيعون النفوذ في قارئها أو أنهم لا يستطيعون حفظها بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ۱۸/ ٦۹.. قال الإمام البقاعي بعد أن ذكر هذا الحديث: وذلك أن تالي هاتين السورتين حق تلاوتهما لما كان في الدنيا حاملًا لثقلهما، وحرارة أمرهما ونهيهما، ناسب في يوم الجزاء أن ترفعا عليه وتظلاه دفعًا للحر والنصب عنه. ثم قال: ولعل خصوصية سورة البقرة في منعها من السحرة، من أجل ما فيها من قصة سليمان عليه السلام من توهية السحر، وإبطال ضرره، وتوهية كيد أهل الكتاب الذين هم أعظم إكبابًا على السحر مع إتيان أنبيائهم عليهم السلام بإبطاله وطرح أمره وإهماله مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور ۲/ ۱۷.. اللّهم اجعلنا من أهل القرآن وارزقنا شفاعته يوم الزحام.
مكثتا تؤنس قاتل نفس في قبره جمعتين [۱٦٦] عن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء تقول: إن رجلًا ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله، وأنَّه أقيد منه فقتل؛ فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة، ثم إن آل عمران انسلت منه، وأقامت البقرة جمعة فقيل لهما: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}سورة ق آية رقم ۲۹. قال: فخرجت كأنها السحابة العظيمة. قال أبو عبيد: أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره يدفعان عنه ويؤنسانه، فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲٦ فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عمران فذكره. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره في ذكر ما ورد في فضل البقرة وآل عمران ۱/ ۳٤ ونسبه لأبي عبيد القاسم بن سلام. • رجال الإسناد: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث بن سعد، حسن الحديث سبق في رقم ۱۱٦. معاوية بن صالح بن سعيد الحمصي: أحد الأعلام وقاضي الأندلس، روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ويحيى بن سعيد الأنصاري ومكحول الشامي وغيرهم، وعنه الثوري والليث بن سعد وأبو صالح كاتب الليث وغيرهم، وثقه: أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وأبو زرعة وغيرهم. وقال ابن عدي: له حديث صالح وهو عندي صدوق روى له البخاري في جزء القراءة خلف الإمام، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة (التهذيب ۱۰/ ۲۰۹، الكامل في الضعفاء ٦/ ٤۰٤، التقريب ۲/ ۲٥۹). أبو عمران الأنصاري الشامي، مولى أم الدرداء، قيل: اسمه سليمان وقيل: سليم بن عبد الله، روى عن مولاته أم الدرداء وأبي الدرداء وجابر وغيرهم، وروى عنه ثعلبة بن مسلم وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعاوية بن صالح وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق من الرابعة (التهذيب ۱۲/ ۱۸٤، التقريب ۲/ ٤٥٥). أم الدرداء - رضي الله عنها - ثقة من الثالثة سبقت في رقم ۳٦. • الحكم على الأثر: حسن وهو من قبيل المرفوع؛ لأنَّه لا يمكن أن يقال بالرأي. • التعليق: في هذا الأثر فضل لسورتي البقرة وآل عمران، حيث مكثتا تؤنسان صاحبهما في القبر وتدافعان عنه أكثر من غيرهما من سور القرآن وإن سورة البقرة أعظم منزلة في الدفاع عن صاحبها؛ فقد بقيت فترة أطول وهكذا فإن القرآن ينفع أهله في الدنيا والآخرة. اللّهم ارزقنا شفاعة القرآن يوم لا ينفع مال ولا بنون.
من قرأهما عُدَّ عظيمًا [۱٦۷] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلًا كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا - يعني: عظم - فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت. ويملي عليه عليمًا حكيمًا. فيقول: اكتب سمعيًا بصيرًا. فيقول: اكتب كيف شئت فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد؛ إن كنت لأكتب ما شئت. فمات ذلك الرجل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرض لم تقبله" وقال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجدوه منبوذًا. فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض. • أخرجه الإمام أحمد في المسند ۳/ ۱۲۰ فقال: ثنا يزيد بن هارون، أنا حميد عن أنس فذكره، وأخرجه أيضًا ص ۱۲۱ من طريق عبد اللّه بن بكر السهمي عن حميد به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان في كتاب الرقاق باب قراءة القرآن) ۳/ ۱۹ رقم ۷٤٤. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل القرآن على سبعة أحرف ۱/ ۲۸٥ رقم ۱۰۲۸ من طريق يزيد بن هارون به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار: باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في الذي كان يكتب له فكان يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليما حكيمًا ٤/ ۲٤۰ من طريق عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب الفضائل باب علامات النبوة، ج ۱۳/ ۳۰٥ رقم ۳۷۲٥ من طريق يزيد بن هارون به وقال: هذا حديث متفق على صحته. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء في ترجمة يحيى بن حميد الطويل ۷/ ۲۲٤ من طريق يحيى بن حميد عن أبيه عن أنس، والحديث أخرجه البخاري ومسلم بدون ذكر الشاهد. فأخرجه البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام ٦/ ٦۲٤ رقم ۳٦۱۷ ولفظه: عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رجل نصرانيًّا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له. وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. وأخرجه الإمام مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ٤/ ۲۱٤٥ رقم ۲۷۸۱. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٤۹ ط دار الفكر ونسبه لأحمد ومسلم وأبي نعيم في الدلائل، وذكره الشيخ إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء ۲/ ۳٥٤ وقال: ذكره الجوهري في صحاحه بلفظ: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا. • الحكم على الحديث: صحيح: فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، وأصله في الصحيحين ورجال إسناده ثقات، فيزيد بن هارون ثقة سبقت ترجمته في رقم ۹۷ وحميد هو ابن أبي حميد الطويل، ثقة، روى عن أنس بن مالك وثابت البناني والحسن البصري وغيرهم، وروى عنه السفيانان وشعبة ومالك ويزيد بن هارون وغيرهم التهذيب ۳/ ۳۸، التقريب ۱/ ۲۰۲ وأنس بن مالك صحابي جليل - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين -. • التعليق: في هذا الحديث الشريف يبين الصحابي الجليل سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن من قرأ سورتي البقرة وآل عمران كان له شأن عظيم بين الصحابة - رضوان اللّه عليهم - لما فيهما من علم كثير وأحكام عظيمة، ولما لهما من مكانة عظيمة عند اللّه تعالى، وهذا الرجل لما ارتد عن الإسلام وكانت له هذه المنزلة العظيمة فإن الله - تعالى - عاقبه عقابًا شديدًا، فأهلكه وقصم عنقه، وأمر الأرض فنبذته على ظهرها ليكون عبرة لغيره، وهذا من علامات النبوة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر أن الأرض لن تقبله - اللّهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين واحشرنا في زمرة الصالحين - وقال الإمام البيهقي: ويحتمل أنه إنما أجاز قراءة بعضها بدل بعض لأن كل ذلك منزل، فإذا بدل بعضها ببعض فكأنه قرأ من ها هنا ومن ها هنا، وكلٌّ قرآن وأطلق للكاتب كتابة ما شاء من ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، فكان الاعتبار بما كان عند إكمال الدين وتناهي الفرائض فكان لا يبالي بما يكتب قبل العرض من اسم من أسماء الله مكان اسم، فلما استقرت القراءة على ما أجمع عليه الصحابة وأثبتوه في المصاحف على اللغات التي قرأوه عليها صار ذلك إمامًا يقتدى به لا يجوز مفارقته بالقصد إلا أن يزولَ الحفظ فيبدل اسمًا باسم من غير قصد فلا حرج في ذلك إن شاء الله شرح النووي على صحيح الإمام مسلم ۱۷/ ۱۲۷، وفتح الباري شرح صحيح البخاري ٦/ ٦۲٥، والسنن الصغير للإمام البيهقي ۱/ ۲۸٥، ۲۸٦.. وصلى اللهم على معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه وسلم.
فيهما اسم الله الأعظم [۱٦۸] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه، يعني: الحي القيوم". • أخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن، في البيت وفضل البقرة وآل عمران ص ۱٥۷ رقم ٤۷ فقال: حدثنا هشام بن عمار، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر أنه سمع القاسم - أبا عبد الرحمن - يحدث عن أبي أمامة فذكر الحديث. وأخرجه أيضًا ص ۱٥۹ رقم ٤۹ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم نا أبو حفص - عمرو بن أبي سلمة - عن ابن العلاء عن القاسم مثله. قال أبو حفص: فذكرت ذلك لأبي محمد - عيسى بن موسى - فحدثني أنه سمع غيلان بن أنس يحدث عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. وأخرجه ابن ماجه فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي به. وأخرجه الحاكم في كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم الحي القيوم ۱/ ٥۰٥، ٥۰٦ من طريق هشام بن عمار به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. - وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في اسم الله الأعظم ۱/ ٦۳ من طريق الوليد بن مسلم به. - وأخرجه أبو يعلى في مسنده من طريق الوليد بن مسلم. كذا قال البوصيري في مصباح الزجاجة ۳/ ۲۰٤. - وأخرجه ابن مردويه من طريق الوليد بن مسلم به (كذا قال ابن كثير في التفسير ۱/ ۳۰۷). • رجال الإسناد: هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة، أبو الوليد السلمي، عالم أهل الشام، سمع من مالك، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة وغيرهم. وحدث عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وجعفر الفريابي وغيرهم. وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والدارقطني: صدوق، وقال ابن حجر: صدوق، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وله اثنتان وتسعون سنة (تذكرة الحفاظ ۲/ ٤٥۱، سير أعلام النبلاء ۱۱/ ٤۲۰، التهذيب ۱۱/ ٥۱، التقريب ۲/ ۳۲۰). الوليد بن مسلم القرشي، الدمشقي، عالم الشام، روى عن عبد الله بن العلاء والأوزاعي وابن جريج وغيرهم، وروى عنه: الليث بن سعد، وبقية بن الوليد، وهشام بن عمار وغيرهم وثقه ابن سعد والعجلي. وقال ابن حجر: ثقة لكنه كثير التدليس من الثامنة مات سنة خمس وتسعين ومائة. روى له الجماعة (تذكرة الحفاظ ۱/ ۳۰۲، التهذيب ۱۱/ ۱٥۱، التقريب ۲/ ۳۳٦). عبد الله بن العلاء بن زبر - بفتح الزاي وسكون الموحدة - الدمشقي، ثقة من السابعة، مات سنة أربع وستين ومائة وله تسع وثمانون سنة. وقال الذهبي: روى عن أبي سلام ومكحول، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، وروى عنه ابنه إبراهيم مروان بن محمد، والوليد بن مسلم وغيرهم. وثقه ابن معين وأبو داود. روى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة (سير أعلام النبلاء ۷/ ۳٥۰، الكاشف ۲/ ۱۱٦، التهذيب ٥/ ۳٥۰، التقريب ۱/ ٤۳۹). القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي. صدوق تقدم في رقم ۹۷. أبو أمامة صحابي جليل - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين -. • الحكم على الحديث: إسناده حسن. وللحديث شاهد عن القاسم - أبي عبد الرحمن - قال "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: البقرة، وآل عمران، وطه" أخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب اسم اللّه الأعظم ۲/ ۱۲٦۷ رقم ۳۸٥٦ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم فذكره. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن باب القرآن في البيت، وفضل البقرة وآل عمران ص ۱٥۸ رقم ٤۸. من طريق الوليد بن مسلم نا عبد الله بن العلاء به. • الحكم على الأثر: إسناده صحيح رجاله ثقات. فقد ذكره الإمام البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ۳/ ۲۰٤ رقم ۱۳٥۱ وقال: رجاله ثقات وهو موقوف. قلت: رجاله ثقات فعلًا. فعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، لقبه: دحيم - بمهملتين مصغرًا - ثقة حافظ متقن من العاشرة. مات سنة خمس وأربعين ومائتين، روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التقريب ۱/ ٤۷۱). عمرو بن أبي سلمة هو التنيسي - بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة، أبو حفص الدمشقي. صدوق له أوهام، روى له الجماعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (سير أعلام النبلاء ۱۰/ ۲۱۳، التهذيب ۸/ ٤۳، التقريب ۲/ ۷۱، الكاشف ۲/ ۲۳۰). عبد الله بن العلاء: ثقة، تقدم في رقم ۱٦۸. القاسم أبو عبد الرحمن: صدوق من التابعين، تقدم في رقم ۹۷. ويشهد لهذا الحديث: [۱٦۹] حديث أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}سورة البقرة آية رقم ۱٦۳. وفاتحة آل عمران: {الم (۱) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. • أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء ۲/ ۸۱ رقم ۱٤۹٦ فقال: حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها -. وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - باب منه ٥/ ٤۸۳ رقم ۳٤۷۸ فقال: حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسى بن يونس به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم ۲/ ۱۲٦۷ رقم ۳۸٥٥ فقال: حدثنا أبو بكر ثنا عيسى بن يونس به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۲ عن مسدد به. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٥ رقم ٤٦ فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عيسى بن يونس به. وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٤٦۱، فقال حدثنا محمد بن بكر، أنا عبيد الله بن أبي زياد به بلفظ: في هاتين الآيتين {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} و {الم (۱) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إن فيها اسم الله الأعظم. وأخرجه بهذا اللفظ الدارمي، في كتاب فضائل القرآن باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي ۲/ ٥٤۲ رقم ۳۳۸۹. وأخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الدعاء، باب في اسم الله الأعظم ۱۰/ ۲۷۲ رقم ۹٤۱۲ فقال: حدثنا عيسى بن يونس به. • الحكم على الحديث: قال عنه الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي هذا المعنى من الموقوفات: [۱۷۰] عن عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأ رجل عنده سورة البقرة وآل عمران فقال: قرأت سورتين فيهما اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. • أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران ۲/ ٥٤۳ رقم ۳۳۹۳ فقال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد عن جابر، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد اللّه قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران، فقال: قرأت سورتين فيهما اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٤ رقم ٤٤ فقال: حدثني حكيم بن سيف الرقي، نا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص: أن رجلًا قرأ عند ابن مسعود البقرة وآل عمران فقال: لقد قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. • رجال الإسناد: إسناد الإمام الدارمي فيه: جابر بن يزيد بن الحارث الجُعفي - أبو عبد اللّه الكوفي - روى عن أبي الطفيل وأبي الضحى وعكرمة وغيرهم وعنه شعبة والثوري وأبي عوانة وغيرهم، قال ابن حجر: ضعيف، رافضي من الخامسة، مات سنة سبع وعشرين ومائة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (التهذيب ۲/ ٤٦، التقريب ۱/ ۱۲۳). أما إسناد الإمام الفريابي فهو على النحو التالي: حكيم بن سيف الرقي، روى عن عبيد اللّه بن عمرو وعيسى بن يونس وأبي المليح وغيرهم، وعنه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة، وأبو زرعة وغيرهم، قال أبو حاتم: شيخ صدوق لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين (التهذيب ۲/ ٤٤۹، التقريب ۱/ ۱۹٤). عبيد اللّه بن عمرو هو الرقي ثقة، فقيه من الثامنة، سبق في رقم ۱۰۷. زيد بن أبي أنيسة - بالتصغير -: الجزري أبو أسامة، روى عن أبي إسحاق السبيعي، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن السائب، وغيرهم، روى عنه مالك ومسعر وعبيد الله بن عمرو الرقي وغيرهم. قال ابن معين: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة، من السادسة، مات سنة أربع وعشرين ومائة، وله ست وثلاثون سنة، روى له الجماعة (التهذيب ۳/ ۳۹۷، التقريب ۱/ ۲۷۲). أبو إسحاق السبيعي وأبو الأحوص ثقتان سبقا في رقم ۱٤، عبد اللّه بن مسعود صحابي جليل، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: إسناده حسن، وقد سبق مرفوعًا في رقمي ۱٦۸، ۱٦۹. وله شاهد عن عبد الملك بن عمير قال: قرأ رجل البقرة وآل عمران فقال كعب: قد قرأ سورتين إن فيهما للاسم الذي إذا دُعي به استجاب. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم ۱۰/ ۲۷۳ رقم ۹٤۱۳ فقال: حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن عمير فذكره. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۲٦، فقال: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير، قال حماد: أحسبه عن أبي منيب عن عمه. وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن، باب القرآن في البيت وفضل البقرة وآل عمران، ص ۱٥٥ رقم ٤٥ فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸٥ رقم ۱٦۹ فقال: أخبرنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد به. • رجال الإسناد: محمد بن بشر بن المختار الحافظ العبدي، أبو عبد الكوفي: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش ومسعر وغيرهم، وروى عنه: علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وغيرهم، قال ابن معين: ثقة وقال: ابن حجر: ثقة، حافظ من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين، روى له الجماعة (التهذيب ۹/ ۷۳، التقريب ۲/ ۱٤۷). مسعر هو ابن كدام - بكسر الكاف وتخفيف الدال - ابن ظهير بن عبيدة الكوفي: أحد الأعلام. روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم. وعنه: محمد بن بشر العبدي ويحيى بن سعيد الأموي وشعبة والثوري وغيرهم، ثقة، ثبت، فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۲٤۳، التهذيب ۱۰/ ۱۱۳). عبد الملك بن عمير الكوفي: ثقة من الثالثة سبق في رقم ۹۲. كعب هو ابن ماتع الحميري أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار: ثقة من الثانية مخضرم كان على دين يهود فأسلم وحسن إسلامه، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وعن عمر وصهيب وعائشة. وحدث عنه: أبو هريرة وابن عباس ومعاوية وهذا من قبيل رواية الصحابي عن التابعي وهو نادر، عزيز، قال ابن حجر: ليس له في البخاري رواية، وفي مسلم رواية لأبي هريرة عنه من طريق الأعمش عن أبي صالح وروى له أبو داود والترمذي والنسائي. مات في خلافة عثمان وقد جاوز المائة. (تذكرة الحفاظ ۱/ ٥۲، سير أعلام النبلاء ۳/ ٤۸۹، التهذيب ۸/ ٤۳۸، التقريب ۲/ ۱۳٥). • الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
من قرأهما برئ من النفاق [۱۷۱] عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث: أنه من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح. قال فكان يقرؤها كل يوم وكل ليلة سوى جزئه. • أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲۷ فقال: حدثني أبو مسهر الغساني، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي.وذكره السيوطي في الدر المنثور أول تفسير سورة البقرة، ج ۱، ص ٤۹، ط دار الفكر وعزاه لأبي عبيد. • رجال الإسناد: أبو مسهر هو عبد الأعلي بن مسهر بن مسلم، الغساني، الدمشقي، روى عن سعيد بن عبد العزيز ومالك بن أنس وابن عيينة وغيرهم. وحدث عنه: الجماعة بواسطة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم، ثقة فاضل، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان عشرة ومائتين (التهذيب ٦/ ۹۸، التقريب ۱/ ٤٦٥). سعيد بن عبد العزيز التنوخي، الدمشقي، أبو محمد، قرأ القرآن على ابن عامر ويزيد بن أبي مالك وروى عن الزهري وربيعة بن يزيد الدمشقي وغيرهم، وحدث عنه الثوري وشعبة وهما من أقرانه، وأبو مسهر وغيرهم ثقة إمام، من السابعة، مات سنة سبع وستين ومائة وله بضع وسبعون سنة. روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة (السير ۸/ ۳۲، التهذيب ٤/ ٥۹، التعريب ۱/ ۳۰۱). يزيد بن الأسود الجرشي أبو الأسود، قال أبو عمر: أدرك الجاهلية وعداده في الشاميين، وقال ابن منده: ذكر في الصحابة ولا يثبت، قال ابن حبان في الثقات: كان من العباد الخُشَّن. أخرج أبو زرعة في تاريخه بسند صحيح عن سليم بن عامر أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود فسقوا، وقال أبو زرعة: حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكاء، وقال الذهبي: يزيد بن الأسود الجرشي من سادة التابعين بالشام (سير أعلام النبلاء ٤/ ۱۳٦، الإصابة في تمييز الصحابة حرف الياء القسم الثالث ٦/ ۳٥۸). • الحكم على الأثر: إسناده صحيح.
من فضائل سورة البقرة وآل عمران والنساء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في قيام الليل [۱۷۲] عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: "سمع اللّه لمن حمده" ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريبًا من قيامه. • أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب تطويل القراءة في صلاة الليل ۱/ ٥۳٦ رقم ۷۷۲. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ۱/ ۲۲۸ رقم ۸۷۱. وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود ۲/ ٤۸ رقم ۲٦۲ وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة باب مسألة القارئ إذا مر بآية رحمة ۲/ ۱۷۷. وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في القراءة في صلاة الليل ۱/ ٤۲۹ رقم ۱۳٥۱. وأخرجه الإمام أحمد ٥/ ۳۸٤، ۳۹۷. وأخرجه أبو داود الطيالسي، ص ٥٦ رقم ٤۱٦ وفي آخره قال حذيفة: فصلى أربع ركعات يقرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة باب الدعاء في الصلاة ۱/ ۲۷۲ رقم ٥٤۲. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة ۲/ ۳۷٥ رقم ۲۰۸۹. [۱۷۳] عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران ثم قرأ سورة. • أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ۱/ ۲۲۹ رقم ۸۷۳ فقال: حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب وثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك فذكره. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الصلاة، باب الدعاء في السجود، باب منه ۲/ ۲۲۳ من طريق ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح به. وأخرجه أيضًا مختصرًا في باب نوع آخر من الذكر في الركوع ۲/ ۱۹۱. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة، ۲/ ۳۷٥ رقم ۲۰۹۰ فقال: وروينا عن عوف بن مالك الأشجعي. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (المختصر) باب ما يقال في ركوع صلاة الليل وسجودها وفيما بين ذلك، ص ۸۰. • رجال الإسناد: أحمد بن صالح وعبد الله بن وهب: ثقتان سبقا في رقم ۱٤۰. معاوية بن صالح صدوق، سبق في رقم ۱٦٦. عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة الكندي، أبو ثور الشامي، السكوني، روى عن النعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة الباهلي وعاصم بن حميد السكوني وخلق. وروى عنه: معاوية بن صالح الحضرمي، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز وغيرهم. قال ابن معين والعجلي والنسائي: ثقة، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة أربعين ومائة، وله مائة سنة، روى له أصحاب السنن الأربعة (الكاشف ۲/ ۳٤۰، التهذيب ۸/ ۹۱، التقريب ۲/ ۷۷). عاصم بن حميد السكوني الحمصي: روى عن معاذ بن جبل وعمر بن الخطاب، وعوف بن مالك وعائشة وغيرهم، وروى عنه: عمرو بن قيس السكوني، وأزهر بن سعيد، وراشد بن سعد، وغيرهم. قال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: وُثق، وقال ابن حجر: صدوق مخضرم من الثانية، روى له أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجه (الكاشف ۲/ ٤۹، التهذيب ٥/ ٤۰، التقريب ۱/ ۳۸۳). عوف بن مالك الأشجعي، صحابي جليل أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وقيل: شهد فتح مكة وكانت معه راية أشجع وسكن دمشق، مات سنة ثلاث وسبعين. رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين (الإصابة في تمييز الصحابة ٥/ ٤۳). • الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه معاوية بن صالح صدوق وبقية رجاله ثقات. [۱۷٤] عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين إن ناسًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا. فقالت: أولئك ترأوا ولم يقرأوا. كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقوم الليلة التمام فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا اللّه - عز وجل - ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله - عز وجل - واستعاذ. • أخرجه الإمام أحمد ٦/ ۱۱۹ فقال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله، قال: أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق فذكره. وأخرجه أيضًا ٦/ ۹۲ فقال حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة به، إلا أن فيه: كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء ... فذكره بمثله. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده جـ ۸/ ۲٥۷ رقم ٤۸٤۲ فقال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصلاة باب الوقف عند آية الرحمة وآية العذاب وآية التسبيح ۲/ ۳۱۰. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل في الوقوف عند ذكر الجنة والنار والمسألة والاستعاذة ۲/ ۲۷٥ رقم ۲۰۹۳ من طريق يحيى بن أيوب عن الحارث بن يزيد الحضرمي به. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب الرجل يمر بآية تخويف ورحمة فيسأل أو يتعوذ، ص ۲۸ رقم ۷ من طريق يحيى بن أيوب، عن الحارث بن يزيد الحضرمي به. • رجال الإسناد: علي بن إسحاق السلمي مولاهم، أبو الحسن المروزي، أصله من ترمذ، روى عن: ابن المبارك والفضل بن موسى السيناني، والنصر بن محمد الشيباني وغيرهم وحدث عنه: أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، قال ابن معين: ثقة صدوق، وقال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (التهذيب ۷/ ۲۸۲، التقريب ۲/ ۳۲). عبد الله بن يزيد المقرئ العدوي المكي، روى عن كهمس بن الحسن وابن لهيعة وشعبة وغيرهم، وروى عنه البخاري، وروى له باقي الجماعة بواسطة: قال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين وقد جاوز المائة (التقريب ۱/ ٤٦۲، التهذيب ٦/ ۸۳). عبد الله بن لهيعة صدوق خلط بعد احتراق كتبه، ولكن إذا روى عنه العبادلة مثل عبد الله يزيد المقرئ فسماعهم صحيح سبق في رقم ۱۳۷. الحارث بن يزيد الحضرمي أبو عبد الكريم المصري روى عن جنادة بن أمية وجبير بن نفير وعلي بن رباح وغيرهم، وحدث عنه: سعيد بن أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة والأوزاعي وغيرهم، قال أحمد والعجلي والنسائي: ثقة. قال الليث بن سعد: كان يصلي في كل يوم ستمائة ركعة. وقال ابن حجر: ثقة ثبت، عابد من الرابعة مات سنة ثلاثين ومائة، روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه (التهذيب ۲/ ۱٦۳، التقريب ۱/ ۱٤٥، الكاشف ۱/ ۱۹۸). زياد بن ربيعة بن نعيم - بضم النون - الحضرمي البصري، روى عن زياد بن الحارث وأبى أيوب وابن عمر وغيرهم. وروى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي، ويزيد بن عمرو المعافري وعبد الرحمن بن زياد وغيرهم، قال العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة خمس وتسعين، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه (التهذيب ۳/ ۳٦٥، التقريب ۱/ ۲٦۷). مسلم بن مخراق، مولى عائشة، حجازي، سكن مصر، يروي عن مولاته عائشة، وعنه زياد بن نعيم الحضرمي، ذكره البخاري في تاريخه، ولم يذكر فيه جرحًا، قال ابن حجر: مقبول من الثالثة (التهذيب ۱۰/ ۱۳۷، التقريب ۲/ ۲٤٦، الكاشف ۳/ ۱٤۲). عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الحديث: إسناده حسن، وقد تابع ابن لهيعة يحيى بن أيوب عند البيهقي وابن الضريس وللحديث شواهد قوته سبقت في رقمي ۱۷۲، ۱۷۳. [۱۷٥] عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "ما خيب اللّه امرءًا قام في جوف اللّه فافتتح سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران". • أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ۲/ ۲۱٤ رقم ۱۷۷۲ فقال: حدثنا أحمد قال: نا بشر بن يحيى المروزي، قال: نا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم، عن الشعبي عن مسروق، عن ابن مسعود فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا ليث، ولا عن ليث إلا فضيل، تفرد به بشر. وذكره السيوطي في الدر المنثور، في أول تفسير سورة البقرة، جـ ۱، ص ٤۹، ط دار الفكر وعزاه للطبرانى في الأوسط. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين، جـ ۲/ ۲۹۸ رقم ۱۱۰۲ وفي مجمع الزوائد ۲/ ۲٥٤ وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام، وهو ثقة مدلس. • الحكم على الحديث: ضعيف؛ لاختلاط ليث بن أبي سليم وتدليسه، وقد سبقت ترجمته في رقم ۹. من قرأهن كتب من القانتين [۱۷٦] عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كتب من القانتين. •أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب: فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء، ص ۱۲۷ فقال: حدثنا يزيد عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب نذكره. وأخرجه سعيد بن منصور في كتاب التفسير، باب تفسير سورة البقرة ۳/ ۱۰۲۳ رقم ۲۸٥ بلفظ: من قرأ البقرة والنساء وآل عمران كتب عند الله من الحكماء. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦۸ رقم ۲٤۲٤ من طريق مروان بن معاوية: أخبرنا وقاء بن إياس الأسدي به بلفظ: "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء كتب عند الله من الحكماء"، وقال البيهقي: ورواه يزيد بن هارون عن وقاء، وقال: كتب من القانتين. • الحكم على الأثر: ضعيف. في إسناده وقاء - بكسر أوله وقاف - ابن إياس الأسدي، أبو يزيد الكوفي. قال ابن حجر: لين الحديث من السادسة. وقال الذهبي: قال يحيى القطان: لم يكن بالقوي. وقال أبو حاتم: صالح (التقريب ۲/ ۳۳۱، الكاشف ۳/ ۲۳٦، الكامل في الضعفاء ۷/ ۸۹) وفيه انقطاع؛ حيث إن سعيد بن جبير لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد ولد سعيد بن جبير في خلافة أبي الحسن - علي بن أبي طالب - - رضي الله عنه - قال ابن حجر: سعيد بن جبير ثقة، ثبت، فقيه من الثالثة، روى له الجماعة، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين فرحمه الله ورضي عنه (سير أعلام النبلاء ٤/ ۳۲۱ - ۳٤۲، التقريب ۱/ ۲۹۲، التهذيب ٤/ ۱۱).
فضائل السور السبع الطُّول بيان السور السبع الطول: قال العلماء - رضي الله عنهم -: القرآن العزيز أربعة أقسام: الطول والمئون، والمثاني، والمفصل، فعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطول، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلتُ بالمفصل حديث حسن وسيأتي تخريجه بالتفصيل رقم ۱۷۹.. قال الإمام الزركشي: السبع الطول أولها البقرة وآخرها براءة؛ لأنهم كانوا يعدون الأنفال وبراءة سورة واحدة؛ ولذلك لم يفصلوا بينهما؛ لأنهما نزلتا جميعًا في مغازي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. وسميت طولًا لطولها. والطول بضم الطاء جمع طولى، كالكُبر جمع كبرى وحكي عن سعيد بن جبير أنه عد السبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس البرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي ۱/ ۲٤٤.. وقال الإمام السيوطي: السبع الطوال أولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۳.، وقال سعيد بن جبير: إن سورة يونس هي السابعة فعن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: السبع الطول، البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱۸.. واستدل على ذلك بما أخرجه ابن حبان في صحيحه بسنده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، فقال له: ادع بالمصحف. فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأها حتى أتى على هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}سورة يونس الآية رقم ٥۹ والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه، الإحسان في كتاب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب الصحابة ۱٥/ ۳٥۷، رقم ٦۹۱۹، وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير باب سورة يونس ۲/ ۳۳۹ وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية في بقية سطر فارغ كتاب الفتن، باب مقتل عثمان - رضي الله عنه - ٤/ ۲۸۳ رقم ٤٤۳۸ وعزاه لإسحاق بن راهويه في مسنده وقال: رواته ثقات سمع بعضهم من بعض. إلى آخر الحديث. قلت: هذا الحديث أخرجه الإمام الطبري في تاريخه أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك ۲/ ٦٥٥ في أحداث سنة ۳٥ من الهجرة. وجاء في لفظه: فقالوا له: افتح التاسعة وكانوا يسمون سورة يونس التاسعة إلى آخر الحديث وهذه الرواية تشهد للرأي الأول. قال الطيبي: سورة الأنفال والتوبة نزلتا منزلة سورة واحدة وكمل السبع الطول بها، ثم قيل: السبع الطول هي: البقرة وبراءة وما بينهما، وهو المشهور، لكن روى النَّسَائِيّ والحاكم عن ابن عباس أنها البقرة والأعراف وما بينهما قال الراوي: وذكر السابعة فنسيتها. وهو يحتمل أن تكون الفاتحة فإنها السبع المثاني ونزلت سبعتها منزلة المئين، ويحتمل أن تكون الأنفال بانفرادها أو بانضمام ما بعدها إليها، وصح عن ابن جبير أنها يونس وجاء مثله عن ابن عباس عون المعبود شرح سنن أبي داود ۲/ ٤۹۸.. قال أبو جعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب - أي ترتيب المصحف - من رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لحديث واثلة: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال. قال فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنَّه من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد؛ لأنَّه جاء هذا الحديث بلفظ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على تأليف القرآن. أي ترتيب سوره الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۲، ٦۳ في النوع الثامن عشر في جمعه وترتيبه آي القرآن الكريم.. وقال الكرماني في البرهان: ترتيب السور هكذا هو عند اللّه في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وعليه كان - صلى الله عليه وسلم - يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين المرجع السابق.. من أخذ السبع الأول فهو عالم [۱۷۸] عن عائشة - رضي الله عنهما - أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر"حبر - بفتح الحاء وكسرها - هو العالم والجمع أحبار أي علماء، وكان يقال لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: الحبر والبحر؛ لسعة علمه (لسان العرب مادة حبر ۱/ ۷٤۸، والنهاية في غريب الحديث ۱/ ۳۲۸).. • أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ۸۲ فقال: حدثنا أبو سعيد، قال: ثنا سليمان بن بلال قال: ثنا عمرو بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة عن عائشة فذكره، وأخرجه أيضًا ص ۷۲، ۷۳ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو به. وأخرجه الحاكم في كتاب فضائل القرآن باب من أخذ السبع الأول فهو حبر ۱/ ٥٦٤ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه في كتاب فضائل القرآن ۲/ ۲٦٦، رقم ٦۹ فقال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه البزار (انظر كشف الأستار في كتاب التفسير باب في قراءة القرآن ۳/ ۹٥ رقم ۲۳۲۷) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه البغوي في شرح السنة في كتاب فضائل القرآن، باب السبع الطول ٤/ ٤٦۸ من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو به. وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن، باب تخصيص السبع الطول بالذكر ۱/ ۲۷۲ رقم ۹۸۰. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٥ رقم ۲٤۱٥ من طريق إسماعيل بن جعفر به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما اختلف فيه عثمان بن عفان وعبد الله بن عباس في الأنفال وبراءة وهل هما سورتان ۲/ ۱٥۳ من طريق عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول، ص ۱۲۰، فقال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به. • الحكم على الحديث: الحديث صححه الحاكم وأقره الذهبي، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱٦۲ وقال: رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة، ورواه بإسناد آخر رجاله رجال الصحيح وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥/ ۳۸٥ رقم ۲۳۰٥، وذكره الإمام السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للحاكم والبيهقي ورمز له بالصحة فيض القدير ٦/ ٤۱. • ملحوظة: جاء عند الحاكم في المستدرك والبغوي في شرح السنة كلمة "خير" بالخاء المعجمة بدلًا من "حبر" بالحاء المهملة ويبدو أنه تصحيف أو خطأ مطبعي والله أعلم. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعًا بنفس اللفظ. ذكره الحافظ ابن كثير في أول تفسير سورة البقرة باب ذكر ما ورد في فضل السبع الطول ۱/ ۳٥ وعزاه للإمام أحمد فقال: قال أحمد: وحدثنا حسين، حدثنا ابن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال عبد الله بن أحمد: وهذا أرى فيه عن أبيه عن الأعرج ولكن كذا كان في الكتاب، فلا أدري أغفله أبي أو كذا هو مرسل، قلت: لم أقف عليه في مسند الإمام أحمد. • الحكم على الحديث: ضعيف فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن أبي الزناد، والأعرج كما قال عبد اللّه بن الإمام أحمد حيث إن عبد الرحمن بن أبي الزناد لم يرو عن الأعرج - هو عبد الرحمن بن هرمز - وإنما روى عن أبيه عن الأعرج ترجمة عبد الرحمن بن أبي الزناد في (التهذيب ٦/ ۱۷۰، وسير أعلام النبلاء ۸/ ۱٦۷) وقد سبق رقم ۱٥۳. السبع الطوال مكان التوراة [۱۷۹] عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصل. • أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ۱۳٦ رقم ۱۰۱۲ فقال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع فذكره. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ ٤/ ۱۰۷ فقال حدثنا أبو داود الطيالسي به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب فضائل السبع الطول ص ۱۱۹ من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به إلا أن فيه: "وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل". وأخرجه البيهقي في السنن الصغير في كتاب فضائل القرآن باب تخصيص السبع الطول بالذكر ۱/ ۲۷۲، رقم ۹۷۸. وأخرجه أيضًا في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن فصل في فضائل السور والآيات ذكر السبع الطوال ۲/ ٤٦٥ رقم ۲٤۱٥ مكرر من طريق أبي داود الطيالسي به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار باب: بيان مشكل ما اختلف فيه عثمان بن عفان وعبد اللّه بن عباس في الأنفال وبراءة وهل هما سورتان أو سورة واحدة؟ ۲/ ۱٥٤ من طريق أبي داود الطيالسي به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة الحجر ۷/ ٤٦ وقال: رواه أحمد وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النَّسَائِيّ وغيره، وبقية رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير جـ ۲۲، ص ۷٦، رقم ۱۸۷ من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به. وأخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ۱/ ٤٤ من طريق أبي داود الطيالسي وأخرجه أيضًا، ص ٤٥ من طريق أبي بردة عن أبي المليح به، بلفظ: أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطول، ومكان الإنجيل المثاني، ومكان الزبور المئين، وفضلني بالمفصل. • رجال الإسناد: عمران هو ابن داوِر القطان صدوق يهم سبق في رقم ۱٤۹. قتادة هو ابن دعامة السدوسي ثقة تقدم في رقم ٤٥ مكرر. أبو المليح هو عامر بن أسامة الهذلي، روى عن أبيه ومعقل بن يسار وابن عباس وواثلة بن الأسقع وغيرهم، وروى عنه: قتادة بن دعامة وأبو قلابة الجرمي وسالم بن أبي الجعد، وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة من الثالثة، مات سنة ثمان وتسعين، وقيل: سنة ثمان ومائة روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٥/ ۹٤، التقريب ۲/ ٤۷٦، التهذيب ۱۲/ ۲٤٦). • الحكم على الحديث: إسناده حسن فيه عمران القطان صدوق يهم - وقد تابعه عند أبي عبيد والطبراني سعيد بن بشير الأزدي وهو صدوق قاله الذهبي. وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقد سبقت ترجمته في رقم ۱۲٦ - وبقية رجاله ثقات.
• التعليق: في هذا الحديث الشريف يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل اللّه عليه وعلى أمته، وأن الله سبحانه وتعالى أعطاه ما لم يعط نبيًّا قبله فأوحى الله إلى رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن الكريم يعادل كثيرًا من الكتب السابقة، ويزيد عليها أنه لا يعدل التوراة وحدها، ولا الإنجيل وحده، وإنما يعدل التوراة والإنجيل والزبور ويزيد عليها جميعًا. إنه الكتاب المهيمن على ما سبقه من الكتب، الكتاب الذي قال اللّه فيه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة: ٤۸] فأعطاه الله السبع الطوال مكان التوراة وهي كتاب سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام. والسبع الطوال أولها سورة البقرة وآخرها سورة التوبة، وقيل آخرها سورة يونس. وأعطاه المئين مكان الزبور، وهو كتاب سيدنا داود - عليه السلام - والمئين: هي السور التي تلي السبع الطوال. وسميت بالمئين؛ لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية وهذه السور هي: يونس، وهود، ويوسف، والنحل، والإسراء، والكهف، وطه، والأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، والصافات. وأعطاه المثاني مكان الإنجيل وهو كتاب سيدنا عيسى عليه السلام والمراد بالمثاني هنا: كل سورة عدد آياتها أقل من مائة آية وليست من المفصل، وسميت بالمثاني؛ لأنها تثنى أكثر مما يثني الطوال والمئون. وقيل: لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر، وقيل: هي التي تثنى فيها القصص. وهذه السور هي: الأنفال، والرعد، إبراهيم، والحجر، ومريم، والحج، والنور، والفرقان، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، ومحمد، والفتح، والحجرات. وفضل النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء بالمفصل وهو ما ولي الثاني من السور، وسميت بذلك؛ لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة، وقيل: لقلة المنسوخ فيه، ولهذا يسمى بالمحكم، فقد روى البخاري عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. وروى أيضًا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جمعت المحكم في عهد رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب تعليم الصبيان القرآن ۹/ ۸۳ رقم ٥۰۳٥، ٥۰۳٦. وهو من أول سورة "ق" إلى آخر القرآن الكريم الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ۱/ ٦۲، ٦۳، والبرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي ۱/ ۲٤٤، ۲٤٥، وشعب الإيمان للإمام البيهقي ۲/ ٤٦٦، والسنن الصغير ۱/ ۲۷۲، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري ۱/ ٤٥، ٤٦.. [۱۸۰] عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: آتاني ربي السبع الطوال مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، وفضلت بالمفصل. • أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۸/ ۳۰۸ رقم ۸۰۰۳ فقال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي بردة عن أبي مليح عن أبي أمامة. • الحكم على الحديث: إسناده ضعيف فيه ليث بن أبي سليم ضعيف وقد سبقت ترجمته في رقم ۹. وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ۷/ ۱۸٥، باب فضل القرآن وقال: رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة، ويعتبر بحديثه وبقية رجاله رجال الصحيح. والحديث له شاهد بإسناد حسن تقدم في رقم ۱۷۹. وفي هذا المعنى من المراسيل: [۱۸۱] عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع مكان التوراة، وأعطيت المثاني مكان الإنجيل، وأعطيت المئين مكان الزبور، وفضلت بالمفصل. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الكتاب ص ۸۲ رقم ۱٥۷ فقال: أخبرنا عبد الأعلى، ثنا وهيب، عن خالد، عن أبي قلابة فذكره. وأخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ۱/ ٤٤ من طريق ابن علية عن خالد الحذاء به بلفظ: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وفضلت بالمفصل. • رجال الإسناد: عبد الأعلى هو ابن حماد بن نصر، الباهلي مولاهم البصري، أبو يحيى المعروف بالنرسي - بفتح النون وسكون الراء وبالمهملة - نسبة إلى نرس، نهر بالكوفة - روى عن: مالك ووهيب بن خالد، والحمادين وغيرهم، وروى عنه: البخاري ومسلم، وأبو داود وغيرهم، قال أبو حاتم: ثقة. وقال صالح بن محمد بن خراش: صدوق. وقال ابن حجر: لا بأس به من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين. التهذيب ٦/ ۹۳، التقريب ۱/ ٤٦٤. وهيب بالتصغير هو ابن خالد، ابن عجلان، الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري، ثقة ثبت من السابعة، مات سنة خمس وستين ومائة، روى له الجماعة (التقريب ۲/ ۳۹۹، التهذيب ۱۱/ ۱٦۹). خالد هو ابن مهران البصري الحذاء - بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة - قيل له ذلك؛ لأنَّه كان يجلس عندهم، وقيل أنه كان يقول: أحذ على هذا النحو، روى عن: عبد الله بن شقيق وأبي قلابة ومحمد بن سيرين وغيرهم وروى عنه: الحمادان، والثوري، وشعبة وابن علية وغيرهم. قال ابن حجر: ثقة يرسل من الخامسة، روى له الجماعة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة. التهذيب ۳/ ۱۲۰، التقريب ۱/ ۲۱۹. أبو قلابة هو عبد اللّه بن زيد بن عمرو الجرمي، تابعي ثقة من الثالثة سبق في رقم ۱۰۷. • الحكم على الحديث: مرسل رجاله ثقات وقد سبق موصولًا في رقم ۱۷۹. وللحديث شاهد آخرين عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضائل السبع الطول ص ۱۲۰ فقال: حدثنا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد قال حدثنا سعيد بن أبي هلال فذكره. • رجال الإسناد: عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، حديثه حسن سبق في رقم ۱۱٦. الليث بن سعد ثقة ثبت سبق في رقم ۱۱٦. سعيد بن أبي هلال الإمام الحافظ الفقيه، أبو العلاء الليثي مولاهم، المصري أحد الثقات، روى عن نافع وابن شهاب وأبي بكر بن حزم وأرسل عن جابر وغيره، وروى عنه الليث بن سعد وغيره، قال بن حجر: صدوق من السادسة مات بعد الثلاثين ومائة، روى له الجماعة (سير أعلام النبلاء ٦/ ۳۰۳، التهذيب ٤/ ۹٤، التقريب ۱/ ۳۰۷). • الحكم على الحديث: مرسل إسناده حسن وقد سبق موصولًا في رقم ۱۷۹، ۱۸۰. [۱۸۲] عن أبي الجلد قال: أنزلت صحف إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة خلون من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان، وذكر لنا أن نبي اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت الثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب كيف أنزل القرآن وفي كم أنزل؟ ص ۷٤ رقم ۱۲۷ فقال: حدثنا محمد بن العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، ثنا صاحب لنا، عن أبي الجلد قال: فذكر الحديث. وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة البقرة ۱/ ٤٥٦ ط: دار الفكر وعزاه لابن الضريس. • الحكم على الحديث: ضعيف فيه رجل مبهم وأبو الجلد لم أقف على ترجمته والجزء الثاني من الحديث سبق من حديث واثلة بن الأسقع بإسناد حسن رقم ۱۷۹. والجزء الأول أخرج مثله الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱۰۷ من طريق أبي المليح عن واثلة بن الأسقع.
وفي هذا المعنى من الموقوفات: [۱۸۳] عن المسيب بن رافع قال: قال عبد اللّه (ابن مسعود): السبع الطول مثل التوراة، والمئين مثل الإنجيل، والمثاني مثل الزبور، وسائر القرآن بعد فضل. • أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضائل الأنعام والسور ۲/ ٥٤٥ رقم ۳٤۰۰ فقال: حدثنا معاذ بن هانئ، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا عصام، عن المسيب بن رافع فذكره. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآن، باب ما شبه من القرآن بالتوراة والإنجيل ۱۰/ ٥٥٤ رقم ۱۰۳۲۰ من طريق زائدة عن عاصم به. أخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره جـ ۱/ ٤٥ من طريق عمرو بن أبي قيس عن عاصم به. • الحكم على الأثر: ضعيف حيث إن المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود ولم يرو عنه، وبقية رجال إسناده ثقات، وقد سبق مرفوعًا في رقم ۱۷۹، ۱۸۰. والمسيب بن رافع هو الأسدي، الكاهلي أبو العلاء الكوفي، الأعمى، روى عن: البراء بن عازب، وحارثة بن وهب، وأبي صالح السمان وغيرهم. وروى عنه الأعمش ومنصور، وعاصم بن بهدلة وغيرهم، قال العوام بن حوشب: كان المسيب يختم القرآن في كل ثلاث. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، مات سنة خمس ومائة، روى له الجماعة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: المسيب عن ابن مسعود مرسل، وقال مرة: لم يلق ابن مسعود (التهذيب ۱۰/ ۱٥۳، التقريب ۲/ ۲٥۰، سير أعلام النبلاء ٥/ ۱۰۲).
هن السبع المثاني [۱۸٤] عن عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: أوتي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني الطول، وأوتي موسى - عليه السلام - ستًّا -، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقي أربع. • أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب من قال هي الطول جـ ۲، ص ۷۳ رقم ۱٤٥۹ فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرجه النَّسَائِيّ في كتاب الافتتاح باب تأويل قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}[الحجر: ۸۷] جـ ۲/ ۱۳۹، ۱٤۰ فقال: أخبرني محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير به. بلفظ: أوتي النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من الثاني. السبع الطول. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير باب تفسير سورة الحجر ۲/ ۳٥٤، ۳٥٥ من طريق إسحاق بن إبراهيم عن جرير به بلفظ: "أوتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني والطول، وأوتي موسى ستًّا" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات في ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱٦ من طريق الحاكم وبمثل لفظه. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۱ من طريق جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس. قال: قلت لابن جبير ما المثاني؟: قال يثنى فيهن القضاء والقصص. وأخرجه ابن جرير الطبري في التفسير ۱٤/ ۳٥ من طريق مسلم البطين عن سعيد بن جبير. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ٥۹ رقم ۱۱۰۳۸ من طريق مجاهد عن ابن عباس. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الحجر ۷/ ٦۷ وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. • الحكم على الحديث: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي. [۱۸٥] عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، قال: قلت لابن جبير: سُميت المثاني تثنى فيها القضاء والقصص، وكان مجاهد يقول في السبع الطول: ويقال: هي القرآن العظيم. • أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن باب في فضل سورة البقرة، ص ۸۹ رقم ۱۸۱ فقال: أخبرنا ابن أبي جعفر، عن يحيى بن الضريس، عن هشيم، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، ذكر السبع الطول ۲/ ٤٦٦ رقم ۲٤۱۷ من طريق أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ۱۱/ ٥۹ رقم ۱۱۰۳۸ من طريق مجاهد عن ابن عباس. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب التفسير باب سورة الحجر ۷/ ٤٦ وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. • رجال الإسناد: ابن أبي جعفر هو محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، روى عن: أبيه وعبد العزيز بن أبي حازم وإبراهيم بن المختار وغيرهم، وروى عنه: محمد بن أيوب بن الضريس وأبو حاتم، وقال: صدوق، والحسن بن العباس الجمال وآخرون، قال ابن حجر: صدوق من العاشرة، روى له أبو داود (التهذيب ۹/ ۲٥٤، التقريب ۲/ ٤۷٥، الكاشف ۳/ ٥۹). يحيى بن الضريس - بمعجمة ثم مهملة مصغرًا - ابن يسار البجلي مولاهم، أبو زكريا الرازي القاضي. روى عن الثوري، وزائدة، وزكريا بن إسحاق وغيرهم. وروى عنه: جرير بن عبد الحميد وصالح بن الضريس وغيرهم قال ابن معين: ثقة، وقال النَّسَائِيّ: ليس به بأس، وقال ابن حجر: صدوق من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين، روى له مسلم والترمذي (التهذيب ۱۱/ ۲۳۲، التقريب ۲/ ۳٥۰). هشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي. ثقة ثبت يدلس، سبق في رقم ٤۸. جعفر هو ابن إياس اليشكري، أبو بشر الواسطي، روى عن: عباد بن شرحبيل اليشكري، وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة وآخرون وروى عنه: الأعمش، وأيوب، وهشيم، وخالد بن عبد الله الواسطي وعدة. قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي والنسائي: ثقة. وقال البرديجي: كان ثقة وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير. وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة مات سنة ست وعشرين ومائة روى الجماعة (التهذيب ۲/ ۸۳، التقريب ۱/ ٤۲۹). سعيد بن جبير ثقة ثبت سبق في رقم ۱۷٦. عبد اللّه بن عباس صحابي جليل - رضي الله عنه - وعن الصحابة أجمعين. • الحكم على الأثر: إسناده ضعيف ورواته ثقات إلا أن هشيم بن بشير مدلس وقد رواه بالعنعنة، وقد تابعه أبو إسحاق عن مسلم عن سعيد بن جبير عند البيهقي. فيهن الفرائض [۱۸٦] فعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور؛ فإن فيهن الفرائض. • أخرجه الحاكم في كتاب التفسير باب تفسير سورة النور ۲/ ۳۹٥ فقال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب، حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات ذكر سورة الحج وسورة النور ۲/ ٤۷۷ رقم ۲٤٥۱ من طريق أبي عبد الله الحافظ به. وذكر السيوطي في الدر المنثور في أول تفسير سورة البقرة ۱/ ٥۳ ط دار الفكر وقال: أخرجه الحاكم وصححه وأبو ذر الهروي والبيهقي في شعب الإيمان. • الحكم على الأثر: صحيح فقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.