الكتاب: الأحاديث الواردة في فضائل سور القرآن الكريم -دراسة ونقد-
المؤلف: إبراهيم علي السيد علي عيسى
المشرف: فضيلة الأستاذ الدكتور
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: الخامسة 1431 هـ - 2010 هـ
عدد الصفحات: 518
فضائل سورة الحديد - من سور المفصل الذي فضل به النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء تقدم بيان المفصل وفضله في أول سورة (ق) رقم ۲۹۷.: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ المسبحات المسبحات - بكسر الباء - نسبة مجازية وهي: السور التي بدأت بـ: سبحان أو سبح بالماضى، أو يسبح بالمضارع، أو سبح بالأمر وهي سبعة سور: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى، تحفة الأحوذي ۸/ ۲۳۹. كل ليلة: [۳۰۰] عن عرباض بن سارية - رضي الله عنه - أنه حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد قبل أن يرقد: أي قبل أن ينام. وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية. • أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱۲۸ فقال: حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن عرباض بن سارية. وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم ٤/ ۳۱٥ رقم ٥۰٥۷ فقال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا بقية به. وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ماله من الأجر، باب منه ٥/ ۱٦٦ رقم ۲۹۲۱ فقال: حدثنا علي بن حجر أخبرنا بقية بن الوليد به، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه أيضًا في كتاب الدعوات باب ۲۲، ج ٥/ ٤٤۳ رقم ۳٤۰٦. وأخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب فضائل القرآن، باب المسبحات ٥/ ۱٦ رقم ۸۰۲٦ عن علي بن حجر ثنا بقية بن الوليد به، وفي كتاب عمل اليوم والليلة، باب الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك ٦/ ۱۷۹ رقم ۱۰٥٥۰ من طريق يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان به. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب في فضل حم الدخان والحواميم والمسبحات ۲/ ٥٥۰ رقم ۳٤۲٤ من طريق معاوية بن صالح عن بحير عن خالد بن معدان مرسلًا. • الحكم على الحديث: قال عنه الإمام الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو كما قال: فيزيد بن عبد ربه الزبيدي ثقة، من العاشرة، روى له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه (التهذيب ۱۱/ ۳٤٤، التقريب ۲/ ۳٦۷). وبقية بن الوليد صدوق من الثامنة كثير التدليس، ولا يضر تدليسه هنا فقد صرح بالتحديث وقد روى له البخاري تعليقًا ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وقال النَّسَائِيّ: إذا قال: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة (التقريب ۱/ ۱۰٥، الكاشف ۱/ ۱٦۰). وبحير - بكسر الحاء المهملة - ابن سعد،الحمصي ثقة ثبت من السادسة روى له الجماعة (الكاشف ۱/ ۱٥۰، التقريب ۱/ ۹۳). وخالد بن معدان، ثقة من التابعين تقدمت ترجمته في رقم ۲٤۰. وابن أبي بلال هو عبد الله بن أبي بلال الخزاعي، الشامي، روى عن العرباض بن سارية وغيره، وروى عنه خالد بن معدان. ذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي: وثق (التهذيب ٥/ ۱٦٥، الكاشف ۲/ ۷٦). العرباض بن سارية السُّلمي، أبو نجيح، من أعيان أهل الصفة، سكن حمص. روى أحاديث منها ما أخرجه الإمام أحمد قال: حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا ثور، حدثنا خالد بن معدان. حدثني عبد الرحمن بن عمرو السُّلمي وحُجر بن حُجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}[التوبة: ۹۲] فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العُيُون ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله كأن هذه موعظة مُودِّع فماذا تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ۱۲٦ والترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع ٥/ ٤۳ رقم ۲٦۷٦ وقال: هذا حديث حسن صحيح.. توفي العرباض سنة خمس وسبعين فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين. سير أعلام النبلاء ۳/ ٤۱۹. وفي الباب من المراسيل: [۳۰۱] عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول: إن فيهن آية كألف آية. • أخرجه النَّسَائِيّ في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك ٦/ ۱۷۹ رقم ۱۰٥٥۱ فقال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت معاوية يحدث عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. وأخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضل حم الدخان والحواميم والمسبحات ۲/ ٥٥۰ رقم ۳٤۲٤ من طريق معن عن معاوية بن صالح به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل سورة الواقعة والمسبحات، ص ۱۳۹ عن عبد الله بن صالح عن معاوية. • رجال الإسناد: أحمد بن عمرو بن السرح ثقة من العاشرة تقدم في رقم ۲٥۱. عبد الله بن وهب ثقة من التاسعة تقدم في رقم ۱٤۱. معاوية هو ابن صالح الحمصي صدوق من السابعة تقدم في رقم ۱٦٦. بحير بن سعد الحمصي ثقة من السادسة تقدم في رقم ۳۳۰. خالد بن معدان ثقة من التابعين تقدم في رقم ۲٤۰. • الحكم على الحديث: مرسل إسناده حسن وتقدم موصولًا في الحديث السابق رقم ۳۳۰. وله شاهد آخر عن يحيى بن أبي كثير بنفس اللفظ أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة الحشر ص ۱۰٤ رقم ۲۲۹ فقال: أخبرنا علي بن الحسن، قثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير، فذكره وقال يحيى: فنراها الآية التي في آخر سورة الحشر. • الحكم على الحديث: مرسل إسناده ضعيف فيه: عامر بن عبد الله بن يساف اليمامي روى عن يحيى بن أبي كثير، قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو داود: ليس به بأس، رجل صالح، وقال العجلي: يكتب حديثه وفيه ضعف. وقال الدوري عن ابن معين: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات (الكامل في الضعفاء ٥/ ۸٥، لسان الميزان ۳/ ۲۲٤) وهذا الحديث المرسل له شاهد موصول تقدم في رقم ۳۳۰. • التعليق: هذا الحديث الشريف يبين بعض أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وكثرة قراءته للقرآن من أجل أن نقتدي به - صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: ۲۱] والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات قبل أن ينام. "والمسبحات" بكسر الباء نسبة مجازية، وهي السور التي بدأت بـ"سبحان، أو سبح بالماضي، أو يسبح بالمضارع، أو سبح بالأمر وهي سبع سور: سبحان الذي أسرى، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. ويبين النبي - صلى الله عليه وسلم - السبب في قراءة تلك السور كل ليلة فيقول: إن فيهن آية عظيمة، خير من ألف آية. قال الحافظ ابن كثير: والآية المشار إليها في الحديث هي والله أعلم قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد: ۳]، ا. هـ. وقيل: هي آخر سورة الحشر من قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (۲۲) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (۲۳) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: ۲۲ - ۲٤]. وقيل: هي الآية التي صدرت بالتسبيح وهذه مثل اسم الله الأعظم أخفاه الله تعالى بين سائر الأسماء حتى ندعوه بها جميعًا، قال الطيبي: أخفى الآية فيهن كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة، محافظة على قراءة الكل؛ لئلا تشذ تلك الآية تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ۸/ ۲۳۹، تفسير ابن كثير ٤/ ۳۰۲..