سورة الكافرون
أسماؤها التوقيفية:
سورة الكافرون، وسورة {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}.
أسماؤها الاجتهادية:
سورة المقشقشة، وسورة الإخلاص، وسورة العبادة، وسورة المنابذة، وسورة الدين.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة الكافرون:
عرفت تسمية هذه السورة في المصاحف وفي معظم التفاسير ب (سورة الكافرون) بإضافة سورة إلى (الكافرون) وهو على حكاية لفظ القرآن الواقع في أولها.
ويقال لها سورة الكافرين كما عنون لها النسفي انظر: (۳۸۰/ ٤).، والسعدي انظر: (٦۸۰/ ۷).،في تفسيرهما على أن المراد «سورة ذكر الكافرين أو نداء الكافرين» كما قال السخاوي انظر: (۳۸/ ۱)..
- وجه التسمية:
سُميت سورة الكافرون، لأنه وقع لفظ الكافرون في فاتحتها في قوله تعالى: {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (۱)}. وفيها أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يأمره بأن يتبرأ من عبادة ما يعبده الكافرون.
- الاسم الثاني: سورة {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}:
وسُميت السورة بهذا الاسم في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفي كلام أصحابه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: «هل تزوجت يا فلان؟»، قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به، قال: «أليس معك قل هو الله أحد؟» إلى أن قال: «أليس معك قل يأيها الكافرون؟»، قال: بلى. قال: «ربع القرآن ... » إلى آخر الحديث ¬أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب فضائل القرآن، باب (ما جاء في إذا زلزلت) حديث رقم (۲۹۰۰)(۱٦٦/ ٥)، وأحمد في المسند، حديث رقم (۱۳۲۹٤)(/۳ ۲۷۹)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲٥۱٥)(٤۹۷/ ۲)، والترغيب والترهيب، كتاب قراءة القرآن، باب (الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)(۲۲٤/ ۲).
والحديث إسناده ضعيف لأجل سلمة بن وردان، قال الحافظ عنه في التقريب: (ضعيف) ص ۲٤۸. وقال أبو حاتم: (ليس بالقوي تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة) الجرح (۱۷٤/ ٤)، وقال أبو داود: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: منكر الحديث، انظر: الميزان (۳۸۳/ ۲)، وقد ذكر الذهبي الحديث ونقل عن الحاكم قوله: (رواياته عن أنس أكثرها مناكير) ۱ هـ، وضعفه الشيخ الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي ص ۳٤۷.¥. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: (كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب (قل يأيها الكافرون) و (قل هو الله أحد)أخرجه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب (القراءة في صلاة المغرب). حديث رقم (۸۳۳)، (۲۷۲/ ۱)..
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: قل يأيها الكافرون، وقل هو الله أحد)أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (استحباب ركعتي سنة الفجر) حديث رقم (۷۲٦)، (٥۰۲/ ۱)..
وعنون بها الطبرسي انظر: (۲٥۳/ ۳۰).، والخازن انظر: (٤۸٥/ ٤).، والثعالبي انظر: (٤٤٦/ ٤).، في تفاسيرهم، كما عنون بها البخاري في صحيحه انظر: كتاب التفسير (٤۰۷/ ٦).، وذكرها السخاوي في جمال القراء انظر: (۳۸/ ۱).. وهي تسمية للسورة بأول آية فيها.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة المقشقشة:
والمقشقشة: من قشقش إذا برأ من المرض، والمقشقشتان: قل يأيها الكافرون، والإخلاص، أي: المبرئتان من النفاق والشرك، أي كإبراء المريض من علته، أو تبرئان كما يقشقش الهناء الجرب فيبرؤه، والهناء: القطران يطلى به انظر: تاج العروس، مادة (ق ش ش)(۳۳٥/ ۱۷)..
وسمَّى هذه السورة بسورة المقشقشة زرارة بن أوفى زرارة بن أوفى: الحرشي، أبو حاجب البصري، القاضي، روى عن أبي هريرة، وعبد الله بن سلام، وتميم الداري، وابن عباس، وعنه قتادة، وداود بن أبي هند، وبهز بن حكيم، وأيوب. وغيرهم، قال النسائي: ثقة، وله أحاديث، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من العباد، توفي سنة ۹۳ هـ. انظر: التهذيب (۲۷۸/ ۳)، السير (٥۱٥/ ٤). كما أخرج عنه ابن أبي حاتم قال: (كانت هذه السورة تسمى المقشقشة)انظر: الدر المنثور (٦٥٥/ ۸).، كما سمَّاها بذلك أبو عمرو بن العلاء أبو عمرو بن العلاء: ابن عمار بن العريان المازني النحوي المقرئ، الإمام عالم أهل البصرة حجة في القراءة، قرأ القرآن على حميد الأعرج، ومجاهد، وسعيد بن جبير وعكرمة، وقرأ عليه عبد الوارث بن سعيد، وحماد بن زيد. روى الحديث عن أبيه، وأنس، والحسن البصري، وغيرهم، وعنه شعبة، وشريك، ووكيع، وآخرون. قال ابن معين: ثقة، توفي سنة ۱٥٤ هـ. انظر: ميزان الاعتدال (۲۳۰/ ٦)، والتهذيب (۱۹۷/ ۱۲).، قال: (كانت قل يأيها الكافرون تسمى المقشقشة)أخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲٥۲۳)، (٤۹۹/ ۲)..
وذكرها الزمخشري في تفسيره انظر: (۲۳۸/ ٤).، اسماً للسورة وقال: «إنها تشترك مع سورة الإخلاص بهذا الاسم فيقال المقشقشتان: أي المبرئتان من النفاق».
كما وردت عن بعض المفسرين كابن الجوزي انظر: (۲٥۲/ ۹).، والرازي انظر: (۱۲۷/ ۳۲).، والجمل انظر: (٥۹٦/ ٤).، والألوسي انظر: (۲٤۹/ ۳۰).، وعدها السيوطي اسما ًللسورة في الإتقان انظر: (۱۷٦/ ۱).، وذكرها الفيروزآبادي في البصائر انظر: (٥٤۸/ ۱)..
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسماها بالمقشقشة فلا تكون التسمية توقيفية.
- وجه التسمية:
سُميت بالمقشقشة، لأنها تقشقش من النفاق والشرك، أي: تبرئان منه.
- الاسم الثاني: سورة الإخلاص:
وتسمى هذه السورة أيضاً سورة الإخلاص، وسمَّاها بذلك الرازي في مفاتيح الغيب انظر: (۱۲۷/ ۳۲).، وكذلك الجمل انظر: (٥۹٦/ ٤).، والألوسي انظر: (۲٤۹/ ۳۰). في تفسيريهما.
- وجه التسمية:
قال الجمل في الفتوحات: «سُميت سورة الإخلاص، لأنها منها إخلاص العبادة والدين كما أن قل هو الله أحد في الإخلاص والتوحيد واجتماع النفاق منهما محال لمن اعتقدهما وعمل بهما»انظر: (٥۹٦/ ٤)..
- الاسم الثالث: سورة العبادة:
وسمَّاها بهذا الاسم السخاوي في جمال القراء انظر: (۳۸/ ۱).، ونقلها عنه السيوطي انظر: (۱۷٦/ ۱).، والألوسي في تفسيره انظر: (۲٤۹/ ۳۰).، ووردت في الفتوحات انظر: (٥۹٦/ ٤).، تسميتها (بسورة المعابدة) ولم أجده لغيره، ولم يعلل الجمل تسميتها بذلك، ولعل تسميتها بالمعابدة من لفظ العبادة.
- وجه التسمية:
إن صحت هذه التسمية، فلأنها اشتملت على أمر الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يعلن للمشركين بأنه لا يعبد ما يعبدون من الأصنام والأوثان.
- الاسم الرابع: سورة المنابذة:
النبذ: طرحك الشيء، يقال: نبذ الشيء، إذا رماه وأبعده، ونبذ الكتاب وراء ظهره: ألقاه انظر: تاج العروس، مادة (ن ب ذ)(٤۷۹/ ۹)..
وسمَّاها بهذا الاسم الرازي في تفسيره انظر: (۱۲۷/ ۳۲).، ولم يعلل تسميتها بذلك ولم يورد ما يثبتها على أنها اسم توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الاسم الخامس: سورة الدين:
ووردت هذه التسمية في بصائر ذوي التمييز انظر: (٥٤۸/ ۱).، وعلل الفيروزآبادي تسميتها، لقوله تعالى فيها: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)}.
ورأيت في مصحف نسخ سنة ۱۲٥۷ هـ المصحف مخطوط بجامعة الإمام رقم (٦۸۹۲). سمَّاها (سورة الجحد) ولم أقف على مفسر سمَّاها بذلك.
وهذه السورة تشترك مع سورة (قل هو الله أحد) في اسمين (المقشقشة والإخلاص) كما أنها تشترك مع سورة براءة في اسم (المقشقشة)، لأنها أي براءة كما ذكر في أسمائها تسمى المقشقشة، لأنها تقشقش أي تبرئ من النفاق، فيكون هذا الاسم مشترك بين السور الثلاث (التوبة، الكافرون، الإخلاص).
وجميع هذه الأسماء اجتهادية استنبطها العلماء من المعاني التي تتضمنها السورة، أو سموها بلفظ وقع فيها.