سورة الكهف
أسماؤها التوقيفية:
سورة الكهف، وسورة أصحاب الكهف.
اسمها الاجتهادي:
سورة الحائلة.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة الكهف:
في اللسان: «الكهف: كالمغارة في الجبل إلا أنه أوسع منها، فإذا صغر فهو غار»مادة (ك هـ ف)(۹/ ۳۱۰)..
وفي الصحاح: «الكهف كالبيت المنقور في الجبل، والجمع: كهوف»مادة (ك هـ ف)(٤/ ۱٤۲۲)..
وقد وقعت هذه التسمية للسورة في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدة، منها: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول الكهف، عُصم من الدجال»أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل سورة الكهف) حديث رقم (۸۰۹)(۱/ ٥٥٥). وقيل: سبب ذلك لما فيها من العجائب والآيات، فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال، وقيل: إن أولئك الفتية كما عصموا من ذلك الجبار، كذلك يعصم الله القارئ من الجبارين. انظر: شرح الطيبي (٤/ ۲۳۳).. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال»أخرجه أبو عبيد في فضائله، باب (فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ...) ص ۱۳۲، وأحمد في المسند حديث رقم (۲۷٥۰٥)(٦/ ٤۹٦)، والنسائي في عمل اليوم والليلة باب (ما يجير من الدجال) حديث رقم (۹٥٤)، ص ۲۷٥.. وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، (تفسير سورة الكهف) حديث رقم (۳۳۹۲)(۲/ ۳۹۹)، والبيهقي في سننه، كتاب الجمعة، باب (ما يؤمر به في ليلة الجمعة ويومها)(۳/ ۲٤۹)..
وكذلك وردت تسميتها عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كابن مسعود والبراء بن عازب.
- فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي)كتاب التفسير (سورة الأنبياء) حديث رقم (٤۷۳۹)(٥/ ۲۹۱)..
- وعن البراء بن عازب قال: (كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصانٌ مربوط بشطنين، فتغشتُه سحابة فجعلت تدنو وتدنو وحبل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: «تلك السكينة تنزلت بالقرآن») ¬أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب (فضل الكهف) حديث رقم (٥۰۱۱)(٦/ ٤۲۲)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (نزول السكينة لقراءة القرآن) حديث رقم (۷۹٥)(۱/ ٥٤۷).
قال الطيبي: (وإظهار أمثال هذه الآيات على العباد، من باب التأييد الإلهي يؤيد بها المؤمن فيزداد يقينا، ويطمئن قلبه بالإيمان إذا كوشف بها). انظر: شرح الطيبي (٤/ ۲۲۱).¥.
وهذه الأحاديث العديدة تدل على أن اسم السورة المشهور هو (سورة الكهف)، وهو اسم توقيفي كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم.
- وجه التسمية:
سُميت سورة الكهف لتضمنها المعجزة الربانية في قصة أصحاب الكهف التي ذكرتها السورة بتفصيلها، وهي دليل حاسم ملموس على قدرة الله الباهرة.
وقد وردت لفظة (الكهف) في سورة الكهف فقط دون غيرها من السور، وقد جاءت مرة بلفظ: (الكهف) أربع مرات انظر: آية (۹)، (۱۰)، (۱۱)، (۱٦).، ومرة مضافة إلى ضمير الغائب (كهفهم) مرتين انظر: آية: (۱۷)، (۲٥)..
- الاسم الثاني: سورة أصحاب الكهف:
ويقال لهذه السورة (سورة أصحاب الكهف).
ووردت هذه التسمية في مصحف والمصحف مخطوط على الورق بخط النسخ، قام بنسخه: عبد الله بن يحيى بن حسن الفياض، من شهر محرم الحرام سنة ۱۲۸۸ هـ، وهو من مخطوطات بيت القرآن في البحرين. نسخ في القرن الحادي عشر الهجري، في بلاد اليمن، بلفظ (سورة أهل الكهف).
كما وقعت هذه التسمية في أحاديث رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها: حديث طويل في فتنة الدجال أخرجه مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب (ذكر الدجال وصفته وما معه) حديث رقم (۲۱۳۷)(٤/ ۲۲٥۰).، والترمذي كتاب الفتن، باب (ما جاء في فتنة الدجال) حديث رقم (۲۲٤٥)(٤/ ٥۱۰).، وجاء في لفظ الترمذي: «فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف ... » إلخ الحديث.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض، ولكاتبها من الأجر مثل ذلك؟ ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «سورة أصحاب الكهف»أورده السيوطي في الدر المنثور (٥/ ۳٥٦)، وعزاه لابن مردويه..
وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة إسحاق بن أبي فروة: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عبد الرحمن الأسود، أبو سليمان الأموي، مولى آل عثمان المدني، أدرك معاوية، روى عن أبي الزناد، وعمرو بن شعيب، والزهري، ومكحول، وغيرهم، وعنه الليث بن سعد، وابن لهيعة والوليد بن مسلم، وغيرهم، قال النسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه. توفي سنة ۱۳٦ هـ. انظر: التهذيب (۱/ ۲۱۰)، التاريخ الكبير (۱/ ۳۹٦).: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك، ملأ عظمها ما بين السماء والأرض، لتاليها مثل ذلك»، قال: بلى يا رسول الله؟ قال: «سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، وأعطي نوراً يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال انظر: القرطبي (۱۰/ ۳٤٦)، وأخرج ابن مردويه مثله عن عائشة مرفوعاً. انظر: الدر المنثور (٥/ ۳٥٦).».
كما وردت هذه التسمية في كلام بعض أهل السلف، فقد أخرج ابن سعد عن صفية بنت أبي عبيد صفية بنت أبي عبيد: ابن مسعود الثقفية، امرأة ابن عمر، وهي أخت المختار، أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح لها منه سماع، روت عن حفصة، وعائشة، وأم سلمة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، روى عنها سالم بن عبد الله، ونافع مولى بن عباس، وعبد الله بن دينار، وغيرهم، انظر: أسد الغابة (۷/ ۱۷۲)، التهذيب (۱۲/ ٤۲۹).: (أنها سمعت عمر بن الخطاب يقرأ في صلاة الفجر بسورة أصحاب الكهف)أخرجه ابن سعد في طبقاته (۸/ ۳٤۷).. وذكر هذه التسمية بعض المفسرين كالألوسي انظر: (۱٥/ ۱۹۹).، والقاسمي انظر: (۱۱/ ٤). في تفسيرهما، وعدّها السيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۳). من بين أسماء السورة. وكذلك ابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸٥)..
- وجه التسمية:
قال المهايمي: «سُميت بها لاشتمالها على قصة أصحابه الجامعة فوائد الإيمان بالله، من الأمن الكلي عن الأعداء، والإغناء الكلي عن الأشياء، والكرامات العجيبة، وهذا من أعظم مقاصد القرآن»تفسير المهايمي (۱/ ٤۳۹)..
وهذا الاسم هو اسم توقيفي لثبوته من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاسم الذي قبله، يلتقيان في أن كل منهما مستنبط من القصة التي عنت بها السورة فسورة الكهف تتحدث عن قصة أصحاب الكهف، فإذا قلنا: سورة الكهف هي بمعنى سورة أصحاب الكهف.
اسمها الاجتهادي:
- سورة الحائلة: وسمَّاها البعض (الحائلة) كما ورد ذلك في تفسير الألوسي انظر: (۱٥/ ۱۹۹).، وكتاب الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۳).، والزيادة لابن عقيلة المكي انظر: (۱/ ۳۸٥).، واستدلوا بحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قراءة سورة الكهف التي تدعى في التوراة الحائلة تحول بين قارئها وبين النار»أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤٤۸)(۲/ ٤۷٤)..
إلا أن هذا الحديث لا يصح الاستدلال به لأنه منكر كما قال البيهقي في الشعب تفرد به محمد بن عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن: ابن أبي بكر الجدعاني التيمي المليكي، أبو عزارة المكي، روى عن جعفر بن محمد بن علي، وسليمان بن مرقاع، وأبيه عبد الرحمن المليكي، روى عنه إبراهيم بن محمد الشافعي، وأحمد بن محمد الأزرقي، وإسماعيل بن أويس، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال في موضع آخر: متروك الحديث، انظر: تهذيب الكمال (۲٥/ ٥۹۰)، التقريب ص ٤۹۱.، وهو منكر.
فهذا الاسم لا يعد من أسماء السورة التوقيفية، لأنه مستند على حديث ضعيف.