سورة البقرة
أسماؤها التوقيفية:
سورة البقرة، وسورة الزهراء.
أسماؤها الاجتهادية:
سنام القرآن، وفسطاط القرآن، وسورة الكرسي، وسيدة السور.
أسماؤها التوقيفية:
- الاسم الأول: سورة البقرة:
ثبتت تسمية هذه السورة (بسورة البقرة) في المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاسم المشهورة به منها:
- ما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب (فضل البقرة) حديث رقم (٥۰۰۹)(٦/ ٤۲۲)، ومسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة .. ) حديث رقم (۸۰۷)(۲٥٦)، (۲/ ٥٥٤ - ٥٥٥)، وقال المازري: «قوله من قرأ بالآيتين ... الحديث) يحتمل أن يريد: كفتاه من قيام الليل أو من أذى الشياطين». المعلم بفوائد مسلم (۱/ ۳۰۷)..
- وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صواف ¬قال النووي: «قوله: كأنهما غمامتان أو غيايتان»، قال أهل اللغة: الغمامة والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما. قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين، وقوله: «أو كأنهما فرقان من طير صواف»، وفي الرواية الأخرى: «كأنهما حزقان من طير صواف». الفرقان والحزقان، معناهما واحد. وهما قطيعان وجماعتان. يقال في الواحد: فرق وحزق وحزيقة، أي: جماعة». شرح مسلم (٦/ ۹۰ - ۹۱)، وفي النهاية: «الصواف: أي باسطات أجنحتها في الطيران، والصواف: جمع صافة»(۳۰/ ۳۸).
قال المازري: «قال بعض أهل العلم: يكون هذا الذي يؤتى به يوم القيامة جزاء من قراءتهما، فأجرى اسمهما على ما كان من سببهما كعادة العرب في الاستعارة» المعلم بفوائد مسلم (۱/ ۳۰۷).¥ تحاجَّان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
قال معاوية معاوية: معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي، أبو سلام الدمشقي، روى عن: أبيه، وجده وأخيه زيد، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، وغيرهم، وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، ومحمد بن المبارك، ويحيى بن حسان وآخرون، وثقه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة: ۱۷۰هـ. انظر: التهذيب (۱۰/ ۱۸۸)، والكاشف (۳/ ۱٥۷). وقال عقب الحديث المذكور.: بلغني أن البطلة السحرة أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل قراءة القرآن وسورة البقرة) حديث رقم (۸۰٤)(۱/ ٥٥۳) قال الطيبي: «البطلة: أي السحرة، عبَّر عن السحرة بالبطلة، لأن ما يأتونه باطل، سماهم باسم فعلهم، وإنما لم يقدروا على حفظهما ولم يستطيعوا قراءتهما، لزيفهم عن الحق واتباعهم للوساوس، وانهماكهم في الباطل» شرح الطيبي (٤/ ۲۲٦)..
- وعن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدُمهُ سورة البقرة وآل عمران». وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتُهنَّ بعد، قال: «كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان، بينهما شَرْقٌ شرق: أي ضياء ونور، انظر: شرح مسلم للنووي (٦/ ۹۱). أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما» أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل قراءة القرآن وسورة البقرة) حديث رقم (۸۰٥)(۱/ ٥٥٤)..
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد) حديث رقم (۲۱۲)(۱/ ٥۳۹)..
- وورد في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة»أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب (من رمى الجمار بسبع حصيات) حديث رقم (۱۷٤۸)(۲/ ٥۳۸)، والحديث بتمامه: (أنه أتى إلى الجمرة الكبرى، جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، ورمى بسبع وقال: هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه مسلم، كتاب باب الحج، (رمي جمرة العقبة من بطن الوادي ...) حديث رقم (۱۲۹٦)(۲/ ۹٤۲)..
وهذا الاسم هو الذي عُنوِنَت به في المصاحف وفي كتب التفسير والحديث.
- وجه التسمية:
سُميت سورة البقرة بهذا الاسم، لأنها انفردت بذكر قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها لتكون آية، فقد كان للبقرة شأن إلهي عجيب في هذه الحادثة.
وقعت الجناية وقتل القتيل، واختلف أهل الحي في القاتل من هو؟ وأخذ كلّ يدفع الجناية عن نفسه ويتهم بها غيره، ومنهم من يعلم عين الجاني ويكتم أمره، قال تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة: ۷۲].
وترافع القوم إلى موسى عليه السّلام ليحكم في هذه الجناية التي خفي مرتكبها، فأمرهم صلوات الله وسلامه عليه من ربه جل وعلا، أن يذبحوا بقرة، وأن يضربوا القتيل ببعضها، فيحيا بإذن الله ويخبر بقاتله، ولما طُبع عليه بنو إسرائيل من العناد في تنفيذ الأوامر، وقفوا كالساخرين أو الهازئين من الأمر بذبح البقرة، حتى قالوا لنبيهم موسى: أتتخذنا هزواً؟ وما كان لنبي الله أن يسخر أو يهزأ، ولكن القلوب الملتوية تنصرف عن الحق وتعاند في قَبوله، فأخذوا في سؤال نبيهم عن أوصاف البقرة، وأكثروا من السؤال وشددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم جزاء تنطُّعهم، شأنه في كل متشدد متنطع. وحددها لهم في دائرة من السن والأوصاف والعمل.
وأخيراً وبعد حيرة ومشقة عثروا عليها {فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ}، ثم ضربوا القتيل بجزء منها فأحياه الله وأنبأهم بالمجرم الجاني: {فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}انظر: تفسير القرآن الكريم - محمود شلتوت ص ٤۰..
وقد انفردت هذه السورة بذكر تلك القصة ومن أجلها سُميت «سورة البقرة».
قال البقاعي في نظم الدرر في وجه تسميتها بسورة البقرة: «مقصودها إقامة الدليل على أن الكتاب هدى يتبع في كل ما قال، وأعظم ما يهدي إليه الإيمان بالغيب. ومداره الإيمان بالبعث الذي أعربت عنه سورة البقرة، فلذلك سميت بها السورة، وكانت بذلك أحق من قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لأنها في نوع البشر، مما تقدمها في قصة بني إسرائيل من الإحياء بعد الإماتة بالصعق وكذلك ما شاكلها، لأن الإحياء في قصة البقرة عن سبب ضعيف في الظاهر بمباشرة من كان من آحاد الناس فهي أدل على القدرة، ولا سيما وقد اتبعت بوصف القلوب والحجارة فوصفت القلوب بالقسوة الموجبة للشقوة، ووصفت الحجارة بالخشية الناشئة في الجملة عن التقوى»نظم الدرر (۱/ ٥٥)..
وذهب ابن عاشور إلى أنها أضيفت إلى قصة البقرة تمييزاً لها عن السور ال (آلم) من الحروف المقطعة وقال: «لأنهم كانوا ربما جعلوا تلك الحروف المقطعة أسماء للسور الواقعة هي فيها وعرفوها بها نحو (طه ويس وص)» التحرير والتنوير (۱/ ۲۰۱)..
- الاسم الثاني: سورة الزهراء:
اشتهرت تسمية هذه السورة مع سورة آل عمران (بالزهراوين) والزهروان: أي المُنيرتان المُضيئتان، واحدتها: زهراء انظر: اللسان، مادة (ز هـ ر)(٤/ ۳۳۲)، والنهاية (۲/ ۳۲۱)..
وقد وردت تسميتها في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: «اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران ... » الحديث أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب (فضل قراءة القرآن وسورة البقرة) حديث رقم (۸۰٤)(۱/ ٥٥۳) قال الطيبي: «البطلة: أي السحرة، عبَّر عن السحرة بالبطلة، لأن ما يأتونه باطل، سماهم باسم فعلهم، وإنما لم يقدروا على حفظهما ولم يستطيعوا قراءتهما، لزيفهم عن الحق واتباعهم للوساوس، وانهماكهم في الباطل» شرح الطيبي (٤/ ۲۲٦)..
وقد ذكر هذا الاسم الفيروزآبادي في البصائر انظر: (۱/ ۱۳٤).، والبقاعي في مصاعد النظر انظر: (۲/ ۱۰)..
- وجه التسمية:
سُميت هذه السورة وسورة آل عمران بالزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما انظر: شرح النووي لمسلم (٦/ ۸۹).. وعلل تسميتها البقاعي: «لا يجابها إسفار الوجوه في يوم الجزاء؛ ولأنها سورة الكتاب الذي هو هاد»مصاعد النظر (۲/ ۱۰)..
وقال القرطبي انظر: تفسيره (٤/ ۳). في وجه التسمية: للعلماء في تسمية (البقرة) و (آل عمران) بالزهراوين ثلاثة أقوال:
الأول: أنهما النيِّرتان، مأخوذ من الزهْر والزُّهرة، لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، أي: من معانيهما.
الثاني: لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة.
الثالث: سُميتا بذلك لأنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم، كما ذكره أبو داود وغيره أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب (الدعاء) حديث رقم (۱٤۹٦)(۲/ ۸۰)، والترمذي، كتاب الدعوات باب (٦٤) حديث رقم (۳٤۸۷)(٥/ ٥۱۷)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب (اسم الله الأعظم) حديث رقم (۳۸٥٥)(۲/ ۱۲٦۷)، والدارمي، كتاب فضائل القرآن، باب (فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي) حديث رقم (۳۳۸۹)(۲/ ٥٤۲)، وعبد بن حميد في مسنده. انظر: المنتخب من مسند عبد ابن حميد ص ٤٥٦. عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ}[البقرة: ۱٦۳]، والتي في آل عمران: {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} .
أخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه لكن عنده قال في هاتين الآيتين: {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ۲٥٥]، و {الم (۱) اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
إن فيها اسم الله الأعظم ¬حديث رقم (۲۷٥۹۸)(٦/ ٥۰۹).
قال القارئ: روى الحاكم اسم الله الأعظم في ثلاث سور: البقرة وآل عمران وطه. قال القاسم عبد الرحمن التابعي روي أنه قال: «لقيت مائة صحابي فالتمستها - أي السور الثلاث فوجدت أنه الحي القيوم»، قال ميرك: «قرأ الإمام فخر الدين الرازي واحتج بأنهما يدلان على صفات الربوبية ما لم يدل على ذلك غيرهما كدلالتها» واختاره النووي، وقال الجزري: وعندي «أنه لا إله إلا هو الحي القيوم». وذكر القارئ أقوالاً عديدة في تعيين اسم الله الأعظم يطول ذكرها في هذا المقام. انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقارئ (٥/ ۱۰۲). وانظر: عون المعبود (۲/ ۲٥٥)، وبذل المجهود (۷/ ۳٤٦).
وقال أبو حفص عمرو بن أبي سلمة الدمشقي: «فنظرتُ في هذه السور الثلاث فرأيت فيها أشياء ليس في القرآن مثلها: آية الكرسي: {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وفي آل عمران: {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وفي طه: {*وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}» شرح مشكل الآثار للطحاوي (۱/ ۱٦۳).¥.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سنام القرآن:
سنام كل شيء أعلاه، والجمع: أسنمة انظر: اللسان، مادة (س ن م)(۱۲/ ۳۰٦)، والنهاية (۲/ ٤۰۹)، وفي الفائق في غريب الحديث للزمخشري (السِّنمة: العظيمة السنام)(۱/ ۷٦).. وقد وردت تسمية السورة (سنام القرآن) في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۱).، والبصائر وفي مصاعد النظر انظر: (۱/ ۱۳٤)، (۲/ ۱۰).، وابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸۲).، وذكرها الألوسي في تفسيره انظر: (۱/ ۹۸)..
واستدلوا بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث منها:
- ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «إن لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان يخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»أخرجه ابن الضريس في فضائله، باب (في فضل سورة البقرة) ص ۳۸، والدارمي، كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل سورة البقرة) حديث رقم (۳۳۷۷)(۲/ ٥۳۹)، والحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، باب (من سورة البقرة) حديث رقم (۳۰۲٦)(۲/ ۲۸٥)، والبيهقي في الشعب باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲۳۷٦)(۲/ ٤٥۲). وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (۲/ ۱۳٦)..
- وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته نهاراً لم يقرب بيته الشيطان ثلاثة أيام، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخل بيته الشيطان ثلاث ليال»أخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲۳۷۸)(۲/ ٤٥۳)، وابن حبان في صحيحه، كتاب الرقائق، باب (قراءة القرآن) حديث رقم (۷۸۰)(۳/ ٥۹)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده حديث رقم (۷٥٥٤)(۱۳/ ٥٤۷)..
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي»أخرجه الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب (ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي) حديث رقم (۲۸۸۳)(٥/ ۱٥۷)، وسعيد بن منصور في سننه، كتاب التفسير، (تفسير سورة البقرة)، حديث رقم (٤۲٤)(۳/ ۹٥۰)، والحاكم في المستدرك، كتاب التفسير (سورة البقرة) حديث رقم (۳۰۲۷)(۲/ ۲۸٥)، والبيهقي في الشعب باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲۳۷٥)(۲/ ٤٥۲)..
- وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، استخرجت {اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ۲٥٥] من تحت العرش فوصلت بها»أخرجه الإمام أحمد في مسنده، حديث رقم (۲۰۲٤٦)(٥/ ۳٥)، وزاد نسبته السيوطي في الدر (۱/ ٥۱) إلى محمد بن نصر والطبراني..
كما أخرج البخاري في تاريخه انظر: (٤/ ۱٥۱). عن السائب بن خُباب السائب بن خُباب: السائب بن خباب، أبو مسلم، وقيل: أبو عبد الرحمن، صاحب المقصورة مولى فاطمة بنت عقبة بن ربيعة، روى حديثاً واحداً عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه: محمد بن عمرو بن عطاء، وإسحاق بن سالم، وابن مسلم بن السائب، توفي سنة ۷۷ هـ. انظر: أسد الغابة (۳/ ۳۹۰)، الإصابة (٤/ ۱۸). ويقال: له صحبة، قال: البقرة سنام القرآن.
- وجه التسمية:
لعل هذه السورة سُميت بذلك لأن سنام كل شيء أعلاه، وسورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، ومن أوائله، وهي تشتمل على العديد من قواعد التوحيد والأحكام الشرعية والمواعظ والعبر والله أعلم، ولهذا أقول: إن سنام القرآن هو ليس عَلَماً للسورة، إنما هو وصف تشريفي وصفت به السورة لهذه الأسباب.
- الاسم الثاني: فسطاط القرآن:
الفسطاط - بالضم والكسر - المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط انظر: النهاية (۳/ ٤٤٥)، وفي الفائق (الفسطاط: ضربٌ من الأبنية في السفر، دون السُّرادق)(۳/ ۱۱٦).. وقد ذكر هذا الاسم بعض المفسرين في تفاسيرهم، واستدلوا بما أخرجه الديلمي الديلمي: شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، أبو شجاع الديلمي الهمداني، مؤرخ من العلماء بالحديث، سمع أبا الفضل بن عثمان الفوساني، وأبا عمرو بن منده، وغيرهما، وروى عنه: ابنه شهردار، ومحمد بن الفضل الإسفرايني، وآخرون، وكان يلقب الكليا، له (تاريخ همدان) بلده، و (الفردوس بمأثور الخطاب)، (رياض الأنس لعقلاء الإنس)، توفي سنة ٥۰۹ هـ. انظر: طبقات الشافعية (٤/ ۲۳۰)، طبقات الحفاظ ص ٤٥۷، طبقات فقهاء الشافعية (۱/ ٤۸٦). عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السورة التي يذكر فيها البقرة فسطاط القرآن، فتعلموها فإن تعلُّمها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة»مسند الفردوس بمأثور الخطاب، حديث رقم (۳٥٥۹)(۲/ ۳٤٤)..
- كما أخرج الدارمي عن خالد بن معدان خالد بن معدان: خالد بن معدان بن أبي كرب، أبو عبد الله الكلاعي الحمصي، روى عن: أبي عبيدة بن الجراح، وأبو هريرة، ومعاذ بن جبل، وغيرهم، حدث عنه: ثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو، وآخرون، يعتبر من الطبقة الثالثة من فقهاء الشام بعد الصحابة، تابعي ثقة، وهو أحد الأثبات، غير أنه يدلس ويرسل حديثه في الكتب الستة، توفي سنة ۱۰۳ هـ. انظر: تهذيب ابن عساكر (٥/ ۸۹)، تذكرة الحفاظ (۱/ ۹۳)، التهذيب (۳/ ۱۰۲). موقوفاً أنه كان يسميها فسطاط القرآن كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل سورة البقرة) حديث رقم (۳۳۷٦)(۲/ ٥۳۹)..
ومن هؤلاء المفسرين ابن عطية انظر: (۱/ ۸۱).، والقرطبي انظر: (۱/ ۱٥۲).، والثعالبي انظر: تفسيره الجواهر الحسان (۱/ ۲۸).، والجمل انظر: تفسيره الفتوحات الإلهية (۱/ ۸)، والجمل: سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الأزهري، المعروف بالجمل: فاضل، مفسر، فقيه، شارك في بعض العلوم، سكن القاهرة، له مؤلفات منها: (الفتوحات الإلهية) حاشية على تفسير الجلالين، و (المواهب المحمدية بشرح الشمائل الترمذية) وغيرها. توفي سنة ۱۲۰٤ هـ. انظر: هدية العارفين (۱/ ٤۰٦)، معجم المؤلفين (۱/ ۷۹٥)، الأعلام (۳/ ۱۳۱).، والألوسي انظر: (۱/ ۹۸).، كما ذكرها الكرماني انظر: غرائب التفسير وعجائب التأويل (۱/ ۱۰۷). في العجائب، والفيروزآبادي في البصائر انظر: (۱/ ۱۳٤).، وفي مصاعد النظر انظر: (۲/ ۱۰).، والسيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۱).، وابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸۲)..
- وجه التسمية:
«سُميت السورة بفسطاط القرآن، وذلك لعظمها وبهائها، ولإحاطتها بأحكام ومواعظ كثيرة لم تذكر في غيرها»انظر: المحرر الوجيز (۱/ ۸۱)، القرطبي (۱/ ۱٥۲)، الإتقان (۱/ ۱۷۱)..
قال ابن العربي: «ولعظم فقهها أقام عبد الله بن عمر ثماني سنين في تعلّمها»أحكام القرآن (۱/ ۸)..
والذي يظهر كذلك أن «فسطاط القرآن» هو من باب ذكر أوصاف السورة لا من باب الأسماء.
- الاسم الثالث: سورة الكرسي، سيدة السور:
ذكر الفيروزآبادي انظر: البصائر (۱/ ۱۳٤). اسماً آخر للسورة فسمَّاها (سورة الكرسي) وعلل تسميتها بذلك لاشتمالها على آية الكرسي التي هي أعظم آيات القرآن، وهذا الاسم تفرد به الفيروزآبادي ولم يذكر مستنده في ذلك.
وأسماها الشوشاوي في الفوائد الجليلة انظر: ص:۳۹۱ والأثر الذي ورد جاء بلفظ: سيدة آي القرآن: آية الكرسي. رواه الحاكم (۲/ ۲٦۰).(سيدة السور) فقال: (أما السورة التي يقال أنها سيدة السور فهي سورة البقرة لقوله عليه الصلاة والسلام سيدة القرآن سورة البقرة).
ومن ذلك يتبين أن الأسماء التوقيفية للسورة هي (البقرة، والزهراء) وبقية الأسماء هي اجتهادية ومستنبطة من الأحاديث التي وردت فيها.