سورة الشعراء
اسمها التوقيفي:
سورة الشعراء.
أسماؤها الاجتهادية:
طسم، وطسم الشعراء، وسورة الجامعة، وسورة الظلة.
اسمها التوقيفي:
- سورة الشعراء:
والشعراء: جمعُ شاعر؛ وهو قائل وناظم الشعر.
واشتهرت تسمية هذه السورة (بسورة الشعراء)، وقد جاءت هذه التسمية في كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم، فقد أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: «أنزلت سورة الشعراء بمكة»انظر: الدر المنثور (٦/ ۲۸۸)..
كما أخرج النحاس عن ابن عباس قال: (سورة الشعراء نزلت بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (۲۲٤)} إلى آخرها) الناسخ والمنسوخ (۲/ ٥۷۱)..
وكذلك جاءت تسميتها في المصاحف وفي كتب التفسير وكتب السنة.
- وجه التسمية:
سُميت بسورة الشعراء، لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، فقد ذكر الله فيها الشعراء الضالين والشعراء المؤمنين، وذلك ردّاً على المشركين في زعمهم أن محمداً كان شاعراً فردَّ الله عليهم ذلك الكذب والبهتان بقوله: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (۲۲٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (۲۲٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (۲۲٦)} ووردت لفظة (الشعراء) مرة واحدة في القرآن في هذه السورة، وجاءت مفردة (شاعر) في عدة سور انظر: سورة الأنبياء: آية (٥)، الصافات: آية (۳٦)، الطور: آية (۳۰)، الحاقة: آية (٤۱). وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس آية: (٦۹)..
قال المهايمي: «سُميت هذه السورة بها، لاختصاصها بتمييز الرسل عن الشعراء، لأن الشاعر، إن كان كاذباً فهو رئيس الغواة لا يتصور منه الهداية، وإن كان صادقاً لا يتصور منه الافتراء على الله تعالى. وهذا من أعظم مقاصد القرآن تفسير المهايمي (۲/ ۸۷).».
وقال البقاعي في نظم الدرر: «وتسميتها بالشعراء أدل دليل على ذلك بما يفارق به القرآن الشعر من علو مقامه، واستقامة مناهجه وعز مرامه، وصدق وعده ووعيده وعدل تبشيره وتهديده»انظر: (۱٤/ ۱)..
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول والثاني: طسم، وطسم الشعراء:
وسُميت هذه السورة {طسم} وتسمى أيضا (طسم الشعراء)، ووردت في كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم، فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن {طسم} الشعراء، فقال: «ليست معي ولكن عليكم ممن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليكم بأبي عبد الله خباب بن الأرت»أخرجه أبو نعيم في الحلية (۱/ ۱٤۳)..
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة»أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (٥/ ٥٤۸)..
وسمَّاها السخاوي في جمال القراء انظر: (۱/ ۳۷). سورة {طسم} وهي تسمية للسورة بمفتتحها.
- الاسم الثالث والرابع: سورة الجامعة، وسورة الظلة:
وعرفت تسمية هذه السورة ب (سورة الجامعة)، ووقعت هذه التسمية في تفسير الإمام مالك كما نسبها إليه ابن كثير انظر: (۳/ ۳۳۰)، طبعة دار إحياء التراث العربي.، والسيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۳).، وذكرها الألوسي في تفسيره انظر: (۱۹/ ٥۸).، وابن عقيلة المكي في الزيادة انظر: (۱/ ۳۸٦).، والقاسمي انظر: (۱۳/ ٤)..
قال ابن عاشور: «ولم يظهر وجه وصفها بهذا الوصف، ولعلها أول سورة جمعت ذكر الرسل أصحاب الشرائع المعلومة إلى الرسالة المحمدية»انظر: (۱۹/ ۹۰).. ووردت في أحكام القرآن انظر: (۳/ ۱٤۳٥). لابن العربي بلفظ (الخاضعة) ولعلها تصحيف لفظ (الجامعة).
كما ذكر البقاعي في نظم الدرر وفي مصاعد النظر انظر: (۲/ ۳۲٤).، اسماً آخر للسورة فسماها (بالظلة) وقال: «تسميتها بالظلة إشارة إلى أنه أعدل في بيانه، وأدل في جميع شأنه من المقادير التي دلت عليها قصة شعيب عليه السّلام بالمكيال والميزان، وأحرق من الظلة لمن يبارزه بالعصيان»انظر: (۱٤/ ۲)..
وهذه الأسماء {طسم}، (الجامعة)، (والظلة) لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي اجتهادية من الصحابة أو بعض العلماء كما استنبطوها من مضمون السورة فيبقى اسمها المشهور (الشعراء) هو التوقيفي.