سورة يس
اسمها التوقيفي:
سورة يس.
أسماؤها الاجتهادية:
قلب القرآن، وسورة الـمُعِمَّة، والدافعة القاضية، وسورة العظيمة عند الله تعالى، وسورة حبيب النجار، وسورة العزيزة.
اسمها التوقيفي:
- سورة يس:
اختلف المفسرون انظر: الماوردي (٥/ ٥)، ابن عطية (٤/ ٤٤٥)، القرطبي (۱٥/ ٤)، الشوكاني (٤/ ٥۱۰). وانظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ۲۷۷)، وانظر: الشفا للقاضي عياض (۱/ ٤۲)، وقد توسع في ذكر هذه الأقوال. في معنى يس على أقوال:
فقيل معناها: يا رجل، أو: يا إنسان، وقيل: يا محمد. وقال سعيد بن جبير وغيره: هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم دليله: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (۳)} [يس: ۳]، ومنه قوله: {سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (۱۳۰)} [الصافات: ۱۳۰]. أي على آل محمد. قال الواحدي: «قال ابن عباس والمفسرون: يريد يا إنسان: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: «إنه اسم من أسماء القرآن انظر: الوسيط (۳/ ٥۰۹).».
وقد سُميت السورة بمسمَّى الحرفين الواقعين في أولها. وكتبت في المصاحف وكتب التفسير والحديث. وقد وردت تسميتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا يس على موتاكم» ¬أخرجه أبو داود، كتاب الجنائز، باب (القراءة عند الميت) حديث رقم (۳۱۲۱)(۳/ ۱۹۱)، وابن ماجه، كتاب الجنائز، باب (ما جاء فيما يقال عند المريض إذ حضر) حديث رقم (۱٤٤۸)(۱/ ٤٦٦)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤٥۷)(۲/ ٤۷۸).
والحديث إسناده ضعيف فيه محمد بن مكي وأبو عثمان كلاهما مقبول كما قال الحافظ في التقريب، انظر: (ص ٥۰۸، ص ٦٥۷)، وأما أبو أبي عثمان فمجهول.
وضعفه الألباني في المشكاة (۱/ ٦٦۸).¥.
- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» ¬أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب فضائل القرآن، باب (ما جاء في فضل يس) حديث رقم (۲۸۹۲)(٥/ ۱٦۲)، والدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل يس) حديث رقم (۳٤۱٦)(۲/ ٥٤۸)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤٦۰)(۲/ ٤۷۹)، والثعلبي في تفسيره. انظر: مخطوطة الكشف والبيان ج ۸ ورقة (٤٦۸).
والحديث إسناده ضعيف لأجل سفيان بن وكيع، قال الحافظ فيه: (كان صدوقا إلا أنه ابتلي بورّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه)، ص ۲٤٥، وقال عنه أبو حاتم: (لين). انظر: الجرح والتعديل (٤/ ۲۳۲)، وقال أبو زرعة: (يتهم بالكذب)، انظر: الميزان (۲/ ۳٦۳). وأيضا لجهالة أبي محمد، انظر: التقريب (ص ٥٦۹)، والميزان (٥/ ٤۱۳). وقد اتهمه الذهبي بهذا الحديث، انظر: الميزان (٥/ ٤۱۳)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: (موضوع) ص ۲۷۹.¥.
- وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له»أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب الصلاة، فصل (في قيام الليل) حديث رقم (۲٥۷٤)(٦/ ۳۱۲)..
- وجه التسمية:
سُميت السورة (سورة يس)، لأن الله تعالى افتتح السورة الكريمة بها، وقد انفردت هذه السورة بافتتاحها بهذين الحرفين فميزت بها عن بقية السور.
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: قلب القرآن:
عُدَّ (قلب القرآن) أحد أسماء هذه السورة، وقد وردت تسميتها بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» ¬أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب فضائل القرآن، باب (ما جاء في فضل يس) حديث رقم (۲۸۹۲)(٥/ ۱٦۲)، والدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب (في فضل يس) حديث رقم (۳٤۱٦)(۲/ ٥٤۸)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤٦۰)(۲/ ٤۷۹)، والثعلبي في تفسيره. انظر: مخطوطة الكشف والبيان ج ۸ ورقة (٤٦۸).
والحديث إسناده ضعيف لأجل سفيان بن وكيع، قال الحافظ فيه: (كان صدوقا إلا أنه ابتلي بورّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه)، ص ۲٤٥، وقال عنه أبو حاتم: (لين). انظر: الجرح والتعديل (٤/ ۲۳۲)، وقال أبو زرعة: (يتهم بالكذب)، انظر: الميزان (۲/ ۳٦۳). وأيضا لجهالة أبي محمد، انظر: التقريب (ص ٥٦۹)، والميزان (٥/ ٤۱۳). وقد اتهمه الذهبي بهذا الحديث، انظر: الميزان (٥/ ٤۱۳)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: (موضوع) ص ۲۷۹.¥.
وسمَّاها بقلب القرآن السخاوي في جمال القراء انظر: (۱/ ۳۷).، والسيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷٤).. كما ذكرها الألوسي في تفسيره انظر: (۲۲/ ۲۰۸).، وابن عقيلة المكي انظر: (۱/ ۳۸٦).، وسمَّاها البقاعي في نظمه انظر: (۱٦/ ۸۱).، وفي مصاعد النظر انظر: (۲/ ۳۸۸).، (بالقلب) من غير الإضافة.
- وجه التسمية:
بَيَّن حجة الإسلام الغزالي عليه رحمة الله وجه إطلاق ذلك عليها بأن المدار على الإيمان وصحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهو مقرر فيها على أبلغ وجه وأحسنه، ولذا شبهت بالقلب الذي به صحة البدن وقوامه. واستحسنه الإمام الرازي في تفسيره انظر: (۲٦/ ۹۹)..
وقيل: «لاحتواء السورة مع قصر نظمها وصغر حجمها على الآيات الساطعة، والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة، والمعاني الدقيقة، والمواعيد الرغيبة، والزواجر البالغة، والإشارات الباهرة، والشواهد البليغة، وغير ذلك مما لو تدبره المؤمن السليم لصدر عنه بالرأي»شرح الطيبي (٤/ ۲٥٥)..
والذي يظهر لي أن قلب القرآن هو ليس اسماً للسورة، إنما هو وصف وصفها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: «إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس».
- الاسم الثاني والثالث: سورة الـمُعِمَّة، والدافعة القاضية:
أورد هذين الاسمين صاحب الإتقان انظر: (۱/ ۱۷٤).، والألوسي انظر: (۲۲/ ۲۰۹).، واستند بما أخرجه البيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سورة يس تدعى في التوراة الـمُعِمَّة»، قيل: وما الـمُعِمَّة؟ قال: «تعمُّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا وتدفع عنه أهوال الآخرة، وتدعى الدافعة القاضية، تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة ... » الحديث شعب الإيمان، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (۲٤٦٥)(۲/ ٤۸۰)، وقد تعقب البيهقي هذا الحديث فقال: «تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن سليمان بن رقاع الجندي وهو منكر»..
وقد نقل هذا الحديث بعض المفسرين في كتبهم كالقرطبي انظر: (۱٥/ ۱).، والبيضاوي انظر: (۲/ ۲۷۷).، وأبي السعود انظر: (۷/ ۱۸٥).، والجمل انظر: (۳/ ٥۰۱).، وذكرها البقاعي في نظمه انظر: (۱٦/ ۸۱).، وفي مصاعد النظر انظر: (۲/ ۳۸۸).، وابن عقيلة انظر: (۱/ ۳۸٦)..
- وجه التسمية:
يظهر وجه التسمية من الحديث المتقدم وهو أنها سُميت بالمعمّة:
لأنها تعم صاحبها بخيري الدنيا والآخرة، وسميت بالدافعة والقاضية، لأنها تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة.
قال البقاعي في وجه التسمية: «أن من اعتقد الرسالة كفته ودفعت عنه جميع مهمه، وقضت له بكل خير، وأعطته كل مراد ... والمعمة: الشاملة بالخير والبركة، يقال: عمهم بالعطية وهو يعم خيره»نظم الدرر (۱٦/ ۸۱)..
وهذا الحديث الذي استند إليه في تسمية السورة بهذه الأسماء هو منكر، فلا يصلح أن يكون مستنداً صحيحاً لها.
- الاسم الرابع: سورة العظيمة عند الله تعالى:
أورد تسميتها العظيمة عند الله تعالى الألوسي في تفسيره روح المعاني انظر: (۲۲/ ۲۰۹).، واستند إلى حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله تعالى، يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفع صاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر، وهي سورة يس»أورده السيوطي في الدر (۷/ ٤۰)، وعزاه لأبي النصر السجزي في الإبانة وحسنه.. وذكر القرطبي أنها تدعى العزيزة في حديث طويل مشابه للحديث المتقدم انظر: الجامع لأحكام القرآن (۱٥/ ۳)..
وإن صح هذا الحديث، فهذا وصف تشريفي للسورة بأن صاحبها يكون له المكانة العظيمة عند الله يوم القيامة.
- الاسم الخامس: سورة حبيب النجار:
سمَّاها سورة حبيب النجار الفيروزآبادي في البصائر انظر: (۱/ ۳۹۰).. وذكر ابن عاشور في تفسيره أن هذه التسمية وردت في مصحف مشرقي نسخ سنة (۱۰۷۸ هـ) والذي يظهر أنه في بلاد العجم عنونها (سورة حبيب النجار) وعلق على هذا الاسم بقوله: (وهذه تسمية غريبة لا نعرف لها سنداً)التحرير والتنوير (۲٤/ ۳٤۱)..
ولعل الفيروزآبادي سمَّاها بذلك، لأنها اشتملت على قصته في قوله تعالى: {وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (۲۰)}.
- الاسم السادس: سورة العزيزة:
ذكرها الشوشاوي في الفوائد الجليلة ص ۳٤۸.. وعلل تسميتها بذلك لعزة مقامها عند الله تبارك وتعالى لقوله عليه الصلاة والسلام " إن في القرآن سورة تدعى العزيزة عند الله تعالى، يدعى صاحبها الشريف عند الله ..." الحديث. وورد في كنز العمال انظر: (۱/ ٥۹۱) حديث رقم (۲٦۸۷). عن صهيب بلفظ: (في التوراة العزيزة ويدعى قارئها العزيز وهي يس).
وهذه الأسماء الستة البعض منها مثل: (قلب القرآن - العظيمة عند الله تعالى) أوصاف للسورة، والبعض منها: (كالمعمة والدافعة والقاضية وحبيب النجار والعزيزة) لم يثبت فيه خبر صحيح.