الفهرس

سُورة المائدة
سورة المائدة اسمها التوقيفي: سورة المائدة. أسماؤها الاجتهادية: سورة العقود، وسورة المنقذة، وسورة الأحبار، والمبعثرة، وسورة المائدة وعشرون آية، وسورة الأخيار.
اسمها التوقيفي:
- سورة المائدة: سُميت هذه السورة (سورة المائدة) في كتب التفسير، وكتب السنة، وهي أشهر أسمائها، ووقعت تسميتها في كلام بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو، وعائشة أم المؤمنين، وابن عباس وأسماء بنت يزيد، وغيرهم، كما ورد في كتب السنة منها: - ما رواه جبير بن نفير قال: (حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، فقالت: أما أنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه) أخرجه أحمد في مسنده، حديث رقم (۲٥٥۳٥) (٦/ ۲۱۳)، والحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، (تفسير سورة المائدة)، حديث رقم (۳۲۱۰) (۲/ ۳٤۰)، وأبو عبيد في فضائله، باب (فضل المائدة والأنعام) ص ۱۲۸.. - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها) أخرجه أحمد في مسنده، حديث رقم (٦٦٤۰) (۲/ ۲۳٤).. - وعن ابن عباس رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة والتوبة) أخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور (۳/ ۳).. - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: (نزلت سورة المائدة على النبي صلى الله عليه وسلم جميعا إن كادت من ثقلها لتكسر الناقة) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، حديث رقم (۲۷٥۷۹) (٦/ ٥۰۷)، وابن جرير في تفسيره (٤/ ٤۲۳)، والطبراني، حديث رقم (٤٤۹) (۲٤/ ۱۲۸)، والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات)، حديث رقم (۲٤۳۰) (۲/ ٤٦۹)، وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (۳/ ۳) إلى عبد بن حميد ومحمد بن نصر في الصلاة وأبو نعيم في الحلية.. - وجه التسمية: سُميت هذه السورة (سورة المائدة) لاشتمالها على قصة نزول المائدة من السماء، فهي السورة الوحيدة التي تحدثت عن المائدة التي طلب الحواريون من نبيهم عيسى عليه السّلام أن يسألها ربه، وذلك في قوله تعالى: {إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (۱۱۲) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشّاهِدِينَ (۱۱۳)}. قال المهايميّ: «سُميت بها لأن قصتها أعجب ما ذكر فيها، لاشتمالها على آيات كثيرة ولطف عظيم على من آمن، وعنف شديدٍ على من كفر» تفسير المهايمي (۱/ ۱۷۷)..
أسماؤها الاجتهادية:
- الاسم الأول: سورة العقود: العَقْد: العهد، والجمع: عُقود، وهي أوكد العهود، والمعاقدة: المعاهدة انظر: اللسان، مادة (ع ق د) (۳/ ۲۹۷).. وقد وردت تسمية السورة بهذا الاسم في بعض كتب التفسير وعلوم القرآن، فذكرها أبو حيان انظر: (٤/ ۱٥٦).، والألوسي انظر: (٥/ ٤۷).، والسخاوي انظر: (۱/ ۳٦).، والسيوطي انظر: (۱/ ۱۷۲).، والبقاعي انظر: (٦/ ۱).، ولم يثبت هذا الاسم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن السلف. إنما هو من اجتهاد المفسرين من معنى الآية الأولى. - وجه التسمية: ووجه تسميتها بهذا الاسم لأنها أيضاً السورة الوحيدة التي افتتحت بطلب الإيفاء بالعقود من المؤمنين بقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (۱)}. - الاسم الثاني: سورة المنقذة: المنقذة: اسم فاعل من الفعل نَقَذَ ينْقُذُ نَقذاً: نجا، وأنقذه ونقَّذه بمعنى: نجّاه وخلَّصه انظر: اللسان، مادة (ن ق ذ) (۳/ ٥۱٦).. وقد ذكر هذا الاسم بعض المفسرين في كتبهم كابن عطية انظر: (٤/ ۳۱۲).، وأبي حيان انظر: (٤/ ۱٥٦).، والألوسي انظر: (٥/ ٤۷).، وذكره السيوطي في الإتقان انظر: (۱/ ۱۷۲).. - وجه التسمية: وجه تسميتها بالمنقذة، لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب، ولعلهم استندوا في تسميتها بسورة (المنقذة) على حديث ذكره ابن عطية انظر: (۲/ ۱٤۳).، والقرطبي انظر: (٦/ ۳۰).، في تفسيرهما، وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب» لم أقف على تخريج هذا الحديث، قال محقق تفسير القرطبي: (لم أجده، والظاهر أنه من رواية النقاش، وهو موضوع بكل حال) (٦/ ۳۰).. - الاسم الثالث والرابع والخامس والسادس: سورة الأحبار، والمبعثرة، وسورة المائة وعشرون آية، وسورة الأخيار: كما ورد في بصائر ذوي التمييز انظر: (۱/ ۱۷٦). وفي مصاعد النظر انظر: (۲/ ۱۰٦). تسميتها بسورة الأحبار لاشتمالها على ذكرهم في قوله تعالى: {وَالرَّبّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ} [آية: ٤٤]، وقوله: {لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ} [آية: ٦۳]. وفي النهاية انظر: (۱/ ۳۲۸).: وسُميت سورة المائدة سورة الأحبار لقوله تعالى فيها: {وَالرَّبّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ}. وهم العلماء. وفيه قال الشاعر والشاعر هو جرير، انظر: ديوانه شرح د. يوسف عيد، ص ۳۹۰. ويعني بعبد آل مقاعس: الفرزدق.: إنّ البَعِيثَ وَعبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ … لا يَقْرآنِ بسُورَةِ الأحبْارِ أي: لا يفيان بالعهود، يعني بقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ۱]. كما ورد في تفسير أبي حيان انظر: (٤/ ۱٥٦). من بين أسمائها (المبعثرة)، ولم يعلل سبب تسميتها بالمبعثرة ولم يذكر سنده في ذلك. ورأيت في مصحفين أحدهما نسخ سنة ۱۲٥۸ هـ والمصحف بجامعة الإمام بالرياض برقم (۱۸٤۲). والآخر في القرن الثالث عشر الهجري والمصحف بجامعة الإمام برقم (٦۷۱). عنونت (بسورة المائة وعشرون آية) ولم أرَ من المفسرين من سمَّاها بهذا الاسم، كما أنه ليس من المعروف تسمية السورة بعدد آياتها. وقال ابن عاشور التحرير والتنوير (٦/ ٦۹).: «وفي كتاب كنايات الأدباء لأحمد الجرجاني أحمد الجرجاني: أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني الشافعي، أبو العباس، كان إماما في الفقه والأدب، قاضياً بالبصرة، سمع من محمد بن غيلان، وعلي التنوخي، والحسن الجوهري، وغيرهم. روى عنه: أبو طاهر أحمد الكرجي، وأبو القاسم ابن السمرقندي، له تصانيف في الأدب حسنة منها (كتاب الأدباء)، (الكنايات)، (التحرير) توفي سنة ٤۸۲ هـ. انظر: طبقات الشافعية للسبكي (۳/ ۳۱)، الوافي بالوفيات (۷/ ۳۳۱).، يقال: فلان لا يقرأ (سورة الأخيار) أي: لا يفي بالعهد، وذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسمّون سورة المائدة سورة الأخيار». وهذه الأسماء جميعها هي من اجتهاد العلماء ولم يرد فيها حديث من النبي صلى الله عليه وسلم أو أثر من صحابته.